مدارس المعلا تحت وطأة البسط والتنفذ

2011-03-13 13:16:00 تقرير/ علي الصبيحي


في وقت دق فيه القانون ناقوس الخطر معلناً ذهاب هيبته.. تقف محافظة عدن بكل إداراتها عاجزة عن حماية مدارس مديرية المعلا من شرذمة قليلة أقدمت على فعل لم يسبق أن فعله أحد من قبل.
 فاعتدت على "4" مدارس أساسية لتتخذ منها مساكن لها دون الشعور بالحرج ولا حتى قليل من حياء أو خجل من ذلك السلوك المغاير والمتنافي مع تقاليد الناس والذي أجمع عليه أفراد تلك الشرذمة ليكونوا في الضلالة سواء، يغوي بعضهم بعضا لاستباحة حرمات مدارس طالما كانت صانعة للأجيال ليبسطوا على ساحاتها أمام مرأى ومسمع من الناس، بصورة تافهة خالية من كل صور الإنسانية تفصح عن مدى دناءة نفوس وسخافة تصورات وعقليات أصحابها وليس بمستغرب على أناس مسخت المطامع فطرتهم وأفسدت الأهواء أخلاقهم وعرتهم من أسمى المعاني النبيلة.
* مدارس مستباحة:
تصرفات مشينة، لبس أصحابها دروع سلوكيات سافرة تعد إنقلاباً على القيم والموازين فشاهدناهم بأم أعيننا وهم يبسطون على حرمة أربع مدارس، اقتطع البعض منهم لنفسه جزءاً من ساحة مدرسة "حمزة" والبعض الآخر يستولي على مستودع للكتب ومختبر للعلوم في مجمع "حمزة" ولم تسلم منهم مساحة ثانوية "14" أكتوبر التي يحمل اسمها رمز ثورة قدم فيها الأحرار دماءً زكية ثمناً لمستقبل الأجيال وكانت روضة البراعم هي الضحية الرابعة حيث هدمت أسوارها وبسط المتنفذون على ساحاتها المخصصة لاستكمال الفصول الدراسية ليجعلوا منها مخططات لمساكن بعد أن كتبوا أسماءهم على سور الروضة كإشارة لملكية خاصة، إدعوها لأنفسهم بعد أن سلبوها من ملكية الشعب العامة.
* ساء مثلاً:
ليس هناك ما هو أقتل للشعوب من أن يعتدي أناس على مساحات المدارس وتدنيس قدسيتها من أجل مصلحة شخصية لم يجزها لهم دين ولا عرف ولا ترتضيها أخلاقها، فكيف إذا كان من بين المعتدين مديرة سابقة للتربية ومعلمون إدعوا يوماً أنهم يمثلون القيم والمبادئ، بينما في الواقع هم من يهدم القيم ويخل بالمعايير والأخلاق ليستبدلوها بمنهج الانحطاط بعد أن انسلخت آدميتهم من إنسانيتها وسلكوا طريق الضلال وضلوا سبيل الصراط المستقيم بعقليتهم المتخلفة المتعرية من منطق القيم النبيلة، فهل البسط على أفنية المدارس تقدماً؟ أجيبونا يا من تغنيتم طويلاً بالمبادئ والقيم؟.
* استنكار على استحياء:
مدراء تلك المدارس التي استبيحت حرمتها في مديرية المعلا يموتون غيظاً، فهم مستاؤون من الاعتداء، لكنه استنكار على استحياء، فهم لا يريدون مواجهة المعتدين ولو حتى بتصريح شجاع لأجل أن تبقى صورهم براقة وكل ما اتخذوه أن أشاروا إلينا بالمساحة المنتهكة واكتفوا بشعار "للبيت رب يحميه"، لكنهم تناسوا "أن الكل راع والكل مسؤول عن رعيته"، مثلما تناسوا قبلها "أن الشهادة لله ومن يكتمها فإنه أثم قلبه"، فماذا بعد الحق إلا الضلال والله المستعان على ما يصفون، وصدق من قال: "من لم يكرم نفسه لم يكرم".

* بيان استنكار
لكن رغم غياب الضمير لدى بعض الجهات الغير وطنية إلا أنه يبقى هذا الضمير حياً لدى أصحاب الأيادي البيضاء، فقد أصدرت منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية في محافظة عدن بياناً طالبت خلاله جميع أبناء وأهالي محافظة عدن الوقوف صفاً واحداً بما يحافظ على سلمية ثورة الشباب ورفض العنف بما يحافظ على الممتلكات العامة والخاصة في عدن.
وأكدت في بيانها أن ما تتعرض له اليوم عدن تعد مؤامرة خبيثة من خلال إغراق المدينة في الفوضى وتخويف الناس بهدف وقف نشاط ثورة الشباب، داعية في بيانها كافة العقلاء والشخصيات الاجتماعية إلى تشكيل لجان شعبية في كل حي للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والبسط الغير مشروع على عدن ووقف نشاط المندسين الذين يقومون بأعمال تخريبية وتأتي دعوة منظمات المجتمع المدني للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة من المندسين بعد أن شهدت بعض المديريات أعمال بسط على بعض المرافق الحكومية ومنها الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن السابق في منطقة القلوعة مديرية التواهي الذي تسعى قيادة المديرية إلى تحويله روضة للأطفال، بالإضافة إلى البسط على مساحة جبلية وبعض مديريات المحافظة.
* استغاثة إلى المحافظ القعطبي:
فهذا نداء استغاثة نوجهه إلى محافظ عدن / أحمد القعطبي ـ لحماية الممتلكات العامة والخاصة من تلك الأعمال التخريبية التي تطال المدارس في عدن ووقف الاعتداء السافر الذي قامت به بعض العناصر الهمجية وسرعة تقديمهم إلى القضاء لينالوا ما يستحقونه من العقاب وليكونوا عبرة لغيرهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد