محاربة الفقر والفساد ومقارعة الظلم والاستبداد والتغيير نحو الأفضل مطالب انتفضت بها أغلب محافظات الجمهورية وأيدها عشرات الآلاف من المواطنين في مهرجانات نظمها اللقاء المشترك الخميس الماضي في يوم أطلقوا عليه "يوم الغضب".
ففي محافظة تعز شارك عشرات الآلاف في مهرجان المشترك للمطالبة بإصلاحات سياسية , مرددين هتافات تطالب بوقف الإجراءات الانفرادية التي قامت بها السلطة وحزبها الحاكم.
 وقال المحامي/ عبدالله نعمان الحكيمي ـ الأمين العام للجنة الحوار الوطني بتعز ـ إن خطاب رئيس الجمهورية بالتراجع عن الانفرادية خطوات إيجابية بحاجة إلى مصداقية وجدية في التنفيذ ,مطالباً الرئيس "بتنحية أبنائه وأقاربه من قيادة ألوية الجيش كي يثبت مصداقية ما يقول ", ناصحاً إياه بالاعتبار مما حدث في تونس ويحدث في مصر والرحيل الطوعي من السلطة وترك المجال للشعب اليمني باختيار من يمثله في انتخابات حرة ونزيهة..
من جانبها ألهبت الناشطة الحقوقية توكل كرمان حماس الجماهير بأبيات أبي القاسم الشابي "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر" منوهة بأن الوقت قد حان لرحيل الأنظمة الفاسدة التي حولت الأمة العربية إلى التعاسة بعدما كانت خير أمة أخرجت للناس , مشيرة إلى أن الثلاثي المرعب الذي نادى الثوار بالقضاء عليه وهو الجوع والمرض والجهل أضحى اليوم سباعياً مرعباً من جهل وجوع ومرض وحروب وفساد وبطالة واستبداد, مطالبة في ذات الوقت بإعادة الاعتبار للوحدة والثورة وللجمهورية وإيجاد نظام ديمقراطي بعيداً عن الأسرية والتوريث.
وفي كلمة اللقاء المشترك بالمحافظة تطرق عبدالرحمن الأزرقي إلى شعور السلطة بعدم قدرة الشعب بالتعبير عن أهدافه والعمل على تحقيقها لفترة طويلة من الزمن وهي تمارس كل أشكال الفساد وتبدد كل موارد الوطن لصالح فئة صغيرة محدودة.. وقال :" لقد أوصلت البلد إلى قعر الهاوية وتصورت أن هذا الشعب اليمني ليس أكثر من قطعانن مما جعلها تسطو على المال العام والوظيفة العامة والموارد الطبيعية من نفط وغاز لصالحها".
وفي البيان الصادر عن المهرجان دعت أحزاب اللقاء المشترك السلطة إلى تدارك الموقف والبدء بإجراءات عملية وفورية لا تقبل التسويف والمماطلة وإجراء تحسين الوضع المعيشي للمواطن ورجال الأمن والجيش , والبدء بإزالة التوريث وإنهاء سيطرة الأسرة على المؤسسات الاقتصادية والعسكرية والمدنية وضمانات متفق عليها مع كل القوى الوطنية .
وطالب البيان بترتيب انتخابات حرة ونزيهة بعيداً عن تدخل الدولة واستغلال المال العام للهيمنة على الشعب ومصادرة حقوقه وتزوير إرادته وعدم تبديد ثروات الوطن وبيعها بأبخس الأثمان.
وحيا البيان شعبي تونس ومصر ,معلناً تضامن المشاركين الكامل مع الشعب المصري وثورته المجيدة "خاصة فيما يتعرض له الثوار في ميدان التحرير في القاهرة من هجمات بربرية وأعمال بلطجة نزقة يقوم بها بقايا النظام المصري".

البيضاء تطالب بمحاربة المفسدين
وبالتزامن مع مهرجان تعز نظم المشترك في محافظة البيضاء مهرجاناً جماهيرياً حشد فيه المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من المواطنين تحت شعار (معاً لمحاربة الفقر والفساد ومقارعة الظلم والاستبداد) تزامناً مع مهرجانات الهبة الشعبية التي يقيمها المشترك في مختلف محافظات الجمهورية.
وردد المشاركون شعارات وهتافات رافضة للاستبداد والظلم، ومطالبة بالتغيير وتحسين الوضع المعيشي.
وفي المهرجان ألقى المهندس/ علي العنسي ـ عضو مجلس النواب ـ كلمة أشار فيها
إلى الدور الكبير الذي قام به ثوار البيضاء في الدفاع عن الثورة والجمهورية وفك حصار السبعين يوماً, مؤكداً أن خروج المواطنين في إطار النضال السلمي يدل على أن الجميع ماضون للتغيير .
وخاطب العنسي الحاضرين قائلاً : " يا أحرار محافظة البيضاء ، يا رمز الحرية والوفاء ، يا من حميتم الجمهورية وتحمون الوحدة ، اسمعوا إخوانكم في حضرموت والضالع ولحج وعدن وأبين وشبوة والمهرة أننا شعب يمني واحد تحت راية علم الجمهورية اليمنية ".
وأضاف أنه لا سبيل للخروج من الأزمات التي يعاني منها البلد إلا بالحوار ولا مخرج إلا بالنضال السلمي والذي من خلاله يتم استعادة الحقوق, ومشيراً إلى ترحيب المشترك بأي خطوات جادة لحوار جاد وصادق لا تكتيكي ، يضع اليمن
على الطريق الصحيح ويتحقق معه غد مشرق .
وانتقد العنسي من يحاولون زرع الضغينة بين المؤسسة العسكرية والشعب، لافتاً
إلى أن المشترك ينشد الحياة الحرة والكريمة لأبناء القوات المسلحة .
وقال "أن جميع فعاليات المشترك سلمية ومكفولة دستوراً وقانوناً وان المشترك أكثر حرصاً على أمن واستقرار البلاد ومطالبه هي مطالب جميع أبناء الوطن ".
وفي بيان صادر عن المهرجان أدان المشترك ما وصفه "بانقلاب الحزب الحاكم على الاتفاقات", مطالباً بالحوار الجاد والشامل ومعالجة القضية الجنوبية .
وأدان البيان الاعتقالات التي يتعرض لها الكثير من نشطاء العمل السياسي ، "وكذا ما تتعرض له مدينة الحبيلين من قصف مدفعي وحصار على الضالع ويافع وبقية المناطق الجنوبية الأخرى" ـ بحسب جاء في البيان.
 وطالب بإيقاف الجرع السعرية وارتفاع الأسعار ، والقضاء على البطالة ، ورفع مرتبات الضمان الاجتماعي للمحتاجين ، وشق وسفلتة الطرق إلى جميع قرى وعزل المحافظة ، والعمل على إيجاد المعالجات اللازمة للحد من الانطفاءات الكهربائية التي تتعرض لها كهرباء البيضاء وإيصال الكهرباء إلى بقية المناطق المحرومة في أسرع وقت ممكن ، والعمل الجاد على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وإيقاف التدهور الكبير في هذين القطاعين ، وكذا استيعاب خريجي الجامعات من أبناء المحافظة ورفع حصتها من الوظائف ، وإنشاء مشاريع مياه لجميع مناطق المحافظة.
كما طالب البيان قيادة السلطة المحلية بالمحافظة العمل على معالجة قضايا الثأر والحد منها وتحسين الأداء الأمني وتوفير البترول والديزل والغاز لمحافظة البيضاء، وتشغيل المعاهد الفنية لاستقطاب أعداد كبيرة من الخريجين ، وحفظ كرامة المواطن وعدم فرض أي رسوم غير قانونية على المواطنين .
حجة تطالب السلطة بالاستفادة من دروس تونس ومصر
محافظة حجة هي الأخرى لم تكن بعيدة عن ما حدث في تعز والبيضاء، فقد خرج الآلاف للمشاركة في مهرجان المشترك يهتفون بصوت واحد بأن الإصلاح السياسي وإصلاح المنظومة الانتخابية والنظام السياسي وتفعيل دور المؤسسات هو البوابة الحقيقية للتغيير .
وأكد بيان صادر عن المهرجان أن الحوار الجاد والشامل والشراكة الوطنية في إدارة أمور البلاد لا بديل لها سوى الفوضى والسير نحو المجهول .
وقال "إن التغيير أصبح اليوم ضرورة حتمية وطنية ومطلب شعبي وجماهيري لتحقيق الحياة الحرة الكريمة لجميع أبناء الوطن، خاصة بعد أن فشلت السلطة لعقود مضت في تحقيق ما يحلم به الشعب في الانتفاع بثرواته وموارده التي صودرت لصالح حفنة فاسدة نهبت ثروات الوطن ومقدراته لينتهي بها المطاف في جيوب الفاسدين وأرصدتهم بالبنوك الأجنبية".
وأضاف البيان "إن تجاهل مطالب الشعب والمعارضة التي هي ضمير هذا الشعب والاستخفاف بالآخر ومحاولة إلغائه واحتكار الحاكم للسلطة والثروة ومصادرة إرادة الشعب في الانتخابات وتزويرها وسيطرة تجار الأزمات والحروب من أصحاب المصالح الضيقة على مصادر القرار والتضييق على الحريات كل ذلك هو ما أودى بالنظام التونسي والمصري المستبدين البائدين، وعلى السلطة أخذ العبرة والاستفادة من تلك الدروس" ، مؤكداً مواصلة الشعب وتصعيد نضاله السلمي حتى انتزاع كافة الحقوق وتحقيق حياة كريمة آمنة في ظل حكم رشيد ومواطنة متساوية وعدالة وحرية واحترام لحقوق الإنسان".
 وحمل المهرجان السلطة مسؤولية تدهور الحياة المعيشية للشعب نتيجة سياساتها الإفقارية والتجريع والتجويع والتركيع في سبيل إثراء الفاسدين على حساب هذا الشعب الصامد"، وكذا مسؤولية التفريط في سيادة البلد وتهديد وحدته وتبديد ثروته".
وأعلن البيان التضامن مع جميع الصحفيين والإعلاميين، مطالبا بإطلاق حرية الصحافة والصحفيين، ووجه التحية لجميع رجال الكلمة الأحرار الذين يحملون ويجسدون هموم شعوبهم ويقودون مشاعل التغيير، وكذا المنابر الإعلامية الحرة ذات الرسالة الهادفة والتي تنحاز إلى الشعوب ومصالحها .
وجدد البيان التحية للهبة الشعبية المنتفضة في ربوع اليمن وفي طول البلاد وعرضها، داعياً قيادة المشترك إلى الانتقال للمرحلة الثانية من الاحتجاجات حتى يتحقق لهذا الشعب ما يصبو إليه .
 الحديدة تطالب برفع الظلم وإزالة الفساد
وفي محافظة الحديدة شن رئيس الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح الدكتور/ فتحي العزب هجوماً لاذعاً على الحزب الحاكم والذي وصفة بالحزب الذي أفسد كل شيء.
ودعا العزب في المهرجان الذي نظمه المشترك بالحديدة أبناء المحافظة إلى ضرورة رفع الظلم عن أنفسهم وإزالة الفساد والمفسدين "وإسقاط أعضاء المؤتمر الشعبي العام الذين لازالوا يعبثون بمقدرات الوطن وخيراته".
وحمل رئيس إعلامية الإصلاح حزب المؤتمر الشعبي العام والحكومة الأوضاع السيئة التي وصلت إليها اليمن والتي تعيش هذه الأيام حالة من الانهيار وألحقت بالمواطن اليمني غلاءً فاحشاً وتدهوراً في الجوانب الصحية والتعليمية والخدمية وانتهاك للحقوق والحريات – حسب تعبيره.
وأضاف "لقد أعلن رئيس الجمهورية في خطابه الأربعاء الماضي أنه لن يمدد فترة ولايته وأنة لن يصفر العداد وأنه لن يورث وهذا كلام جميل لكن نريد ضمانات على هذا الكلام ".
وتابع:"نطلب من رئيس الدولة ورئيس المؤتمر الشعبي العام أن لا يعدل في المادة (112 ) في تمديد فترة رئاسته ولا حديث عنها وعلى رئيس الدولة أن يستقيل من رئاسة المؤتمر الشعبي العام".
وأضاف:" إن محافظة الحديدة من المفترض لها أن تثور مثل أي محافظة ويجب أن تنتفظ نتيجة للإهمال والاستهتار بأبنائها وأراضيها ولم يمنحوا لأبنائها أي خير من خيرات الوطن ".
وقال العزب :"نحن لا نريد اليمن أن تتحول مثل ما حدث في تونس ومصر، نريد أن نكون أحراراً".
ودعا إلى "إخراج الأسرة الحاكمة من قيادة الجيش وأن تسلم القيادة العسكرية إلى مواطنين وأن تجمع الجيوش تحت قيادة وزارة الدفاع وأن يتم إزاحة الأسرة المالكة للسلطة من قيادة الأمن والأمن القومي وأن تسلم إلى قيادة وطنية" ـ بحسب ما جاء على لسان العزب.
 وطالب بتهدئة الشارع العام وذلك من خلال رفع الرواتب للجيش والأمن وتخفيض الأسعار والمواد الغذائية وتقوية العملة الوطنية والعديد من الأمور التي ستخرج البلاد من الأزمات, محذراً من غضب الشارع العام جراء ما آلت إليه البلاد مؤخراً.
وحمل المشاركون في المهرجان لافتات وشعارات مطالبة باستعادة مضامين الثورة والجمهورية والوحدة .
وفي سياق متصل أقدمت الأجهزة الأمنية بالمحافظة عقب المهرجان على اعتقال كل من الناشط الحقوقي طارق سرور والصحفي عبدالحافظ معجب ، ولكنه تم الإفراج عنهما بعد ساعة من اعتقالهما.
وكان مجهولون قد قاموا باختطاف الزميل عبدالحفيظ الحطامي ، واقتادوه إلى منطقة الكثيب وأفرجوا عنه .
وقال الحطامي إن مجموعة مسلحة قاموا بإدخاله في سيارة لونها بيضاء واتجهوا به إلى منطقة الكثيب وهناك تركوه.
 وأضاف أن المسلحين ألقوا به في منطقة الكثيب بعد سرقة متعلقاته الشخصية (تلفون جولا، وساعة، ونقود).
وحملت قيادة أحزاب اللقاء المشترك في الحديدة السلطة المسئولية الكاملة عن هذه التصرفات، محذرة من المساس بالناشطين والصحفيين.
 هذا وكان المهرجان قد شهد انتشاراً أمنياً مكثفاً حول المهرجان تحسبا" أعمال شغب قد ترافق المهرجان .
الضالع تدعو الحراك للوقوف إلى جانب المشترك للتغيير وترك العنف
وفي مهرجان المشترك بالضالع دعا الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني "يحيى منصور أبو أصبع" ما يسمى بالحراك الجنوبي إلى أن يكونوا إلى جانب المشترك في التغيير وأن لا يجرهم الحاكم إلى العنف، مؤكداً أن القضية الجنوبية بشقيها السياسي والحقوقي هي قضية المشترك وهو ما أكدته وثيقة الإنقاذ الوطني".
وقال أبو أصبع :" إن وحدة الضم والإلحاق مرفوضة من أبناء الشمال قبل أبناء الجنوب، وأن أبناء الجنوب هم القاعدة الأساسية للوحدة وخاصة أبناء الضالع".
من جانبه قال سكرتير الدائرة السياسية لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة الضالع "فضل الجعدي" إن الشعب اليوم يختم المرحلة الأولى من الهبة الشعبية بمهرجانات جماهيرية في كافة محافظات الجمهورية، مؤكداً أن إرادة الشعوب أقوى من جبروت الحاكم وأمضى من طائراته ودباباته".
وقال الجعدي: "إن التغيير أصبح اليوم ضرورة وطنية وحاجة ملحة لا رجعة عنها"، داعياً إلى اليقظة التامة والاستمرار في الهبة الشعبية الكفيلة بتحقيق آمال الشعب وتطلعاته.
ونفذ المشاركون في المهرجان مسيرة احتجاجية قال فيها النائب البرلماني "عبد الخالق بن شيهون :" إن الجيش والأمن والشعب كافة يكتوون بنار الظلم والفقر والجوع وأبناء القوات المسلحة سيكونون معنا في وجه الظالم وسنسير معهم في التغيير".
وقال بن شيهون :"إن الشعب سيدافع عن ثورة سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية بدمائه وسيقف ضد العملاء الذين باعوا أوطانهم وتعاملوا مع الأمريكان لضرب أبناء شعبهم من المواطنين الأبرياء في المعجلة ".
وكانت قوات الأمن والجيش قد انتشرت بكثافة على طول الطريق العام صنعاء / عدن، واستحدثت عدداً من النقاط في منطقة مريس ونقيل الشام ومدخل مدينة قعطبة وأمام منطقة خوبر واتهمها المشترك بمنع دخول أبناء مديريتي دمت وجبن وحرمانهم من المشاركة في المهرجان، حيث اضطر الكثير منهم إلى ترك سياراتهم والمشي على الأقدام من نقيل الشام إلى قعطبة برغم التهديدات وإطلاق النار في الهواء من قبل أفراد الأمن لتخويفهم".
وهاجم عدد من الأشخاص الذين وصفهم المشترك بـ"بلطجية السلطة " المهرجان بالحجارة حاملين أعلام الانفصال و"يهتفون لا مشترك لا تغيير" واندلعت اشتباكات بينهم وبين المشاركين في المهرجان، مما اضطر المهاجمين إلى العودة".
ذمار ترفض أي مساس بأهداف الثورة والجمهورية والوحدة
وفي محافظة ذمار هتف المشاركون في مهرجان المشترك، معبرين عن تطلعاتهم ليمن جديد ودولة نظام وقانون تعيد للثورة والوحدة مضامينها.
وعبر البيان الصادر عن المهرجان عن الرفض القاطع للمساس بأهداف الثورة والجمهورية والوحدة، رافضين في ذات الوقت أي تمديد أو تأبيد أو توريث".
وطالب البيان السلطة بسرعة تخفيض الأسعار وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين والكف عن سياسات الإفقار والتجويع، داعياً السلطة للكف عن سياسة الأذى والقمع وتكميم الأفواه وإخافة المواطنين وتقييد حرياتهم ومصادرة حقوقهم.
واستنكر المشاركون بشدة كل الاعتداءات التي يتعرض لها السياسيون والصحفيون والناشطون الحقوقيون خلال المسيرات والمظاهرات المطالبة بالتغيير.
وقال البيان: "على السلطة المحلية بالمحافظة القيام بواجباتها ومسئولياتها بتوفير الرعاية الصحية والتعليم المجاني وتوظيف خريجي الجامعات وتنفيذ المشاريع الخدمية المتعثرة من طرقات ومدارس ومرافق صحية وشبكة المياه والصرف الصحي، ودراسة حالات الضمان الاجتماعي المستحقة دون انتقاء سياسي، والعمل على إبراز عاصمة المحافظة مدينة جميلة ونظيفة، وحمل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مسئولية حفظ الأمن والاستقرار، والعمل على وقف الحروب القبلية، وإنهاء الثارات".

 شبوة تشدد على إصلاحات شاملة وتغييرات جذرية لإنقاذ الوطن من التفكك
وفي محافظة شبوة، احتشد الآلاف في مهرجان المشترك للمطالبة بالتغيير الشامل.
واعتبر نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح "زيد الشامي" هذه المهرجانات التي ينظمها المشترك في العاصمة والمحافظات هي حوار مع الشعب.
وقال:" نحن أيها الإخوة لا نحاور في الغرف المغلقة بل حوار في رابعة النهار وفي الميادين العامة وبين الناس، وهو ذلك الحوار البناء والمفيد والذي يصل إلى من يختبئون خلف الغرف المغلقة وخلف الحراسة المشددة".
وتساءل الشامي:" هل تجدون عدلاً بين أبناء الشعب؟ هل تجدون تعليماً جيداً لأبنائكم ؟ هل تجدون علاجاً لأمراضكم؟ هل تجدون إنصافاً أمام النيابات والمحاكم؟ هل يجد أبناؤكم فرصاً للتوظيف؟ هل يجد الموظف والجندي والضابط ما يكفيه من المرتبات؟، مؤكداً في السياق ذاته بأن نصف السكان يعيش تحت خط الفقر، وما يسمى بالضمان الاجتماعي لا يذهب كله إلى الفقراء والمحتاجين، بل يذهب جزء منه إلى ذوي النفوذ والأثرياء.
وكان رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة شبوة "ناجي محسن الصمي" قد ألقى كلمة خلال المهرجان، أكد فيها على حاجة الوطن إلى إصلاحات شاملة وتغييرات جذرية لإنقاذه من التفكك.
وأضاف الصمي:" أن موكب التغيير في اليمن قد انطلق ولن يقف دون تحقيق مطالبه، وان الألوف المؤلفة التي خرجت في طول البلاد وعرضها تهتف بصوت عال ترفض الاستبداد وترفض العودة إلى الحكم العائلي وترفض العبث بدستور البلاد كما ترفض الفساد".

 المشترك بلحج يؤكد أن دعوة الرئيس الأخيرة صادقة وليست مناورة
وفي مدينة الوهط التابعة لمديرية تبن بمحافظة لحج نظم المشترك مهرجانه رافعاً شعارات تطالب برفع الحصار عن ردفان ووقف الفساد المستشري في البلاد .
وفي المهرجان ألقى الدكتور/ عبدالله عوض بامطرف كلمة اللقاء المشترك قال فيها: لقد هبت الجماهير للتعبير عن إرادة التغيير لهذا الواقع المؤلم الذي فرضتها السلطة وحزبها الحاكم على شعبنا الصابر الذي لم يعد اليوم يطيق المزيد من الصبر أو الصمت إزاء الظلم أو القهر حتى أصبح اليمنيون يعيشون تحت خط الفقر حسب التقارير الدولية واعترافات الجهات الرسمية, علاوة على البطالة وضعف الخدمات في مجالات الصحة والكهرباء والمياه وتدهور مستوى التعليم الأساسي والجامعي وانعدام الأمن وغياب الدولة والمواطنة المتساوية واستحواذ قلة من الفاسدين على مقدرات الشعب بأكمله وتضييق الهامش الديمقراطي وملاحقة الصحفيين والاعتداء على قيادات أحزاب المعارضة والنشطاء والسياسيين، مما يدل على إفلاس الحزب الحاكم".
 وأكد بامطرف أن ما أعلنه الحزب الحاكم من تراجع عن الخطوات الانفرادية ودعوته للعودة للحوار خطوة في الطريق الصحيح ودعوة صادقة وليست مناورة لكي يكسب الوقت كما عودنا الحزب الحاكم , ولكنه طالب بوجود ضمانات كافية للالتزام بنتائج الحوار وتحديد سقف زمني للوصول إلى تلك النتائج التي يرضى بها الجميع".
 وعن القضية الجنوبية قال الدكتور/ بامطرف: لقد أعلن المشترك أن القضية الجنوبية قضية سياسية وان حلها ينبغي أن يكون عن طريق الحوار وليس عن طريق الحلول الأمنية والعسكرية التي تؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى من المواطنين ومن أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية.
ودعا السلطة في المحافظة وكافة الإطراف إلى اعتماد مبدأ الحوار لحل المشاكل العالقة بروح وطنية مسئولة والبعد عن العنف بكل صوره وأشكاله والمحافظة على السلم الاجتماعي.
هذا وكان الفنان فهد القرني فنان الشعب وفرقته قد أمتعوا الحضور بمسرحية بعنوان (تونسوها)، حيث تحدث عن فساد الحاكم وضرورة التغيير.

* إب تطالب برفع الظلم
في الوقت الذي كانت فيه قيادة المحافظة تعقد اجتماعاً مطولاً ضم اللجنة الأمنية للمحافظة برئاسة المحافظ والذي استمر حتى مساء الأربعاء الماضي، كان الآلاف من أبناء محافظة إب يتوافدون إلى مركز المحافظة من مختلف مديرياتها وخاصة المديريات البعيدة في صباح أمس الأول الخميس لحضور المهرجان الذي نظمته أحزاب اللقاء المشترك المعارض أمام بوابة أستاد إب الرياضي، حيث وصل عدد المعتصمين إلى عشرات الآلاف.
 وقد بدأ الاعتصام بآي من الذكر الحكيم وشعارات منددة بالتعديلات الدستورية وإقدام الحزب الحاكم على إقرار قانون الانتخابات ورفع الظلم الذي يمارسه بعض المشائخ والمتنفذين تجاه المواطنين في المديريات وإيقاف ظاهرة اغتصاب الأراضي في إب ونهب المال العام باسم مشاريع متعثرة وأخرى فاشلة وتوظيف الخريجين المسجلين في الخدمة المدنية وغيرها من المطالب، كما عبر المعتصمون عن تضامنهم مع الصحفيين والحقوقيين والقيادات المدنية الذين تم اعتقالهم خلال الأيام والأشهر الماضية، مطالبين بسرعة الإفراج عن كافة المعتقلين.
 الاعتصام الحاشد الذي عجت به الشوارع المؤدية إلى مكان الاعتصام وشكلت فيه لجان تنظيم من الجهات المنظمة للاعتصام، شاركت فيه الآلاف من أبناء المحافظة رجالاً ونساءً واستمر لأكثر من ساعة وحمل فيه المشاركون الأعلام الوردية ونادراً ما كان هناك حضور للأعلام الحزبية.
 بعد ذلك اختتم الاعتصام بمسيرة جماهيرية تحركت باتجاه الخط الدائري لمدينة إب وحتى جولة العدين لتوديع المشاركين من مديريات العدين وحبيش والقفر والمخادر والرضمة ويريم والسدة والنادرة وريف إب ، ثم واصلت تلك المسيرات والمظاهرات طريقها باتجاه شارع العدين وشارع تعز ومعظم المشاركين فيها من شباب مدينة إب.
هذا وقد ساد الهدوء الحذر مدينة إب قبل وأثناء الاعتصام، حيث أغلقت معظم المحلات التجارية وحراسة بعضها من قبل رجال الأمن، كما كان هنالك حضور أمني مكثف لحراسة المنشآت الحكومية تحسباً لأي أعمال شغب قد تعقب الاعتصام، لكن الجماهير المعتصمة جسدت السلوك الحضاري والديمقراطي في اعتصامها يوم أمس بمدينة إب.
وفي تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" أكد الأخ / عباس حمود عبدالمغني ـ أحد رؤساء اللجان المنظمة ـ أن المهرجان ضم مختلف ألوان الطيف من مختلف شرائح المجتمع ولم يحمل أي طابع حزبي ـ حد قوله ـ مشيراً إلى أن مطالب المعتصمين شرعية وحقوقية ولعل الوعود المتكررة التي تطلقها الحكومة ولا تنفذها وتردي الوضع المعيشي أبرز العوامل التي دفعت بتلك الجماهير للخروج إلى الشارع للتعبير عن مطالبها ومعاناتها.