تستضيف بلادنا بعد 14يوما في مدينتي عدن وزنجبار النسخة رقم(20) من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم ..لتصل البطولة الأعرق في المنطقة أخيراً إلى البلد الذي حافظ أهلها على دور المتابع الشغوف للحدث الكروي الأكثر جذبا للإعلام في المنطقة العربية طوال 15 نسخة، وتحديداً منذ النسخة الأولى في المنامة حتى الخامسة عشرة في الرياض التي أقيمت بعد أسابيع قليلة على صدور قرار قمة مجلس التعاون الخليجي الذي اقر من العاصمة العمانية مسقط إشراك اليمن في بعض مؤسسات المجلس ومنها كأس الخليج العربي.

وبالرغم من أن كأس الخليج لم تضم منتخبنا الوطني قبل خليجي(16) إلا أنها كانت كما أسلفت من ابرز البطولات المرصودة في أجندة المتابع الرياضي في بلادنا، ومن خلالها عرف الجمهور كل نجوم الكرة الخليجية فأحبهم وعشق فنهم الكروي وفي أحيانا كثيرة تعلم منهم أيضا وقلدهم ، حتى إن زميل إعلامي لم يصدق نفسه في قرعة خليجي(20) بعدن وهو يرتب ثيابه لأخذ صورة تذكارية بجانب سلطان حراس الخليج، البحريني حمود سلطان، ذلك النجم الذي عرفه من كأس الخليج وعشقه وأحبه حد الجنون كما قال لي وهو يشدد على أهمية إرسال الصورة المأخوذة لهما حتى يكبرها ويبروزها حبا في النجم الكبير واحتفالا بتحقيق حلمه الذي تحقق بمصافحة "السلطان".
وكشارع رياضي يمني يجب بان نقر أنه وبعد ان كانت كأس الخليج تقدم لنا بالأمس المتعة بالمشاهدة ـ فقط ـ عبر التلفزيون منذ مطلع الثمانينات فقد أصبحت اليوم تساهم وبشكل ملموس في إحداث ثورة كروية في بلادنا أخذت كل مقوماتها من اهتمام الحكومة بكرة القدم الذي تضاعف بعد انضمامنا للمنظومة الخليجية كرويا تلبية لما يستحقه هذا الاستحقاق الخليجي من اهتمام كل سنتين، فقبل كأس الخليج لم تعرف منتخباتنا المدربين الكبار، وقبلها أيضا كانت كل معسكراتها (سلق بيض) وحتى مبارياتها التحضيرية كانت تتم غالبا مع فرق أندية في درجات دنيا ومع فرق سنية.
أما اليوم فان الكرة اليمنية الأعرق من حيث النشأة( تأسس أول فريق يمني عام 1905م) تعيش مرحلة متقدمة من الاهتمام الحكومي ـ نتمنى ان يتحسن ـ وعلى مختلف الأصعدة منها ان منتخبنا أصبح له مدربه العالمي المعروف، وان معسكراته ـ وان كانت غير منتظمة ـ أصبحت تقام في الدول الأوروبية، كما ان مبارياته الودية تجري أمام منتخبات وطنية، قد لا تكون هي ما نطمح إليه ولكنها بكل تأكيد تشير إلى أننا أصبحنا على بداية الطريق الصحيح.
هذا شيء والآخر ان كرة القدم اليمنية التي كانت تتدحرج على التراب أصبحت تمتلك بنية تحتية (مقبولة) تتمثل بملاعبها القانونية التي بدأت في العاصمة صنعاء بتطوير وتأهيل ملعب المريسي الدولي وتعشيب ملاعب أندية الأهلي وشعب صنعاء والوحدة و22مايو بالإضافة إلى الظرافي وملعبي مشروع جول في المدينة الرياضية، ومرورا بعدن التي نالت حظها الأوفر بتعشيب ثمانية من ملاعب الأندية بالعشب الصناعي" التلال، والوحدة، وشمسان، والشعلة، والنصر، والمنصورة، والروضة، والميناء) إضافة إلى ملعب 22مايو الدولي بانتظار إعادة بناء ملعب الحبيشي الأقدم في الجزيرة والخليج التي قال وزير الشباب والرياضة إنها ستبدأ عامنا هذا 2010م وننتظر ان يتم ذلك قريبا قبل نهاية العام.
وأبين(زنجبار)أيضا نالت حصتها من خلال بناء ملعب الوحدة الدولي ـ الأجمل في اليمن ـ وإعادة تعشيب ملعب الشهداء ذو المواصفات الدولية، لتنضم كلها إلى سلسلة الملاعب المشيدة في تعز وإب وسيئون وذمار، بانتظار ان تشهد السنوات القادمة إكمال حلقة التطوير في البنية التحتية في باقي المحافظات وخصوصا الحديدة وحضرموت وشبوة والبيضاء.
وتزداد الفرحة اليمنية مع اقتراب موعد تحقيق الحلم اليمني باستضافة كأس الخليج جمهورا ومنتخبات ومسئولين في عدن وأبين(22نوفمبر إلى 5 ديسمبر2010م)،ذلك الحلم الذي بتحقيقه ستحتفل بلادنا بتحقيق أحلام كثيرة اتصلت كما اشرنا بالنهضة على صعيد المنشآت والتطور النسبي في مستوى المنتخب الذي شهد تحسنا واضحا.. وباستمرار وجودنا ـ اليمن ـ في المنظومة الخليجية كروياً ـ لاشك ـ سنصل إلى مراحل أفضل مستفيدين من هذه البطولة التي أوصلت الكويت والعراق والإمارات والسعودية إلى العالمية.