يعد طريق ( الطفة ـ حمرة القويم ) بمحافظة البيضاء من الطرق الهامة التي ذاعت خطورتها على مستوى محافظة البيضاء خاصة واليمن عامة والذي يعد شريان حياة لعشرات المدن والقرى المتناثرة على جوانبه.. وما يكاد الشخص ينوي زيارة لتلك المناطق إلا وثقلت خطاه وتراجعت نواياه وقلت عزيمته من هول ما سيواجهه من عناء ومشقة، ذلك الطريق الجبلي الوعر ذي المنعطفات الضيقة والمنحدرات الخطيرة وقد كثرت شكاوى المواطنين وبحت حناجرهم من هول المعاناة التي أخذت تنجلي بعض معالمها مؤخراً إثر إقرار المشروع والبدء في العمل من قبل المؤسسة العربية للتجارة والمشاريع في ظل خوف وتوجس الأهالي من اندراج العمل في المشروع ضمن المشاريع التخديرية التي دائما ماتدشن بالقرب من موعد الانتخابات، إضافة إلى إسقاط بعض الاتهامات للشركة المنفذة لتغييرها بعض تصاميم المشروع .
"أخبار اليوم" كانت سباقة في نشر المعاناة والوقوف على المستجدات الأخيرة للمشروع.. فإلى حصيلة الاستطلاع:

البداية كانت مع الشيخ / موسى محمد الحمري ـ أحد أعيان منطقة حمرة ـ والذي شكر في مستهل كلامه كل الجهات التي كانت سبباً في إقرار المشروع والبدء في تنفيذ طريق ( الطفة ـ حمرة ـ القويم ) وفي مقدمتهم الأستاذ/ علي العمراني ـ عضو مجلس النواب للمديرية.. مشيراً إلى أن هذا المشروع قد انتظره الأهالي طويلاً بعد أن ذاقوا مرارة التعب في ذهابهم وإيابهم، مطالباً الشركة المنفذة بسرعة إنجاز العمل بالمواصفات والمقاييس المعروفة ووفق الجودة والإتقان .
وطمئن الشيخ/ الحمري كافة المواطنين المستفيدين من هذا الطريق خاصة والمغتربين عامة بمدى جدية العمل المستمر في الطريق وذلك حسب الوعد الذي قطعته الشركة المنفذة على لسان المهندس/ محسن الجرادي ـ باستمرار العمل في المشروع حتى نهايته، إضافة إلى جدية التواصل من قبل المشائخ والأعيان والمغتربين مع قيادة المديرية والمحافظة والوزارة .
تكلفة المشروع 2 مليار
أما الأستاذ / علي العمراني ـ عضو مجلس النواب وفقد تحدث بقوله : نشكر لكم أيها الأعزاء في صحيفة "أخبار اليوم" متابعتكم هذه المنطقة بالذات، التي لا تزال بحاجة إلى الرعاية والاهتمام من قبل الجميع بما ذلك السلطة المحلية في المحافظة والمديرية وقد نزل بعضكم إلى هنا أكثر من مرة ..الطريق الذي ترونه بدأ يعتبر فاتحة خير لهذه المنطقة وأهلها الطيبين وهم قطعاً يستحقون كل الخير.. ومع الطريق ستأتي البقية بإذن الله.. والحق إن الطريق هذه أخذت وقتاً وجهداً كبيرا في المتابعة.. حيث ظل المقاولون محجمين عن التقدم للتنفيذ، فما إن يروا طبيعة الأرض حتى يهربوا ويغيبوا عن الأنظار.. وآخر مرة أعلن الطريق خمس مرات متتالية ولم يتقدم أحد.. غير أنه بتعاون الأخ وزير الأشغال مشكوراً وتفهم الأخوة في اللجنة العليا للمناقصات تم إقناع الشركة العربية بالتقدم.. ولا شك أننا محظوظون بمثل هذه الشركة ذات السمعة الطيبة وقد جربناهم من قبل وجربوا في مشاريع أخرى في الجمهورية وكم سنكون سعداء عندما يشعر أبناء المنطقة الذين كانوا يعيشون في حالة أشبه بالحصار، بأنه صار بإمكانهم التنقل بيسر وسهولة.
وأضاف: وكما تلاحظون فالطريق يخدم أعداداً كبيرة من السكان.. فالقرى متواصلة ببعضها من البداية إلى النهاية ، وأؤكد هنا -إزالة للبس -، أن طريق الطفة حمرة القويم مشروع واحد مرتبط ومتكامل وكله في عقد واحد، بما في ذلك عقبة حمرة المهمة التي يجري الآن إعادة تصميمها على الطبيعة وسيلحق التنفيذ فوراً..مرة أخرى شكراً للصحافة  وطالما وأتيتم من قبل إلى هذه المنطقة وعدتم تحملون هم الأهالي وتبثونها في كل اتجاه ، هذه المرة أظن أنكم ستعودون وقد شعرتم بشيء من السعادة وبإمكانكم أن تبددوا الإحباط المتراكم
.وفيما يخص التكلفة الإجمالية للطريق فهي ما يقارب اثنين مليار.
استمرار العمل مرهون بعدم تأخير المستخلصات المالية
المهندس/ محسن صالح الجرادي ـ مدير مشروع طريق (الطفة – حمرة - القويم ) ـ أشار في كلامه إلى أن هذا المشروع الذي تنفذه المؤسسة العربية للتجارة والمشاريع بتمويل من وزارة الأشغال العامة والطرق، ضمن البرنامج الاستثماري ويعتبر مشروعاً ذا أهمية بالغة ويخدم عدداً كبيراً من القرى ذات الكثافة السكانية.. حيث يبدأ من مركز مديرية الطفة ويتجه جنوب غرب باتجاه منطقة حمرة ويتفرع باتجاه منطقة القويم بطول إجمالي "36كم" ويتم التنفيذ حالياً في كامل المشروع باستثناء عقبة الحميم بحمرة.
 وأرجع المهندس سبب تأخير البدء بشق عقبة الحميم بحمرة إلى تعديل بعض التصاميم الخاصة بطريق العقبة بما يتناسب مع طبيعة المنطقة وضمان تصريف مياه الأمطار بشكل ملائم، بواسطة مهندسين من الوزارة وعن طريق المقاول وسيتم البدء بالعمل في العقبة فور الانتهاء من تعديل التصاميم الخاصة .
وعن تساءل الكثير من المواطنين القاطنين في المناطق المستفيدة من الطريق، الذي لا يزال يخيم عليهم شبح الخوف من اندراج المشروع فيه ضمن المشاريع التخديرية التي دائماً ماتدشن بالقرب من موعد الانتخابات.. أكد المهندس/ الجرادي أن هذا المشروع ليس ضمن تلك المشاريع وانه قد تم اعتماده فعلا من قبل وزارة الأشغال كوحدة متكاملة ويتم تنفيذه حالياً.. وإذا كان هناك بعض التأخير في المشروع، فإنما يعود لأسباب فنية ـ مضيفا بقوله : نحن كمقاولين ملتزمون باستمرار العمل وعدم التأخير في نطاق العقد لفترة الإنجاز ولكن يبقى الأمر مرهوناً بعدم تأخير دفع المستخلصات المالية من قبل الدولة.
وشكر المهندس/ محسن الجرادي ـ كل القائمين والمسؤولين في المنطقة، لما لمسه منهم من تعاون ايجابي، لما فيه مصلحة العمل وتوعية المواطنين الذين لهم دور كبير في تسهيل حركة العمل وخدمة المصلحة العامة، كما شكر صحيفة "أخبار اليوم" التي زارت المشروع لتغطية العمل بالطريق والوقوف على عين الحدث .