حذر المواطنين من إيواء المسلحين وأكد أن الحلول المؤقتة واللجوء إلى الحكم العرفي فاقم الوضع..

مدير مديرية الحبيلين: أصحاب المصالح في السلطة وقيادات في الحراك وراء ما يحدث في المديرية واحتماء المسلحين بالمواطنين أخر دخول الجيش إلى المدينة

2011-01-17 01:54:50 أخبار اليوم/ إياد البحيري


* نحن نرفض المشاريع في المديرية لأن مشاريع بمئات الملايين موقفة
* الحل في المديرية يكون بتوعية المواطنين ووجود الأمن بشكل قوي

استمراراً لمسلسل أعمال العنف والتدهور الأمني وتفاقم الأمور في مديريات ردفان اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر مسلحة في أماكن متفرقة في مديرية الحبيلين خلفت أحد عشر جريحاً بينهم جندي وثلاث نساء.
وقال مدير مديرية الحبيلين الأستاذ/ محمود مقبل سعيد أن مسيرة خرجت صباح أمس في مدينة الحبيلين لما يسمى بالحراك الجنوبي، مشيراً إلى أن أغلب المشاركين في المسيرة مسلحون.
واندلعت اشتباكات بين المسلحين المشاركين في المسيرة وأفراد الجيش المرابط في المنطقة خلفت ثمانية جرحى بينهم جندي.
وأوضح مدير المديرية في حوار عبر الهاتف مساء أمس ـ وتنشره الصحيفة داخل العدد ـ أن اشتباكات أخرى اندلعت عقب المسيرة بين عناصر مسلحة وأفراد الجيش في محاذاة المدينة باتجاه جنوب الحبيلين مما أدى إلى إصابة ثلاث نساء.
وقال: "هاجمت عناصر مسلحة كانت تحتمي بمنازل المواطنين أفراد الجيش، الأمر الذي دفع الجيش للرد على المسلحين مما أدى إلى إصابة ثلاث نساء"..
يتابع مدير مديرية الحبيلين في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن المسلحين يتوافدون من خارج الحبيلين ويحتمون بالمواطنين ومنازلهم، مؤكداً أن هذا سبب في تأخير دخول الجيش إلى داخل المدينة.
وأكد سعيد أن الجيش سيطر على المديرية بشكل عام لكن بالنسبة للمدينة مازال المسلحون يتواجدون فيها "وحرصاً على حياة المواطنين تأخر الجيش في الدخول إلى المدينة".
وأشار إلى دخول ثلاث سيارات أمس وعلى متنها عدد من المسلحين قادمة من يافع إلى الحبيلين، منوهاً إلى أن عدداً منهم شاركوا في مسيرة أمس وفي الاشتباكات التي اندلعت مع الجيش.
إيواء المسلحين خطر يهدد المدينة
وعن دور المواطنين في مديرية الحبيلين وموقفهم من وجود المسلحين قال مدير مديرية الحبيلين أن وجودهم أساء ويسيء للمديرية، محذراً القبائل في المديرية من إيواء المسلحين والعناصر المسلحة القادمة من خارج المديرية لأن إيواءهم سيثير فتنة في المديرية.
س ـ كيف تصفون الوضع في الحبيلين؟
ج ـ الوضع حالياً في الحبيلين غير طبيعي ومخيف جداً للمواطنين وهنا أحذر المواطنين من إيواء المسلحين لأن وجود المسلحين يسبب مشكلة نحن في المديرية أكثر من الجيش لأن الجيش يتواجد في أماكن بعيدة من المدن ونحن فضلنا أن يبقى الجيش خارج المدينة حتى لا يحدث أي صدامات داخل المدينة وذلك حفاظاً على أرواح المواطنين وعلى المدينة.. وأحذر أيضاً المسلحين أنفسهم الذين يأتون من خارج المدينة وأقول لهم بأن أبناء المنطقة سيقاومونهم وبالتالي ستندلع فتنة في المدينة".
س ـ وفي حال استمر تواجد المسلحين في المدينة؟
ج ـ لكن في هذه الحالة وإذا فرض علينا فيتم دخول الجيش وهذا يعد أمر ضروري لأن مصالح الناس تعطلت داخل المدينة..
قبل يومين تقريباً أخذ مسلحون رجلاً "مجنون" وقتلوه وتم العثور على جثته في الشارع رغم أنه مجنون ولديه أوراق طبية تثبت ذلك إلا أنهم قتلوه.. وآخرون دخلوا إلى داخل المدارس وأطلقوا النار على الطلاب.. الأمور وصلت في المدينة إلى ما لا يحمد عقباه وبالأخير المواطن يفضل بأن يأتي الجيش لتأمين حياته.
"ذكر ردفان يثير الاشمئزاز"
مدير مديرية الحبيلين وفي سياق حديثه عن معاناة المواطنين في المديرية قال إن الأمر وصل إلى أن المواطنين من أبناء ردفان والذين يعملون في مناطق ومحافظات أخرى مجاورة وعندما يعلم أبناء تلك المناطق أنك من ردفان يشعروا باشمئزاز منك، حتى أن البعض فضل عدم الذهاب إلى مناطق خارج مديريات ردفان رغم أن عمله في تلك المناطق وكل هذا سببه الأعمال التي يرتكبها المسلحون في ردفان ومديرياتها وتسببوا في تشويه سمعة المنطقة".
س ـ لماذا وصلت الأمور إلى هذا الوضع؟
ج ـ الأحداث التي تشهدها الحبيلين حالياً لم يسبق لها مثيل ولم أتوقع وعمري "55" عاماً أن تصل الأمور إلى ما هي عليه الآن وعشت في عدد من المديريات وعدد من المحافظات لكني لم أجد ولم أشهد ما أشاهده حالياً داخل الحبيلين.
وبشكل عام المنطقة منذ قبل الاستقلال منطقة قبلية ولا تعرف المدينة، وبعد الاستقلال جاءت فترة شهدت المنطقة كبتاً كبيراً وعندما جاءت الديمقراطية حصل الانتقال من مرحلة إلى أخرى حيث تم الانتقال إلى مناطق صحراوية إلى مدينة كبيرة وهذا التحول أثر بشكل كبير.. لكن الشيء الأكثر أهمية هو التعبئة الخاطئة للجيل وإننا كنا في جنة والآن في نار وكان الناس ملائكة وصاروا الآن شياطين وهذه التعبئة أوصلت الناس إلى هذه الحالة وهذا الوضع.
"أصحاب المصالح في السلطة وراء ما يجري"
س ـ أستاذ محمد هناك تسريبات بأن عناصر في السلطة تقف بشكل أو بآخر وراء ما يجري في الحبيلين ما صحة ذلك؟
ج/ كل شيء في بلادنا جائز وهذا فعلاً يتم ويقوم به أصحاب المصالح الذين يستفيدون من الأحداث ومن توتر الوضع في المنطقة..
وأضاف محمود مقبل سعيد:"أنا مع كل احترامي للحراك كانوا يعتقدون أن ما يقومون به عمل ثوري لذلك جندوا الشباب وأشركوهم في أعمال التقطع حتى أن هؤلاء الشباب تعودوا على قطع الطريق ونهب الأموال، بالإضافة إلى تعاطي تلك العناصر للمخدرات والحبوب المحذورة بشكل كبير وهذا ما جعلهم ينساقون وراء أعمال العنف دون وعي".
س ـ لكن المواطنون في تلك المديريات يشتكون من تردي الخدمات وعدم وجود المشاريع الخدمية ويقول البعض بأن هذا يقف وراء ما يحدث؟
ج. نحن الآن نتعامل أشبه بتعامل حكم عرفي، نستعين بالقبلية في التعامل مع أغلب الأمور سواء المشائخ أو الشخصيات الاجتماعية ورغم أننا حذرنا من هذه الأساليب وتجنبنا تجنيد عناصر من الناس الطيبين لأننا كنا أمام أمرين إما أننا نجد مجاميع وتصبح فتنة أو أن تأتي قوة عسكرية وتحمي المدينة "أما أن تأتي الدولة أو أن نلجأ إلى الجانب العرفي أو الجانب شبه عسكري..
الخط العام الرئيسي يتعرض للتقطع من جانب المسلحين وتطلب الأمر ضرورة حماية الطرقات من حدود الضالع وحتى حدود الحوطة بلحج وهذه كلها أرض خالية من السكان.
بالنسبة للمشاريع في المديرية نحن نرفض المشاريع في المديرية لأن عندنا مشاريع بـ"700" مليون في مجموعة طرق ومشاريع أخرى لكنها موقفة وفي كل المديريات بسبب المشاكل.
لدينا مشروع الصرف الصحي وله حوالي خمس سنوات وأكثر إلا أنه وحتى الآن لم ينجز وكلما حاولنا افتتاح مشروع في مكان ما في المديرية اندلعت مشكلة وعرقلت إنشاء المشروع.
"الحل في التوعية ووجود أمن قوي"
س ـ أين دور قيادة المحافظة والسلطة من كل ما يجري؟
ج ـ الأمر الواقع يفرض علينا جميعاً.. السلطة كانت تراعي منذ البداية اسم ردفان وأنها لا تريد الدخول في مشاكل مع ردفان باعتبار أبناءها من المناضلين.. وكلما حصلت مشكلة واندلعت فوضى يتم إنزال لجان للتفاوض ويتم سحب الجيش على أساس أنها حلول وهي حلول مؤقتة ويتم عقد اتفاقيات مع عناصر الحراك وما هي إلا أيام ويعود الوضع كما كان عليه بالسابق وتعود المشاكل من جديد وهكذا يعني لم يتم اتخاذ حلول نهائية من قبل السلطة.
س ـ وما الحل من وجهة نظرك لما يجري في الحبيلين وبقية المديريات في ردفان؟
ج ـ الحل بأن يتم توعية الناس لمعرفة مصلحتهم وما هو ضدهم والجانب الآخر من الحل وجود الدولة بشكل حقيقي ووجود الأمن بشكل قوي.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد