علمت "أخبار اليوم" أنه وعند الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الأحد أفرجت الأجهزة الأمنية عن الطالبة في كلية الهندسة "حنان محمد أحمد السماوي" بعد "24" ساعة من اعتقالها من منزلها الواقع في حي "شملان" بأمانة العاصمة على خلفية مزاعم الطردين المشبوهين اللذان أدعت الإدارة الأميركية أنهما كانا يحملان مواداً متفجرة.
وفي هذا السياق ذكر موقع "هود أونلاين" التابع للمنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات أن المخابرات الأميركية اشتبهت بضلوع "حنان السماوي" في عملية الطرود بعد العثور على شريحة جوال في أحد الطرود مسجلة باسمها وليس لأن رقم هاتفها كان مسجلاً على الطرد الملغوم كما تناولت وسائل الإعلام.

من جانبه قال مصدر أمني: إن التحقيق مع الطالبة "حنان السماوي" في قضية الطرود كشف انتحال فتاة أخرى لاسمها.
وعلمت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية ألزمت الطالبة "حنان وأسرتها" بعدم الحديث لوسائل الإعلام، كما ألزمت "حنان" بعدم الخروج من المنزل أو الذهاب إلى الجامعة إلا بعد فترة حتى تهدأ القضية.
المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة أشارت إلى أن إفراج الأجهزة الأمنية عن "حنان" بهذه السرعة أمر يؤكد عدم وجود أي شبهة نحوها وأن اسمها زج به في القضية المزعومة كما زج باسم اليمن في هذه الحادثة منذ الوهلة الأولى لها وقبل التأكد ما بداخل الطرود.
وكان من المقرر أن تشهد جامعة صنعاء تظاهرة كبرى صباح اليوم الاثنين تضامناً مع الطالبة "حنان السماوي".. حيث كان الإتحاد العام لطلاب اليمن قد دعا أمس جميع الطلاب والطالبات للمشاركة في تظاهرة اليوم تضامناً مع زميلتهم "حنان".
 وطالب المئات من طلاب جامعة صنعاء تظاهروا أمس الأحد بسرعة إطلاق سراح الطالبة " السماوي"، منددين بعملية الاعتقال التي تعرضت لها الطالبة في كلية الهندسة بصنعاء.
وكانت قوة أمنية خاصة برفقة شرطة نسائية اقتحمت أحد المنازل في منطقة مذبح بالعاصمة مساء السبت وقامت باعتقال الطالبة "حنان" مع والدتها بعد تفتيش المنزل.
وقامت قوات الأمن بإغلاق المنطقة بالكامل قبل عملية الاقتحام والتي يعتقد أنها جاءت على خلفية قضية الطرود المشبوهة.
وتحدثت مصادر صحفية في وقت لاحق أن الطالبة - التي يعمل والدها مهندساً بإحدى شركات النفط في حضرموت - وجد اسمها ورقم هاتفها وهويتها الشخصية على الطرود المشحونة، وأبدت مصادر قانونية تخوفها من عدم سلامة الإجراءات الأمنية التي رافقت عملية الاعتقال.
وكانت قضية الطرود الناسفة أثارت حالة من الاستنفار على أكثر من صعيد بين عدد من العواصم العالمية منذ الكشف عنها ؛ ففي الولايات المتحدة هاتف الرئيس أوباما نظيره السعودي والبريطاني وبحث معهما قضية الطرود الناسفة ، فيما عقد أوباما مؤتمراً صحفياً كشف فيه عن تفاصيل القضية كما عقد مستشاره للأمن القومي مؤتمراً صحفياً لذات السبب.
من جانبها كشفت منظمة هود أن الطالبة "حنان السماوي" تعرضت للتعذيب والضرب والمعاملة القاسية والإهانة والتعذيب أثناء التحقيق معها داخل السجن، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي والقانون اليمني .
وأضاف مصدر مسؤول بالمنظمة أن اتهام الفتاة اليمنية بإرسال طرود ملغومة وتسجيل اسمها ورقم هاتفها وصورة بطاقتها الشخصية على الطرد الملغوم هو تسطيح غبي لتفاصيل الحرب العالمية على الإرهاب واستخفاف بقدرة الجمهور على التحليل والوصول إلى المعلومة
المحامي/ عبد الرحمن برمان ـ مسؤول البلاغات والشكاوى بمنظمة هود قال: إن الحرب على الإرهاب يجب أن لا تكون غطاء لانتهاك القانون، مشدداً على أهمية أن تقوم السلطات بتنفيذ القانون بحق المعتقلة وعدم التحقيق معها إلا بوجود محامٍ وتبليغ أهلها بمكان اعتقالها وتبليغها أيضا بالتهمة المنسوبة إليها وعرضها على النيابة خلال أربع وعشرين ساعة من لحظة إلقاء القبض عليها ...
وحذر برمان من استمرار استخدام الحرب على القاعدة كطريقة سهلة لتنصل الدول عن التزاماتها الطبيعية تجاه حقوق الإنسان والقانون الدولي مضيفاً أن الضجة الإعلامية المفتعلة المصاحبة لقضية الطرود قد تكون موجهة بهدف التأثير على أمان وسرية الاتصالات وتفتيش الرسائل الخاصة ما يعد انتهاكا للخصوصية مبدياً استغرابه من ترويج خبر يقول أن الطرود استطاع خداع أجهزة الفحص الدقيقة في المطارات بينما كشفتها المخابرات الأميركية وهي لا تزال في دبي ولندن .