الوقوع في براثن الثلاسيميا تبدأ من الزواج دون فحص وتنتهي باغتيال طفولة دون قصد.. حقيقة ربما أقرب إلى المنطق تجبرك على التشبث بها وأنت ترى براعم أبنائنا يلون حياتهم الأنين بالشحوب بعد إصابتهم بمرض تكسر الدم الوراثي .. يبدون في تصنيف ناظرهم بعين إنسانية "مجني عليهم" والجناة آباء وأمهات...
فالثلاسيميا ـ بحسب رئيس الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثية، الدكتور أحمد المقرمي ـ هو مرض وراثي يصيب الدم، تبدأ أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة والأطفال المصابون لا يستطيعون تكوين صبغة الدم التي تحمل الأوكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة بمقدار كافي، لذا يحتاجون إلى عمليات نقل دم بشكل دوري لتعويض هذا النقص، فيما فقر الدم "المنجلي أو الأنيميا المنجلية " هو مرض ينتج عن خلل في هيموجلوبين كريات الدم الحمراء وهذا الهيموجلوبين هو المسؤول عن حمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم ويؤدي هذا الخلل الى تغيير في شكل كريات الدم الحمراء مما يسبب انسداد الأوعية الدموية ويحدث الآلام المتفرقة في الجسم كما ينتج عن ذلك تكسر في كريات الدم الحمراء وهبوط في نسبة الهيموجلوبين وعليه يصاب المريض بنوع من أنواع فقر الدم. يعتبر أكثر انتشارا في اليمن من مرض الثلاسيميا".
يقول المدير التنفيذي للجمعية جميل الخياطي" العلاج الوحيد لهؤلاء هو إعطائهم الدم بشكل متكرر ومنتظم كل 21 يوماً، كما أنهم بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة، مؤكدا أنه تم تسجيل أكثر من 200 مريض بالثلاسيميا لدى الجمعية، وأكثر من ألف مريض بالأنيميا المنجلية، وغيرهم آلاف في الأرياف والمناطق النائية، لم يتم تسجيلهم ولم تشخص حالاتهم ولم يعرفوا هم أنفسهم أنهم مصابون بالمرض"، مشيراً إلى خطط الجمعية للقيام بحملات ميدانية للتوعية والفحص، غير أن إمكانيات الجمعية لا تكفي، وكل ما نستطيع فعله الآن هو تقديم الرعاية للمصابين والعلاجات والفحوصات التشخيصية بقدر الإمكان، ونسعى للتنسيق مع كثير من الجهات والمنظمات والمستشفيات لاحتواء المرضى وتخفيف معاناتهم، كاشفاً الخياطي بأن حوالي 28 حالة ممن تم فحصهم من حوالي 146 عريساً في جمعية البر والعفاف، يحملون الصفة الوراثية للمرض دون علم منهم.