في تناقض تفوح منه رائحة الخداع والنفاق وبعد أيام من جريمة الهدم للقصر الأثري والتاريخي لآخر أمراء الأحواز الشيخ/ خزعل الكعبي في مدينة المحمرة قصر الفيلية ـ أشار موقع " أحوازنا " إلى أن سلطة الاحتلال وضعت 50 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية بمدينة عبادان الأحوازية في قائمة السجل التراثي والسياحي، في خطوة لحفظ التراث والبناء المعماري القديم لهذه المدينة كما تدعي!!!. ومدينة عبادان الأحوازية لا تبعد عن مدينة المحمرة سوى 5 كيلومترات فقط، إن لم نقل أصبحتا مدينة واحدة بسبب القرب وتراكم البناء ما بين المدينتين .
وقال الموقع إن هذه الخطوة المخادعة تأتي ضمن عملية تكريس واقع الاحتلال على الأرض التي يستهدف الوطن الأحوازي بكل ركائز هويته العربية وخصوصاً تراثه الزاخر بالأمجاد والمفاخر، ففي الوقت الذي تدك فيه آليات الهدم البربرية معالم الحضارة العربية وتحيلها إلى إثر بعد عين ـ يُصنف الاحتلال الفارسي ما بنته أياديه العابثة خلال عمر لا يتجاوز الثمانية عقود من ضمن تراث مدن القطر العريقة .
وتابع موقع "أحوازنا" وبفاصلة لا تتجاوز بضعة كيلومترات من مدينة عبادان التي يعلن فيها هذه الأيام الاحتلال حرصه على حفظ التراث ـ قامت جرافاته في ليلة يخيم عليها ظلام الحقد والعنصرية، بهدم قصر الفيلية بتاريخ 31/10/2010، كما فعلها قبل عشرين عاماً حين طالت يده الآثمة قصر شيخ خزعل بالهدم في مدينة الأحواز العاصمة، معلناً ومعترفاً بفشل سياساته التجهيلية وغزوه الثقافي تجاه شعبنا بعد أن أنهكته المقاومة المستمرة لأجيال متعاقبة، لذلك نراه اليوم يتخبط بإجرامه يميناً وشمالاً تاركاً خلفه آثار تجاوزاته التي لا يدرك مدى خطورتها وانعكاسات ردودها الآتية لا محال.
وأختتم: لكل جرم عقاب ولكل تجاوز حساب في ميزان العدالة وفي سجل الثأر وإن الشعوب الحية ثائر بركانها وان أثقلت عليه الأيام بأثقالها.