اعتبر الإفراج عن الرهائن في صعدة خطوة نحو الاستقرار المؤقت والتدخل الأميركي مقابل دعم البرامج الإنمائية

د. الصلاحي: الحاكم يضرب الديمقراطية بالعمق والمشترك عاجز عن تحريك الشارع ولو بمائة مواطن

2011-01-04 03:17:55 حاوره/ عبدالحافظ الصمدي


القوى السياسية اليمنية تدور في معمعة أزمة سياسية مرشحة للتعقيد، أكثر، البلد يتهاوى والسلطة والمعارضة على حد سواء تعيش ذات الأزمات.. الحزب الحاكم يضرب الديمقراطية في العمق وأحزاب المشترك فاقدة الفاعلية وعاجزة حتى في الخروج إلى الشارع وإن كانت تلوح بذلك كورقة أخيرة ناجعة.. هذا أبرز مع خرجنا به في حوارنا مع الدكتور/ فؤاد الصلاحي ـ أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء ـ والذي تحدث عن ذلك في حوار مع "أخبار اليوم" وفيما يلي نص الحوار:

كيف تقرؤون التدخل الأميركي وتوجيه بيان خارجية اميركا بتأجيل التعديلات والعودة إلى طاولة الحوار...؟
**لا يعد هذا تدخلاً..
* ماذا نسميه إذاً..؟
** أميركا مهتمة بالعملية الديمقراطية في اليمن، بحكم أن اليمن شريك لها في محاربة الإرهاب والولايات المتحدة الأميركية ممولة للبرامج الإنمائية والاقتصادية في البلاد وتدخلها على أساس "استلام" كمقابل في هذا المجال..
وإذا كان هذا تدخل أميركي في شؤون اليمن الداخلية، فذلك ما تفعله أميركا في المنطقة العربية كلها.. أتصور أن ذلك ليس ذا أهمية كبيرة بقدر أهمية العملية السياسية نفسها، هل هي إيجابية ومفيدة في هذه المرحلة في إجراء التعديلات الدستورية وإلغاء مدة الرئاسة في هذا الأوان بعيداً عن الحوار الوطني الجامع، هذا هو الموضوع فيما الآخر الإقليمي والدولي يكون متهماً.. سواء سمينا هذا اهتماماً أو تدخلاً خارجياً فهو أمر قائم في كل دول المنطقة ونحن إحدى هذه الدول، وهذا يعتمد على نوعية العلاقة بين السلطة في اليمن والخارج سواءً كانت واضحة وبشكل مباشر أم علاقة مرتبطة بأجندة سياسية أو أمنية قد تكون غير معلنة..
التدخل الأميركي ليس جديداً والمؤتمر يريد المزايدة:

* لكن الحزب الحاكم في رده على بيان الخارجية الأميركية اعتبره تدخلاً سافراً..؟
** هذا نوع من المزايدة على المعارضة يريدها الحزب الحاكم، لكي لا تؤخذ عليه ورقة من المعارضة..
* مقاطعة.. ولكن تصريحات الشعبي العام تؤكد أنه سبق للسلطة أن سمحت بتدخلات أميركية، حيث قتل مواطنون يمنيون بضربات طائرات أميركية..؟
** التدخل الأميركي أمر واقع ومسلم فيه في جميع الدول العربية ولا يعد أمراً جديداً وليس من اليوم، بل إن جميع الأنظمة تعتمد كثيراً في أمنها وبقائها على الدعم الأميركي والشرعية الأميركية، لكن هذا بوجهة نظري ليس السؤال المهم. إنما هل التعديلات الدستورية تخدم العملية الديمقراطية في اليمن..؟ أنا أقول: لا تخدم العملية الديمقراطية..
* كيف..؟
التعديلات الدستورية ضد الديمقراطية:
** التعديلات الدستورية المقدمة الآن لا تخدم العملية الديمقراطية في اليمن ولا الاستقرار وتعد خروجاً عن الاتفاق بين الحاكم والمعارضة من باب الاستفراد بهذه التعديلات.
* ما أعنيه أنا.. قراءتكم لرفض الحاكم للبيان، مع أن السلطة سمحت بتدخلات أميركية..؟
** ليس رفضاً وإن كان نوعاً من تقديم رفض علني، لكنه علمياً ليس رفضاً بقدر ما يفسر ذلك أن المؤتمر الشعبي العام لا يريد أن تأخذ عليه هذه النقطة في حال صمته عن البيان، فالعلاقة قوية بين الحزب الحاكم وأميركا وكذا بينهما ورئيس الجمهورية.. وبالتالي لم يكن رد المؤتمر رفضاً وإنما يريد القول: إننا إزاء عملية نتخذ نحن القرار من الداخل وهذا أمر ليس صحيحاً "100%".
صعدة نحو الاستقرار المؤقت:
* دكتور. مستقبل الأزمة اليمنية برأيكم إلى أين يمضي..؟
** نحو تعقيد أكثر.. الأزمة ستعقد أكثر من اللازم ولاسيما أن الأزمة السياسية لا يصاحبها انفراج اقتصادي، بل تتعقد الأزمات اقتصادية وسياسية ولا توجد حلول واضحة للمسألة الجنوبية وإن كانت بداية الحل مسألة صعدة عبر الإفراج عن الرهائن.. وهذا يعتبر خطوة أولى نحو الاستقرار المؤقت الذي يخدم الانتخابات القادمة، لكن ليس حلاً نهائياً للمشاكل في الساحة.
* ترى ما هو الحل برأيكم..؟
** هذا يحتاج إلى مشروع طويل ومطروح منذ زمن فكرة الحوار الوطني.. حوار الدولة مع كل الأطراف التقليدية والحديثة في الداخل وفي الخارج، بما في ذلك المجتمع المدني والنقابات الأكاديمية، بمعنى إجماع وطني جديد.. نريد إجماعاً وطنياً جديداً على مبادئ وأهداف سياسية، تكون موجهة للدولة في المرحلة القادمة.. ما يدور عبارة عن إدارة مؤقتة للأزمات وليس حلاً لها..
* كلمة توجهونها للقوى السياسية بهذا الشأن..؟
** والله القوى السياسية كلها مأزومة، فالسلطة والمعارضة تعاني من نفس الأزمات وإن كان النظام الحاكم أكثر تعرضاً للأزمة، رغم مسؤوليته عن إدارة الحكومة..
* ولكن بماذا المعارضة مأزومة..؟
** المعارضة.. لأنها فاقدة الفاعلية، فليست قادرة على اتخاذ أي موقف حقيقي ولا تستطيع النزول إلى الشارع وأنا أشكك بنزولها إلى الشارع حتى ليوم واحد، كونها عاجزة وضعيفة وغير قادة على تقديم البديل، لأن كل البديل يقام ضمن لعبة مبتدعة، غير مستندة إلى الحركة الجماهيرية بالشارع بشكل عام..
المعارضة في خضوع مستمر:
* يعني أن هذا ما جعل الحاكم يتقوى على المعارضة بهكذا صورة..؟
** ليست لأن المعارضة سمحت للحزب الحاكم وإنما أيضاً أن الحاكم يمتلك مصادر قوى عديدة. ويفترض بالمعارضة أن تحاول الضغط بكل السبل السلمية والديمقراطية واستخدام الجمهور والطرق المسموح بها في مجال الديمقراطية، ولكن خضوعها المستمر والمعارضة ليست كلها صفاً واحداً، فهناك قوى من المعارضة هي رديف للحزب الحاكم..
* ولكن لو نزلت المعارضة وحصل سفك دماء من المسؤول..؟
** لا تستطيع المعارضة النزول إلى الشارع على الإطلاق، فهي عاجزة وضعيفة عن الخروج حتى بمائة مواطن..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد