أوبـــــــــــامــــــــــا و"صگـــــــوك الغفــــــــــران" الصهيونيـــــــــــــه

2008-08-02 08:23:05

علي صلاح

قضى المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما وقتًا طويلاً من حملته الانتخابية في تأكيد ولائه للكيان الصهيوني وانتمائه للعقيدة "المسيحية"؛ وذلك بعد محاولة منافسيه صرف الناخبين عنه مستغلين اسم والده المسلم "حسين" وصورة التقطت لأوباما بلباس إفريقي زعموا أنه لباس إسلامي خلال زيارته لكينيا التي ينحدر منها، وأكد أوباما على هذا الولاء وهذا الانتماء في غير تصريح، وأعلن عن اسم القس الذي يعتبره مرشده الروحي، إلا أن منافسيه ظلوا يتربصون به لإيقاعه في براثن معاداة "إسرائيل" ومودة العرب والمسلمين! وقاموا بنشر صور كاريكاتيرية له وهو يرتدي لباسًا عربيًا وزوجته تحمل كلاشينكوف داخل إحدى الغرف بالبيت الأبيض، كما حاولوا تضخيم تصريحاته بشأن الانسحاب من العراق ووضعوها في نفس السياق وهو التعاطف مع العرب والمسلمين، متجاهلين أنها رغبة واسعة في الشارع الأمريكي بعد تزايد الخسائر والفشل في السيطرة على أعمال المقاومة طوال خمس سنوات.

 

دور اللوبي الصهيوني في الدعاية

رغم أن عدد اليهود في أمريكا أقل من المسلمين إلا أنهم أكثر تنظيمًا وتأثيرًا في المجتمع الأمريكي، ويرجع ذلك لأسباب عقائدية أولاً، حيث يعتبر "المسيحيون" الأمريكيون أن اليهودية جزء من "المسيحية" فيما يعرف بالعهد القديم "التوراة" والعهد الجديد "الإنجيل"، كما يزداد هذا الاعتقاد عند المحافظين الجدد الذين يعتقدون بأن قيام دولة "إسرائيل" مؤشر على نزول المسيح عليه السلام إثر معركة "هرمجدون" التي تدور على أرض فلسطين بين "المؤمنين" في اعتقادهم وهم "المسيحيون" واليهود من جهة، و"الكافرين" من جهة أخرى، وهم من عدا ذلك، حسب قولهم. كما يرجع تأثير اليهود في المجتمع الأمريكي إلى مصالح مشتركة لما لليهود من سيطرة على مراكز التجارة والمال؛ لذا ليس من المستبعد أن يكونوا وراء هذه الحملة ضد أوباما لإجباره على تقديم المزيد من التنازلات لصالح الكيان الصهيوني. ومن هنا تأتي أهمية الزيارة التي قام بها "لإسرائيل" "لتنظيف سمعته من شبهة الانحياز للعرب والمسلمين"، وقد أطلق أوباما خلالها تصريحات نارية ذكرتنا بتصريحات الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش في زيارته الأخيرة للكيان وهو ما يؤكد أن السياسة الأمريكية في المنطقة ستظل كما هي، بل قد تزداد سوءًا. لقد أكد أوباما على أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، وأنه لن يضغط حال فوزه بمقعد الرئاسة على "إسرائيل" لإقامة سلام مع الفلسطينيين، ووصف الكيان الغاصب بأنه "معجزة"! كما رفض إجراء أي حوار مع الذين لا يعترفون بوجوده، في إشارة لحركة حماس، ولم ينل الجانب الفلسطيني من اهتماماته سوى لقاء هزيل مع المسئولين في الضفة ولم يدل بأي تصريحات عقبه!

مواصلة الابتزاز

من المتوقع أن تزداد الضغوط الصهيونية على أوباما للحصول منه على أكبر قدر من التنازلات قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم، وسيتصيدون أي تصريح من هنا أو هناك يشتم منه رائحة التعاطف مع أي قضية عربية أو إسلامية لابتزازه؛ مما سيجعل من الصعوبة بمكان التراجع عن هذه التعهدات في حال فوزه. وقد ظهرت تداعيات زيارة أوباما إلى "إسرائيل" سريعًا؛ حيث أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن أكثر اليهود الأمريكيين سيصوتون لصالح أوباما، ونقلت عن إيرا فورمان المدير التنفيذي للمجلس اليهودي الوطني الديمقراطي اعتقاده بأن أوباما سيحصل على أصوات اليهود وبفارق كبير. يراهن بعض العرب والمسلمين على تغيير سياسة الإدارة الأمريكية في المنطقة كحل وحيد لا يرون غيره لإيقاف الظلم الذي يتعرضون له من مخططاتها الفاشية، وينتظرون الانتخابات الرئاسية لعل الرياح تأتي بما تشتهي السفن، وفي كل مرة تأتي الرياح بالعواصف، ويخرجون من حفرة صغيرة ليقعوا في أكبر منها، متجاهلين إرادة المقاومة عند الشعوب والتي ينبغي المراهنة عليها لتغيير الواقع المرير.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد