القيادي الاشتراكي أبو أصبع في حوار جريء مع "أخبار اليوم": يظهر أن "ديمتروف" داخل في لعبة مع جهات أخرى تستهدف الاشتراكي ولن تسمح اليمن لأي ضغوطات أميركية تنحرف بالموقف اليمني الداعم للشعب الفلسطيني

2008-06-26 08:16:53

الأسباب والدوافع الحقيقية وراء تهديدات المعهد الديمقراطي الأميركي للحزب الاشتراكي اليمني. مخاطبة ديمتروف الاشتراكي برسالة حملت مضامين وصيغ هوجاء لا تنم على أي لياقة وأخلاق سياسية. لماذا اختار "بيتر ديمتروف" هذا التوقيت لاستهداف حزباً عريقاً مثل الاشتراكي؟ وهل من ثمة صفقة وعملية قادمة تستهدف الاشتراكي تتبعها جهات عدة المعهد الديمقراطي الأميركي أحد أطرافها؟ ما مصلحة الإدارة الأميركية من دعوة السلطات اليمنية للتحاور مع ثلة من المتمردين لا ترى أميركا أنهم ليسوا إرهابيين؟

هل ستستجيب اليمن للضغوطات الأميركية لإغلاق مكتب حماس في اليمن؟.

حول هذه النقاط والاستفسارات وغيرها من القضايا دارت محطات حوارنا مع القيادي الاشتراكي البارز يحيى منصور أبو أصبع عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.. وإلى نص الحوار.

حاوره/ إبراهيم مجاهد

> كيف تقرؤون التهديدات التي وجهها مدير المعهد الديمقراطي الأميركي للحزب الاشتراكي اليمني عبر رسالته شديدة اللهجة الموجهة للحزب خاصة في هذا التوقيت؟

- السيد "ديمتروف" هو مسؤول منذ فترة وجيزة على المعهد الديمقراطي الأميركي وهذا المعهد مؤسسة سياسية ثقافية كبيرة لها تواجد في مختلف بقاع الأرض وللأسف الشديد أن السيد "ديمتروف" من خلال تصرفاته ومواقفه هذه يتصرف وكأن المعهد هذا هيئة أو شركة أو مؤسسة تابعة له شخصياً وحينما يطلق القضايا الشخصية ويزج بالمعهد في خلافات ليس لها أسس موضوعية اعتقد أنه يلحق الضرر أولاً بنفسه وثانياً بسمعة المعهد الذي تربطه علاقات طيبة مع الحزب الاشتراكي منذ وقت مبكر وعلاقتنا بالمعهد الديمقراطي علاقة طيبة وعلاقة تواصل وعلاقة عمل مستمرة سواء كان ذلك في عهد المدير القائم أو المديرة السابقة أو في عهود كل المدراء الذين تولوا قيادة هذا المعهد منذ أن بدأ نشاطه بصنعاء.

الرسالة التي جاءت من "ديمتروف" فعلاً تحمل الطابع الشخصي وما نشر من مقالات هي تعبر عن صاحبها، وما نشر مجرد مقالات صحفية فكرية نظرية من قبل ناس لهم وجهة نظر وقد عرض على "ديمتروف"أن يرد بنفس الصحيفة صحيفة "الثوري" لكنه يتصرف على أساس أن الحزب هو مسؤول عن هؤلاء الكتاب ونحن لم نصدر موقفاً باسم الأمانة العامة أو باسم الحزب ولم نعترض ولم ننتقد أي موقف له على الإطلاق.

وقد ردت الأمانة العامة على رسالته ووضحت له أن العلاقة بيننا وبين المعهد الديمقراطي ستظل ثابتة مثلها مثل العلاقات مع بقية الأحزاب السياسية في الساحة، الشيء الآخر أن أي إجراء يتخذه "ديمتروف" تجاه أي عمل فهذه مسألة تخصه وهذا التهديد لا يؤثر من قريب أو من بعيد على علاقاتنا مع المعهد الذي لديه كوادر ولديه أسس ولديه قواعد للتعامل مع الآخرين، الشيء الملفت للنظر أن هناك صحفاً كثيرة تناولت مواقف ومقالات ومقابلات "ديمتروف" بالنقد اللاذع في الصحف الرسمية وغير الرسمية وفيها من النقد أكثر مما نشر في الثوري.

الغريب أن الرجل سلط الأضواء فقط على ما نشر في الثوري واعتبره موقف الحزب الاشتراكي واصدر تلك الرسالة الجافة وبقراراته المتسرعة والمتشنجة لوقف العلاقات معنا.

يظهر أن الرجل داخل في لعبة مع جهات أخرى يريد أن يمشي في "الجوقة" هذه وفي الحملة التي تستهدف الحزب الاشتراكي للأسف الشديد أما ما طرحه في فعالية اتحاد القوى الشعبية وإشادته به وقوله أنه سيتعامل مع اتحاد القوى الشعبية بطريقة استثنائية فهذا لم يمنع الأمين العام بأن يرد عليه بمقالة نشرت في صحيفة "الوسط" حيث صنف المعهد الأميركي بالدكتاقراطي، وانتقده انتقاداً شديداً على تصرفاته وتسرعاته وعلى انفعالاته، وعلى هذا الأساس حاول أن يستبدل علاقة الحزب الاشتراكي بعلاقة مع حزب آخر لكن هذا الحزب كان واقعياً وكان واضحاً ومتضامناً مع الحزب الاشتراكي وكان ناقداً موضوعياً لتصرفات هذا المدير.

> لماذا لم يتم توجيه الانتقاد أو الرد في حينه خاصة وأن الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية كان حاضراً وأدار الفعالية التي أقامها الاتحاد؟.

- أمر طبيعي كل شيء في بابه والفارق بين الفعالية والمقالة هي فترة بسيطة.

> "بيتر ديمتروف" أبدى انزعاجه وتضايقه مما طرح في صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني المعروف بمبادئه ومواقفه وأدبياته، ومهمة هذه المؤسسة كما يدعي أصحابها هي نشر الديمقراطية.. فهل تضايق "بيتر ديمتروف" من تلك الانتقادات والمقالات الصحفية التي تعتبر في إطار حرية الرأي يتوافق مع ما تدعيه هذه المؤسسة في عملها الديمقراطي؟

- تصريحاته بالتأكيد لا تمت بصلة إلا المؤسسة وأسسها ومبادئها فيما يتعلق بنشر الديمقراطية والوعي الديمقراطي والرأي الآخر، وأنا أرى أنه يتعامل بنوع من الذاتية خاصة مع الحزب الاشتراكي لا ادري لماذا؟، هل لأن الحزب الاشتراكي يتعرض لحملة اعتقالات ويريد الرجل أن يشارك فيها لأنه دخل في حرب من هذا النوع، لكن أنا لدي اتصالات مع المعهد نفسه أن تصرفات هذا الرجل تعبر عن نفسه وأن زملائه في هذا المعهد ليسوا مع تصرفاته ونحن قد اتخذنا قراراً لإبلاغ المركز بكل ما حصل.

> تهديدات "ديمتروف" بقطع التعامل مع الاشتراكي هل ستؤثر على أداء الحزب؟

- تهديدات "بيتر" لن تؤثر ولن تأتي بجديد.

> أقصد من خلال الدعم الذي يقدم والدورات من المعهد للحزب؟

- ليس لنا دعم من هذا المعهد بل هناك علاقة ثقافية وتدريب أشخاص في ورش عمل في هذا الإطار فقط وهذا لا يقدم ولا يؤخر لكن أنا على ثقة من أنه لن يستطيع أن يمضي بقراراته.

> تناولت أكثر من صحيفة مؤخراً معلومات صحفية تشير إلى أن الإدارة الأميركية تضغط على الحكومة اليمنية بأن تغلق مكتب حماس بصنعاء كيف تنظرون إلى مثل هذه المواقف الأميركية؟.

- حركة حماس حركة تحرر وحركة إسلامية مناضلة تقود الشعب الفلسطيني من أجل التحرر من الاحتلال والاستيطان الصهيوني وواجب الشعوب العربية دعمها وفتح مكاتب لها، وهذه هي سنة الحياة فيما يتعلق بحركات التحرر الوطني من أجل استقلال شعوبها، أميركا هي تعمل ملكية أكثر من الملك، فهي تتبنى القرارات والمواقف والمصالح الإسرائيلية أكثر من إسرائيل نفسها ولهذا نلاحظ هذه الأيام وللأسف الشديد أن مصر توسطت وما كنا نتمنى أن تكون مصر وسيطة بين الشعب الفلسطيني وعدوة الأمة العربية لكن الذي حصل أن إسرائيل فاوضت حماس وهذا يعني أن في التهدئة المتبادلة فشلاً ذريعاً للحرب العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ولأعمال الاغتيالات والاستيطان وللتجويع وللتنكيل الذي لا نظير له عبر التاريخ ضد الشعب الفلسطيني، ومع ذلك تخرج حماس من التهدئة منتصرة وترضخ إسرائيل للتبادل في التهدئة تبادل متزامن ومتوازن وهذا لم يحصل في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الإطلاق وهذا يدل على أن تضحيات الشعب الفلسطيني والشهداء والدماء الكثيرة جداً وصلابة الموقف الوطني السياسي والرؤية الناضجة لقيادة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة سواء حماس أو الفصائل كلها يعني أنها قد خرجت بهذا النصر الذي سيلحقه انتصارات أخرى إنشاء الله.

أما أميركا بضغوطاتها على اليمن فاليمن شعباً وحكومة هو موقف لا يمكن إلا أن نقدره ونحترمه ولن تسمع القيادة اليمنية لأي ضغوطات تنحرف الموقف اليمني الداعم للشعب الفلسطيني.

> نقلت صحيفة "الشارع" تصريحاً للسفارة الأميركية دعت فيه الحكومة اليمنية إلى مفاوضة المتمردين في صعدة كيف تقرؤون هذه الإملاءات الأميركية في هذا التوقيت؟

- أميركا تتكلم مع العالم وتعتبر نفسها القطب الوصي في السياسة الدولية وهي تتدخل في هذه القضية بصعدة وتصنف الإرهاب كيفما تشاء وهذا ليس بجديد عليها وهي قد تعودت من الأنظمة العربية السمع والطاعة ولهذا هي تمادت وسوف تتمادى في التدخل وفي الإملاءات والضغوطات في أي مواقف تراها لصالحها وتخدم تطلعاتها في الهيمنة على الشعوب العربية والإسلامية لكن المؤسف أنه في وقت أن شعوب العالم تتحرر وتقطع التبعية لأميركا إلا العرب.

> لكن كيف تقرؤون هذا التناقض في الوقت الذي تطالب أميركا بمحاربة الإرهاب وتطلب من الدولة التفاوض مع إرهابيي صعدة؟.

- الآن لا يوجد تصنيف دولي للإرهاب ولهذا الولايات المتحدة تصنف حزب الله بأنه إرهابي وحماس إرهابية ولهذا هي تصنف أن ما يحدث في صعدة ليس إرهاباً وإنما تمرداً لأسباب فكرية أو اجتماعية فلطالما إننا لم نستطع أن نقف في وجه أميركا. فما علينا إلا أن نتجرع هذه التصنيفات والتحليلات الأميركية المفروضة على العالم الذي يعد أكثر من العرب تحرراً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد