اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في العاصمة الجزائرية و

2011-02-12 16:22:15 أخبار اليوم/ خاص

 
دارت صدامات بين الشرطة الجزائرية ومتظاهرين أمس السبت في وسط العاصمة –الجزائر- إثر تمكن حوالي "500" شخص من التجمع في ساحة الوئام المدني للمشاركة في تظاهرة تطالب بتغيير النظام، بحسب مراسلي وكالة "فرانس برس" وشهود أكدوا أن الشرطة اعتقلت عدداً من المتظاهرين.
وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" أن المواجهات اندلعت في ساحة الوئام المدني وأن الشرطة اعتقلت شخصين على الأقل احدهما النائب في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عن حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية "عثمان معزوز".
وأكد رئيس الحزب -سعيد سعدي- اعتقال النائب معزوز.. مضيفا أن "الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان المحامي علي يحيى عبد النور (90 سنة) تعرض لسوء المعاملة من طرف الشرطة".
وأفاد مراسل "فرانس برس" أن حوالي "20" شاباً يحملون صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وصلوا إلى ساحة الوئام المدني.. مرددين شعار "بوتفليقة ليس حسني مبارك" الرئيس المصري الذي تنحى من منصبه الجمعة بعد تظاهرات حاشدة استمرت 18 يوما.
ونشرت تعزيزات كبيرة للشرطة في الجزائر تمهيدا لتظاهرات للمطالبة "بتغيير النظام"، دعت إليها التنسيقية الوطنية من اجل الديموقراطية والتغيير وقد يشكل رحيل الرئيس المصري/ حسني مبارك- حدثا مشجعا لها.
وفي العاصمة الجزائرية، نشرت قوات أمنية كبيرة -- قدرت الصحف عديدها بما بين 25 و"30" ألف رجل -- بشكل واضح أمس السبت .
وتم تعزيز حواجز الشرطة التي نشرت عند مداخل العاصمة منذ العمليات الانتحارية التي وقعت بين ابريل وديسمبر 2007 وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عنها.

من جانبه قلل الأستاذ/ عبدالقادر بن قرينة –أحد قيادات حركة الدعوة والتغيير في الجزائر- قلل من التظاهرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية أمس ونفذها المئات ولا يتجاوز عددهم عن 1000 –بحسب بن قرينة-.. الذي أكد في تصريح لـ"أخبار اليوم" أن من تظاهروا أمس لا يمثلون الشعب الجزائري ومعظهم يمثلون تنظيمات جديدة وليس لهم امتدادات شعبية وتوجهاتهم ليست عروبية وليست إسلامية.
وأكد عضو المؤتمر القومي العربي "عبدالقادر بن قرينة" أن الجماهير الجزائرية لن تتجاوب أو تساهم مع هؤلاء.. موضحاً بأن الشارع الجزائري منذ 1988م لم يتوقف عن الحراك في أكثر من ولاية، مستبعداً في الوقت ذاته أن يكون لمن نفذوا الحركات الاحتجاجية أمس في الجزائر أي جاذبية لكل ما هو تيار وطني عروبي إسلامي وهذا السبب يجعلهم منغلقين على أنفسهم وعددهم محدود. 
وأشار "بن قرينة" أن ما حدث في تونس ومصر حدث في الجزائر سنة 88م وأحدث انفتاحاً كلياً في الجزائر وتعددية حزبية ونقابية وإعلامية.
وأضاف أن هذا الانفتاح انحسر تدريجياً وبدأ في الانغلاق وعاود الشارع الجزائري تحركه إلا أن هذا الانغلاق بدأ ينفتح تدريجياً، وأعلنت الحكومة قبل "10" أيام بأنها سترفع حالة الطوارئ وسترجع إلى الوضع الطبيعي.
وأفاد بن قرينة أن الحراك الذي حدث في الجزائر سنة 88م أحدث تغييراً في الجزائر إلا أن هذا التغيير بالتأكيد شابه بعض الإجراءات التي عملت على كبت الحريات.. مؤكداً في الوقت ذاته بأن المتظاهرين لن يصلوا إلى نتيجة ولن يجدوا أي التفاف شعبي.. هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الشعب الجزائري عانى طوال فترة طويلة من الاقتتال والإرهاب الذي حصد خلال العشر السنوات الماضية أكثر من "200" ألف شخص.
ونوه في ختام حديثه إلى أن الوضع في الجزائر ليس كما تصوره وسائل الإعلام غير مستبعد في الوقت ذاته أن يحدث تغيير في الجزائر ولكن ليس عبر من تظاهروا اليوم ولكن بقوى غير هذه القوى وسيكون عنيفاً وليس هادئاً مثل الذي حدث في مصر.. مشيراً إلى أن من يتحدث عن اجتماعات للمعارضة ليس لديهم أي تمثيل حزبي وهناك فقط حزب واحد ولا يوجد لديهم مؤسسات وأنهم غير معروفين ولكن لديهم حب الظهور في وسائل الإعلام..
وقال "عبدالقادر بن قرينة" اعتقد بعد الذي حصل في تونس ومصر سيكون لهم الريادة في تحريك الشارع ولكن الشعب الجزائري لم يلتفت إليهم وإلى هذه اللافتات وأن قوى المعارضة الجزائرية لا تقر بهذا الحراك ولا تعرف أجندة الأشخاص الذين يديرون هذه التحركات.. ودعواتهم لا تلبي تطلعات وأماني ورغبات القوة الحية في الوطن العربي والإسلامي.. موضحاً بأن كثير ممن يقودون هذه التحركات يرفضون أي انتماء لأي انتماء عربي أو إسلامي ويقولون أن انتماءاتهم متوسطية أوروبية أفريقية وليسوا عرباً أو مسلمين، معتبراً هذه الحقائق تغيب عن أبناء المشرق العربي.


وكان العديد من الأشخاص جرحوا واعتقل "10" في العاصمة عندما خرجوا في مسيرة عفوية ابتهاجا بتنحي مبارك الجمعة أمام مقر التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية المعارض.
وأحدثت استقالة مبارك ومن قبله الإطاحة بالرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" الشهر الماضي دويا في العالم العربي ودفعت الكثيرين إلى أن يتساءلوا عن الدولة التي قد يأتي عليها الدور في منطقة ينتشر فيها خليط قابل للاشتعال من الحكم السلطوي والغضب الشعبي.
وقد يكون لاضطرابات واسعة في الجزائر آثارها على الاقتصاد العالمي لأنها مصدر مهم للنفط والغاز لكن محللين كثيرين يقولون أن انتفاضة على غرار ما حدث في مصر غير مرجحة لان الحكومة يمكنها أن تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدأة معظم الشكاوى ولم تحصل مسيرة العاصمة على ترخيص بموجب حظر مطبق منذ 2001.
وقد انتشرت آليات لوحدة مكافحة الشغب في حين يسير شرطيون في الأزقة القريبة من الموقع.
وفي وهران التي تبعد 430 كلم عن العاصمة، رفضت الولاية منح ترخيص للمسيرة.
لكن التنسيقية دعت مع ذلك إلى تجمع في ساحة الأول من نوفمبر أمام البلدية، في منشورات وزعتها الخميس في هذه المدينة الكبيرة في الغرب الجزائري.
وتنوي مدن أخرى الاستجابة لدعوة التنسيقية، من بينها على الساحل الشرقي "بومرداس وبجاية" ثم في جنوب شرق العاصمة تيزي وزو كبرى مدن منطقة القبائل وغربا تيبازة.. وفي كبرى مدن الشرق الجزائرية عنابة، صادرت قوات الأمن منشورات تدعوا إلى التظاهر، اعتبرها مصدر أمني تهديداً لسلامة الممتلكات والأشخاص.
وتطلق هذه الدعوات عبر التنسيقية الوطنية للتغيير والديموقراطية التي تضم أحزابا معارضة وجمعيات من المجتمع المدني ونقابات غير رسمية.
وقد تأسست في "12" يناير في أوج الصدامات التي أدت إلى سقوط "5" قتلى وأكثر من 800 جريح.
وتدعو التنسيقية إلى "تغيير النظام" في مواجهة "الفراغ السياسي" الذي يهدد المجتمع الجزائري "بالتفكك"، على حد قولها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد