في ملتقى أبناء صعدة .. الزنداني يطالب النواب والشورى بدراسة قضية صعدة .. والأحمر يحذر من تفكك البلاد

2010-08-04 05:10:38


أخبار اليوم/ حسان الحجاجي

عقد أبناء محافظة صعدة ملتقاهم الأول بالعاصمة صنعاء صباح أمس بحضور المئات من مشائخ الجوف وسفيان واليمن بشكل عام، إضافة إلى العديد من مشائخ العلم والسياسيين وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب.

وفي الاجتماع الذي حضره أكثر من "1500" شيخ وعقد تحت شعار "صعدة إخاء وسلام وبناء" وخصص لمناقشة قضية صعدة. . ألقيت فيه العديد من الكلمات نوجزها في السطور التالية:

> في البداية ألقى الشيخ/ حسين الأحمر كلمة قال فيها: إن هذا الملتقى دعم لأبناء صعدة وإن الملتقى يشكل انطلاقة نحو توحيد المواقف والقدرات وتمتين قواعد الترابط والإخاء وتعزيز منهج التضامن والإخاء بين أبناء صعدة وجعلهم يداً واحدة وموقفاً واحداً بدلاً من الفرقة والتباغض والتشرذم، داعياً إلى أن يثبت هذا الملتقى الجميع على طريق الحق والمناصرة ومواجهة البغي أينما كانت صورته، انطلاقاً من الواجب الديني وشعوراً بالمسؤولية تجاه أبناء محافظة صعدة وأن الواجب الوطني جعل الجميع يعمل مع مشائخ صعدة لإخراج فكرة الملتقى إلى حيز الوجود وبمساندة مشائخ العلم والسياسيين للوقوف مع أبناء صعدة لبناء مرجعية لأبناء المحافظة تكون اللبنة الأساسية والثابتة التي تعمل بديمومة على بناء اللحمة والإخاء بين مشائخ وقبائل محافظة صعدة.

وناشد الشيخ الأحمر أبناء صعدة بتوحيد صفوفهم والعمل كفريق واحد على مواجهة كل التحديات وما يحيط المحافظة من مخاطر كبيرة وخطيرة.

وأضاف أنه ومن خلال قناعتها لا حل لمشكلة صعدة إلا من خلال أبنائها الشرفاء، مشيراً إلى أن هذه القناعة أتت بعد ست سنوات من الحروب المتكررة التي بدأت في جزء من مديرية وانتشرت إلى عموم المحافظة وتجاوزتها إلى محافظات أخرى وصولاً إلى بوابة العاصمة.

وتساءل رغم الحروب الستة التي لا يعلم الجميع كيف تبدأ وكيف تتوقف وما هو المصير المجهول الذي تسير إليه البلاد. . هل سيظل مستقبل البلد مرهوناً على هذه التصرفات دون مسؤولية أو حلول جادة يشعر أبناء اليمن بأنها تصنع لديهم الأمل لتحقيق ما ناضل من أجله الآباء.

وتابع الأحمر في كلمته متسائلاً من يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من الفوضى والحروب والصراعات والفقر والبطالة والفساد وانتشار الجريمة وتدهور العملة وتصاعد المطالبات بالانفصال في المحافظات الجنوبية والشرقية وبيع الثروة بلا رقيب؟ ومن يتحمل مسؤولية تحويل الدولة إلى إطار خارج المعايير المؤسسية والدستورية؟.

ودعا الدولة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى إن تستشعر مسؤولياتها وواجباتها في حماية البلد من الحروب والصراعات والعنف والفساد والاستبداد بعد انتشار الفوضى والاختلالات الأمنية والانهيارات الاقتصادية وتصاعد حدة المطالبات بالانفصال.

وقال الوطن مهدد بالتفكك إذا لم يع ويصح أصحاب القرار والقوى السياسية من غفوة الحيران العاجز: والمعتل، حيث أصبحت الدولة في أنظار العالم تسير على طريق التهالك والانهيار، ففي الشمال سيادة الدولة تفقد وفي الجنوب شرعيتها تفقد والمناطق الأخرى تسقط هيبتها.

ودعا في ختام كلمته الدولة لإطلاق جميع المعتقلين كما دع الحوثيين إلى إطلاق جميع الأسرى.

> من جانبه ألقى الشيخ/ فيصل مناع كلمة قال فيها:

إن الذي تداعت له محافظة صعدة اليوم وذلك بعد أن أصيب أبناءها بكارثة مأساوية سقط فيها الآلاف وجرح الآلاف ودمرت المنازل وصلبت المزارع وأغلقت الأسواق وتقطعت الأرزاق وسدت المنافذ والطرقات طول ستة حروب.

وأضاف مناع: لا يعلم أبناء صعدة كيف قامت الحرب وعلى أي أساس تمت الهدنة وكل هدنة مقصودة ليستعيد المتمردون نشاطهم وقوتهم ويستقطبوا أنصاراً ومساعدات ثم يعودوا إلى الحروب الخاسرة.

وأوضح أن اجتماع المشائخ اليوم لإطلاعهم على أوضاع صعدة لعلهم يصحون من سباتهم ولعل مشائخ اليمن والعلماء يكون لهم دور بارز في مساندة إخوانهم في صعدة والتعاون معهم للخروج من هذه المأساة.

وقال : لا نجهل واجب الدولة والمسؤولية المباشرة الملقاة على عاتقها شرعاً وعرفاً في حماية المواطنين وأموالهم وحقوقهم وأعراضهم وإيجاد الأمن والسلام والاستقرار وإعادة البناء والأعمار على كل شبر من أرضها وقطع دابر من يريد إزاحتها.

وتابع مناع: صبرنا حتى نفذ الصبر ونحن نطالب الدولة القيام بهذا الواجب.

ودعا إلى تنفيذ النقاط الست المعروفة التي مر عليها أربعة أشهر ونصف ولم ينفذ منها بند واحد.

وأردف بالقول: الدولة والجيش داخل مدينة صعدة في حين ينتشر الحوثيون في كل المديريات ويتصرفون كما تتصرف الدولة.

> من جهته ألقى عضو مجلس النواب صخر الوجيه كلمة قال فيها مخاطباً أبناء صعدة: يكفي ما سال من دماء. . داعياً أبناء صعدة إلى الوحدة من أجل السلام في محافظة السلام صعدة.

وطالب الدولة بالقيام بواجبها الدستوري والقانوني في حماية أرواح الناس ودمائهم وأموالهم في مناطق التمرد، وألا يتم توظيف الفتنة توظيفاً سياسياً لتصفية الحسابات مع بعض الخصوم لتحقيق مكاسب سياسية أو لخلط أوراق، لأن ذلك ستكون نتائجه وعواقبه وخيمة على الجميع.

وأضاف الوجيه: أخاطب الحوثيين وأقول لهم إن شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل لا يبرر قتل اليمنيين من أبناء صعدة ومن أبناء اليمن كله ، فكفاكم ترديداً لشعارات وسلوك سلوكيات تتنافى مع هذه الشعارات وعليكم الالتزام بالنقاط الست التي التزمتم بها.

> وكانت قد ألقيت كلمة باسم الشيخ حسين محمد مقيت قال فيها: إن المجتمعين في ملتقى أبناء صعدة تحت اسمى الأهداف وأجل الغايات في خطوات أبناء المحافظة في مضمار البحث عن العدالة وفي درب النضال والكفاح من أجل الحرية والبناء والعيش الكريم.

وأضاف أن أبناء صعدة واجهوا الحروب الستة التي مرت وأثبتوا أنهم أقسى من الصخور التي صوغتها آلة التمرد والإرهاب لخدمة أغراضها الإجرامية الهدامة وأنهم أي أبناء صعدة أمل للتضحية والفداء والمواجهة وأنهم صامدون مهما حصل في حق أبناء صعدة من تجاهل وإجحاف وما ظهر جلياً من تغاضي وتخاذل الموقف الرسمي عن أنصاره من رجال القبائل المخلصين حينما تتوصل الدولة إلى تسوية هزيلة مع عصابة التمرد الحوثية.

وتابع إلا أن مواقف وتضحيات خولان بن عامر وهمدان بن زيد في مختلف المراحل التاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها ومهما حصل من تراجع فإنما هو محصلة لعدد من العوامل والأسباب والأخطاء المشتركة من الحاكم والمحكوم، إلا أن ذلك لا يمكن أن يراه العقلاء والحكماء مبرراً كافياً لاستمرار الانحدار والتقهقر والاختلاف والفرقة ويجب أن يقف الجميع وقفة صادقة وجادة مع أنفسهم سواءً أولياء الأمور أو المواطنون.

> كما قدم الشيخ/ خالد النحو تقريراً باسم "اللجنة التحضيرية للملتقى" قال فيه: إن بيوت صعدة العامرة خربت وسفكت فيها الدماء الطاهرة ويتم فيها الأطفال ورملت النساء وروع الآمنون وفقر الأغنياء وهان فيها كل عزيز وانتهك فيها كل مصان وأصبحت المحافظة تصدر الموت إلى كل بيت في اليمن وتفوح منها رائحة الدم والدخان بعد أن كانت سلة الخيرات التي تصدر أجود أنواع الفاكهة لكل بيت في اليمن وأصبحت تستنزف طاقات اليمن الحبيب المادية والبشرية بعد أن كانت ترفد الدخل القومي بمليارات الريالات.

مذكراً بأن الحرب الأولى بدأت في 28 يونيو 2004م وكان نطاقها الجغرافي عزلة مران بمديرية حيدان ، أي ما نسبته 5% من مساحة المحافظة واستمرت الأزمة، وقال إن أي هدنة لم تختلف عن الحرب وصولاً إلى الحرب السادسة التي اشتعلت في "11" أغسطس 2009م وانتهت في "12" فبراير 2010م وكان نطاقها الجغرافي محافظة صعدة ومديريات من الجوف، إضافة إلى مديرية حرف سفيان من محافظة عمران وبعض منطقة جيزان من المملكة العربية السعودية. . وتساءل بالقول: أليس هذا ناقوس خطر يستدعي الانتباه؟.

وتحدث النحو في تقريره عن الخسائر المادية حيث أوضح بأن خسائر الحرب السادسة فقط بلغت مليارين ونصف دولار في حين بلغت المنازل المدمرة أكثر من "1700" منزل و"164" مزرعة رمان وتفاح وعنب و"34" مزرعة دواجن و"210" منشآت حكومية بين مدرسة ومنشآت صحية وغيرها.

أما الخسائر البشرية لهذه الحروب فقد وصل عدد القتلى والجرحى إلى عشرات الآلاف منهم "187" قتيلاً من الأطفال في الحرب الأخيرة، إضافة إلى آلاف الأطفال الذين شردوا مع أسرهم بسبب تلك الحروب.

وقال النحو: إن هذا سبب كافي يدعو الجميع لهذا الاجتماع للبحث عن حلول حتى لا يكون المستقبل أكثر مأساوية.

وأكد النحو أن صمت الناس وسلبياتهم أسهم في ازدياد المعاناة ووصول الأمور إلى ما وصلت إليه في المحافظة، بل وامتدت آثار الفتنة ونار المعاناة إلى المحافظات الأخرى المجاورة وتفاقمت إلى الحد الذي لا ينبغي السكوت عليها.

> من جانبه تحدث في ملتقى أبناء صعدة الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني في كلمة له قال فيها: إن البعض يقفز فوق البديهيات، متسائلاً: أليس هناك دولة اسمها اليمن وحكومة وجمهورية اسمها اليمن؟ وأليست محافظة صعدة جزءاً من هذه الدولة ومن هذه الجمهورية؟ أليست هناك دولة وحكومة ورئيس جمهورية ورئيس وزراء ومجلسي نواب وشورى وغيرها من المؤسسات التي تمثل هذه الدولة والحكومة اليمنية؟ مسترسلاً بالقول: هذه بديهيات والعلاج يأتي منها.

وتابع: صعدة جزء أصيب من قبل سبع سنوات بمأساة وحلت به كارثة. . فهل هناك شك حول ذلك؟

وأضاف الشيخ الزنداني بالقول المسؤولية الأولى تقع على الدولة والحكومة والمسؤولية الثانية تقع على أبناء صعدة، وقال: إن أول المشكلة هي كيف تبدأ الحرب وكيف تنتهي.

وأردف قائلاً: المفروض أن نواب الشعب يبحثون عن هذه القضية.

وطالب بإعادة الأمر إلى نصابه في مجلس النواب والشورى وقال مخاطباً أبناء صعدة: قرروا ما شئتم من القرارات، فإنها لا تلزم الدولة ولا تلزم الحكومة ولو اجتمع الشعب اليمني كله. . !

وأضاف: مجلس النواب اختارهم الشعب ولكنهم لا يعلمون بما يجري ولا يدرون ما الذي يحدث والسبب أنهم همشوا أنفسهم ورضوا بالتهميش.

واستدرك الزنداني: أطلب من الحاضرين أن أردتم ألا تدخلوا في قائمة التهميش أو القبول بالتهميش أن تطلبوا جميعاً من أعضاء مجلس النواب أن يعقدوا جلسات خاصة مع مجلس الشورى لدراسة قضية صعدة، كون صعدة أغلى وأهم من كثير من القضايا التي يبحثها مجلسي النواب والشورى.

كما ألقى الشيخ/ صادق الأحمر كلمة باسم مشائخ اليمن قال فيها: كان بودي أن يكون هذا الملتقى داخل صعدة ويضم كل فئات صعدة ولي أمل كبير أن يكون لنا لقاء بعد عيد الفطر المبارك كي يكون ذلك حجر عثرة أمام التوسع الذي يسعى إليه الحوثي ومن ورائها قطرياً وإقليمياً لتحقيق الفاصل فيما بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية. .

وأضاف مخاطباً أبناء صعدة: التفرج على بعضكم البعض كان أول سبب لشدة وقوة الحوثيين ، مؤكداً أنه يجب على الحوثي أن يحاور بالقلم والفكر على الطاولة طالما وافق على الحوار وليس بالسلاح إذا كان يريد السلم.

وتابع : نطلب من الحكومة الالتزام وإلزام من وقع معها على تنفيذ البنود الستة وليس النقاط. . <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد