في قضية ترميم جامعي إب وجبلة..

اطلاع مدير أوقاف إب المسبق لم يسهم في تنفيذ قرارات اللجان والآثار يحذر من التدخلات -الحلقة الرابعة

2011-02-28 14:08:55 تقرير / عبد الوارث النجري


إننا عند طرحنا لموضوع قضية مشروع ترميم جامعي إب وجبلة يأتي من باب الكشف حول ما يدور في مشاريع الترميمات للمعالم الأثرية بشكل عام، خاصة وان محافظة إب على موعد مع العديد من المشاريع الخاصة بالترميمات التي طرحها مكتب الأوقاف ضمن مشاريع الخطة الاستثنائية ذات المائة مليار , معظمها قباب لمساجد في مختلف مديريات المحافظة وحتى لا تقع قيادة المحافظة في فخ المتلاعبين بالتقارير حول المشاريع وتبادل الاتهامات، لتظل المعالم الأثرية نفسها مهددة بالانهيار ولكن بعد صرف مئات الملايين، كما هو الحال بالنسبة لمنارة الجامع الكبير بمدينة إب وجزء من جامع السيدة أروى في مدينة جبلة.
 مدير أوقاف إب أكد في مكتبه انه استأنف العمل بالنسبة لترميم جامع إب وكذا جامع جبلة, لكن السؤال الأهم هو من الذي يقوم بعملية الترميم، هل مقاول لديه خبرة سابقة ومشهودة في مشاريع ترميم بالمعالم الأثرية , أم مكتب الأوقاف ومهندسيه وإدارة المشاريع وبإشراف فني من قبل الهيئة العامة للآثار أو المدن التاريخية؟، أم أن المكتب استعان بمقاول لا يملك أي خبرة سابقة في الترميمات، أم أن أوقاف إب سيقوم بعملية الترميم بنفسه دون الاستعانة بأي جهة أثرية , والسؤال هذا مطروح ليس على مكتب الأوقاف في إب , بل على المجلس المحلي بالمحافظة كونه الجهة الرقابية والإشرافية على المكاتب التنفيذية وبالأخص على الهيئة الإدارية التي لا تعرف سوى استلام بدل الإشراف ولتذهب مشاريع المحافظة واعتماداتها إلى الجحيم .
مقاول الترميمات لجامعي إب وجبلة والغائب حالياً عن الساحة .. كان قد أكد لنا أكثر من مرة أن عملية التوقيف غالبا ما كانت تأتي من قبل مكتب الأوقاف , وهنالك تقرير صادر عام 2005م يكشف أن مدير أوقاف إب كانت عينه على المشروع من زمان، أي منذ أن كان مديراً عاماً للشئون المالية والإدارية بوزارة الأوقاف وفيما يلي نص هذا التقرير :-
[الموضوع / بخصوص جامع السيدة اروى بنت احمد الصليحي – بمديرية جبلة
بناء عل توجيهات معالي الأخ/ وزير الاوقاف والارشاد، عطفاً على مذكرة مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب .. بسرعة تشكيل لجنة لدراسة واقع التنفيذ واهم ما يجب اتخاذه للحفاظ على الجامع المذكور، فقد قام الأخ/ مدير عام المشاريع بوزارة الأوقاف باقتراح تشكيل لجنة من الإخوة التالية أسماءهم (1- م/ صادق احمد النجار عن وزارة الأوقاف , 2- م/ محمد قاسم الشميري   الهيئة للآثار , 3- مرشد عبد الرب البريهي  الهيئة العامة للآثار , 4- عبد المعز نعمان قايد من مكتب الأوقاف بالمحافظة )
قامت اللجنة المكلفة بالتواصل مع الأخ القائم بأعمال مدير عام مكتب الأوقاف م/إب وحدد يوم الأربعاء الموافق 30/11/2005م لنزول اللجنة إلى مدينة إب , بعد اجتماع اللجنة مع الأخ/ فؤاد يحيى منصور وبمشاركة الأخ عبد اللطيف محمد المعلمي مدير عام شئون المالية بوزارة الأوقاف تم وضع برنامج لسير عمل اللجنة وبموافقة الجميع والمتمثل في الآتي :-
1- نزول اللجنة إلى موقع الجامع المذكور في مدينة جبلة والتعرف على جميع مرافقه
2- تحديد عملية التدخل السابقة لأعمال الترميم في الجامع
3- تحديد أعمال الترميم الضرورية التي لا تحتمل تأخيرها، نظراً لأهميتها وتعتبر مكملة للتدخلات السابقة
4- تحديد كمية الأعمال التي تم انجازها من قبل المقاول المنفذ / غسان حمران ورفع كمياتها على الطبيعة
5- عمل تصوير لحجم أعمال الترميمات المستقبلية اللازمة للحفاظ على هذا الجامع باعتباره معلماً من المعالم التاريخية والهامة
وبعد الاتفاق باشرت اللجنة أعمالها الميدانية على النحو التالي :-
1- قامت اللجنة بالتعرف على الجامع المذكور بجميع مرافقه المحيطة به من كل الجهات
2- قامت اللجنة برفع جميع مرافق الجامع من على الطبيعة، مستعينة بالدراسة السابقة والكروكبات المعدة من قبل الهيئة العامة للآثار.
3- قامت اللجنة باستدعاء المقاول المنفذ لأعمال الترميمات للحضور في اليوم المحدد لرفع كميات أعمال الترميم ثم تنفيذها من قبله، حيث قامت اللجنة برفع وتغيير جميع الأعمال المنفذة على الطبيعة وبحضور المقاول نفسه وبعد رفع جميع الكميات للأعمال المنجزة تم التوقيع عليها من قبل المقاول المنفذ وأعضاء اللجنة.
4- بعد الدراسة المستقبضة الفنية التي قامت بها اللجنة تبين لها انه ولا بد من مواصلة أعمال الترميم في أماكن لا تستحمل تأخير أعمال الترميم فيها، حيث قامت اللجنة بتحديد هذه الأماكن وهي :-
- في الجهة الشمالية (المدخل الشمالي بين الجامع وجدران الفنية المرتكزة عليها مع تحويل قنوات الصرف الصحي التي تمر بجانب الجدران
- استكمال أعمال الترميم في الجهة الشرقية من بنية الجامع والمتمثلة بالجزء المدعم من الصرح الشرقي المسقوف
- تقترح اللجنة إزالة خزان المياه المسلح الواقع بجانب الصرخ المسقوف الجنوبي بجانب المنارة الغربية باعتباره مصدر لتسرب المياه إلى أساسات الجدران الحجر الحاملة للاصواج والمنارات مع معالجة ذلك
- استكمال أعمال الترميمات في الجهة الشرقية المجاورة للسلم من جهة الغرب وكذلك المنطقة الممتدة بامتداد السلم إلى جهة الجنوب
- استكمال أعمال القضاض للأماكن التي تم خلعها وبأسرع وقت ممكن وذلك قبل قدوم موسم الأمطار مع معالجة القضاض لسقف بنية الجامع والاصواج المسقوفة والتي تتسرب منها المياه.
ومن خلال تصور اللجنة المبدئي لتكلفة هذه الأعمال، فقد توصلت اللجنة إلى التكلفة التقديرية للازمة لهذه الأعمال الضرورية مبلغ (12.000.000) إثنا عشر مليون ريال على أن يتم تقييم تلك الأعمال من قبل مختصين في هذا المجال والإشراف عليه .
توصي اللجنة بتنفيذ جميع أعمال الترميمات التحسينية للجامع ومرافقه، متمثلة بالزخارف والنقوش وغيرها بطريقة تضمن عدم المساس بخصوصيتها وعن طريق مختصين في هذا المجال . ]
هنالك تقرير آخر صدر من قبل لجنة أخرى مشكلة من وزارة الأوقاف بناءاً على طلب مدير عام مكتب إب ولكن بعد ثلاث سنوات من التقرير السابق ويكشف بأن ما أوصى به تقرير 2005م لم ينفذ ومنه إزالة الخزان الخرساني وإصلاح البركة وفيما يلي نص ذلك التقرير :-
[الأخ / مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد م/إب   المحترم    بعد التحية:
 الموضوع / إعادة تأهيل وترميم جامع السيدة / أروى الصليحي بمدينة جبلة م/إب  
بالإشارة إلى الموضوع أعلاه وبناءً على توجيهات معالي الأخ/ وزير الأوقاف والإرشاد، عطفاً على عرضكم بشأن الموضوع أعلاه، فقد تم النزول الميداني إلى الجامع المذكور يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 21.20/2/2008م ومن خلال الاطلاع والمعاينة للأعمال المنفذة والجارية في أعمال الصيانة والتأمين للجامع المذكور مع مرافقه بحضور مهندس الهيئة العامة للآثار والمقاول وتوصلنا وحددنا ما يلي:
أولاً : الأعمال المتبقية التي يجب انجازها قبل 22 مايو 2008م
1) المداخل
1- سرعة انجاز أعمال إعادة تأهيل قبة المدخل الشمالي بعد التأكد من جميع الشروط التي تضمن ثباتها واستقرارها
2- المدخل الشمالي بين القبة والجامع
3- بناء العقد رقم (4) من الخارج بدخول 10 سم لمعالجة الشرخ وخروج الأحجار من أماكنها في الجزء العلوي من العقد
4- إزالة المواد المستحدثة في جلسات العقود
5- المدخل الغربي
- تنفيذ أعمال إعادة تأهيل القبة الوسطى
- إزالة واستبدال الباب الحديد
- استكمال أعمال إعادة تأهيل قبة غسل الموتى
المدخل الشرقي
- توريد وتركيب باب خشب ملائم للأبواب القديمة وذلك لباب المدخل عند بداية الصرح - إعادة نافذتين فوق الدرج إلى الشكل المماثل للنافذة رقم (3) بجانبها - ترميم المدخل العلوي مع الأبواب الخشبية - إعادة تأهيل قبة الصفة - إعادة بناء الدرج في الجهة الجنوبية الشرقية – الصاعد من بين البيوت إلى الحمامات والجامع , ثانيا : أعمال نرى أن تؤخذ في الاعتبار : إزالة خزانات المياه المسلحة وتأهيل البركة القديمة , دراسة إعادة تأهيل والاستفادة من الملحق الغربي لإنشاء حمامات جديدة وخزان مياه وخدمات أخرى , دراسة إعادة تأهيل الحمامات البخارية القديمة.
- ثالثا : ملاحظات على بعض الأعمال , عدم الاهتمام بالمظهر المعماري لدرج المبنى للحجر ضمن أعمال التأهيل , تشطيبات ونهايات الدكة الخارجية , الصلل في الممر القديم , عدم الاهتمام بالوزن الأفقي والرأسي لإعمال القضاض على الجدران والسقوف، مما أدى إلى تراكم الأتربة وسوء المظهر , لم يؤخذ في الاعتبار تنفيذ نعله في نقاط الإلقاء في سطوح الجامع بالرغم من ضرورتها لمنع تسرب المياه , عدم وضع طبقة حماية فوق الأخشاب المستبدلة في سقف الرواق الشرقي للجامع، أدى إلى تساقط الأتربة .
- رابعاً مقترحات رأيناها لتحسين الأداء : وهي متابعة الأعمال قيد التنفيذ والمقترحة أولاً بأول , توثيق عملية سير الأعمال أولاً بأول , عمل دراسة مسبقة للأعمال المقترحة , إعداد تكلفة تنفيذية قبل البدء بأي أعمال لاحقة , وضع برنامج زمني لسير تنفيذ الأعمال , تلافي أي أخطاء تنفيذية لجميع الأعمال في المراحل الأولى واللاحقة , تعيين مهندس أو فني مقيم في موقع العمل من ذوي الخبرة في هذا المجال إلى جانب مهندس الآثار , جمع وتوثيق جميع الأوليات المتعلقة بالأعمال السابقة واللاحقة , تلك نتائج المهمة التي كلفنا بها ، بالرغم من عدم حصولنا على الوثائق والدراسات والبرنامج الزمني والمخططات التنفيذية والمصاحبة نرفعها إليكم للاطلاع واتخاذ ما ترونه وتقبلوا تحياتنا ] .
وفيما يلي مذكرة مكتب آثار إب التي تحذر من توقيف أعمال الترميم والتدخلات الغير مدروسة وتحمل الجهات التي كانت وراء ذلك مسئولية ما سيترتب على ذلك مستقبلاً..، [الأخ مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد في محافظة إب المحترم  بعد التحية  الموضوع ترميم الجامع الكبير- جبلة , بالإشارة إلى الموضوع أعلاه ورداً على مذكرتكم رقم (88) تاريخ 18/1/2011م نحيطكم علماً بأن المهندس المشرف قد قام بالزيارة الميدانية للجامع أكثر من مرة من السابق ومؤخراً بتاريخ 18/1/2011م لتحديد الأضرار والمعالجات وسيرفع تقريراً بذلك إلى المشرف العلمي في اقرب وقت والذي بدوره كان في زيارة ميدانية لمدينة جبلة تاريخ 20/1/2011م رغم أن المهندس المشرف سبق وحذر من وجود الأضرار وتوسعها بسبب توقف الأعمال ونتيجة التدخلات العشوائية، كان آخرها تلك التي رفعها إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة فرع إب بتاريخ 25/10/2010, كما نحيطكم علما أن أسباب التوقفات ليست من قبلنا وإنما كانت نتيجة أعمال الحصر للجان التي طلبتموها انتم، كان أخرها لجنة حصر وتصفية الأعمال وقد حددنا موقفنا منها في حينه بتسليم لجنة الحصر جداول الحصر المقدم منا كجهة مشرفة وعمدت من قبل وكيل الهيئة , المشرف العلمي للمشروع , واشرنا إلى أن التوقفات تسبب أضراراً لا يحمد عقباها وكما تعلمون أن الموضوع أحيل مؤخرا إلى وكيل المحافظة للشئون الفنية وفقا لتوجيهات الأخ المحافظ، عطفاً على رسالة رئاسة الوزراء والذي قدم مقترحاً لتشكيل لجنة وافق عليها الأخ المحافظ والتي نتمنى ان تخرج بحل نهائي حرصاً إلى إنجاح أعمال الترميم , حيث والذي يهمنا بعد كل ذلك هو استمرار أعمال الترميم واستكمالها لان التوقفات تسبب أضراراً على الأعمال قيد التنفيذ والخدمة، كما ان التدخلات تضر أيضاً بتلك الأعمال وتشوهها وقد نبهنا إلى ذلك أكثر من مرة وتقبلوا خالص التحية مدير عام الآثار والمتاحف بتاريخ 22/1/2011م ].


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد