بعد معاناة استمرت سنوات طويلة..

"أخبار اليوم" تشارك أبناء منطقة القاع بلودر فرحة عودة مشروع المياه إلى منازلهم

2011-01-05 04:40:58 رصد / الخضر عبدالله محمد


تتواصل المبادرات الطوعية في منطقة القاع بمديرية لودر بمحافظة أبين، بعد أن كانت ظاهرة المبادرات الجماهيرية قد اختفت منذ أعوام كثيرة، ولكن الروح الوطنية والحماس يعاود أبناء هذه المنطقة التي كان للمبادرات الطوعية التي يقوم بها أبناؤها دور في نجاح المشاريع الأهلية فيها في مرحلة السبعينات.. والمبادرات التي بدأت بحماس تهدف للمشاركة في إتمام مد الأنابيب الرئيسية من موقع البئر إلى المنطقة ورغم صعوبة العمل، إلا أن حاجة الناس للمياه دعت المواطنين للتفاعل والمشاركة.
 "أخبار اليوم" تابعت العمل أول وثاني أيام المبادرة.. ومن المعلوم أن مشروع المياه قد تعثر العمل فيه قبل فترة طويلة وتعرضت أنابيب المشروع الرئيسية للنهب.. وهذه الأيام تتواصل المبادرة الطوعية لتنفيذ مشروع المياه الذي سيستفيد منه حوالي "4000" آلاف نسمة.. وخرجنا بهذه الحصيلة
أعمال طوعية كخلية النحل:
الأهالي يتحدثون
عند نزولنا إلى موقع العمل رأينا الكل يعمل وكأنهم خلية نحل من كبار وشباب وحتى الصغار، رأيناهم وهم يعلمون بجد وتفان، راسمين بذلك صورة جميلة في العمل الجماعي الطوعي الذي نراه غائباً في كثير من المشاريع.
وعند اقترابنا إلى الموقع توجهنا بالسؤال إلى أحد القائمين على هذا المشروع وهو الأخ/ عبدالله أحمد عبدربه "أبوعبدالمجيد" وسألناه عن انطباعه حول عودة هذا المشروع فقال:"المشروع هذا مشروع هام وحيوي وهو شريان الحياة لآلاف المواطنين وبدونه تعتبر الحياة عبئاً ثقيلاً عليهم، سنوات مرت عليهم وهم يتكبدون ويعانون من انقطاع المياه عنهم، لكن بفضل الله ثم بفضل أهل الخير ها هوالمشروع يعود إلينا من جديد لتكتمل الفرحة ويعم الخير وتنتهي معاناتهم الطويلة ويعيشون حياة كريمة بوجود هذا المشروع.. وعبر "أخبار اليوم" نطلب من محافظ أبين أن يتعاون معنا بدعم المشروع بالمضخات والأنابيب للشبكة الداخلية كما عهدناه ".
فرحة ضخ المياه:
وفي نفس الموقع التقينا الشيخ/ ناصر محمد القيمي ـ أحد أعيان المنطقة ـ وتحدث إلينا قائلاً:"أولاً نشكر صحيفتكم "أخبار اليوم" التي نزلت إلى هذه المنطقة لتشاركنا أفراحنا بعودة ضخ المياه إلى منطقتنا، الفرحة عمت كل بيت، وأنت ترى هؤلاء الناس على مختلف فئاتهم العمرية قد هبوا لمساعدة العمال، سواءً كان مادياً أو معنوياً، لأننا بصراحة تجرعنا مرارة الألم والتعب جراء انقطاع الماء عنا، حتى كاد الناس يهلكوا، لولا عناية الله ثم تدارك المسؤولين لهذه القضية.. وأنا أشكر كل من ساهم معنا في حل هذه المشكلة وعلى رأسهم محافظ محافظة أبين المهندس/ أحمد بن أحمد الميسري.
المواطنون .. خلية نحل:
وأما عن اهتمام أبناء المنطقة وتعاونهم بهذا المشروع يقول الأستاذ/ الخضر أحمد مجدل:"من البديهي أن نرى الكل يعمل، لأن المواطن ليس له غرض، إلا أن يعيش حياة كريمة وما هذا الاهتمام الزائد والعمل الطوعي الجماعي والفرحة الكبيرة، إلا نتيجة لما وجدناه من حرمان ومعاناة أثرت علينا جراء انقطاع المياه عنها .. بل من شدة فرحتنا أننا نقوم بتعليم الطلاب صباحاً حتى ينتهي الدوام ومن ثم نذهب لمساعدة العمال، متناسين بذلك حالة الإرهاق والتعب المصاحبة للتعليم، وأدعو كل مواطن أن يحافظ على هذا الخير حتى لا تضيع الأجيال من بعدنا ونرجوا من جهات الاختصاص في المحافظة أن يدعمونا بالدعم السخي لتكملة المشروع ؟".
عانت المنطقة من شحة المياه طوؤلا والبوز "الوايتات" قصمت ظهر المواطن: وعن معاناة المنطقة من شحة المياه تحدث المواطن/ الخضر صالح مرداس البالغ من العمر 60 عاماً بقوله:"نظراً لما تعانيه المنطقة من شحة المياه وغلاء أسعار الوايتات "البوز"، قمنا بتشكيل لجنة مختارة من قبل الأهالي لمتابعة الأخ/ المحافظ أحمد الميسري الذي وعدهم بدعم المشروع وبوعد المحافظ نستبشر خيراً وسوف نستمر في مواصلة متابعتنا للحصول على ميزانية مالية،وكذا توفير أنابيب الشبكة الداخلية، وإن شاء الله سوف يضخ الماء إلى كل منزل".
الحلم أصبح حقيقة:
وأما بالنسبة عن الحلم الذي بات حقيقة رغم صعوبة المنال يقول الحاج/ قاسم هيثم يبلغ من العمر 95 عاماً، مع ركاكة الكلام وملامح الفرحة في ثناياه:"يا ابني كان يعتبر عودة المشروع بالنسبة لنا في الماضي أمنية صعب المنال، ولكن الحمدلله أولاً على إعادة تأهيل المشروع الذي مضى على تعثره خمس سنوات أو أكثر والتقدير لمحافظ لمحافظة أبين أحمد الميسري وللإخوة أعضاء اللجنة الذين بذلوا قصار جهدهم في المتابعة المستمرة حتى حققت هذه الأمنية وأصبح الحلم حقيقة وليس خيالاً".
نشكر محافظ المحافظة الميسري:
كما التقينا الأخ/ عبدالله سعيد عمر حبيبات ـ المشرف الأول على المشروع ـ الذي رحب بنا في موقع العمل وتحدث إلينا قائلاً:" إن هذا العمل الذي تشاهدونه إنما هو ثمرة من ثمار الجد والتفاني والتعاون الجماعي لأهل هذه المنطقة، حيث جاء بعد متابعات حثيثة للمسؤولين في المحافظة، وبدورهم كان المسؤولون في المحافظة عند وعدهم لنا وفكوا المعاناة التي كان يعانيها المواطن، وهذا المشروع لهذه المنطقة مشروع قديم وحصل أن مرت عليه ظروف تعثر من خلالها وأدى إلى انقطاع المياه وتعرضت الأنابيب للتخريب والسلب وأصبح المشروع شبه معدوم من الموجود وتكبد المواطن العناء وهو يشتري الصهريج الماء "بوزة" بما يقارب "4000 آلاف ريال".
 وأضاف:"ومن خلالكم أوجه شكري الكبير للمهندس/ أحمد الميسري محافظ أبين، صاحب اليد السخية والدعم السخي الذي أعطانا من وقته الشيء الكثير ومتابعته الحثيثة لمشروعنا، ونرجو من كافة المواطنين أن يتعاونوا أكثر ويقدموا التسهيلات الكافية لهذا المشروع:.
الفرحة تعم المنطقة:
وبعد أكثر من أربع سنوات من الانقطاع والإهمال، رافقها الآلام والمعاناة المستمرة، عادت الحياة من جديد لسكان منطقة القاع بلودر، وذلك بعودة المياه إلى منطقتهم، بعد أن ذاقوا الأمرين وتجرعوا كأس المرارة مرتين وذلك بسبب انقطاع المياه عنهم وتعرض الأنابيب للسرقة والسطو مرات كثيرة.. وعادت الفرحة وتحمل بين ثناياها تباشير السعادة والفرح لأهالي تلك المنطقة، ولتمحوا بذلك سنين عجاف كادت أن تقضي على الأخضر واليأيس.. فهل يستمر الدعم من قبل الإخوة المسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم أحمد الميسري أم مجرد وعود عرقوبية"؟ نتمنى ألا يحصل ذلك..


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد