لم يبق أمام الموطنين بعزلة الهجر بمديرية القبيطة محافظة لحج إلا الاستعانة بـ " أخبار اليوم " من أجل نقل قضيتهم للرأي العام والمتمثلة بقيام بعض الجهات المتنفذة بالاستيلاء على أرضي الوقف بغية الاستفادة منها لمصالح شخصية بما في ذلك سد " الكريف " التاريخي والذي – حسب الأهالي – يعود تاريخه إلى مئات السنين , وذلك بعدما خذلتهم الجهات الأمنية والقضائية وحتى المجالس المحلية بالمديرية كون المصالح مشتركة بين هؤلاء – حد قولهم – الأمر الذي حذا بأخبار اليوم بالنزول إلى المنطقة والتقت بالمواطنين وخرجت بالاستطلاع التالي : -

يقول المواطن خالد عبدالوهاب أنه عرف ملتقى الماء ( الكريف ) منذ عرف نفسه مستنكرا أن تقوم بعض الشخصيات بالاستيلاء على المكان الذي عرف منذ مئات السنين حيث أنه وقف بلدولة والاستفادة منه تعم جميع أبناء المنطقة , يقول عبدالوهاب أن المجلس المحلي على علم بالاعتداءات التي تمارس على كريف الهجر وقام المواطنين بعدة بلاغات إليهم والجهات المختصة إلا أن تجاوب المجلس كان ضعيفاً للغاية .

سد تاريخي

يوضح المواطن عبداللطيف حسن مهيوب أن مواطني قرية الكريف والقرى المجاورة له في منطقة عزلة الهجر مديرية القبيطة محافظة لحج تقدموا بعدة شكاوي إلى المجلس المحلي بالمديرية والذي بدوره قام بإحالة القضية إلى مدير الأمن بالشريجة ثم تم تحويل القضية إلى نيابة الأموال العامة , ينوه عبداللطيف أن النيابة قامت باتخاذ بعض الإجراءات دون الرجوع إلى المواطنين والتأكد من بعض المعلومات الصحيحة , عبداللطيف الذي يمتلك عدة توجيهات من وزارة الأوقاف والجهات الأمنية والمختصة بمحافظة لحج , يؤكد أن هناك تغاضي من مدير مكتب الأوقاف بالمديرية تجاه الجهات التي تريد الاستيلاء على أراضي الهجر وخاصة سد " الكريف " حيث تشير بعض المراجع التاريخية أن عمر السد يعود إلى ما قبل ثمانمائة سنة , يقول الرجل والذي تم توكيله من قبل أبناء قرى عزلة الهجر بمتابعة الجهات المسئولة بالدولة وإيقاف العبث التي تتعرض له أراضي الدولة أن هناك ما يثبت أن أراضي الهجر بما فيه سد " الكريف " وقفاً للدولة , مشيراً إلى أن الخط الجديد الذي يربط بين الراهدة والقبيطة كاد أن يقضي على معابر السد لولا تحرك مواطنو قرى وعزل الهجر مما أجبر الجهات المقاولة إلى وضع " عبارة " للمياه وكذا جعل الطريق منحدرة بما يتناسب ووصول مياه الأمطار إلى كريف الهجر .

 السد مسئولية أبناء المنقطة

عبداللطيف حسن يؤكد أن المواطنين عازمون على حماية أراضي الدولة بما في ذلك كريف الهجر التاريخي الذي يعود بالنفع على قرى الهجر علاوة أن الماشية وعابر السبيل يستفيد منه .
المواطن سيف عبده محمد هو الأخر ينوه إلى أن الماء الذي يأتي من الجبال ويصب في سد الكريف كون المنطقة منحدرة وان هناك من يسعى إلى قلب الموازين وطمر سد الكريف بغية الاستيلاء عليه والأراضي المحيطة به وأن حجتهم تحويل منحدر المياه إلى جهات أخرى وهي جهات مرتفعة وهو مالم يتقبله عقل أن انحدار المياه يكون من أسفل إلى أعلى ..يقول المواطن نبيل عبده فارع أن المجلس المحلي لم يقوم بواجبه على أكمل وجه للحفاظ على معلم الهجر التاريخي وإنما تساهل مع القضية وبمعية مكتب الأوقاف والإرشاد بالمديرية كون المصالح مشتركة بين الجميع وكل سوف يأخذ حصته من الأرض التي أصحبت تثير لعاب الطامعين كونها قريبة من كلية المجتمع التي يجري تجهيزها في منطقة الهجر في وقتها الحاضر ..

الكريف وذكريات المواطنين

عبده هزاع الحداد هو الأخر مواطناً من أبناء الهجر غير أنه له ذكريات جمة مع سد الكريف إذا يمتلك أراضي زراعية بجواره وتعاقب هو وأبيه وأجداده على استخدام مياه الكريف في رأي محصولتهم الزراعية منذ مئات السنين , يقول الحداد أن هناك من يريد أن يتملك بأراضي الدولة وردم السد التاريخي من أجل مصالح شخصية وهو أمر لا يرضيه دين ولا يتقبله عقل , مناشداً في ختام حديثه وزارتي الأوقاف والسياحة وكل الجهات المختصة بمحافظة لحج بسرعة إيقاف العبث بأراضي الدولة .

جمال عبدالله محمد كشاهد عيان يقول أنه عرف كريف الهجر منذ أن كان صغيراً يركض بعد حمار والده وحسب رأيه أن هناك مشاكل بدأت تطفوا إلى السطح مؤخرا بسبب الاحتكاكات التي توالدت من بعض الناس بسبب الاستيلاء على أراضي الهجر .

المواطن محمد عبده غالب هو الأخر يقول أن سد الكريف يستفيد منه المار والطائر فإليه تتوافد الإبل والأغنام والأبقار وكل الحيوانات من أجل شرب الماء علاوة أن الأهالي يستخدمون مياه في غسيل الملابس , مطالب من الجهات المحلية مزيدا من الاعتناء بسد الهجر التاريخي وذلك لمكانته التاريخية التي عرف بها وليس ردمه والاستفادة من المبالغ التي ستجنى منه فكل شيء يزول والسد سوف يبقى ليستفيد منه جيل بعد أخر .