مدرسة عمر بن الخطاب.. الموت القادم من خدير

2008-04-26 12:30:03

المتيل هي إحدى العزل التابعة لمديرية خدير محافظة تعز والتي هي الأخرى لا توجد بها مشاريع تنموية في كافة المجالات مياه وكهرباء وتعليم سوى مدرسة خاوية على عروشها وهي مدرسة عمر بن الخطاب في المتيل هذه المدرسة التي تتبع مكتب التربية في خدير من محافظة تعز بنيت هذه المدرسة على نفقة الأهالي وبدعم ومساندة من أحد الخيرين الشيخ/ علي عبده حنش في عام 1997م وهي مكونة من أربعة فصول دراسية وقد تم بناؤها على الطريقة المتواضعة والبدائية وعلى قدر الإمكانيات الموجودة ولكنه اليوم لا توجد أي بادرة من الصندوق الحكومي أو البنك الدولي أو أي جهة خيرية لبناء مدرسة جديدة ومتطورة نوعاً ما، حيث أن مدرسة عمر بن الخطاب بالميتل تسكنها الأفاعي والوزغ وبعض الزواحف وهي الآن على مشارف السقوط والانهيار على رؤوس طلابها مع الإصرار والترصد يوجد بها أطفال يرثى لأحوالهم من أثر الأتربة التي على وجوههم أطفال لا يجدون سوى أسماً لمدرستهم.

استطلاع/ ماجد البدوي

الثعابين تتعلم

الأستاذ/ علي أحمد حسن المدرسة كانت على نفقة الأهالي والآن على مشارف السقوط والانهيار على رؤوس الطلاب ولم نجد أي بادرة اهتمام من أي جهة حكومية أو خيرية وقد بنيت المدرسة على الطريقة البدائية بسبب الدعم القليل الذي تم تجميعه من الأهالي في عام 1997م واليوم هي بمثابة خرابه، حيث اضطررنا إلى التدريس تحت الشجر القريب من المدرسة أو جدران المدرسة من خارج بسبب انشغال الطلاب لما يروه في الفصول من ثعابين ووزغ وبعض الحشرات المتطفلة على الفصول الدراسية فوضع هذه المدرسة اليوم يرثى لها والطلاب الصغار الذي يدرسون وهم متخوفون من سقوط مدرستهم على رؤوسهم وأيضاً لأحوالنا كالمعلمين حيث انتقلنا من مدارسنا القريبة من منازلنا والمتطورة نوعاً ما حسب توجيهات مركز التربية ورغبة منا في خدمة هذه المنطقة المعزولة عن المديرية والتي ليس فيها كوادر تربوية ليقوموا بالواجب في مدرستهم.

ولكن بعد سنوات أصيب الأهالي ومشرف المدرسة بإحباط بسبب عدم الاهتمام بهم/ وعدم تلمس أحوالهم من الجهات الحكومية وأصبحنا في وضع نفسي ومأساوي من حيث إهمالنا وعدم الاهتمام بهذه المنطقة من حيث البنية التحتية وتناشد الجهات الحكومية والخيرية بالنزول إلى هذه المنطقة المحرومة من غيث الوحدة وغيث المشاريع وإصلاح وضعها.

الأطفال يتعلمون تحت الشجر

عبدالله ديان هو المشرف والمكلف من قبل الأهالي في بناء مدرسة عمر بن الخطاب بالميتل وبنيت المدرسة وهي لم تحظى بالدعم من الجهة الحكومية أو الخيرية ولكنها ببنياها وعلى نفقة الأهالي وبدعم من أحد المشائخ الخيرين الشيخ/ علي عبده حنش على الرغم من الجهود التي بذلناها في المطالبة ببناء هذه المدرسة، وأيضاً في اعتماد هذه المدرسة لدى مكتب التربية ولكن اليوم أصبحت المدرسة غير صالحة لعملية التدريس لأنها مهددة بالسقوط، علماً أن أسطح المدرسة من الخشب العادي أي من خشب الوادي والمدرسة اليوم تذكرنا بعهد ما قبل الجمهورية، حيث أطفالنا يتعلمون تحت الشجر ويفترشون الأرض وهم بحاجة إلى مراعاة والنظر في أحوالهم لأنه إذا تهدمت المدرسة سوف يتهدم أسمها معها، يتركون أبناءها التعليم وتنشر الأمية في أوساطهم كما هي منتشرة في آبائهم منطقتنا ليست بحاجة إلى مدرسة فقط ولكن ينقصها الكثير من البنى التحتية واليوم يصادف يوم المعلم ولكن حق المعلم والطلاب في خدير شبه موجود ولكن نحن عملنا الذي علينا والباقي على الجهات المعنية ولأنهم محاسبون أمام الله عن هذا الإهمال والتهميش والسير بعجلة التنمية والتعليم إلى الوراء وبالأخير نشكر صحيفتكم وكافة الخيرين في المحافظة والمديرية الذين يساهمون في مسح دموع الأطفال من الرعب الذي يلقونه في مدرستهم وخوفهم من الثعابين والحشرات الأخرى المتطفلة على فصولهم الدراسية والبسيطة.

الأمية تطرق الأبواب

الأستاذ/ ياسين غالب هو أيضاً أحد المعلمين في مدرسة عمر بن الخطاب يقول: نشكر صحيفة "أخبار اليوم" على تلمسها لهموم المواطنين وتوصيل آرائهم ومعاناتهم في أنحاء الجمهورية اليمنية عامة وفي خدير خاصة إلى المسؤولين والقائمين على المشاريع التنموية وتعريفهم بقدر المعاناة التي يعيشها المواطنون في حياتهم اليومية فنحن كمواطنين وكمسؤولين عن نشأة هذا الجيل الذي هو مهدد بين اللحظة والأخرى بضياع وفقد الأمل الوحيد لديهم وهي المدرسة التي هي شبه موجودة وكما لاحظتم أن المدرسة ليست ببعيد عن الخط الرئيسي تعز عدن حتى لا تجد لها اهتماماً، علماً أننا نسمع ونقرأ ونشاهد الكثير من اهتمام الدولة في التعليم ورفع مستوى التعليم حتى بين الكبار وسعي محو الأمية الآن ووضع هذه المدرسة وأبناء هذه المنطقة يسعى باتجاه محو الأمية ويسمى محو الأمية وهذا بسبب غياب التركيز والاهتمام في هذه المنطقة كجزء من اليمن والمديرية فأهالي هذه القرى لا يوجد معهم سوى أسماً لمدرستهم فقط.

الأستاذ/ أمين أحد المدرسين في مدرسة عمر بن الخطاب والتي على مشارف السقوط والانهيار قال: نحن تفاعلنا مع الأهالي في بناء هذه المدرسة وعلى الرغم من الإلحاح منا في المطالبة في تطوير هذه المدرسة حتى فقدنا كل الأمل ونحن اليوم كمدرسين ومسؤولين عن تربية الجيل نشعر بوضع مأساوي بسبب الأمية التي تنتشر في هذه المنطقة وحرمانهم من أبسط الحقوق وهو التعليم ولكن في الأخير أقول هذه الأبيات الشعرية.

"لقد أسمعت لو ناديت حياًَ : ولكن لا حياة لمن تنادي".

ع.ع أحد أولياء الطلاب وهو من أهالي المنطقة وقد طلب منا عدم ذكر اسمه قال: نحن اليوم أصبحنا في عزله عن المحافظة واليمن ككل ولا يسمع لصوتنا أبداً مهما طلبنا وطالبوا القائمين عن هذه المنطقة فلا يلقي لنا بالاً فالمنطقة شبه معزولة وهي الآن موزعة في الانتخابات بين مركزين انتخابيين في الدائرة "41" وبسبب عدم تلبية مطالبنا في أبسط الحقوق وهو التعليم لأبنائنا قمنا بمقاطعة الانتخابات الرئيسية والمحلية واليوم أصبحت منطقتنا بحاجة إلى إعادة النظر فيها وأيضاً تلمس همومها، علماً أن المدرسة التي بناها الأهالي هي بحالة يرثى لها وأيضاًَ لطلابها الصغار حتى الفريق التربوي الذي نزل من قبل مكتب التربية أبدى استغرابه من الحالة التي تعيشها المدرسة أو الخرابه وإن صح لي التعبير فالمحافظة والمديرية في حالة خمول وجمود وتقاعس عن النظر في مناطق بدو خدير عامة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد