في فعالية "مشروع اتحاد الدول العربية" بمنارات.. الماوري :الجامعة العربية مشروع بريطاني لتجزئة الوطن وصيغ المبادرة اليمنية واقعية

2010-07-22 03:00:03

أخبار
اليوم / خاص


أكد القاضي يحيى الماوري أن أبرز
عوامل نجاح المبادرة اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك تتمثل في الصيغ الواقعية
والموضوعية والبعد عن الصيغ العاطفية والإنشائية التي اتسمت بها المشاريع
السابقة.

وقال الماوري في ورقته
"البعد الدستوري في المبادرة اليمنية" التي قدمها في المركز اليمني للدراسات
التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات " بعنوان "قراءات فكرية وتحليلات سياسية
لمشروع اتحاد الدول العربية"قال إن الوطن العربي منذ انهيار الخلافة العثمانية في
أوائل القرن الماضي دخل في مرحلة جديدة شهد خلالها الكثير من التحولات والمتغيرات
القومية والقطرية في ظل هيمنة استعمارية مباشرة أهمها التجزئة السياسية والجغرافية
على إثر اتفاقية (سايكس بيكو)، التي شكلت معوقات قوية أمام مشروع الدولة القومية
التي كانت الأمة تطمح لإقامتها، وأن القوى المعادية أجهضت كافة المشاريع العربية
(القومي، الإسلامي، الدولة القطرية)، وأوجدت بؤر الصراع بين هذه الكيانات حالت دون
تحقيق التكامل وتوحيد الأمة.
وأكد الماوري أنه كان للوجود الاستعماري المباشر
دوره الفاعل في إضفاء الحماية على الأنظمة التقليدية وتوسيع أسباب التباين
والاختلاف بين الأنظمة العربية من خلال إيجاد الفوارق الثقافية والاجتماعية
والتفاوت الاقتصادي والتنموي وتكريس ثقافة التجزئة والانقسام السياسي واصطناع
الحدود الجغرافية وإضفاء الطابع الإقليمي على الأنظمة العربية من خلال إقامة جامعة
الدول العربية كمنظمة إقليمية للحيلولة دون إقامة كيان قومي يوحد الأمة ويحمي
مصالحها.
وأشار إلى أن إنشاء جامعة الدول العربية جاءت كفكرة بريطانية وأول من
نادى بها أنتوني إيدن وزير خارجية بريطانيا عام 1941م وذلك لعدة أهداف أهمها: تكريس
اتفاقية سايكس بيكو وضمان استمراريتها في تجزئة الوطن العربي وإضفاء شرعية إقليمية
ودولية على الكيانات القطرية، إقامة جدار فاصل يقطع الطريق أمام أي محاولة لإعادة
وحدة الأمة العربية.
وبين مسيرة العمل العربي المشترك في ظل الجامعة العربية
التي مضى على تأسيسها أكثر من ستين عاما، والتي يمثل إنشائها المرحلة الأولى من
مراحل العمل العربي المشترك من الناحية التاريخية، وإن كان يمثل الوجه السلبي من
حيث الأهداف والنتائج حد قوله، موضحا أنها مرت خلال الفترة الماضية بعدة مراحل
وشهدت بعض محاولات لتطويرها وإعادة هيكلتها في محاولة لتجاوز السقف الاستعماري
البريطاني الذي وضع لها إلا أن تلك المحاولات والجهود لم تحرز أي نجاح حتى
اليوم.
وبين أن التشابه بين الاتحاد الأوربي والجامعة العربية قائم، وأن أكثر
المحللين السياسيين يذهبون إلى أن أسباب نجاح الأوروبيين وإخفاق العرب تعود إلى عدة
عوامل منها: حرية القرار لدى الدول الأوروبية، والالتزام بالديمقراطية، التدرج، وأن
التجربة الأوربية لم تسع إلى هيمنة الدول الكبيرة على الدول الصغيرة كما هو الحال
في بعض التجارب العربية حيث تهيمن السعودية على مجلس التعاون الخليجي وكذلك هيمنة
مصر والسعودية على جامعة الدول العربية مما افشل التجارب العربية ونأمل ألا يعيق
المبادرة اليمنية، وأن الدول الأوروبية لم تواجه المؤامرات التي واجهتها التجارب
العربية من دول كبرى تمتلك نفوذا على أنظمة ودول عربية تخضع لسياساتها
وهيمنتها".
إلى ذلك أستعرض أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل
الشجاع، البعد الثقافي في المبادرة، مبينا أن النظام العربي أصابه الكثير من الضرر
مما جرى ويجري على الساحة وتحديات دولية، وأنه لا يكفي أن تكون المبادرة رسمية،
وإنما لابد للحركة الوطنية والقوى السياسية العربية أن تكون مشاركة في الوصول
للاتحاد العربي.
من جهته، دعا رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية بالمؤتمر الشعبي
العام وكيل وزارة الخدمة المدنية والتأمينات طه الهمداني في ورقته "دور منظمات
المجتمع المدني في إسناد مشروع اتحاد الدول العربية وطنيا وعربيا"، منظمات المجتمع
المدني إلى الإسهام في التعريف بمضامين المبادرة اليمنية المتمثلة في نص مشروع
الاتحاد العربي المقدم إلى القمة العربية على المستوى الوطني والعربي، وبيان منظومة
القيم التحديثية التي يتضمنها المشروع وأهميتها وأولوياتها

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد