كنا لا نعرف الحياة والكون أبدا.. كنا في غرفة مظلمة ولكنها آمنة بدأت فيها حياتنا ومسكننا الأول إنه رحم الحبيبة.. بدأنا في أحشائها نطفة صغيرة ثم علقة ثم عظام ثم كسيت العظام لحما
 كنا نشعر بالدفء وتحيطنا بهجة ورعاية الأبوة من حولنا وانتظارهم لنا بشوق وشغف، فتمضي أيام تلو أيام وشهور تلو أخرى حتى يكتمل نمونا فيأتي موعد خروجنا للعالم الأخر عالم يحمل في طياته الكثير وثنائية الأشياء (البكاء والحزن ..السعادة والفرح.. اليأس والألم.. الأمل والتفاؤل.. الصحة والعافية.. المرض والداء.. التميز والنجاح.. الفشل والإحباط، الطموح والعطاء.. التقدم لا تردد (الحياة والموت).
فنخرج وتبدأ طفولتنا البريئة في أحضان والدينا اللذين يبذلوا كل وسائل الراحة من أجلنا وتبدأ التربية من هنا كما قال رسول الله صلى الله وسلم (الطفل يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه). 
نعم فلنبدأ من هنا البداية إنها التـــربــيــة، إذا فلنعلم يا إخواني وأخواتي إن البداية الأولى لصناعة الفرد لكي يتعلم المسؤولية منذ صغره هي التربية، فالتربية هي رعاية أولادنا عاطفيا وروحيا وعلميا وعقليا، فعلى الوالدين تعلم أصول التربية السليمة ليدركوا معانيها ويستوعبوا وسائلها استيعابا سليما فلنبدأ معهم خطوة خطوة فلنعلم أولادنا المنهج الإسلامي والنهج القرآني ..و نهديهم كل جميل وممتع في الحياة ونحرص عليهم من كل سيء فيها ونرويهم وأنفسهم و ذواتهم بحب ونزودهم علما بها ونمنحهم الفرصة لتعلم كل شي فلا نقيدهم فتضيق صدورهم بنا أو نترك لهم الحبل فيضيعوا من بين أيدينا، ونَسأل أمام الله عز وجل عنهم فلنكون لهم الحب والدفء والأمان.. إنهم بسمة حياتنا الحاضرة وأملها القادم هم مجددو أمجاد أمتهم وصناع النصر إن نحن أحسنا تربيتهم.
إن العالم اليوم يحتاج إلى جيل مسلم مؤمن ..واعي مثقف ..قوي طموح فمن صنع الحضارة الأولى غير جيل كانوا بهذه الصفات.. نستطيع أن نعيد ونجدد الرعيل أمجاد السابق بأولادنا لأنهم لغة عصرنا الآن فبهم ستعود العزة والكرامة للأمة وتسري في كيانها من جديد، فتربية جيل بهذه الصفات حقا عليه أن يصنع نهضة قادمة إن شاء الله.