النائب سلطان السامعي في حوار مع "أخبار اليوم" :

التغيير آتٍ وأتوقع أن يسارع النظام بعدة إصلاحات والثورة اليمنية سبقت التونسية بأعوام

2011-03-02 17:18:32 حاوره/ رياض الأديب


في حوار صريح أجرته " أخبار اليوم " مع النائب البرلماني/ سلطان السامعي ـ الأسبوع الماضي في ساحة الحرية بمحافظة تعز حول المستجدات التي تشهدها الساحة اليمنية في الوقت الراهن, أكد السامعي أنه نصح رئيس الجمهورية أن يفهمها قبل أن يسقط السقف على الرأس، كما حدث مع نظيره المصري الذي كان أقوى منه عدة وعتاداً, معتبرا إبعاد أقاربه من قيادات الجيش وتقديم الفاسدين ـ وكل من أشبعوا المواطن اليمني ذلاً وقهراً ومعاناة ـ إلى المحاكمة هي أولى الطرق لكسب ثقة الشعب والذي قد يتراجع عن مطالبه، منوهاً بأن التغيير آت لا محالة وقد تأخر عن موعده, ناصحا الشباب بالتعامل مع كل مكونات المجتمع المدني بسواسية ومسؤولية وبالاستمرار في اعتصامهم, مؤكداً أن الثورات في المحافظات الشمالية قد خلقت نوعاً من الترابط مع المحافظات الجنوبية التي غيرت شعاراتها من "فك الارتباط" إلى الشعب يريد إسقاط النظام.
- النائب والشيخ/ سلطان السامعي ـ الرجل الذي عرف بانتقاده للنظام, هل ترى أن قرار توقيعك على "قلع العداد" كان سابقاً لاوانه؟ 
* عن أي عداد تتحدث؟ هل هذا السؤال مناسب الآن وفي مثل هذا الظرف, كل ظرف وله أحكامه وسياسته وبين ظرف وآخر تتغير أشياء ومفاهيم كثيرة, إذا كان الرئيس نفسه قد أعلن عن عدم ترشيحه وعن عدم التوريث, تتعبوا أنفسكم في مثل هذه الأسئلة ليش؟، الآن الواقع يقول: إن الشعب يعيش في حالة ثورة شعبية كبيرة, ثم تأتي أنت وتناقش أشياء ليست عميقة.
- أنت ترى أن الوقت قد حان في اليمن من أجل التغيير؟ 
* الوقت الآن هو وقت التغيير وفي نظري قد تأخر كثيراً وكان من المفترض أن يكون قبل عامين.
- الشباب الآن يطالبون بتنحي النظام ويؤكدون على أهمية التغيير , كيف تقرأ هذا المشهد ؟
* مادام والشباب هم من بدأوا في هذه الثورة واستمروا فيها, لا أجد نفسي إلا أن أدعو الله لهم بالعون والثبات والاستمرار, أيضا أدعو كل أبناء الشعب وكل المظلومين والمقهورين في هذا البلد أن يقفوا مع هؤلاء الشباب لكي يسقطوا كل الفاسدين والمجرمين والطغاة الذين امتهنوا هذا الشعب وأذلوه من سنين طويلة وهم ينهبون ثرواته الخاصة والعامة, تصرفوا وكأن الشعب ملكية خاصة لهم, مثل هؤلاء يجب أن يسقطوا وقد تأخر الشعب كثيراً للقيام بهذه المهمة.
- وفود من المحافظات الجنوبية تشارك الشباب اعتصامهم في تعز, سقط مطلب الانفصال وأصبح الهم المشترك للجميع هو رحيل النظام؟ ما تعليقك على هذه الصورة؟ 
* الصورة رائعة وجميلة, أقولها بصراحة الأخوة في الجنوب عندما بدوأ بثورتهم الشعبية عام 2007م – نحن كأشخاص كنا نشاركهم ثورتهم – ومع ذلك كان الشعور السائد لديهم بأن الشمال خذلهم كثيراً, وهو ما ولد أفكاراً تنادي بالانفصال أو فك الارتباط, أيضا هناك رسائل كانت توجه لأبناء الشمال من خلال الخطابات أو المقالات وحتى تصريحات البعض بما معناها أننا اضطررنا للجوء إلى المطالبة بالانفصال لأنكم يا أبناء الشمال لم تتحركوا معنا,, أما الآن وقد انطلقت الثورة في المحافظات الشمالية، فالكثير من قادة الحراك في الجنوب غيروا من المفاهيم التي كانت سائدة وغيرت الشعارات المعتادة من فك الارتباط إلى (الشعب .. يريد .. إسقاط النظام) وهذا دليل قوي على أن الجنوبيين وحدويون, وما شعارات الانفصال التي كانت من قبل إلا نتيجة للشعور بالظلم والقهر مما يتعرضون له وأن الشمال لم يحرك معهم ساكناً. 
- بعد سقوط قتلى وجرحى بين معارضين ومؤيدين للنظام صالح, لم يعد المطلب برحيل النظام وإنما بمحاكمته كما يردد الشباب؟
* مطلب الشباب حتى الآن هو "إسقاط النظام" بشكل عام, فالنظام لم يرتكب جرائم في هذه الفترة وحسب, فمنذ سنوات طويلة وهناك الكثير من الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب, وهي متنوعة "من جرائم قتل ونهب للثروات واحتكار للسلطة واحتكار كل شيء في الوطن", تاريخ النظام معروف أنه مليء بالجرائم, وإلا ماذا تقول عن احتجاجات ومسيرات 2006م، التي كانت نتيجة لارتفاع أسعار المشتقات النفطية, أنا أعتقد أن الشعب اليمني سبق الشعب التونسي في هذه الانتفاضة إلا أنها قمعت واستكانت. 
- كيف ترد على من يقول إن الشباب اليمني مقلد للثورة التونسية؟
* الشعب اليمني فجأة تعافى وبدأ بانتفاضته القوية ولكن هذا لا يمنع أن الشعب اليمني تأثر بما يدور في مصر وتونس, نحن كأمة عربية نتأثر بما يدور حولنا وفي في أي جزء من أجزاء وطننا العربي.
- حوادث متفرقة بين مؤيدي ومعارضي الحزب الحكم في بعض المحافظات وسقوط قتلى وجرحى، هناك من شبه الصراع بسياسية "فرق تسد" القبيلة الموالية على القبيلة المعادية؟
* فرق تسد هذه من ضمن أوراق النظام التي يستخدمها منذ فترات طويلة وهي ليست جديدة علينا سياسياً كونها مستخدمة منذ أوقات بعيدة, وفي مثل هذه الظروف نتوقع أن يستخدم النظام كل الأوراق التي لديه وسيجرب ورقة بعد أخرى .
- مطالب متصاعدة برحيل السلطة, هلا تتوقع فترة زمنية معينة يرحل فيها النظام الحالي؟
* لا أستطيع أن أتوقع هذا، ربما يسارع النظام إلى اتخاذ عدة قرارات قد تكون مهمة وربما يسارع إلى إبعاد الكثير من الفاسدين والظلمة وإحالتهم إلى المحاكمة وهذا سيهدئ كثيراً, وربما يسارع أيضا ويبعد أقاربه من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى وهم كثيرون وكل الناس يعانون منهم.
- أنت تتوقع إصلاحات وليس رحيلاً؟
* أتوقع أن يفهم ويسارع إلى الإصلاحات السياسية ويبعد الكثير من الفاسدين الذين ارتبكوا الكثير من الجرائم في حق هذا الشعب.
- هذه الإصلاحات هل سيقوم بها الآن أم أنه سوف يتأخر؟
*أعتقد أنه قادر على أن يقوم بها الآن.
- هل من خيارات أمام رئيس الجمهورية ومن ثم ما هي النصيحة التي يوجهها سلطان السامعي لعلي عبدالله صالح؟
* الآن أمام النظام حسب اعتقادي طريقان, الطريق الأول إبعاد كل الفاسدين والقتلة والمجرمين الذين هم داخل النظام وإحالتهم إلى المحاكمة وتغييرهم بعناصر شريفة ونزيهة أو سوف تستمر الهبة الشعبية حتى يسقط نظام حكمه كما سقط نظام مبارك الذي كان أقوى منه عدة وعتاداً.
ونصيحتي أن يفهمها قبل أن يسقط السقف على الرأس, أنصحه بإبعاد أقاربه وهذا مطلب شعبي وأيضا إبعاد كل الفاسدين والظالمين الذين نهبوا ممتلكات الناس ومدخرات الشعب, الشعب الذي تم إهانته وإذلاله من قبل أقاربه قادة المعسكرات وهو يعرفهم كما يعرفهم الشعب , أيضا هناك من مقربيه ممن اشتهروا بالاستحواذ على الأراضي ونهبها بالكيلوهات, هؤلاء جميعاً وغيرهم من المفسدين إذا استطاع الرئيس أن يقدمهم للمحاكمة , تأكد أن الشعب اليمني طيب ومن المحتمل أن يتراجع كثيرا عن مطلبه .
- كيف تتوقع اليمن في قادم اليمن؟
* التغيير قادم لا محالة سواء بخروج أو سقوط هذا النظام أو حتى ببقائه, التغيير آت آت.
- كلمة أخيرة تود قولها؟
* أولا: أعزي كل عائلات الشباب وعائلات كل القتلى الذين سقطوا شهداء في كل المحافظات اليمنية, أقول بأن الحرية لها ثمن وهؤلاء الشهداء هم ثمن لهذه الحرية التي يتوق الجميع إليها. فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون كونهم سقطوا من أجل قيم العدالة والحق وإزاحة الظلم عن هذا الشعب الذي طال أمد عذابه, كما أنصح الشباب بأن يتعاملوا مع كل القوى بسواسية وبكل مسؤولية وأن يجعلوا صدورهم رحبة لاستقبال كل المكونات الاجتماعية والسياسية في المجتمع كون الناس معهم ومع مطلبهم العادل, أقول: أثبتوا فإن الله معكم والشعب كله معكم وما النصر إلا صبر ساعة.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد