كشفت مصادر محلية بمحافظة المحويت أمس عن تعطل الدراسة في أكثر من (450) مدرسة ابتدائية بعموم مديريات المحافظة منذ مطلع الأسبوع الماضي ولمدة ستستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري بسبب قيام مكتب التربية والتعليم وما تسمى بإدارة التدريب والتأهيل بالمكتب بتعطيل هذه المدارس إجبارياً ليتفرغ معلمو الصفوف الدراسية الأولى "1-4" أساسي للمشاركة في هذه الدورات التدريبية الخاصة بتعريف معلمي الصفوف المذكورة بطرق التعامل مع المنهج الدراسي الجديد وأهمية دليل المعلم في تمكينهم من تلقين طلاب هذه الصفوف لمقررات هذه المناهج الدراسية.
تحقيق / سعد الحفاشي
وقال المصدر ل"أخبار اليوم" إن تنفيذ هذا البرنامج التدريبي في هذا التوقيت الحرج من العام الدراسي قد تسبب في تعطيل جميع المدارس الأساسية العامة في محافظة المحويت وهو ما سيؤثر سلباً على العملية التعليمية والتربوية، كون طلاب هذه الصفوف ملزمون بدراسة مقررين لا مقرراً واحداً خلال العام الدراسي الأول خلال النصف الأول والثاني من العام الدراسي وهذا التوسع في المناهج وفي مقرراتها وما تعانيه جميع المدارس من عجز في المناهج والمعلمين سيؤدي في النهاية إلى إحباط طلاب هذه الصفوف وعدم التمكن من استيعاب المناهج الدراسية المقررة عليهم.
واستغرب المصدر هذا التخبط في عمل ما يسمى بقطاع التدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم بتنفيذ برامجه التدريبية للمعلمين في هذا التوقيت الغير مناسب، متسائلاً ما هو المانع الذي حال دون تنفيذ هذه الدورات التدريبية في الإجازة الدراسية الخاصة بنصف العام الدراسي الأول أو في فترة الإجازات الصيفية، وذلك ليتمكن المعلمون المستهدفون في هذه الدورات من التعامل مع المناهج الدراسية بمعرفة كاملة من بداية العام الدراسي لا في آخر الأيام المتبقية من العام الدراسي الحالي.
وكان مجلس الآباء بمدرسة 16 سبتمبر ببني الصليحي بالمحويت قد رفع شكوى مطولة انتقد فيها تعطيل مدراس المحافظة على ذلك النحو وشل جميع هذه المدارس بشكل كامل عن القيام بدورها، دون أدنى حرص على مصلحة هؤلاء الطلاب الذين أجبروا على ترك مدارسهم للتسكع في الشوارع والساحات العامة نتيجة انشغال معلمي وإداريي مدارسهم بالدورات التدريبية.
وقال محمد أحمد الزيكم الرئيس الفخري لمجلس آباء هذه المدرسة: إن هذا التخبط يعكس مستوى العجز والإحباط الذي تعيشه وزارة التربية والتعليم وقطاع التدريب والتأهيل فيها تحديداً، كون الهدف من هذه الدورات التدريبية هو تعريف المعلمين بطرق التعامل مع المنهج الدراسي للعام الدراسي في حين يتم تنظيمها في الأيام النهائية المتبقية من العام الدراسي، فأي منهج سيدرسونه خلال هذه الفترة القصيرة جداً.
من جهتها عبرت اللجنة الشعبية للمساندة في تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإصلاح الاختلالات- فرع المحويت- عن قلقها الشديد على مستقبل طلاب وطالبات محافظة المحويت بسبب ما تعانيه جميع مدارس هذه المحافظة من نقص كبير في كتب المناهج التعليمية خصوصاً لطلاب الصفوف الأولى "1-4" أساسي وطلاب القسم العلمي من المرحلة الثانوية، وأشارت اللجنة في تقرير لها رفعته لمكتب التربية والتعليم وفرع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالمحافظة، حصلت "أخبار اليوم" على - نسخة منه- إلى أن الفصل الدراسي الأول لهذا العام انتهى ووزارة التربية لم تقم بتوفير "24" عنواناً من المناهج التعليمية لجميع مدارس المحافظة، في حين لم يتبق على الفصل الدراسي الثاني سوى فترة قصيرة بينما جميع مدارس المحافظة الأساسية والثانوية بشكل عام والبالغ عددها أكثر من "520" مدرسة أساسية وثانوية لم تستلم بعد أكثر من "11" عنواناً من مقررات هذا الفصل، وأكدت اللجنة في تقريرها أنها قامت بالنزول الميداني لعدة مدارس بمديريات المحافظة ووجدت هذه المدارس تعاني من عجز في المناهج وفي المعلمين وأن العجز في المناهج الدراسية في هذه المدارس يصل إلى أكثر من "20" عنواناً لعدم قيام الإدارات المدرسية بتسلم حصصها من المناهج التي تم صرفها للمراكز التعليمية بالمديريات لاحقاً، وذلك بحجة عجز هذه المدارس عن توفير تكلفة نقل تلك الكتب من مخازن المراكز التعليمية بالمديريات، حيث أشار تقرير اللجنة إلى أن المدارس الأساسية والثانوية بمديرية مدينة المحويت والبالغ عددها "12" مدرسة رفض مدراء مدارسها القيام باستلام حصصها من المناهج التي تم توفيرها إلى المركز التعليمي بالمديرية مؤخراً، وذلك رغم إبلاغهم من المركز التعليمي منذ اليوم الأول لوصول هذه المناهج والواصلة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، واستغربت اللجنة هذا الموقف من مدراء هذه المدارس الذين اتخذوا من قيام المجالس المحلية بإلزامهم بتوريد الرسوم المدرسية كاملة دونما منحهم حصة ال"30%" المقررة للمدرسة مبرراً لحرمان مدارسهم من هذه المناهج غير مبالين بما سيترتب على ذلك من تبعات خطيرة على مستقبل الطلاب، وأشارت اللجنة أن المناهج التي رفض المذكورون القيام باستلامها يبلغ عددها "12" عنواناً "4" منها للمرحلة الأساسية و"8" للمرحلة الثانوية، وقللت اللجنة من دور مكتب التربية والتعليم واهتمامه بمثل هذه القضايا الهامة.
