قال هيردوت: "إن مصر هبة النيل واليوم وبعد أن وطأت أقدامنا عدن الجميلة وبعد أن تعرفنا على العديد من ملامحها نستطيع أن نقول إن 

عدن هبة البحر حوريته التي حملها في جوفه قرون طويلة يتلظى بلفح غنها ودلالها وحين فقد قدرته على الاحتمال واستبد به الوجد 
والهيام، وعدن بدورها أغرمت بموجدها ما أن لمحت زرقته فاستلقت على ضفافه هانئة مطمئنة تستمد منه ألقها ويمتع ناظريه برؤية 
وجهها الفاتن، يشعرها بوجوده وتشعره بمحبتها.
 عدن عروس بحر العرب وطفلته المدللة وحلمه المجنون الذي ما فتئ يراوده سنة بعد أخرى حتى أوجدها وشكل تفاصيلها ومنحها من 
هيبته وجلاله ومنحته من جمالها وإغوائها، فكان وكانت رتقا بينهما برزخ من الأحلام والأماني الخضراء، فالأزرق الحالم وعدن وعد 
الجمال بتجسيد نفسه في صورة مدينة وبحر، أو بحر ومدينة هما لوحة رائعة تتكشف كل يوم عن تفاصيل جديدة أكثر جمالا وغموضا هما 
لوحة تجعل كل من يراها يتجمد أمام روعتها فلا يفارقها، ومع هذا التزاوج الحميم بين اليابسة والماء مع كل هذا الإدهاش الأسطوري 
بدأت حكاية الإنسان العدني.
الإنسان جُبِلَ على حب الجمال وتقديسه ولأن عدن حورية تختزن بين حناياها كل فتنة العالم وروعته جذبت إليها أفئدة البشر فتهافت إليها 
الحالمون والعاشقون والمحرومون فوجد كلٌ فيها ضالته المنشودة وعالمه المفقود، فاكتملت بهم اللوحة اكتمل بهم الإبداع، ومثل جميلتهم 
وروعة محبوبها الأزرق كان أناس عدن ومازالوا يطوقون كل من يطأ عروس أزرقهم بمحبتهم ولطافتهم وكرم ضيافتهم، وبحسهم 
بالمسئولية تجاه كل ما يمكن أن يجعل عدنهم فاتنة في عيون زائريها تدفق العدنيون ينابيع رقي لا يليق إلا بهم، وخليجي 20 الذي منحنا 
شرف زيارة عدن كان و سيظل حدث سيترسخ بكل تفاصيله في قلوب وعقول أبناء الخليج ممن ساقتهم المصادفات السعيدة للتواجد في 
اليمن السعيد.. في عدن المفتولة من الحب والحنان. وسنحكي وسيحكون الكثير عن هذه البطولة التي حاول البعض أن يقنعنا بأنها ستكون 
كابوسًا فظيعًا فوجدناهًا حلمًا مشربًا بزرقة الأماني حلمًا لا نود الاستيقاظ منه، وحقيقة بددت وهم مخاوفنا وحمرتها المجنونة.
كلمة أخيرة
لا توجد بدايات كاملة ولا تجارب مثالية، ودائما الخطوة الأولى يعتريها الارتباك حتى تترسخ وتثبت، لذا من يتوقع أن يكون خليجي20 في 
اليمن كالبطولات التي نظمتها دول الخليج المتمرسة فهو واهم، ففارق الخبرة كبير ورغم ذلك فاليمن نجحت وتفوقت على نفسها ومنا لأهل 
اليمن ألف تحية وألف شكرًا.
رئيس القسم الرياضي بصحيفة الزمان العمانية