((عافية )) مأساة في سجون أمريكا تكشف عورات دعاة الإنسانية

2010-05-11 07:52:59

أخبار اليوم/ تقرير

إن دموع إنسانة اسمها "عافية صديقي" أياً كان مذهبها أو دينها، بعد تعذيبها واغتصابها إلى حد إفقادها للذاكرة في سجون واشنطن حيث تسُحق الإنسانية بلا رحمة، تعد واحدة من شهادات ناصعة على العار الديمقراطي الأمريكي ودعاة الحرية. .

"صديقي" الباكستانية الجنسية دكتورة الطب النفسي والمسجونة في أحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات بعد اختطافها من العاصمة الباكستانية كراتشي وأولادها الثلاثة. . ضحية الحقد الأمريكي تسيل مأساتها على مانشيتات أخبار وعناوين ردود الأفعال. . هذه القامة السامقة التي مرت عليها ترسانة الظلم، لو كان في الغرب ذرة إنسانية لشفعت لها، فضيحة مثلها أولى بالشفاعة إلا أنها تؤثر الصمود.

عافية الضحية والحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد قضيتها مأساة، حبلى بمظالم واشنطن تكشف عن زيف للحرية قادم من بلدان الديكتاتوريات العظمى، مأساة تتقيأ أميركا تابوتاً متعفناً بالإنسانية المهروسة هناك. . مأساة حملتها الأنباء وردود الفعل قاسية حيال سياسة ظلم هوجاء. . القصة أثارت أقلاماً صرخت في وجه الطاغوت الأكبر أميركا. . بعدسات الكلمة كشفوا حقيقة ساستها وسياستها. . خلعوا عنها رداء الرهبان لتبدوا جلاداً لازال يتشدق بالإنسانية.

هنا حقائق تفضح واشنطن. . ترسمها في أكثر من مشهد يغتسل فيه دعاة الحرية بالعار بما لطخت أياديهم التي انتهكت الإنسان.

عار جديد في سجون أميركا:

العنوان أعلاه ردة فعل للكاتب الدكتور/ رفعت سيد أحمد والذي عرف مأساة "عافية صديقي" بالديمقراطية الأمريكية. .

لقد حملت لنا الأنباء، فضيحة أسرى معتقل جوانتانامو وكيف أن بوش ورامسفيلد وأركان إدارتهم كانوا يعلمون جميعاً أن ال(742 أسيراً) أبرياء، وأن سجنهم كان لأهداف أخرى منها إدامة الحرب ضد المسلمين والعرب واستخدام قضيتهم كذريعة لاستمرار تلك الحرب، وبعد نشر صحيفة التايمز البريطانية للقضية وكشفها للفضيحة تناقلت الأنباء خبراً آخر أكثر مفاده أن الدكتورة/ عافية صديقي الباكستانية الجنسية والحاصلة على 144 شهادة فخرية منها دكتوراه في الطب النفسي من جامعة هارفارد وهي تحفظ القرآن كاملاً، أنها مسجونة في سجن الولايات المتحدة منذ سنوات، وبعد اتهامها زوراً بالاتصال بتنظيم القاعدة تم اختطافها هي ووالدها وأولادها الثلاثة من قلب العاصمة الباكستانية كراتشي، بالتنسيق المشترك بين المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الأمريكي والمخابرات الباكستانية، إن المعلومات المنشورة حديثاً عن الدكتورة (عافية صديقي) تؤكد أنها من قسوة التعذيب الجسدي بل والانتهاك الجنسي قد أصيبت بفقدان الذاكرة وأنه يتم سجنها الآن في سجن للرجال. . . !!.

تلك هي مأساة الدكتورة المسلمة (عافية صديقي) في سجون واشنطن ومثلها قرابة ال 700 معتقل من أبناء أفغانستان، وباكستان، والدول العربية في معتقلات واشنطن وجوانتانامو. . حول هذه المأساة دعونا نسجل ما يلي عل ما نكتبه يفيد:فأولاً: من متابعتي لقضية هذه العالمة الباكستانية الدكتورة/ عافية صديقي، ومأساة فقدها للذاكرة بعد تعذيبها وسجنها في واشنطن، وجدت أنها بريئة من الاتهام الموجه إليها وأنها قد سجنت وأسرتها ظلماً مثلها مثل مئات المظلومين من جراء الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق، وأنها استُخدمت كورقة من بين الأوراق الأمريكية الأخرى لإفهام العالم، بأن واشنطن تواجه الإرهاب، فأي إرهاب هذا الذي تمثله امرأة ضعيفة الحيلة والدور مع أولادها الأطفال !!. ثانياً: إن حجم ونوعية التعذيب البشع الذي مُورس على (عافية صديقي) من التعذيب الجسدي إلى التعذيب (الجنسي) وانتهاءً بالتعذيب المعنوي مما أفقدها الذاكرة، لهو إدانة جديدة لهذه الديمقراطية الأمريكية.

"عافية". . حكاية من وراء القضبان الأمريكية:

قضية (عافية صديقي) الباكستانية المتخرجة من معهد ماساشوسيت للتكنولوجيا في الولايات المتحدة والمعتقلة من قبل الولايات المتحدة لأكثر من خمس سنوات في ظروف غامضة ستغدو أخيراً علنية، ويبدو أنها ستجسد أنموذجاً عن الأدلة غير الصحيحة والمعاملة الظالمة تحت اسم الحرب على الإرهاب، وحديثاً عاد شبح معتقلين اختفيا في آذار باكستان عام 2003، للظهور ثانية في أفغانستان حيث احتجز من قبل ضباط أميركيين.

المعتقل الأول: "عافية صديقي" ذات الستة والثلاثين عاماً والباكستانية التي تحمل درجة دكتوراه من معهد ماساشوسيت للتكنولوجيا وحالياً هي محتجزة في مركز ميترولوليتان للاعتقال في بروكلين نيويورك.

أما المعتقل الثاني فهو ابنها الأميركي البالغ من العمر اثني عشر عاماً وهو أكبر أبنائها ولا يزال محتجزاً في أفغانستان، أما طفلاها الآخران وهما أيضاً مواطنان أميركيان فقد اختفيا معها عام 2003 ولا يزال مكانهما مجهولاً والأصغر كان يبلغ من العمر آنذاك ستة أشهر فقط.

"ايلين شارب" محامية عافية التقتها قبل أكثر من أسبوع وقالت إنها اعتقلت في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان وكان عليهما أن يتحدثا على امتداد ثلاث ساعات عبر الشق الذي يمرر منه الطعام والموجود أسفل باب زنزانتها.

وتقول "شارب": الإساءة بالمجمل رهيبة، إنها جسدية ونفسية ، ما يحدث كان تعذيباً مع بداية عام 2003 أعلنت ال (اف بي آي) أنها تريد "عافية صديقي" للاستجواب رغم أنهم اعترفوا بعدم حيازتهم لأي معلومات تشير إلى أن هذه الشخصية مرتبطة بنشاطات إرهابية معينة( بعد عدة أسابيع قبض على عافية وأطفالها الثلاثة من قبل الشرطة الباكستانية ولم يشاهدوا أو يسمعوا عنهم أي شيء على امتداد السنوات الخمس التالية، ولكن ال "اف بي آي" استمروا في وضعها ضمن قائمة المطلوبين، منكرين أنها اعتقلت على يد باكستان أو أي دولة أخرى، وفي أيار 200 اتهم كل من النائب العام آنذاك أشكروفت ومدير ال(اف بي آي) روبيرت مويلليرعافية بكونها عضواً في القاعدة وزعما أنها لا تزال طليقة، أما دليلهما فهو أنها خلال وجودها في أميركا قامت بامتلاك صندوق بريد إضافة إلى أن حسابها المصرفي يظهر سلوكاً مريباً بكلمة أخرى كانت تسحب نقوداً بشكل أتماتيكي لبعض الجمعيات الخيرية المسلمة، ولكن الأمر الأكثر غموضاً من اختفائها هو إعادة ظهورها كي تلفق الولايات المتحدة سيناريو يخرج عافية من النسيان ويعيدها إلى المشهد العام.

خبر عافية المأساوي:

محكمة فيدرالية أميركية أدانت الأربعاء الماضي عافية صديقي (37 عاماً)، التي تخرجت بتفوق من معهد تكنولوجيا ماساشوتستس الشهير من الولايات والمتخصصة في علوم الأعصاب بمحاولة قتل جنود أميركيين في أفغانستان سنة 2008م.

واتهمت صديقي بأنها أطلقت النار في يوليو 2008 على ضباط أميركيين عندما كانت موقوفة في أفغانستان لتورطها المفترض مع تنظيم القاعدة.

ورغم أنها لم تلاحق بتهمة الإرهاب، فقد وصفتها النيابة بأنها من أكبر الإرهابيين وكانت تخطط لتفجير قنبلة في نيويورك. . لكن عافية صديقي نفت تلك التهم ودفعت ببراءتها.

وفي بيان أعربت سفارة باكستان في واشنطن عن "الصدمة من هذا الحكم غير المتوقع"، مؤكدة أن الحكومة الباكستانية "ستبذل كل ما في وسعها من أجل إحقاق الحق لها كمواطنة باكستانية.

وحاول محامي الدفاع عن عافية صديقي إثبات أن موكلته لا تتمتع بكافة قدراتها العقلية، لكن القاضي اعتبر أنها لا تعاني من أي خلل نفسي وأنها قادرة على المثول أمام القضاء. وردت محامية من عائلة صديقي تدعى تينا مونشيبور على القرار الأربعاء، بأنها ستستأنف الحكم.

وقالت "وصفوها بالإرهابية رغم انه لم توجه لها تهمة الإرهاب في محاكمتها، إنها حالة طغت فيها الأفكار المسبقة والانحياز على قاعة الجلسة".

وأثارت عافية صديقي مراراً صخباً خلال محاكمتها بمهاجمة لجنة المحلفين والشهود وحتى محامييها ذاتهم بإعلانها أنها ضحية اسرائيل، وبعد إدانتها، ردت بنفس المبررات قائلة "انه حكم أملته اسرائيل وليس أميركا، يجب توجيه الغضب للهدف المناسب".

من جانبها قالت والدة عافية صديقي إن إدانة ابنتها في نيويورك بتهمة قتل أميركيين "كشف الوجه الحقيقي" للولايات المتحدة وأظهر "الانحدار" الأميركي الحالي.

ونقلت قناة "جيو" الباكستانية عن عصمت صديقي قولها للصحافيين بعد صدور الحكم إن ابنتها بريئة، وحثت الناس في باكستان على عدم التسرع في الاحتجاج، معربة عن سعادتها لأن ابنتها بريئة والحكم هو صفعة مؤلمة على وجه الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أنه لو كانت ابنتها مذنبة لكانت عاقبتها بنفسها، في المقابل، أعربت الوالدة عن عدم رضاها عن أداء الحكومة الباكستانية في هذه القضية.

وبعد أن استغرق اختفاء الباحثة الباكستانية د. عافية صديقي 5 سنوات دارت فيها الشكوك حول ضلوع المباحث الفيدرالية الأمريكية في اختطافها ، تم الإعلان رسمياً عن اعتقالها وتسليمها إلي الولايات المتحدة التي تتهمها بالشروع في القتل ، وإطلاق النار على اثنين من المحققين من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية في 18 يوليو المنصرم ، في أثناء اعتقالها في قاعدة أمريكية رئيسية بأفغانستان ،وهو لا يكشف عن لغز اختفاء عافية وأبنائها الثلاثة قبل 5 أعوام ولا يضع الحقيقة الكاملة في دائرة الضوء.

وحسب ما ذكرت السلطات الأفغانية فإن عافية تم اعتقالها قبل يوم من الحادث خارج مقر حاكم غزني عقب العثور معها حسب ما ذكره مسئولون أمريكيون على إرشادات لصناعة متفجرات إلى جانب وصف لمدن ومعالم أمريكية بالإضافة إلى مواد محفوظة في أواع زجاجية لم يتم الكشف عن طبيعتها وتواجه باحثة التكنولوجيا الباكستانية التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة أحكاماً قصوى بالسجن تصل إلى 20 عاماً حال إدانتها وقد ذكرت وكالة الأنباء الرسمية

في باكستان أن سفير إسلام أباد لدى واشنطن قدم طلباً للسماح للقنصلية بالاتصال بها.

ود. عافية صديقي 36 عاماً أول امرأة على لائحة الإرهاب والمطلوبين دولياً لصلتها المزعومة بتنظيم القاعدة واتهامها بالتستر ونقل أموال لأعضاء في القاعدة منهم خالد شيخ

محمد كما جاء في صحيفة محلية أمريكية قبل 5 أعوام مما كان سبباً غير مباشر في اعتقالها أو اختفائها حيث سلط الضوء على عافية التي أمضت وزوجها امجد عشر سنوات

هادئة في الولايات المتحدة ، وتعود جذور القصة إلى مارس 2003 بعد اختفاء د. عافية بعد خروجها وأطفالها الثلاثة من منزل أبويها في مدينة كراتشي الساحلية الباكستانية متوجهة إلي المطار حيث تم اعتقالها بتهمة تسهيلها نقل أموال إلي أعضاء ناشطين في القاعدة وأشارت منظمة العفو الدولية "امنستي" إلي معلومات تفيد اعتقال عافية أطفالها الصغار الثلاثة في إعقاب إصدار مكتب التحقيقات الفيدرالية تنبيها يطالب بتحديد موقعها وأكدت جماعات باكستانية مدافعة عن حقوق الإنسان أنها تعتقد أنها كانت محتجزة في قاعدة باجرام الأمريكية الرئيسية في أفغانستان دون الإشارة إلى مصير أطفالها الذي كان أكبرهم في الرابعة من عمره بينما أصغرهم رضيع عمره شهر واحد ، وذلك وقت اختطافهم أو اختفائهم وفي الوقت الذي لمحت فيه احدي الصحف الأمريكية لخبر اعتقال عافية لارتباطها بأنشطة إرهابية خرجت أمها السيدة عصمت التي رحلت قبل فترة لتنفي ما تردد عن ضلوعها في أنشطة إرهابية في أثناء معيشتها في الولايات المتحدة لاستكمال الدراسات العليا أو بعد عودتها لوطنها.

وبينما نفى وزير الداخلية الباكستاني فيصل صلاح حياة عافية في 2003 ترددت أخبار وقصص في الصحف الباكستانية عن السجينة 650 في قاعدة باجرام بأفغانستان التي فقدت عقلها بسبب التعذيب والاغتصاب المتكرر من جانب سجانيها وناشدت إحدى الجماعات الحقوقية الباكستانية في بيان يدعو لتذكر قضية الدكتورة عافية بالظلم الفادح الذي لا يعلم إلا الله عدد الباكستانيين الذين تعرضوا له في منشآت الاحتجاز الأمريكية في أفغانستان وخليج وجوانتانامو ومناطق أخرى وهو ما أشارت إليه "امنستي" المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان في تقريرها لعام 2007 الذي ضم اسم العالمة الباكستانية في قوائم المفقودين باعتبارها واحدة ممن يدل اختفاؤهم على وجود معتقلات سرية للولايات المتحدة.

هذا ويؤكد أفراد أسرة عافية تعرض ابنتهم للتعذيب والاغتصاب دون ذكر مصدر تلك المعلومات بينما أعلنت شقيقتها فوزية صديقي قبل أيام في مؤتمر صحفي براءة أختها التي لن تلقى محاكمة عادلة بأي حال من الأحوال وفي الوقت الذي لا ينفي آخرون في باكستان ضلوع عافية في أنشطة لها علاقة بالقاعدة فإنهم يرون بكل موضوعية عدم إنسانية القبض عليها وأطفالها وتسليمها على طبق من فضة للأمريكيين بدلاً من محاكمتها في بلادها هذا بينما يري أصدقاؤها الناشطون علي شبكة الانترنت أن عافية قد تعرضت للاعتقال والتعذيب دون سبب أو تهمة واضحة على مدار 5 سنوات قبل أن يتم اتهامها مؤخرا بمحاولة قتل محققين أمريكيين ضالعين في استجوابها ويؤكد آخرون أن آلة الدعاية الأمريكية قد نجحت في تحويل امرأة متعلمة وزوجة وأم لثلاثة أطفال إلى حطام وهو ما دعا لاحقاً الصحفية البريطانية الشهيرة ايفون رايدلي التي خاضت من قبل تجربة الأسر لدى طالبان إلى إطلاق اسم المرأة الرمادية على عافية التي أصبحت بمثابة الشبح الذي يذكر الجميع تواجده أو مسئوليتهم عن اختفائه. <

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد