انتقد الأخطاء أمام الرئيس و"على ضفاف النغم" تشدني الإذاعة..

محمد غالب: لا عدن حق الجنوبيين ولا صنعاء حق الشماليين فالمدينتان لكل اليمنيين

2010-12-26 01:17:43 أخبار اليوم/ السياسية – صادق ناشر


عندما يحصل لقاء بالرئيس أنتقد الأخطاء أمامه؛ لأنني الوحيد الذي ظللت منذ الوحدة كلما ندخل الرئاسة أقول له: يا أخي الرئيس، مازال علم الجمهورية العربية اليمنية منحوتاً في بوابة الرئاسة"، ولم يكن أحد يتجرأ أن يقول له هذا الكلام إلا أنا، حتى جاء اليوم الذي أزالوه.. هذا ما قاله محمد غالب أحمد السقلدي عضو المكتب السياسي، رئيس دائرة العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني في الحلقة الثامنة والأخيرة من حوار لصحيفة السياسية التي تتناول في حوارات أسبوعية جوانب مخفية عن شخصيات سياسية واجتماعية فإلى التفاصيل:

* معروف أنك من الأوفياء لأصدقائك، من الذين أثروا فيك من الأصدقاء طوال حياتك؟
- عندي الكثير من الأصدقاء، وأنا لم أتخلَّ عنهم بتاتا، حتى الذين كانوا خصومي دافعت عنهم وأنقذتهم. كان عندي صديق من لحج توفي قبل أسبوعين، اسمه علي عيدروس، وهو من قيادات الثورة في لحج. وكان عندي جار الله عمر، وهو الذي أثر فيَّ بشكل غير عادي. وكان عندي صديق هنا في صنعاء اسمه محمد عبد الله صبرة، وهو بالنسبة لي صديق شخصي وأخ. كان عندي صديق آخر اسمه محسن عسكر، وهو أحد الذين قتلوا في حرف سفيان، وهو صديق شخصي. وكان عندي صديق يدعى عبد الرؤوف عبد الرحمن، والذي قتل في اللجنة المركزية (في أحداث يناير 1986 ضمن مجموعة كبيرة من كوادر الحزب). وعلي أسعد مثنى... وهؤلاء من زملائي المقربين؛ لكنني تأثرت بموت ابني عمار الذي غرق بشكل غامض في عدن عام 2004، ومازال رحيله مؤثراً فيّ حتى اليوم.
 وقد التزمت للشهيد الشيخ فهد الأحمد عندما سألني عام 1989: "ماذا ستسمي أول ابن لذي يزن؟"، فقلت له: "إن شاء الله أسميه فهد"، وفعلاً أسميت ابن ذي يزن، الذي ولد في مايو الماضي، "فهد"؛ تيمناً بهذا الصديق ووفاءً لوعد قطعته له قبل 21 عاماً.
 * كيف هي علاقتك بالدكتور ياسين كأمين عام للحزب وكإنسان؟
- الدكتور ياسين جاء بعد أن عاش الحزب فراغاً لم يملأه سوى "مقبل". وعودته إلى اليمن كانت في الوقت المناسب. والدكتور ياسين أحبه واحترمه منذ زمن طويل، حتى أن واحداً من الزملاء كتب في صحيفة "الأيام" بعد الحرب أن بعض المزايدين عملوا إطلاق نار في ملعب الحبيشي من أجل أن يحموا الدكتور ياسين، وهذا حصل فعلا؛ لكن بحقيقة أخرى غير تلك التي رواها الصحفي.
 ما حدث أنه وقع إطلاق نار بالخطأ من قبل أحد مرافقي الدكتور ياسين في ملعب الحبيشي في عدن، وكان هذا قبل الوحدة، وأنا حميته بجسدي، وليس كما قال صاحبنا وكتب عنه. طبعا كان الصحفي منتشياً بعد الحرب، وهو معذور، والحمد لله مازال حراس الدكتور ياسين أحياء يرزقون وهو كذلك.
*ياسين أحد هامات اليمن الشامخة:
 لهذا أقول إنني أحب الدكتور ياسين وأحترمه، كما يحبه ويحترمه كل الناس. وهو رجل سياسي، ويقول المثل إن الرجل السياسي مثل الطائرة، حتى لو كانت جديدة تخرب إذا لم تطر، وأي سياسي في الخارج لا يمارس أي نشاط يخرب. والدكتور ياسين كان يشتغل سياسة وهو بالخارج، لذلك عندما عاد إلى هنا أفادنا كثيراً، فهو قائد نموذجي لحزبنا وأحد هامات اليمن الشامخة.
*أنتقد الأخطاء أمام الرئيس:
* وكيف هي العلاقة بالرئيس علي عبد الله صالح؟
- علاقة مواطن سياسي معارض برئيس دولة. أنا تعرفت على الأخ الرئيس لأول مرة عندما استقبلته عام 1979 في مطار جدة بعد لقاء قمة الكويت بينه والشهيد عبد الفتاح إسماعيل. لم يكن سفير الشمال موجوداً في المطار؛ ولذلك أنا استقبلته في سلم الطائرة، وكنت في تلك الفترة مهيئاً للعودة إلى عدن.
 عندما يحصل لقاء بالرئيس أنتقد الأخطاء أمامه؛ لأنني الوحيد الذي ظللت منذ الوحدة كلما ندخل الرئاسة أقول له: يا أخي الرئيس، مازال علم الجمهورية العربية اليمنية منحوتاً في بوابة الرئاسة"، ولم يكن أحد يتجرأ أن يقول له هذا الكلام إلا أنا، حتى جاء اليوم الذي أزالوه، وقال لي فخامته: "هيا قد مسحناه يا محمد، ارتحت؟"، قلت له: "شكراً". وفي سنة 98 عندما حصلت مسيرات، وكنا نتكلم في الرئاسة بالمقيل، فقلت لهم إن البعض مزق صور الرئيس، لكن الاشتراكي لم يفعل، فقال أحدهم يومها: "لم يعد هنا اشتراكي". وفي اليوم الثاني ذهبت إلى صحيفة "الثوري" وعملنا مربعا أنا وخالد سلمان قلت فيه:
 لحد تخبر أين حزبك يا فتى
باقول في قلبي وقلبي في اليسار
باصون حزبي رغم جوعي والظما
هو نبض قلبي والموجه للمسار
 وهناك أمور أخرى كثيرة ليس الوقت مناسباً لذكرها؛ لأهميتها وحساسيتها.
 * متى انتقلت إلى صنعاء؟
- أتيت إلى صنعاء بعد 22 مايو 1990 مباشرة، وكنت قد زرت صنعاء من قبل، في أيام التنسيق على الوحدة في المجال الرياضي والشبابي؛ ولكنني انتقلت مع الدفعات الأولى ولم أسكن في فندق ولا في أي مكان آخر، بل في بيت إيجاره خمسة آلاف ريال.
 * كيف كان شعورك عند دخولك صنعاء وهي عاصمة لليمن الموحد؟
- أنا أحب صنعاء منذ ما قبل الوحدة ومازلت أحبها حتى الآن، وقد أسميت ابنتي "صنعاء" وكنت قائما بالأعمال في السعودية عام 79؛ لأنني أحبها. هي دائما قريبة إلى قلوبنا وإلى عقولنا منذ زمن طويل، وليس من يوم إعلان دولة الوحدة. ولي شعر مع حسين العواضي قبل الانتخابات التي جرت عام 1993، وكان من ضمن الشعر قلت له:
 آزال أصبحت داري حلالي بها
لها كل حبي عاصمتنا المؤبدة
 ومازلت متمسكاً بهذا، ليس أن تكون عاصمتنا فقط، بل لأن صنعاء حقنا كلنا وحق الناس الطيبين كلهم، وليست حق أحد، فلا عدن حق الجنوبيين ولا صنعاء حق الشماليين. المدينتان ملك لكل اليمنيين.
*دخلت في عضويتة الاشتراكي ديناً وليس للمصلحة:
* محمد غالب، كيف يسير يومه؟ كيف يعيش؟ ما هي اهتماماته؟
- أنا معي ستة آلاف ريال مخصص من الحزب الاشتراكي اليمني للمواصلات، وما تخرج إلا بصعوبة. وأنا أتصل واشتغل في العلاقات الخارجية، ويشجعني الدكتور ياسين؛ لكن عندما تأتي لاستلام الفلوس تجلس تأخذ وقتاً حتى استلامها، ومع ذلك أخرج للعمل، وكل ما أفكر به هو عندما أذهب إلى مكان ما وأنا لابس الكرفتة، وفي نفس الوقت ليس في جيبي سوى حق المواصلات، أذهب إلى اللجنة المركزية لتأدية واجبي، وأتواصل مع من في الخارج بشكل طيب عبر الإيميل، ويتواصل معي أعضاء الحزب من كل اليمن؛ لأنني كنت رئيس الدائرة الحزبية؛ لكنني لا أستطيع أن أقول لهم ليس معي فلوس لأتصل بهم، فأضطر لأخذ سلفة من أجل أتصل بهم؛ لأنهم لا يصدقون أن مسؤول العلاقات الخارجية لا يحصل إلا على ستة آلاف ريال، ومثله الأمين العام وبقية أعضاء الأمانة العامة. ومع ذلك أعتز بأنني عضو في حزب عظيم كالحزب الاشتراكي، وأنا من الذين دخلوا في عضويته ديناً وليس للمصلحة.
 عندي اثنان من الأولاد أحدهما خريج علوم كمبيوتر من جامعة في بريطانيا، والثاني خريج علوم كمبيوتر من جامعة صنعاء، وهما بدون عمل، والأولاد عندهم بنات وأولاد؛ إنني جد لتسعة، ست بنات وثلاثة أولاد، وأحبهم وأهتم بهم كثيراً.
 * أسماء أولادك كلها لها حكايات، ما وراء ذلك؟
- "ذو يزن" وُلد ونحن في بيت عبد الفتاح إسماعيل، وسميته تيمناً بالاسم التنظيمي لعبد الفتاح. و"صنعاء" من بعده وُلدت في السعودية، وأنا قائما بأعمال سفارة الجنوب. وبعدها جاء "معمر"، الله يرحمه، وأطلقت عليه هذا الاسم، وأخته التوأم "أديس"، أثناء زيارة مانجستو والقذافي إلى عدن، والإثيوبيون ظلوا يرسلون لها العسل كل سنة، وقد تم تغيير اسم "معمر" إلى "عمار". "لبوزة" ولد في ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، فأسميته "لبوزة". وعندي "ذكرى"، وهي توأم "لبوزة". كان عندي أربعة توائم.
 * هل تستمع للإذاعة؟
- أستمع إلى إذاعة صنعاء، وعلاقتي بها منذ زمن طويل، خاصة في الجوانب الأدبية، هناك برنامج "على ضفاف النغم" للأخ عباس الديلمي والسياني، وأسمع برنامج "واحة اليوم"... هناك برامج أدبية راقية في إذاعة صنعاء. وأسمع إذاعة عدن، وأحب الأصوات التي فيها.
 أقرأ الآن كتابا للدكتور يحيى صالح محسن بعنوان "خارطة الفساد في اليمن"، واقرأ لابن خلدون، وأقرأ في الفلسفة للدكتور عيدروس نصر "الفلسفة اليونانية والإسلامية"... أقرأ كتب التاريخ بشكل عام.
 * ما الذي شدك من الكتب في بداية نشاطك الحزبي؟ وهل لخصت كتباً بتكليف حزبي؟
- كنا مكلفين بتلخيص كتب القومية لساطع الحصري؛ لكنني قرأت قصصا مثل "الشيخ والبحر" لهمنجواي... هذه القصص أول ما بدأنا نقرؤها من روايات. وأنا أكتب قصصا عن المغتربين وقد نشرتها.
 * معروف أنك مجيد للزوامل؟
- أنا شاعر، وكل أسرتنا شعراء.
 * ما هي القصائد التي شعرت بأنها كان لها رد فعل قوياً؟
- أنا تغزلت بالوحدة.
 * هل فكرت بجمع الأشعار في كتاب؟
- طبعا، وأنا الآن أجمعها، وسأطبعها قريباً إن شاء الله.
 * ما هي هواياتك اليوم إلى جانب القراءة؟
- أنا أعزف الناي عندما أكون متضايقاً. أحياناً أسمع أغاني، حتى أولادي تعلموا مني هذا. الحرب كانت موجودة على أبواب عدن، وأنا أقول: افتحوا لنا أغاني السمة، افتحوا السنيدار أو فيصل علوي! وإذا رأيتني مبتسماً فاعرف أن عندي مشكلة، وإذا رأيتني "متشيكاً" (مهندما) فأعرف أنني طفران.
*أحد المتأثرين بالفن الخاص بالمناطق الشمالية:
* من أكثر الفنانين الذين تحب تستمع إليهم دائما؟
- منذ زمن كنا مشدودين إلى الفنان السمة، خاصة في مناطقنا، في الشعيب وغيرها، نحن متأثرون بالفن الخاص بالمناطق الشمالية، أحب كثيراً الفنان يحيى العرومة، وبالطبع الفنان فيصل علوي، الفنان محمد سعد عبد الله، بدوي الزبير من حضرموت... ومن الفنانين القدامى الفنان محمد أبو نصار. كما أنني معجب بالأغاني التراثية القديمة، خاصة للفنان محمد حمود الحارثي، المرشدي... ومن الشباب الفنان عثمان محسن من ردفان، وقد شجعناه كثيراً، بالإضافة إلى الحبيشي والكبسي... وأنا أحب الأغاني كثيرا وأستمع إليها دائما.
 * وأي الفنانات تحب الاستماع إليهن؟
- أحب فيروز. كما أحب أن أستمع إلى كل الفنانات اليمنيات.
 * بحكم هوايتك بالرياضة، أي الفرق تجذبك إلى مشاهدتها؟
- بعد الحرب لا يوجد فرق رياضية؛ لأن الفريق الرياضي اليوم لم يعد نادياً؛ النادي اليوم يقاس بمن هو المسؤول عنه؟ النادي الذي مسؤول عنه ضابط كبير أو مسؤول كبير يأخذ الدنيا كلها، والأندية التي كنت أحبها لا يوجد معها مسؤولون حتى تبرز.
 * هل تتابع الرياضة اليمنية؟
- نعم، أتابعها باستمرار، وأتابع حتى الاستعدادات لـ"خليجي عشرين"، وأنا مع إقامتها رغم كل الظروف في الجنوب.
 * وبالنسبة للرياضات العالمية، بأي الفرق أنت متأثر؟
- بالنسبة للرياضة العالمية أتابعها باستمرار، وريال مدريد فريق أشجعه وأؤيده.
 * بمناسبة الحديث عن الرياضة، تبدو علاقتك بالبطل نسيم حميد متميزة، إلى ماذا تعود؟
- هذا صحيح، فعلاقتي بالبطل نسيم تعود إلى فترة طويلة، وهو وفي لأصدقائه، وعند مجيئه إلى اليمن للاحتفاء به وعلم أنني غير مدعو لحفل الاستقبال الحكومي على شرفه في صنعاء عام 1995 أصر على ضرورة حضوري، وبعد وصولي الحفل سأله السفير البريطاني عن سبب هذا الاهتمام، فأجابه نسيم بتواضع الأبطال: إنه والدي الثاني يا سعادة السفير!

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد