منتوج الطماطم في لحج .... موسم سيء وخسائر بملايين الريالات..

مزارعون بين مطرقة الشركات الخاصة وغياب الرقابة على البذور والمبيدات ومطالبات بالتعويض

2010-12-08 02:17:44 تحقيق / هشام محمد



لاشك أن لحج اشتهرت منذ القدم بالزراعة وببساتينها الخضراء من خلال وقوعها على ضفاف وادي تبن والذي يتفرع منه الوادي الصغير في الجهة الشرقية والوادي الكبير في الجهة الغربية، لتكون أرضاً خصبة صالحة لزراعة أنواع كثيرة من أصناف الخضروات والفواكة في مواسم معينه من السنة لتعود بالنفع على المزارعين من خلال بيع المنتج بعد عناء الاهتمام بها خلال موسم كاملٍ.. حيث كانت توصف لحج بأنها سلة الغداء لبعض المحافظات في فترات ماضية.

بلاغات عديدة تلقتها صحيفة "أخبار اليوم" عن تعرض العديد من المزارعين لخسارة تقدر بملاين الريالات نتيجة لسوء موسم الطماطم هذا العام وتعرضت الشجرة لمرض غريب يتسبب في ضعف إنتاجها  وتدهور نموها بشكل غير طبيعي

مما سبب حيرة لدى المزارعين الذين استخدموا العديد من المبيدات والبذور بمختلف أنواعها ولكن دون فائدة تذكر
 وعلى إثر ذلك تكفل الأخ/ محمد علوان بنقلي بدراجته النارية ـ وهو جهد يشكر عليه ـ إلى بعض المناطق الزراعية في الجهة الغربية من الوادي الكبير في مناطق المنصورة والحبيل والصرداح للالتقاء بعدد من المزارعين وسماع أحاديثهم عن ما يعانوه من مشاكل هذا الموسم في زراعة الطماطم .

 * البداية كانت مع المزارع ـ "علي صالح علي" الذي قال:
                                                                   
ما نعانيه هو إصابة الطماطم ولا نعلم ماهي الأسباب ونوع الإصابة التي تسببت لي بإتلاف عدة أفدنه مزروعة؟ نحن تسألنا في البداية هل سببه البذور أم الذبابة البيضاء.. مستوردو البدور والموزعون الذين أخذنا منهم قالوا سببها الذبابة البيضاء عالجناها ولكن للأسف لم نلاحظ أي تحسن في إنتاج الشجرة مما تسبب لنا بضعف المنتج إلى أدنى مستوى على ماهو عليه من سابق.. قبل عدة سنوات حيث حدث هذا المرض بشكل خفيف، بعض المختصين قالوا مرض فيروسي وأصبحنا في حيرة من أمرنا.. هل سببه البذور أم الذبابة البيضاء؟
نطالب عبر صحيفتكم الغراء الجهات المختصة بالتعويض لأننا خسرنا مبالغ باهظة والمحصول في هذا الموسم لايغطي الخسارة الفادحة التي تعرضنا لها
*أحمد عبد لله حسن من جانبه أشار في حديثه إلى أن موسم الطماطم سيئ منذ النبتة الأولى.. كل يوم ونحن نعمل على الشجرة ولكن حسب مصطلح المزارعين تتحول إلى (كشبرة) تقلص في النمو، عملنا العديد من الأدوية وتم نزول عاملي الوقاية التابعين للزراعة وسجلوا أدوية دون فائدة ، خسرنا مبالغ تقدر بملايين الريالات من شراء البذور والأدوية وقد وصلت خسارة الفدان الواحد إلى مليون وخمسمائة إلف ريال وأصبحت هناك ديون تثقل كاهل المزارعين.
نحن نشك في البذور ونعتقد أنه يوجد فيروس في البذرة استخدمنا كل السبل في الوقاية والمكافحة لم تؤتي ثمارها، الموسم الحالي تسبب بخسارة فادحة للمزارعين ولم نستفد منه والمطلوب من الجهات المختصة فحص البذور والتأكد منها ونريد من العاملين في الوقاية أن ينزلوا إلى المناطق المتضررة لأخذ عينات من البذور والشجرة و فحصها وإذا تأكد أن السبب البذور على الشركة التي تستوردها تعويض المزارعين حتى نقدم في الموسم القادم على زراعة الطماطم ونحن على ثقة أن البذور صالحة للاستخدام.
* خسارتي "4" مليون ريال هكذا بدأ المزارع ـ فهمي علوي حنش حديثه لنا حيث قال: زرعت فدانين ونصف وعملت على أخذ بذور في بداية شهر أغسطس وبدأت أجهز الأرض من خلال الحرث والري وتغر يس البذرة المسمى....... والعمل على ريها والاهتمام بها حتى أصبحت تنمو ببطئ.. ومن خلال المتابعة المستمرة للشجرة لاحظناها تختلف عن المزروعات السابقة أو المحصول السنوي السابق.
كنا نقول حسب معرفتنا: قد تكون الأسباب هو المناخ لكن اختلاف الشجرة كل يوم في أشكالها وألوانها هي المشكلة وكعادة أي مزارع بدأنا بمعالجة الشجرة بالمبيدات والري وبدأت تنمو حتى ظهرت(الخزة) ـ بداية خروج المنتج ـ وسعدنا بذلك ولكن لم تستمر سعادتنا طويلاً.. فقد تغير شكل الشجرة مباشره إلى حروق ولم تتحمل المحصول الصحيح لإنتاج الشجرة التي تنتجه سنوياً.. فمثلا إذا كان في الموسم الماضي المنتوج من (300- 400) سلة..  الموسم الحالي بالكاد نحصل في بداية جنيه على (60)سلة وتتناقص بعد عدة جنيات حتى تصل إلى خمس سلل للفدان.
نطالب عبر الصحيفة  حل المشكلة التي نعاني منها ومحاسبة المتسبب بذلك ودفع تعويض للخسارة التي تكبدتاها في زراعة الطماطم هذا الموسم وإيجاد آلية لمتابعة أي منتج يتم نزوله للأسواق لفحصه والتأكد من صلاحيته

* محمد علي سعيد 
    
نشكر مراسل "أخبار اليوم" على النزول لنقل هموم المزارعين لإيجاد الحلول من قبل الجهات المختصة.. الموسم الزراعي للطماطم فاشل بكل المقاييس نتيجة عدم توفر البذور الصالحة ، لذلك نقول: عدم صلاحية الزراعة عدم سلامة البذور
بداية الزراعة وعملية الإنبات صادف بداية موسم حر ورياح انتهت وأصيبت الطماطم وعلل الكثير من المزارعين أنه ربما يكون السبب تغير الأجواء ولكن تم زراعة المحصول في أجواء ملائمة إلا أن الإصابة مازالت مستمرة ومتكررة..
نوجه من خلال منبر "أخبار اليوم" مناشدة لوزير الزراعة والجهات المختصة هناك: كم من أنواع البذور نزلت وتوزعت للمزارعين الذين أصبحوا حقل تجارب للزراعة والأسمدة والمبيدات؟.
 مستوردو البذور ووكلاء التوزيع يقولون: إن البذرة مجربة والمبيد الفلاني مجرب والأسمدة وغيرها وغيرها
بدلاً من أن تقوم الدولة باستيراد أنواع معروفه من البذور أصبحت الشركات تستورد أنواعاً عديدة منها وأصبحنا حسب قولي حقل تجارب.
هناك أنواع من البذور لا تتلائم مع أجواء اليمن بحكم تنوع التضاريس.. في العام الماضي تم توزيع بذور الطماطم وزرعناه في الأرض لنتفاجأ إنه يستعمل للزينة..
أين دور الرقابة؟ أين المحاسبة؟.. نريد من الجهات المختصة متابعة المشكلة والمتسبب فيها لتقليل خسائر المزارعين والتي تقدر بملاين الريالات
نحمل المسؤولية وزارة الزراعة وغياب دورها أكان على مستوى الجمهورية أو ألمحافظه كم من المبيدات الزراعية المنتهية الصلاحية تستعمل وتباع ولا يوجد رقابه؟

  * عاقل المزارعين لمديرية تبن محسن أحمد خميس
الموسم الحالي للطماطم موسم سيئ على المزارعين نتيجة لتلف ما يقارب 70% من المنتج مما تسبب بخسارة فادحة للمزارعين في المديرية لأسباب أن نوعية البذور المستخدمة ليست بالمواصفات المطلوبة.. حيث اكتشفت أنها نوع صيني وتم إبلاغ الشركات الموردة للبذور بالمشكلة، تم النزول إلى المزارعين المتضررين إلا أننا تفاجأنا بالشركات أنها لم تقم بعمل شيء للمزارعين ولم تقدم المبيدات أو معرفة الأسباب التي أدت إلى تلف المنتج 
إننا نستغرب كيف إن الشركات قامت بإحضار البذور ولم تجد علاجاً للمزارعين الذين تلفت منتوجاتهم خلال الأشهر الماضية من الموسم.. مما تكبد المزارع خسائر تقدر بملايين الريالات حيث أن عملية التسهيلات التي يقدمها بعض التجار للمزارعين  في الموسم لايعرفون أن المزارع مني بخسارة فهو مطالب بدفع ما عليه من مديونيات للتجار.. لذلك نطرح  عبر الصحيفة العزيزة على قلوبنا "أخبار اليوم" هذا السؤال للمعنيين:
هل المقصود هو توريط المزارع بالديون حتى يقوم ببيع أرضه بسبب ما حدث لمنتج الطماطم ؟
  أدعو السلطة المحلية وقيادة الزراعة بالتحقيق فيما حدث ومحاسبة من تسبب بذلك وتعويض المزارعين عن خسارتهم هذا الموسم.
 *   الأخ / علي محسن المنتصر ـ مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة لحج.
أعتقد أن موضوع الطماطم تعتبر ظاهرة يجب دراستها من قبل الجهات البحثية لمعرفة أسبابها
والمكتب يقوم بالإشراف على كل ماهو مطروح وغير مطروح.. ولنا آلية نعمل بها من خلال اللوائح المنظمة لذلك.
 طبعا أي منتج يتم نزوله للأسواق تقوم الإدارة العامة لوقاية المزروعات في صنعاء بفحصه وإصدار الترخيص لأي منتج.. وبدورنا نشرف على كل ما يصدر من المركز والمبيدات الزراعية يوجد لها قانون ولائحة منظمة لذلك ويحدد صلاحياتها وأنواعها التي يستخدمها المزارع وفيما يخص البذور: لاتوجد لها لائحة منظمة لذلك .
إنتهاء المحصول الطماطم مبكراً قد يرجع إلى الظروف المناخية.. وأعتقد أن المزارع يتحمل المسؤولية تجاه ماحدث .. عند إنتهاء زراعته وتلفها مبكراً لم يقم بالإبلاغ في حينها عن تلف المحصول بل قاموا بالاستزراع مره أخرى كان من المفروض تقديم بلاغ لنقوم بدورنا باتخاذ الإجراءات حيال ذلك.. فهناك مزارعون في مناطق أخرى  زرعوا منتج الطماطم ولم تحدث مشكلة وأصبحت تباع في الأسواق وتوزع إلى مناطق أخرى وبكميات تجارية.
أكرر: المفروض على المزارع الإبلاغ عن أي مشكلة تواجهه في حينها حتى لا تحدث الكارثة.. لدينا العديد من الفرق في مجال الوقاية والإرشاد الزراعي ويعملون على مدار الساعة في خدمة المزارع في الدلتا لحل أي مشكلة تواجه  حسب الإجراءات المتبعة لدينا.






المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد