"أخبار اليوم" تستطلع الأوضاع الصحية بمديرية لودر..

الصحة في لودر: بين تردي الوضع الصحي وضعف الخدمات الطبية

2011-01-23 14:17:08 استطلاع / الخضر عبدالله محمد


تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ شكاوي مواطني مديريات لودر محافظة أبين حول تردي الوضع الصحي وضعف ورداءة الخدمات الطبية المقدمة لمواطني المديرية.
 وأشار بعض المواطنين إلى أنهم فقدوا الثقة بالمرافقة الصحية من مستشفى عاصمة المديرية وعدد كبير من وحدات صحية موزعة على عدد من قرى ومناطق المديرية، نتيجة عجزها عن تقديم أبسط الخدمات الضرورية.. مما أضطر المواطن اللجوء إلى العيادات والصيدليات الخاصة رغماً عنه وتحمل تكاليف العلاجات الباهضة الثمن، رغم الفقر المدقع الذي يعانيه أغلب مواطني المديرية ولمعرفة واقع حال الوضع الصحي بمديرية لودر.. قمنا باستطلاع ركزنا فيه على الجانب الصحي والعلاجي والتقينا بعدد م المواطنين والكوادر الطبية والتمريضية والفنية في عدد من الوحدات الصحية.. فإلى الحصيلة:

* القطاع الصحي في أرقام
حظيت مديرية لودر باهتمام الدولة في كافة المجالات عامة والقطاع الصحي على وجه الخصوص و يصل عدد المنشآت الصحية في المديرية إلى: مستشفى واحد ووحدات صحية في كل من الحصن ، النجدة ، الشعة ، دمان، العين ، الماجل، صدة النخعين، وغيرها من القرى ولمعرفة رأي وانطباعات المواطنين بالمديرية في الخدمات الصحية التي يتلقونها التقينا بالأخ/ عبدالله قاسم هيثم فقال : الوضع الصحي في لودر متوسط وتوجد عدد كبير من الوحدات الصحية ولكنها تفتقر إلى الأجهزة الحديثة والأدوية الضرورية ، حيث أنها لا تلبي احتياجات المرضى ، وحيث أنه لا يوجد سوى مستشفى واحد في عاصمة المديرية فيضطر المريض في إحدى القرى لنقله إلى مستشفى لودر ولكن المستشفى أيضاً يفتقر هو الآخر لبعض الأجهزة الطبية الحديثة والأدوية المهمة.. ومن خلال صحيفة "أخبار اليوم" الغراء نطالب أصحاب الاختصاص الالتفات إلى الوضع الصحي في لودر وتحسينه ورفع مستواه إلى الأفضل.
وعن المشاكل الصحية التي تربك المواطنين قال: وتبقى هناك مشاكل جمة تنطوي في إطار المسببات ، منها على سبيل المثال مشكلة الصرف الصحي المزمنة التي تعاني منها مدينة لودر وما ينتج عنها من آثار صحية وبالذات انتشار الروائح الكريهة وتوالد وتكاثر البعوض وانتشار أمراض وبائية مختلفة وكذا مشكلة المجاري الراسخة "الحفر" بين منازل المدينة، ومالها من تأثير في انتشار أمراض مزمنة عديدة ، ناهيك عن رمي المخلفات "القمامات" في ظل غياب كفاءة الجهود المبذولة في عمليات الرش الواقية من انتشار تلك الأمراض وحملات التوعية بين أوساط المواطنين.
* الصحة في صورة وضع مأساوي
وعن الوضع الصحي وصوره المتعددة التقينا بالأستاذ/ السلال فتاح شرف ـ تربوي ـ يقول: للإجابة عن الصحة في مدينة لودر نحمل رسالة شفقه ورحمة إلى المختصين لانقاذنا من الوضع المأساوي المعاش الذي يبدو وكأنه إصابة بنيران صديقة.. والحليم تكفيه الإشارة، فالصحة مفهوم يتبع لكل ما يتعلق بحياة الناس في سكنهم وغذائهم وأسواقهم ومنفساتهم التي يرتادونها فكيف نحمي أنفسنا ونحافظ على صحتنا من الأضرار المحيطة فنلاحظ الآتي:
ـ الأغذية التالفة في الأسوق: أين دور صحة البيئة؟ ـ أين دور المجلس المحلي في بناء أسواق على المستوى الذي يليق بحياة المواطن، فالأسواق تشكو من العبث فترى الأوساخ والحشرات الضارة والروائح الكريهة تزكم الأنوف ولا حياة لمن تنادي.
ـ المجاري وما أدراك ما المجاري، فالصورة أوضح وأشمل من القول ليست هناك صيانة مستمرة.. كذلك القمامة نريد تفصيل أكبر عما هو حاصل نريد أن تتوسع دائرة عمال النظافة بحجم المدينة.. نريدها أن تصل إلى كل شارع وكل حي.
* المستشفى ومكتب الصحة
قال: رسالة نوجهها إلى جهة الاختصاص أن يجعلوا من هذا الصرح الطبي بلسم لكل من يرتاده والتعاون مع الإدارة وتقديم كل العون ورفع الميزانية التشغيلية والعمل على استقدام البعثة الطبية التخصصية وتوفير الأدوية وأن يتم استحداث وتطوير غرف العمليات وأقاسم المجارحة وتطوير المختبرات وقسم الأشعة بما يواكب التطور العلمي.
وأضاف: وأن يقوم مكتب الصحة في متابعة العيادات الخاصة والأدوية التي تباع فيها، حيث أن الخوف كل الخوف من الأدوية المهربة وعدم الكفاءة في الكادر، فالموظفون في العيادات الخاصة والصيدليات هم ليسوا متخصصين في الصحة والطب بل أن معظمهم يعملون في سلك التربية والتعليم.
* حالة الصحة المتردي للغاية
وعن حالة الصحة وما تقدمه من خدمات تحدث الأخ/ صالح محمد صالح الجدل بقوله: الصحة بالمديرية حالها مزري للغاية فليس هناك كوادر صحية متخصصة ولا تتوفر حتى الحقنة في المرافق الصحية بالمديرية وأثقلوا كاهل المواطن المسكين بشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة، وأصبح المواطن في المديرية يعيش حالة من الإحباط نتيجة الوضع الصحي المتردي ولا يرى أمامه سوى مبنى حديث خاو على عروشه ونطالب وزير الصحة والسكان بإصلاح الوضع الصحي بمديرية لودر ووضع حد للفساد والمفسدين.
* نقص حاد في أبسط الخدمات
وأما بالنسبة لأوجه الخلل والنقص في المرافق الخدمية في لودر.. تحدث إلينا الشيخ/ جهاد حفيظ، وقال: مهما تحدثنا عن أوجه الخلل في المرافق الخدمية في مديرية لودر لن نفي لما يعانيه المواطن من نقص حاد في أبسط الخدمات الضرورية ومنها الخدمات الصحية والتي فقد منها التنسيق المبرمج مع كثير من القطاعات الاجتماعية، مما سبب نقص في تلك الخدمات الصحية.. فمثلاً كانت هناك حالات توعية تجري في المدارس لكثير من الأمراض تتمثل في الصحة المدرسية والتي أعتبرها أساس سليم لبناء قاعدة صحية تقوم على بيانات صحيحة كبقية العالم ولا تكلف الدولة كثيراً من الأموال عوضاً عن فوائدها المستقبلية لصحة الفرد ونعرف أن هناك ترابط وثيق بين المدرسة والصحة والأسرة.. فهل أصبحنا نسير عكس التيار فلا أرى أي تطور خدماتي صحي في مديرية لودر سوى أن الناس أصبحت لا تثق بالمرافق الحكومية الصحية ولجأت إلى العيادات الخاصة رغم تدني مستواها الطبي وهذا أن دل على شي فهو الإحباط واليأس في مدى تدهور الخدمات الصحية .
ويضيف: أن هناك أسباب حقوقية أو إخلال إداري تعاني منه الخدمات الصحية فنشد على أيدي قيادات العمل الصحي أن يقوموا بعملهم وأن تزول حالة الركود السلبي في عمل المرافق، كما نتمنى أن نرى كوادرنا الطبية متميزة وحاضرة لخدمة أبناء هذه المديرية ونطالب السلطة المحلية بالمحافظة توفير أكبر قدر من الرعاية للمرافق الصحية للمديرية والإشراف المباشر لعملها وأن تجزي المثابر وتعاقب المتخاذل لتستمر الخدمات الصحية إلى الأفضل.
* رغم إنفاق الدولة ملايين الريالات.. فالصحة حدث ولا حرج
والتقينا بالأستاذ/ صالح حسين السافي ـ مدير مدرسة لجدل ـ وقال: نشكر صحيفة "أخبار اليوم" على تناولها هموم ومعاناة المواطنين في شتى المجالات، ومنها مجال الصحة في المديرية حيث لا يختلف اثنان حول تردي هذه الأوضاع وكأن المواطن يعيش في القرون الوسطى، نظراً لعدم وجود العناية في هذا المجال من قبل مكتب الصحة في المديرية والمحافظة وبدون وجود المراقبة من قبل السلطة المحلية والتنفيذية. حيث نجد الدولة تنفق ملايين الريالات في بناء المستشفيات والمستوصفات والعيادات ولكنها خالية على عروشها ، حيث تفتقر هذه المنشآت إلى كثير من الامتيازات مثل "الطبيب المختص والكادر الصحي المؤهل ، الادوية، إضافة إلى ذلك بعض الأجهزة الطبية مثل الأشعة وأجهزة المختبرات"، لهذا يضطر المواطن المسكين إلى اللجوء إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج نظراً لانعدام ثقته في صحة المديرية.
وأسترسل قائلاً: أيضاً لعدم وجود الرقابة تواجدت العيادات والصيدليات الغير مرخصة وغير مكيفة وكأنها بقالات مواد غذائية مما يؤدي إلى تلف الأدوية وضعف فعاليتها، أن لم تؤثر سلباً على حياة المواطنين .. ولهذا نناشد الجهات المختصة بوضع الحلول السريعة ورفع المعاناة عن أبناء هذه المديرية الباسلة.
* أوضاع الصحة بلودر لا تسر
المواطن/ صالح أحمد لخضر الجونة، قال: الوضع الصحي بالمنطقة بشكل عام يمر بمرحلة سيئة ، ونحن نعاني انعدام الخدمات الطبية في منطقة "القاع" وعدم توفر وحدة صحية رغم الكثافة السكانية الكبيرة..وتكبد الأهالي مشقة المواصلات إلى عاصمة المديرية والحصول على الخدمات الطبية التي أيضاً لا نجدها سوى في العيادات والصيدليات الخاصة وتكلف مبالغ كبيرة لا يطيقها المواطن.. ونطالب جهات الاختصاص بإصلاح الوضع الصحي بالمديرية.
* بعد الفاصل نواصل
إن الوضع الصحي في مديرية لودر تزايدت فيه المعاناة وبات المواطنون يصرخون من تردي أوضاعه المأساوية.. وكما عهدنا القارئ الكريم بتناول أهم القضايا والمشاكل التي يعاني منها المواطن في مديرية لودر وفتح ملف وضع الصحة بهدف تسليط الضوء على أسباب الإهمال والقصور والقصور.. ففي الحلقة الأولى التقينا بعدد من المواطنين بأخذ أرائهم ومقترحاتهم وفي الحلقة الثانية سوف نسلط الضوء عن حالة مستشفى المديرية ووضعه الصحي.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد