احترم نفسك أولاً

2011-01-18 00:38:07 هاني أحمد علي


كان هناك طفل يصعب إرضاؤه، أعطاه والده كيساً مليئاً بالمسامير وقال له : قم بطرق مسماراً واحداً في سور الحديقة، في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص.
في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسماراً في سور الحديقة وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه، وكان عدد المسامير التي توضع يوميا ينخفض أكتشف الولد أنه تعلم بسهولة كيف يتحكم في نفسه أسهل من الطرق على سور الحديقة، في النهاية، أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة.
عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة إلى أن يطرق أي مسمار، قال له والده: الآن قم بخلع مسماراً واحداً عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك، مرت عدة أيام، وأخيرا، تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور.
قام الوالد بأخذ ابنه إلى السور وقال له: ( بني قد أحسنت التصرف) ولكن انظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور، لن يعود أبداً كما كان عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف وتخرج منك بعض الكلمات السيئة، فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم ، كتلك الثقوب التي تراها، أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه، ولكن تكون قد تركت أثرا لجرح غائر.
لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح لا زال موجوداً، جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان.
معاني جميلة وسامية تتجلى في هذه القصة التي بدأت بها مقالي فكم منا أصبحت الثقوب تملأ سور منزله وسور حديقته وسور مكتبه وكل الأسوار التي تحيط به.. وكم منا تأذى منه الناس والجيران والأصدقاء والأهل بسبب فقدان احترامه لنفسه أولاً وعدم احترام الآخرين ثانياً .
ماذا لو كل شخص موجود في هذه الحياة صار يحترم نفسه.. حتماً ستصبح الصورة زاهية وجميلة وناصعة ، ولكن يقال (فاقد الشيء لا يعطيه) فمن فقد احترام نفسه كيف سيحترم من حوله .
فالاحترام نابع من الإيمان ومن الشريعة السمحاء التي تدعو الجميع إلى التحلي بالأخلاق الحميدة ومعاملة الآخرين معاملة حسنة.. ولا ننسى قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله علية وسلم عندما سئلت زوجته أم المؤمنين عائشة عن أخلاقة فقالت (كان خلقه القرآن) فهو لم يجرح شخصاً قط في حياته عليه الصلاة والسلام، كما أن التربية الأسرية لها الدور الكبير في تهذيب النفوس والتقويم السليم والخلق الحميد.. فكل منا يعكس صورة أسرته من خلال أخلاقه واحترامه للآخرين ومن خلال طباعه مع الناس سواء كانت ايجابية أو سلبية (فكل إناء بما فيه ينطح).
يقول أحد الخبراء: إن بوسع المرء الحصول على الإحترام الذي يستحقه باتباع بعض النصائح البسيطة.. فالإنسان ليس في حاجة أن يكون غنيا أو ناجحاً أو ذا نفوذ، لكي يستحوذ على الاحترام ، كما أن الإنسان أيضاً يفقد احترام الآخرين عندما يقلل من شأنه.
يجب على المرء أن يحرص كثيراً على تجنب كل الأمور والصفات التي يتمتع بها والتي من شأنها أن تجعل الآخرين يشمئزون منه ويفقدون احترامهم له ، بل يحرص كل الحرص على ملازمة الصفات التي تجعل منه محبوباً لدى الناس والتي تجعلهم يستقبلونه بالابتسامات والترحيب.. فعلى قدر احترامك للآخرين تنال احترامهم لك .
فهناك أشخاص كثيرون نجدهم يفقدون احترامهم لأسرهم ومنهم من يفقدون احترامهم لأصدقائهم ومنهم من يفقدون احترامهم لزملائهم ولكنهم في حقيقة الأمر يفتقدون احترام أنفسهم من الداخل ، فهل نبدأ صفحة جديدة مع أنفسنا يكون شعارها (احترم نفسك أولاً) حتى ننال ثقة الآخرين ومحبتهم واحترامهم لنا، حينها سنجد أننا كنا مخطئين في تعاملنا مع ذاتنا ولابد أن نصحح ذلك الخطأ بما يجعل احترام الآخرين لنا فرض واجب .. ودون ذلك لا أستطيع أن أقول إلا كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت).

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد