أنا إنسان عاجز ، مشلول، عديم الفائدة.. في الـ"37" من العمر يغرق شبابي في المآسي، أخذوني لحماً قبل 21 عاماً فترة خدمتي ورموني عظماً بعد كل هذه الفترة حين أختار لي القدر لوكندة متواضعة أقطنها في انتظار التكرم علينا بإجراء العملية الجراحية التي انتظرها منذ 9 أشهر.. تلك مأساة جندي يرويها عبدالرقيب سالم محمد حيدرة عن نفسه وعما حدث له بعد إصابته وهو يؤدي واجبه في إحدى المواجهات مع عصابة التمرد الحوثي بمنطقة المنزالة بمحافظة صعدة مطلع العام الجاري.
رقيب أول/ عبدالرقيب حيدره، بعد إصابته باع قطعة أرض يمتلكها ومجوهرات زوجته وغرق في ديون مالية للآخرين فماذا سيفعل إنسان عاجز منكوب مثل نكبته وهو يعول أسرة مكونة من زوجة وثمانية أبناء ـ 5 بنات و3 أولاد" براتب 27 ألف ريال.
الجندي حيدرة يدعو الله ألا يغادر الطبيب المختص الوطن كما فعل في المرة السابقة ويعلق أنه في حال كتب عليه على مسؤولي قيادة اللواء 127 في العلاج أو في صرف مستحقاته تمنى أن يموت واقفاً كالأشجار حاملاً وسام الشرف بطلقة قاتلة في رأسه يتلقاها في لحظة الدفاع عن الوطن ولا أن يلاقي هذا الإهمال من قيادة اللواء في عمران.
وعبدالرقيب سالم المنتمي لمديرية ماوية محافظة تعز يقول لـ"أخبار اليوم": الإصابة التي أصبت بها صنفت من الإصابات البليغة وهي شضايا بالرأس وطلقة قناصة ضوئية أصبت بها ما بين العين والجفن تحت العظم كما هو موضح بالصورة وإصابة بيدي اليسرى بسلاح 23 مدفع مما أدى إلى تعطيل مهامها وكسرها بشكل كامل "مشلولة تماماً" بالإضافة إلى إصابتي تحت القدم اليسرى واستخراج عظام من هذه ا لقدم لزراعتها في اليد اليسرى وبخصوص اهتمام قيادة اللواء "127" فقد تم إحالتي من قبل قيادة اللواء إلى اللجنة الطبية في المستشفى العسكري وإلى هذه اللحظة لم أصل إلى اللجنة الطبيبة لأسباب غير معروفة بعدها تم تحويلي من العسكري إلى الدفاع لتلقي العلاج وتم تحديد موعد لعرض الحالة على الطبيب المختص الذي علمت فيما بعد بسفرة إلى الخارج في حين أقترح عدد من الأطباء بعد المعاينة أجراء عملية تجميل في الرأس ورفضت هذه العملية لأن الطلقة داخل الرأس ومابين المماطلة والتعنت والاقتراحات من قبل الأطباء أدركت تماماً يقين الإدراك أننا لا نساوي بعوضة أمام مسؤولينا في قيادة اللواء 127 والسبب عدم وجود وساطة لدينا مثل بقية خلق الله.
ويضيف أريد أن أوضح شيئاً هاماً هو أني أصبت في هذه المعركة ونحن ندافع عن وطننا ووحدته الغالية علينا جميعاً بمعنى آخر في ميادين التضحية والفداء ومر على إصابتي البليغة أكثر من 9 أشهر تحديداً في 15/1/2010م الماضي وإلى الآن لم أحضى بالرعاية المطلوبة في مثل هذه الحالة أو الإصابة الذي اعتبرها شخصياً وسام على صدري.
ويواصل حديث مأساته: اعتمدت على الله عزوجل وعلى نفسي خلال فترة علاجي من خلال بيع قطعة الأرض الوحيدة التي أمتلكها في البلاد وبيع مجوهرات وذهب زوجتي واقتراض مبالغ مالية كبيرة من الآخرين لتساعد على تأدية المهمة العلاجية ليصل المبلغ إلى أكثر من "320" ثلاثمائة وعشرون ألف ريال قيمة علاج من جيبي بعد أن بعت الأخضر واليابس في أي شيء أمتلكه.. وصدقوني أن مبلغ "320" ألف ريال لم يكفٍ لتأدية الغرض المطلوب فيها أكثر من مائة ألف ريال مصاريف ومواعيد وإيجار لوكندة وأكل وشرب ووو.. مقابل "90" تسعين ألف ريال تعويض مادي ومنها فاتورة علاج بقيمة 20 ألف ريال حيث تم تسليم المبلغ خلال عدة مراحل أي بالتقسيط الممل.. وعليه ومن خلال ما ذكر وبمقارنة بسيطة أنفقت أكثر من "320" ألف ريال إلى إصابتي بوسام الشرف والبطولة الذي في رأسي والذي اعتز به مقابل "90" ألف ريال من مسؤولينا الأوفياء لتعويض لشخص أصيب إصابة بليغة في معارك الشرف ودفاعاً عن الوحدة وأدت به الإصابة إلى عجز تام وشلل كامل عن ممارسته للحياة الطبيعية مثله مثل أي شخص عادي وطبيعي خلقه الله سبحانه وتعالى.
أما عن الصعوبات التي واجهتنا في مرحلة العلاج فهي إرجاعنا من بوابة المستشفى العسكري ومنعنا من الدخول إليه من قبل حراسته وصعوبات أخرى تحرق أعصابك.