في خضم الأحداث التي تعيشها بلادنا من أخذ ورد بين السلطة والمعرضة ، لم تكن محافظة حجة بمنأى عن هذه الأحداث حيث تعيش اعتصاما لشبابها أمام المجمع الحكومي وتحركات فردية وجماعية لأنصار الحزب الحاكم وبين هذا وذاك ظهرت الحكمة اليمنية في التعاطي مع هذه الفعاليات من قبل قيادة المحافظة و إدارة أمنها من خلال المحافظة على الجو العام وعدم الدخول في أي مصادمات بين الأطراف السياسية .

 "أخبار اليوم" كان لها هذا اللقاء القصير مع واحد من قيادة المحافظة الذي يتصف بالرأي الحصيف –كما يصفه البعض – البعيد عن التهور أو تحميل المواقف أكثر مما تحتاج ، قابلته في مكتبه وهتافات المعارضة من شباب المحافظة تضج بمكتبه وتهز أركان المحافظة ، غير أن كل تلك الفعاليات والأعمال التي من المؤكد أنها تزعج السلطة لم تكن تمثل للأخ الأستاذ اسماعيل مهيم ، وكيل محافظة حجة المساعد ، لم تكن أمامه سوى تحليق في سماء الديمقراطية التي انتهجتها بلادنا من كافة الأطراف .... إلى تفاصيل الحديث ..
* في البداية كيف تنظرون في قيادة محافظة حجة أمام هذه الأحداث التي تعيشها بلادنا والمحافظة بشكل خاص؟
- كم كنت أتنمى ألا تحصل مثل هذه المسيرات في بلادنا التي هي عبارة عن موجة تجتاح الوطن العربي كله ، واعتقد بالنسبة لي بأن اليمن سيتجاوز هذه المرحلة وسيثبت بأنه من يعلم الناس الحكمة ، بعكس ما خرج به شعبي تونس ومصر اللتين خرجتا بمعارك طاحنة في تونس وتنحي في مصر ونحن في اليمن سنخرج إن شاء الله باتقاف وبتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديلات دستورية ، هذا جانب وبالنسبة لنا في محافظة حجة نرى بأن هناك تفاهم فيما بين الفرقاء السياسيين وربما نقول تنسيق لمصلحة المحافظة وتغليبها على كل المصالح الضيقة ومعظم المشاكل التي تحدث سرعان ما يتم الاتفاق على حلها ،كما أجدها فرصة لأن أكرر الدعوة للمعارض بأن يحافظوا على السلم الاجتماعي الذي تعيشه المحافظة ، من جانب آخر لا أجازف بالقول بأن معظم القضايا التي تتبناها المعارضة بالمحافظة نتبناها في المؤتمر وعلى سبيل المثال قضية بني نهشل التي لازلنا نتابعها بشكل ربما أكثر من المعارضة .

* بالنسبة لاعتصام الشباب المنادي بإقالة النظام ؟

- الإعتصام يعد ظاهرة صحية ومن حقهم أن يقوموا بذلك بالطرق السلمية ولوقت محدد ، وأرجوا أن نضرب المثل في محافظة حجة في استخدام مثل هذه الطرق الديمقراطية بصورة مغايرة للمحافظات الأخرى .
* دعوة الأخ رئيس الجمهورية الأخيرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية كيف تنظرون لها ؟
- أعتقد بأن دعوة الأخ رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فرصة حقيقية للإخوة في المعارضة الذين من المفترض أن يبادروا لاستغلالها ،ذلك لأن هذه الحكومة ستعمل على الإعداد الجيد للانتخابات وتنفيذ غيرها من المطالب التي تنادي بها المعارضة ، رغم أننا نعرف بأن مطالبهم كانت في بداية الأمر أقل من الوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية والآن الأخ الرئيس بادر أكثر من اللازم ودعى لتشكيلها لتعد وتشرف على الاتنخابات ،وأؤكد بأن المعارضة إذا دخلت في الانتخابات وحصلت على مقاعد أكثر في مجلس النواب ستؤهلهم للمشاركة في السلطة ، و طالما وهم يريدون تنفيذ القائمة النسبية في المستقبل فأعتقد بأن فرصتهم لتنفيذ ذلك من خلال المشاركة في تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وقناعتي أن يدخلوا ويشاركوا وأتمنى أن تكون نسبتهم في مجلس النواب أكثر من الآن حتى توجد شراكة بصورة أكبر في اتخاذ القرارات ولتوفير توازن فيها .

 * فيما يتعلق بقضايا الفساد بالمحافظة ما توجهاتكم في قيادة المحافظة في هذا الخصوص ؟
- كلنا يقر بوجود الفساد وانتشاره ونحن في محافظة حجة نتمنى أن تتقدم المعارضة أو أي شخص فيها بأي أدلة أو وقائع تثبت وجود فساد في أي مرفق أو على أي شخص يمارس الفساد في أي جهة ونحن على استعداد في أن تعاون لمحاسبتهم وإحالة المتورطين في قضايا الفساد للنيابة العامة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم بما يكفل الحد من انتشاره ومحاربته وهذا توجه قيادة المحافظة بشكل عام وليس قولي بمفردي وفي المقدمة الأخ المحافظ الذي يقول بأن محاربة الفساد واجب على الجميع ونحن على استعداد لتقبل ما يأتي من المعارضة او غيرها بما يثبت قضايا فساد لمحاسبتهم ، وأعتقد بأننا في محافظة حجة قدمنا ونعمل على إحالة قضايا فساد بصورة ربما شهرية إلى النيابة والجهات الرقابية المختصة ويتم المتابعة حتى تتخذ القرارات اللازمة بحق المتورطين وهذه توجهات منا جادة ونتمنى الوصول إلى مرحلة إنهاء كافة مكامن الفساد ولن يتأتي ذلك إلا بتعاون الجميع .
 * كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء ؟

- أدعوا أحزاب اللقاء المشترك إلى ان يحكموا العقل والمنطق وأن يغلبوا مصلحة المحافظة قبل أن نرضي قياداتنا في صنعاء سواء المشترك أو المؤتمر ، وأن علينا جميعا أن نحافظ على السلم الاجتماعي بين أبناء المحافظة لأنه في حالة حصول أي مشكلة – لا قدر الله – ستكون آثارها كارثية ، ومعالجتها يتطلب سنوات ... أشكركم على هذا اللقاء .