أعتبر الدكتور السفير/ عبدالله الأشعل ـ خبير استراتيجي ومحلل سياسي مصري ووكيل سابق في الخارجية المصرية ـ المزاعم الأميركية حول الطرود المشبوهة والتي اعتقلت على ذمتها طالبة بجامعة صنعاء وتسارع الأحداث حول هذه المزاعم بأنها لا تعدو عن مسرحية هزلية سخيفة لم يتقن الديمقراطيون في البيت الأبيض والكونجرس إتقانها، مستدركاً بأن القيادة اليمنية لن تسمح للمخطط الصهيوأميركي بتمرير هذه اللعبة باسم الإرهاب الذي من المعلوم أنه يضرب بمناطق كثيرة بتشجيع من الولايات المتحدة الذي هو صناعتها حيث كان هدف الإرهاب في العراق القضاء على المقاومة العراقية.

وأشار الأشعل في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن الإرهاب الذي جاء لينازع حماس في فلسطين كان بترتيب من إسرائيل وأن هناك من يرى أن زعماء القاعدة يقيمون في أميركا وليس في الكهوف التي يظهرون بها في بعض التسجيلات ـ حسب تعبيره ـ.
وقال الخبير الأشعل: إن الولايات المتحدة بهذه الصورة بحاجة إلى مسرحية جديدة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن شعوب الشرق الأوسط والمنطقة العربية لايزالون يعتقدون في صحة ما تقوله، فالرئيس بوش قاد حملة ضخمة جداً من أجل أهداف لا علاقة لها مطلقاً بالسلام الدولي ولا بالإرهاب وتحت عنوان: "الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب"، مؤكداً أن هذه الحملة ـ في الواقع ـ كانت لمكافحة العرب والمسلمين وتعقبهم والقضاء على ثرواتهم.
ولفت السفير الأشعل إلى أن الرئيس الأميركي أوباما حالياً يشعر أنه يفقد توازنه ويفقد أيضاً شعبيته داخل الولايات المتحدة ولم يقدم جديداً ولذلك أراد أن يظهر هو الآخر مقلداً الرئيس بوش في القول: إن الولايات المتحدة معرضة لحملة ضدها.
وقال: الجديد في الموضوع أنه في أحداث "11" سبتمبر اتهم "15" سعودياً من "19" والآن يتهم اليمن وبأنه غير قادر على ضبط القاعدة ولذلك أنا أحيي الرئيس اليمني / علي عبدالله صالح الذي أكد أمس أن اليمن لن تقبل مطلقاً التدخل في شؤونها الداخلية تحت ستار مكافحة القاعدة، وقال: نحن الأقدر على مكافحتها أينما كانت داخل الأراضي اليمنية.
وأضاف الأشعل: بأن اليمن مستهدف وأن هذه اللعبة الجديدة تهدف إلى إيجاد ذريعة حتى يمكن أن تفعل الولايات المتحدة ما فعلته في باكستان عندما قامت الطائرات الأميركية بضرب القبائل وضرب المدنيين وأدى ذلك إلى احتكاك وإلى قطيعة بين الحكومة الباكستانية وبين الولايات المتحدة، حيث بدأت باتهام الحكومة بأنها ترعى الإرهاب، برغم هذه التضحيات وهذه الوقيعة التي حدثت بين أبناء الشعب الباكستاني، مؤكداً أن هذا السيناريو يراد له أن ينفذ في اليمن ولكن لحسن الحظ هناك وعي من القيادة اليمنية والشعب اليمني.
وقال السفير الأشعل: يجب أن تعلموا أن اليمن فعلاً مستهدف من قبل الولايات المتحدة ومن إسرائيل وأن كل ما يعانيه اليمن الآن سببه الأساس هو محاولة إظهار الحكومة اليمنية أنها غير قادرة على ضبط نشاط القاعدة وأن الولايات المتحدة يجب أن تمارس العمل ضد القاعدة مباشرة وعلى أراضيها.. لعلكم تذكرون أنه عندما حدثت تفجيرات في سيناء في ثلاث سنوات متتالية بنفس المواد المتفجرة ونفس التوقيت وفي ثلاث مناطق متتالية داخل سيناء وكلها مناطق سياحية.. أنا في ذلك الوقت اتهمت إسرائيل بأنها التي قامت بهذا العمل لأنها كانت تخُلي اليهود من سيناء قبلها بأسبوعين وفي نفس الوقت تريد أن تقول أن القاعدة وصلت إلى سيناء ومن ثم يجب أن تدخل إلى المسرح الدولي لمكافحة الإرهاب وتأتي الولايات المتحدة للتعامل مع القاعدة في سيناء ولكن الحكومة المصرية كانت متنبهة لهذا، فوزير الداخلية نفى نفياً قاطعاً وجود أثر للقاعدة وأن هذه المسألة سيتم التحقيق فيها وستتولاها الحكومة المصرية.
وأعتبر الدكتور/ الأشعل توقف التفجيرات في سيناء جاء عندما فشلت إسرائيل في تنسيق هذه اللعبة مع الولايات المتحدة، مستنتجاً بأن ما يجري في اليمن واضح ولا يمكن أن ينطلي على طفل واحد من الوطن العربي.