المرأة و(التمكين المحلي) في قريتي

2011-01-01 13:53:45 د.عبدالقادر مغلس- جامعة تعز


اكتب في هذا الملحق باستضافة كريمة من الأستاذة/ أحلام القبيلي. وتلقيت منها الدعوة خلال تواجدي في قريتي (بطنة-قدس) التي تستلقي على سفح جبلي مطران وذبحان بمحافظة تعز.

 ويمكنني القول بان الدعوة جاءت في وقتها المناسب. و(العبد لله) عادة يرحل إلى قريته حين تضيق به المدينة.
 فهي لا تبعد سوى مسافة 15 دقيقة فقط بالسيارة من مفرق السمسرة على طريق تعز-التربة.
 وقريتي من القرى التي تشد الإنسان إليها بطبيعتها وناسها الطيبين, وقد شجعتني طبيعتها الخلابة طوال العام على استضافة بعض الشخصيات الرائعة في أوقات مختلفة ومنها الأستاذ/ يحي حسين العرشي والدكتور/ احمد محمد الأصبحي عضوي مجلس الشورى والدكتور/ إسماعيل الجند رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية والدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن حين كان نائبا لوزير التربية والتعليم والدكتور/ مهدي علي عبدالسلام عضو مجلس النواب حين كان مديرا عاما للتربية والتعليم بالمحافظة.
 فخدمات الدولة وصلت فيها إلى كل بيت, الطريق مُعَبّد ومسفلت, والكهرباء مركزية, والمدارس أنموذجية, والماء (نعمة) من الخالق ووصل إلى كل منزل. والأهم من كل ذلك فان سكان القرية حضاريون ومدنيون بطبعهم, ولا تستهويهم (فشخرة) التمنطق بالسلاح, سلوكهم راق ورائع,

 ولم اسمع أبدا أن مواطناً قد قُتِلَ عمداً أو غير عمد منذ عرفت نفسي.
 على كل حال, وصلتُ إلى القرية نهاية هذا الأسبوع وحديث الناس لا يتوقف عن دور نساء القرية في نجاح برنامج (التمكين المحلي) الذي وصل إليها الأسبوع الماضي.

 هذا المشروع أيقظ الناس من سباتهم وحول القرية إلى ورشة عمل كبيرة حيث اكتسب المواطن من خلاله سلوكاً مدنياً وحضارياً جعله يفكر بطريقة ايجابية في إيجاد الحلول العملية لمتطلباته واحتياجاته الأساسية.

 وخلال تنفيذ مشاريع البرنامج احتشدت روح العمل الطوعي الجماعي لأهالي القرية وأحيت في نفوسهم ثقافة العمل والانتصار على اليأس والإحباط والقضاء على الفقر بدعم من المحسن الكبير وفاعل الخير الأول في المنطقة الحاج/ عبدالكافي سفيان. ويتطلع المواطن في القرية بان تظل هذه المبادرات نشاطا مُسْتَدَاما وقضية حية في برامج الصندوق الاجتماعي للتنمية وبرامج المنظمات المحلية والدولية المهتمة بمثل هذه الأنشطة والجهود.

 إنها حقا أفكار كبيرة وطموحة.
 والجميل جدا هو أن الأفكار التي طرحها الصندوق الاجتماعي للتنمية في القرية تحولت إلى مشاريع حية في الميدان. تصوروا أن الأهالي قاموا خلال أسبوع واحد برصف أربع طرق فرعية, و حفروا بئرا مطمورة و سوروا المقبرة وقاموا بتنظيف مدارس القرية.

 وحديث الناس لا ينقطع عن المهندسة/عائدة المقطري من منتسبي الصندوق الاجتماعي للتنمية التي قالت في حفل أقيم بالقرية (جئنا نبيع الماء في حارة السقايين).
 ناشطة اجتماعية أدهشها الأهالي بموقفهم الموحد من اجل خدمة منطقتهم ومستقبل أبنائهم.

 تركوا السياسة والْقَبْيَلَة جانبا وتزاحموا من اجل التنمية.

 وقد شاركت المرأة بفاعلية في المشاريع التي تم تنفيذها, وكان لها حضوراً قوياً ومؤثراً في انتخاب (المجلس القروي) الذي تم تشكيله بإشراف الصندوق.

 وكم كانت سعادتي حين سمح الأهالي لنسائهم بالمشاركة في انتخابات هذا المجلس ناخبة ومرشحة.

 فهي في هذه المنطقة كبقية المناطق اليمنية تشكل 50% من عدد السكان. والآن, أصبح للمرأة مجلساً قروياً مكوناً من 8 نساء وللرجال مثل ذلك. وشخصيا فإنني أجزم بأن برنامج (التمكين المحلي) يشكل مبادرة هامة وتكاملا رائعا مع ما نفذته الدولة من شبكة رائعة في خدمات البنية التحتية. وأقول بكل ثقة إن استكمال بناء منظومة المجتمع المدني في قريتي بات قاب قوسين أو أدنى. وأدعو الجميع للعمل على استكمالها. وكان الله في عون المخلصين.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد