حذرت الأستاذ المساعد بقسم التاريخ جامعة صنعاء الدكتورة أمة الغفور الأمير الحكومة اليمنية من الأخطار المحدقة بتراثنا وحضارتنا.
وطالبت الأمير ـ في محاضرة "المخطوطات في اليمن دار المخطوطات بصنعاء نموذجاً" بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" الحكومة بالانتباه لهذه الأخطار وحفظ ما تبقى من موروث،

والعمل على صيانته كونه معرضاً هو الآخر للتهريب والتمزيق والاندثار.
وقالت :"إن الاهتمام بالمخطوطات واجب وطني يجب الاضطلاع به والحفاظ عليها وصيانتها من قبل الجميع, وإن الحد من ظاهرة تهريبها تتطلب تكاتف جميع الجهود بدءاً بوزارة الثقافة والداخلية والقضاء والمؤسسات الثقافية

والعلمية، إلى جانب وزارة الإعلام ودورها في التوعية بأهمية وقيمة التراث، باعتبار أن التهريب لا يمس تراث اليمن فحسب، بل يمس تاريخه وحضارته وهويته، ويؤثر على مسار البلد وتطوره وتقدمه".
وأوضحت الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بجامعة صنعاء أن اليمن فيها العديد من المساجد التي بها الكثير من المخطوطات النادرة، ولم تحصر بعد، وأنها معرضة اليوم للسرقة من قبل العابثين بتراثنا وهويتنا، وهناك مساجد فقدت في

الآونة الأخيرة عشرات المخطوطات التي يعود تاريخها إلى مئات السنين, لافتتا إلى أن التبليغ عن هذه العصابات الخطيرة ومن يقف بجانبها مسئولية الجميع، وأي تقصير أو إهمال يعد تقصيراً فاحشاً في حق الوطن والفرد، وأن

المواطن الذي يبيع تاريخه مهما كانت حاجته للمال ورغبته في الإثراء يسهل عليه بيع عرضه، ولا يمكن أن يكون إنساناً سوياً.
وأكدت أن المخطوطات اليمنية اليوم تتعرض لأخطر مما تعرضت له في الماضي، وأن جهات مجهولة لدى عامة الناس تسلط وسطاء محليين لشراء المخطوطات، وتدفع مبالغ مغرية لهم، وأمام كثير من أصحاب المكتبات الخاصة،

ذوي الظروف المعيشية الصعبة يسهل بيع المخطوطات لهذه الجهات المحلية أو للجهة الخارجية المجهولة عن طريق الوسطاء.
وتحدثت الأمير عن المكتبات الحكومية في اليمن والتي تضم عدداً كبيراً من المخطوطات، مستعرضة مراحل إنشاء دار المخطوطات التابعة للجامع الكبير بصنعاء, وما تعرضت له من ضعف الاهتمام بها وبكوادرها مع انتهاء

المشروع الألماني عام "89"م, مشيرة إلى أن إجمالي المخطوطات التي تحتويها الدار حالياً "14" ألف و "559" مخطوط تقريباً, فضلاً عن وجود نوادر ونفائس خطية ثمينة يعود تاريخ البعض منها إلى

القرون الإسلامية الأولى, وكذا مجموعة من أفلام الميكروفيلم المصورة، في فنون علمية متنوعة، ومجموعة من أقراص السيدي روم تشمل مائتي قرص, وأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الأرقام الدقيقة لعدد المخطوطات إلا

بعد قيام مشروع حصر وتوثيق وترميم المخطوطات في الدار, ضمن مشروع حصر وتوثيق وترميم المخطوطات اليمنية الذي تنفذه وزارة الثقافة, وبإشراف وكيل قطاع المخطوطات.