بمشاركة عربية وإسلامية.. انطلاق أعمال المؤتمر الدولي للعمارة والفنون الإسلامية في صنعاء

2010-06-13 05:54:37

أخبار اليوم/ صفوان الفائشي

تحت رعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله انطلقت صباح أمس بقاعة جمال عبد الناصر بكلية الآداب بجامعة صنعاء فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للعمارة والفنون الإسلامية لرابطة الجامعات الإسلامية والتي تحتضنه رحاب جامعة صنعاء لمدة ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من الدكاترة والباحثين في مجال العمارة والفنون في المعالم الأثرية في العالم الاسلامي حيث ستقدم إلى المؤتمر خمسون ورقة عمل لعدد من الدكاترة والباحثين المهتمين في مجال العمارة والفنون من مختلف الدول الإسلامية.

وفي حفل الافتتاح أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة أهمية المؤتمر كونه يتناول العمارة الإسلامية وفنونها المختلفة عبر أبحاث معدة من أساتذة عرب ويمنيين وتناقش معارف جديدة تسهم في الحفاظ على الفن المعماري الإسلامي وتطويره وخاصة فن العمارة في اليمن وما تمثله كثير من المناطق والمدن من واجهات ومعالم حضارية تشهد بثراء الفن الإسلامي وتنوع أساليبه وأنماطه خاصة في صنعاء القديمة التي تتميز بطابع معماري فريد، إلى جانب مدن ومناطق تشتهر بالعمارة بالطين كشبام حضرموت وغيرها.

وأشار إلى المهددات التي تواجه فن العمارة في اليمن في مقدمتها الأسمنت والبيوت الجاهزة التي بدأت تزحف مهددة فن المعمار الإسلامي الأصيل، والتي قد تؤدي لمحو معالم هذا الفن من البيوت في قادم السنوات.

ونبه بهذا الصدد إلى ضرورة إنشاء مركز متخصص في فن العمارة الحجرية يتبع جامعة صنعاء وآخر متخصص في العمارة الطينية بجامعة حضرموت لإعداد الدراسات والبحوث للحفاظ على هذين النمطين والإسهام في حفظ خصائص فن العمارة في اليمن وتوصيلها ونقلها إلى الأجيال القادمة، حيث أن اليمن غني بالتراث الإسلامي ولديه تنوع في فنونه المعمارية سواء في عمارة البيوت أو المساجد أو الأسواق، فصنعاء وحدها تعد متحفاً فيها العديد من فنون العمارة الإسلامية من بناء و زخارف وغيرها.

وقال : إن العمارة اليمنية بتنوعها تعد ثروة إسلامية وإنسانية ووسيلة من وسائل جذب السياح في اليمن، رغم ما تعانيه السياحة حالياً من إشكاليات. . . داعيا المشاركين من الدول العربية والإسلامية إلى زيارة مدينة تريم بمحافظة حضرموت التي يحتفى بها هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية للاطلاع على الفن الإسلامي في عمارتها الطينية التي تزدان بها مبانيها.

من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور خالد طميم رئيس الجامعة أن عقد هذا المؤتمر بجامعة صنعاء يؤكد اهتمام الجامعة مع الرابطة بجوانب العمارة والفنون الإسلامية لحفظ هذا التراث وغرس ثقافته في الأجيال القادمة وإن اليمن من الدول الإسلامية التي تزخر بمفردات الفن الإسلامي وعمارتها المتوارثة من حقب متعددة مما يؤكد أن اليمن سارت جنباً إلى جنب مع بقية البلدان الإسلامية في الحفاظ على هذا التراث وتنميته وإبراز روعته وقيمته للعالم.

ولفت طميم إلى ضرورة خروج المؤتمر بنتائج وتوصيات قابلة للتطبيق لتقدم للجهات المعنية لتفعيلها. . معبراً عن الأمل في أن تضم أديبات ومخرجات المؤتمر في كتاب تتبنا طباعته جامعة صنعاء ليكون إضافة نوعية للمكتبة الأكاديمية و زاداً للباحثين والمهتمين.

بدوره تحدث أمين عام الرابطة الدكتور جعفر عبد السلام في كلمة ألقاها عنه المستشار الأعلى للرابطة الدكتور فتحي الملا حرص الرابطة على عقد المؤتمر في صنعاء إنما هو عرفان لما لهذه المدينة التراثية من بعد حضاري ومعماري وفني إسلامي وإنجازات وحدوية بوصفها عاصمة اليمن الواحد وصنعاء مدينة الثوابت المقدسة. . الثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة،صنعاء الوحدة الشامخة الراسخة التي جسدت الوفاء للثورة السبتمبرية محققة كامل أهدافها الستة ومنها تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة ومن هنا من صنعاء نحيي وحدة الأمة الراسخة ونتطلع إلى الوحدة العربية الشاملة، فالوحدة قوة، وعزة وكرامة.

وذكر أمين الرابطة أن المؤتمر يهدف لإبراز التفاعل بين الأساتذة والباحثين والعلماء في الجامعات المنضوية تحت الرابطة وتكثيف الرؤى وتبادل الخبرات الجامعة والتجارب العلمية التي فيها إثراء للفكر الإنساني والعلمي على مستوى الجمهورية اليمنية انطلاقاً إلى العمل الموحد على مستوى الجامعات الإسلامية.

حيث ان المؤتمر يهدف إلى إلقاء الضوء على جوانب العمارة والفنون الإسلامية والتنويه بموقع الحضارة الإسلامية في جانب العمارة والفنون الإسلامية من الفنون العالمية ومدى تأثيرها وتأثرها في الفن العالمي المعاصر إبداعا وتطبيقا.

وأكد ان المؤتمر يهتم بتأصيل الحضارة الإسلامية في جانبها الإبداعي في مجال العمارة والفنون والتوصل إلى منهج تعليمي يضع هذا الجانب الحضاري أمام الدارسين في المراحل الجامعية وما قبلها لإثراء الفكر وإبراز الذاتية الإسلامية لشباب الأمة لدعم اعتزازها وثقتها بنفسها وحضارتها الخالدة.

ولفت إلى أن الحضارة الإسلامية لم تقتصر على فنون العلم الشرعي والعلوم الإنسانية وحدها بل تجاوزت ذلك إلى علوم العمارة والفنون الإسلامية المختلفة من نقوش وزخرفة وخطوط.

ونوه أن رابطة الجامعات الإسلامية منظمة دولية تضم في عضويتها 120 جامعة في مختلف بلدان العالم الإسلامي منها خمس جامعات يمنية في مقدمتها جامعة صنعاء، وأن جامعات يمنية أخرى ستنضم إلى الرابطة بعد استكمال إجراءات انضمامها وقبول عضويتها.

من جهته أفاد مقرر المؤتمر الدكتور محمد زينهم أن عدد الأبحاث المشاركة في المؤتمر تجاوزت 100بحث علمي تم اختيار 50 منها من قبل اللجنة التنظيمية والمحكمين.

وأوضح أن محاور المؤتمر تركز على موضوعات منها ما يكشف عن واقع التراث والتزوير والتدمير خاصة في التراث الفلسطيني وما يؤكد على إثر الشريعة والعقيدة في البناء المعماري و على نماذج الإبداع للفنان المسلم في رسوم الزخارف البنائية بطراز سامراء والعصر الطولوني ومنها ما يؤكد على المباني الإسلامية التاريخية وإعادة توظيفها بما يتناسب والعصر الحديث.

وتمنى زينهم أن يخرج المؤتمر بنتائج تؤكد بالكشف العلمي الجديد دور مع عظمة الحضارة الإسلامية وفنونها وأصالتها وبما يؤكد عولمة الفكر الإسلامي وفنونه وتؤكد للعرب أصالته ومعاصرته في فن العمارة.

ويناقش المشاركون في المؤتمر أوراق وأبحاث علمية في عدة جلسات توزعت في أربعة محاور يهتم الأول بتوضيح "أثر العقيدة والشريعة الإسلامية على الفنون والعمارة الإسلامية" والثاني ب"العمارة الإسلامية وخصائصها"، و الثالث ب"الفنون والحرف الإسلامية"، والرابع ب"التراث الثقافي والحضاري بين الأصالة والمعاصرة".

في وقت ناقشوا فيه خلال جلسة اليوم الأول برئاسة الدكتور نبيل السمالوطي ستة أبحاث وأوراق علمية الأولى لأستاذ العمارة والآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة الدكتور محمد الكحلاوي حول " حق الطريق وأثره على مخططات العمائر الدينية الإسلامية ".

وتطرقت الورقة إلى فقه العمارة الإسلامية والأحكام الفقهية التي تناولت العديد من قضايا البناء في المدينة الإسلامية، أبرزها حق الطريق على مخططات العمائر الإسلامية.

و أكدت احترام المعماري المسلم لحق الطريق، وأنه لم يسمح لنفسه قط أن يخطط لعمائره حتى ولو كانت دينية على حساب الطريق السالك، وإذا تعارض التخطيط القائم للمنشأة الدينية مع الطريق السالك وجب على المعماري اللجوء إلى إيجاد معالجات معمارية تكون من شأنها المحافظة التامة على حركة انسياب الطريق دون قطعه أو عرقلته.

و أشار الكحلاوي في ورقته إلى نماذج مختلفة من العمارات الدينية الإسلامية من أقاليم متعددة تؤكد على فكرة عالمية التراث الحضاري الإسلامي.

فيما تناولت ورقة العمل الثانية للدكتور جمال موسى معجم من الهيئة اليمنية للحفاظ على المدن التاريخية دور مادة الخشب في العمارة التقليدية في اليمن، وأوضحت الدور الذي لعتبه هذه المادة على مر التاريخ في العمارة الإسلامية.

ورأت أنه لا يمكن الاستغناء عن مادة الخشب ، كونها عصب العمارة وروحها من سكن ومباني عامة ودور للعبادة ومدارس وغيرها.

وقال معجم في ورقته أن الحرفيين في اليمن استطاعوا الإبداع والتفنن في العمارة الإسلامية باستخدام مادة الخشب خاصة في الحقب الماضية كما أن الأثاث والديكور أيضا يلعب دورا كبيرا في إبراز الوجه الحضاري للعمارة الإسلامية.

وتناول أستاذ كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان بمصر الدكتور حسام الدين فاروق النحاس في الورقة الثالثة تأثير الصياغة البصرية للفنون الإسلامية في الأسقف والقباب الزجاجية بالمنشآت السياحية بمصر.

وأشارت ورقته إلى فنون العمارة كأحد أركان مثلث الفنون ( النحت والتصوير والعمارة) باعتبارها أكثر الفنون التطبيقية التصاقا بحياة الإنسان.

وأكدت توظيف الزجاج في الفراغ المعماري الداخلي للعمارة الحديثة بصفة عامة وفي العمارة الفندقية بصفة خاصة بحيث تكتسب تلك المنشآت صبغة فنية جمالية تؤثر في إثراء الفراغ المعماري الداخلي والخارجي وتحافظ على الهوية العربية والإسلامية في عناصرها المعمارية.

في حين تطرقت ورقة العمل الرابعة للدكتور خالص الأشعب من جامعة صنعاء إلى التواؤم البيئي للنسيج العمراني في المدينة العربية، وبينت أن المعمار والمخطط العربي استطاعا تسخير البيئتين الطبيعية والاجتماعية لبناء تراث عمراني عربي فريد،كما ساهما في التصدي لعمليات التهجين العمراني الزاحف عبر القارات لقضم ومحو الهوية العمرانية التي هي ذاكرة الحضارة العربية للأجيال.

وتحدثت ورقة العمل الخامسة للمدير التنفيذي لشركة A3R للتجميل المعماري والترميم بمصر الدكتور إبراهيم بدوي عن التقنيات الحديثة في إعادة تأهيل وتطوير العمارة التراثيه تطبيقا على المسجد الأحمدي.

ونوهت إلى اهتمام مصر بإعادة تأهيل العمارة التراثية الإسلامية باعتبارها جزءاً من حضارة الشعوب من خلال استنباط حلول تكنولوجية مستحدثة علميا وفنيا للحفاظ على التراث وصيانته وترميمه وتطويره.

وأشارت إلى قيام الشركة بإجراء عمليات بحثية على الترميم الدقيق للفنون المعمارية في بعض المساجد المصرية ومنها مسجد الأحمدي بطنطا.

وركزت الورقة الأخيرة لأستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة صنعاء الدكتور محمد السروري على التعريف ب"أهداف اختيار مواقع المدن الإسلامية" مستعرضاً الشروط التي يجب مراعاتها عند اختيار مواقع المدن الإسلامية مثل الهواء والمياه والتربة الخصبة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد