قال: إن المعارضة لا تريد الوصاية على شباب الثورة وإن جزءاً كبيراً من المحتجين ينتمون لها..

د. نعمان: البحث عن حل لتسويقه للمعتصمين عملية خاسرة واستغلال الشارع خطأ قاتل

2011-03-14 17:10:04 أخبار اليوم/ متابعات


اعتبر الدكتور/ ياسين سعيد نعمان- رئيس أحزاب اللقاء المشترك- محاولة استغلال الأحزاب لورقة الشارع بتسويات سياسية من نوع ما، أقل من حاجة الشارع بإنها ستقع في خطأ تاريخي قاتل، مؤكداً أن ورقة الشارع في اليمن ورقة معقدة ومن الخطأ أن يُعبث بها..
وعزا خروج الناس إلى الشارع ـ كما هو الحال اليوم في اليمن ـ إلى استهلاك السلطة لعملية الحوار وتشويه العملية السياسية، مضيفاً بأن العملية السياسية بأي صيغة كانت يجب أن تتجه لخدمة الحالة الثورية الموجودة في الشارع..
نعمان لدى حديثه لبرنامج "لقاء اليوم" في حوار أجراه مراسل قناة الجزيرة الزميل/ أحمد زيدان، أشار إلى أن صيغة المشترك السياسية فيما يخص مطالبته للتغيير ربما تكون مختلفة، إذ أن الأحزاب تتحدث عن تغيير نظام سياسي ولا تطرح في الوقت الحالي صيغة صدامية إلا إذا أراد النظام ذلك، منوهاً إلى أن المشترك كان يمتلك وثيقة ورؤية سياسية لعملية التغيير وبناء دولة ويمتلك رؤية سياسية لحل المشكلات السياسية والاقتصادية تظل هذه رؤيته ولا يريد أن يفرضها على الآخرين.
وأكد أن العملية السياسية في مأزق ومن الخطورة أن تبقى متوقفة؛ حيث النظام يستغل الفراغ الناشئ عن توقفها حالياً ليسوق مشاريعه في الإشاعات بهدف إرباك الشارع لينتقل إلى العنف ، مشدداً على ضرورة الخروج من هذا المأزق السياسي.
وقال: إذا استطاعت السلطة أن تتجنب الدماء مهما كانت حتى ولو جُرح بسيط في هذه الحالة ستكون انتقال الصيغة السياسية أسهل وأفضل، لكن بمجرد ما تبدأ الدماء تتعقد الأمور..
وفيما يلي نص الحوار:-

* الجزيرة: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم في برنامج "لقاء اليوم" الذي نستضيف فيه الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ـ رئيس اللقاء المشترك للمعارضة اليمنية.. دكتور في بداية هذا اللقاء نشكرك على استضافة الجزيرة، ثم نريد أن نسألك.. ألا تستطيع المعارضة اليمنية أن تنتظر حتى عام2013م لتنتهي فترة رئاسة الرئيس اليمني؟

الدكتور ياسين : شكراً جزيلاً.. الحقيقة الحديث عن الانتظار من عدم الانتظار..، ننتظر ماذا؟ ولا ننتظر ماذا؟ عندما كان الحوار وكانت العملية السياسية قائمة في هذا البلد إلى وقت قريب كانت كل الخيارات السياسية مطروحة أمام القوى السياسية فيما يتعلق بالانتقال السلمي للسلطة والانتخابات وإصلاح النظام السياسي، هذا كان يمكن إلى أكتوبر 2010م، عندما انقلب النظام السياسي وانقلبت السلطة اليمنية على الحوار الوطني وعلى العملية السياسية التي كانت جارية.. انتقلت المشكلة للشارع، وللأسف فإن النظام السياسي سلّم المشكلة إلى الشارع اليوم، من الخطأ بمكان أن نوجه هذا السؤال إلى طرف في المعادلة السياسية وهو اللقاء المشترك، مثل هذا السؤال المتعلق أو المرتبط بمصير الحياة السياسية وبمصير البلد يجب أن ترد عليه كل القوى السياسية, وفي المقدمة الشارع الذي خرج يائساً من العملية السياسية في صيغتها التقليدية ـ صيغتها القديمة ـ لذلك أنا أعتقد أن سؤالاً هذا اليوم يجب أن يوجه لكل أطياف العمل السياسي وبدرجة رئيسية يوجه إلى الشارع.
* الجزيرة:هل يعني هذا أن الشارع سبق الأحزاب السياسية في معارضته للنظام؟
ـ الدكتور ياسين : لا.. هو عندما نقول سبق الأحزاب السياسية في المعارضة لا.. وإنما سبق القوى السياسية في استنباط أدوات مختلفة على الأدوات السياسية التقليدية، خلينا نسميها اليوم "الأداة الثورية" والأداة الثورية لها منطقها ولها أدواتها ولها قواها ولها أيضا رؤاها لذلك السبق، هنا حقيقة في استشراف عملية التغيير بالطريقة التي يسهم فيها الشعب مساهمة فاعلة، مساهمة مباشرة.
* الجزيرة:هل نستطيع أن نقول إن الحوار بينكم وبين النظام قد توقف تماماً الآن؟
ـ الدكتور ياسين : الحوار حالياً موقف وتوقف ليس الآن ولكن توقف منذ أن انقلب النظام أو انقلبت السلطة والمؤتمر الشعبي العام على الحوار في "30" أكتوبر 2010م، عفواً من ذلك التاريخ توقف الحوار.
* الجزيرة: ما هي مطالبكم لاستئناف هذا الحوار؟
ـ الدكتور ياسين : لا.. نحن اليوم لا نطالب باستئناف الحوار، عندما كان أمامنا فرصة للحديث عن قواعد اللعبة السياسية بصيغتها الجديدة تحدثنا عن حوار يقوم على قاعدة التغيير وليس على قاعدة الإصلاح، لأن الإصلاح بالصيغة القديمة في تقديرنا انتهى والإصلاح على قاعدة التغيير هو اقتراح من قبله، هو أن هذا النظام لم يعد صالحاً لينتج أي حل لمشكلة اليمن بقدر ما أصبح هو جزء من المشكلة إن لم يكن المشكلة كلها.. اليوم أعتقد أن الحديث عن استمرار العملية السياسية يجب أن يأخذ صيغة مختلفة عما كان عليه الأمر، نحن لسنا مع فراغ العملية السياسية نحن نرى أهمية أن تتواجد العملية السياسية جنباً إلى جنب على العملية الثورية الموجودة في الشارع، ولكن هذه العملية السياسية بأي صيغة كانت يجب أن تتجه لخدمة الحالة الثورية الموجودة في الشارع.
* الجزيرة :هل يعني هذا دكتور أن الأحزاب السياسية تستغل ورقة الشارع وشباب الثورة أمام جامعة صنعاء؟
ـ الدكتور ياسين :اليوم لم يعد هناك حاجة لأن تستغل سواء كانت الأحزاب أو أي جهة كانت ورقة الشارع، نحن كنا ندرك أن ورقة الشارع في اليمن ورقة معقدة وورقة من الخطأ أن يُعبث بها، لكن حقيقة أريد أن أقول أن حالة اليأس التي وصل إليها الناس خلال الفترة الماضية ـ من مسار العملية السياسية ومن استهلاك السلطة لعملية الحوار ومن استهلاكها في تشويه العملية السياسية ـ دفع الناس للخروج إلى الشارع.. اليوم هنا إذا فكرت الأحزاب أن تستغل أو تُوظف ورقة الشارع لتسويات سياسية من نوع ما أقل من حاجة الشارع، فإنها ستقع في خطأ تاريخي قاتل.
* الجزيرة: تتحدث عن العبث بورقة الشارع لكن أيضا على مستوى المعارضة هناك أيضا البعض يعتقد أن هناك عبث بورقة القبائل، عبث بورقة العلماء.. في لجنة العلماء تعتبر مقربة من الرئيس، هيئة علماء مقربة من المعارضة، انشقاق بعض القبليين من الحزب الحاكم و إنتماؤهم أو اقترابهم أكثر من المعارضة.. ألا تعتقد أن هذا العبث بهذه الأوراق خطيرة على النسيج الاجتماعي اليمني؟
ـ الدكتور ياسين : أولاً خليني أقول إن القبائل هم جزء من المجتمع اليمني، العلماء عندما جاءوا إلينا ومعهم بعض المشائخ نحن طرحنا عليهم سؤالاً قلنا لهم: هل جئتم إلينا باعتباركم وسطاء أو رسل، أم جئتم إلينا باعتباركم شركاء ؟ قالوا: نحن شركاء.. قلنا إذاً في هذه الحالة طالما وأنتم شركاء، فلنبدأ بالحديث منذ أن بدأت تنشأ هذه الأزمة، ما هي رؤية المشترك لما حدث في صعدة ولما حدث في الجنوب وكيف نرى القضية الجنوبية للحديث عن الإرهاب في هذا البلد؟ والوضع الاقتصادي؟ عن كل هذه القضايا، عن التخلي عن المشروع الديمقراطي، عن كل هذه القضايا باعتبار أننا جزء من أبناء هذا البلد ومعنيون به وتحدثنا، ثم سألنا ما هو الحل في اللحظة الراهنة؟ هذه القضايا حقيقة نعتقد أن أبناء القبائل والعلماء وغيرهم من الشرائح الاجتماعية عليهم ألا يضعوا أنفسهم خارج العملية السياسية الجارية في هذا البلد ولايضعوا أنفسهم خارج الحل الوطني لمشكلة هذا البلد، يجب أن يكونوا داخل هذه العملية السياسية وأن يكونوا جزءاً من الحل الوطني، هذا هو ما أعتقد ويفترض أن يتم.. كون النظام لديه إمكانيات و لديه قدرات أن يعبث بهذه الأوراق هذا شأنه ولكن أعتقد مهما عبث بورقة القبائل وبورقة العلماء وغيرها من الشرائح الاجتماعية أعتقد أنه سيضطر في نهاية المطاف إلى أن يتعامل مع هذه القوى باعتبارها جزءا من الحل وجزءا من المشكلة نفسها.

* الجزيرة: كيف علاقتكم مع شباب الثورة المعتصمين أمام جامعة صنعاء؟
ـ الدكتور ياسين : نحن كأحزاب علاقتنا طيبة، نحن علاقتنا بالجميع طيبة، نحن لا نريد أن نكون أوصياء عليهم برغم أن الكثير من الموجودين في الساحة هم يعني لا أقول كلهم، ولكن أقدر أقول جزءاً كبيراً منهم هم ممن ينتمون لأحزاب اللقاء المشترك وأحزاب أخرى.
* الجزيرة: دكتور مرة أخرى بالنسبة لموضوع الشارع، هل تعتقد أنه في حال توصلتم إلى حل مع الرئيس تستطيعون أن تسوقوا هذا الحل لشباب الثورة ؟
ـ الدكتور ياسين : لا.. نحن أولاً لا نريد أن نبحث عن حل حتى نُسوّقه.. نحن اليوم علينا أن نستنبط الحل من نبض الشارع هذا إذا أردنا فعل أن نكون معارضة حقيقية تنحاز إلى الشارع،البحث عن حل للتسويق هو عملية خاسرة ولن يتم كما اعتقد، وليس في أجندة أحزاب اللقاء المشترك أن تقوم بهذا العمل اليوم، على كل الأحزاب بما فيها أحزاب اللقاء المشترك، على كل الأطراف السياسية، على كل أطراف المعادلة السياسية في البلد, أنا أقول حتى بما فيه المؤتمر الشعبي العام ولا أريد أن أستثني.. عليهم أن يبحثوا عن الحل من نبض الشارع جميعاً.
* الجزيرة: طيب باختصار دكتور لو قلت لك: ما هي مطالبكم من الرئيس كيف، يمكن حل هذه الأزمة السياسية في اليمن وما هي الآلية لحل هذه الأزمة؟
ـ الدكتور ياسين : أنا حقيقة لا أريد أن أتحدث عن مطالب اليوم موجهة إلى أحد, زمن المطالب في تقديري عملياً الآن انتهى اليوم، نتحدث جميعنا عن صيغة سياسية وطنية لحل مشكلة البلد.. هذه الصيغة الوطنية نبحث عنها بوجود الشارع.. بوجود كل القوى السياسية، هذا الموضوع لايعني المشترك بمفرده وإن كان المشترك اليوم يمتلك وثيقة ويمتلك رؤية سياسية لعملية التغيير ويمتلك رؤية سياسية لبناء دولة ويمتلك رؤية سياسية لحل المشكلات السياسية والاقتصادية، هذه رؤيته ولا يريد أن يفرضها على الآخرين هذا ما أنجزه منذ يمكن حوالي سنة.
* الجزيرة: إذاً تعتقد أن الشرط الأساسي عندكم هو رحيل الرئيس/ علي عبدالله صالح؟
ـ الدكتور ياسين : شوف أنا أتحدث عن تغيير النظام السياسي، تغيير النظام السياسي هذه الصيغة السياسية الوطنية اليوم الذي يعانيها اليمنيون جميعاً.. الشارع له مطالبه، الشارع يتحدث عن رحيل ويتحدث عن إسقاط نظام.. هذه الحالة الثورية الموجودة في الشارع نقول: ما هي الصيغة السياسية التي يمكن أن توجد كمعادل موضوعي لنبض الشارع؟ نحن نتحدث كمشترك اليوم عن تغيير النظام السياسي كإطار بنيوي غير قادر على أن يُطور نفسه كنظام, جاء الرئيس بعد أن اتفقوا في المؤتمر الشعبي العام وتحدثوا عن انتخابات منفردة ثم تحدثوا عن تعديلات دستورية بما فيها التعديلات الخاصة بالرئاسة، هذا موضوع، الذي أثاره المؤتمر الشعبي العام وليس المعارضة ثم جاء المؤتمر الشعبي العام لكي ينفي أنه لم يكن يقصد بالتعديلات التمديد للرئيس، جاءوا ليطرحوا ثلاث قضايا على لسان الرئيس لاتمديد لاتوريث لاإشتراك في انتخابات قادمة "كويس".. إذاً هذه الحالة يبدو أن النظام أراد أن يُقدم نصف الحل، لكنه لم يقل ـ لاحظت؟ـ لم يقل للناس ما هي الخطوات الإجرائية للوصول إلى هذا الوضع؟ هذه هي القضية أُثيرت من هنا ولذلك نحن نعتقد أولا عندما يتحدثون عن أن الرئيس قدم تنازل, الرئيس لم يُقدم تنازلاً عندما قال لاتوريث ولاتمديد لأنه عملياً تنتهي مدة الرئيس الدستورية في 2013م هذا دستوريا، عندما بدأت تسريب إشاعات والإشاعات كان بالتأكيد وراءها هناك محاولة لاختبار ردة فعل الشارع حول التمديد وحول التوريث, حول كذا تبدأ الأنظمة بهذا الشكل.. لكن اليوم هذا التعهد الذي قُدم أنه لا ولا ولا اللاءات الثلاثة طبعاً ليست لاءات الخرطوم ولكن لاءات صنعاء، هذه المرة أعتقد أنها الإطار الذي يمكن أن تدور في كنفه الانتقال السلمي للسلطة.. كيف؟ هنا في هذه الحالة علينا أن نأخذ بالمقابل نبض الشارع بالصيغة التي خرج بها ما هي الصيغة السياسية؟ هذا الذي نعتقد أن العقل اليمني يجب أن يُفكر فيه.
* الجزيرة: الآن الشارع يطالب برحيل رئيس الدولة، أنتم في المشترك هل تطالبون برحيله؟
ـ الدكتور ياسين : لماذا تريد مني أن أتصلب أمام مصطلحات.. أنا أتحدث عن تغيير نظام سياسي كامل، الآن أنا ـ كأحزاب سياسية ـ صيغتي السياسية ربما تكون فيما يخص مطالبتي للتغيير مختلفة، أنا لا أطرح في الوقت الحالي صيغة صدامية إلا إذا أراد النظام.. إذا أراد النظام أن يقودنا إلى صيغة صدامية هذا شأنه، لكن لم تأت الصيغة الصدامية من قبلي أنا كأحزاب سياسية، أنا أتحدث في هذه الحالة عن تغيير النظام السياسي، أعتقد أنا وأرى أنه أستنفذ قدراته على الاستمرار.
* الجزيرة: تُطالبون بتغيير النظام السياسي في اليمن ما هي الإجراءات؟، ما هي الخطوات؟، ماذا ستسلكون من أجل هذه الخطوات؟
ـ الدكتور ياسين : أمامنا نحن في اللقاء المشترك أحزاب اللقاء المشترك ونحاور بقية الأحزاب الأخرى بشكل عام على انتقال سلمي للسلطة تجنب بلدنا الكُلفة الغالية، الكُلفة الكبيرة، الكًلفة المدمرة، الحروب الدماء، وكنت أتمنى، وأنا قلت هذا الكلام عندما خرج الناس للشارع طلبت من بعض القيادات ونحن نتحدى قيادة المؤتمر الشعبي العام وهم أصدقاء وقلت لهم: على المؤتمر أن يحاول وتحاول السلطة أن تتجنب الدماء.. إذا استطاعت أن تتجنب الدماء مهما كانت حتى ولو جُرح بسيط في هذه الحالة ستكون انتقال الصيغة السياسية أسهل وأفضل، لكن بمجرد ما تبدأ الدماء تتعقد الأمور.. نحن نعتقد وحقيقة في اللقاء المشترك أن عملية الانتقال السلمي اليوم للسلطة وتغيير النظام السياسي إما أن تتم وفقاً لما تجمع عليه كافة القوى السياسية بما فيها الشارع وممثليهم وهذا هو الحل أعتقد أو سيناريو الذي يفترض في هذه الحالة أن يتفق عليه الجميع.. ماعدا هذا سيناريوهات الانهيارات والعنف.. حقيقة ستكون مدمرة ولا أعتقد أن هناك في الوقت الحاضر من يُفكر فيها، أنا أستطيع أن أقول: إن الرئيس/ علي عبدالله صالح عليه أن يستمع إلى نبض الشارع وقلت أكثر من مرة أي حاكم إذا خرج من شعبه مائة شخص أو مائتين شخص يطالبوا برحيله أو بذهابه عليه أن ينصت إليهم حتى لو كان عدد شعبه "20" مليوناً.. لا أتحدث عن الأكثرية الأغلبية والأقلية.. عليه أن يُنصت إلى الصوت الصادق ما بالك عندما تخرج هذه الملايين، ولذلك اليوم نعتقد جزء من القرار، الجزء الرئيسي، الجانب الرئيسي من القرار الذي سيجنب هذا البلد أو سيمكنه الانتقال السلس والسلمي بعد هذه الفترة الطويلة من الحكم هو بيد النظام.
* الجزيرة: هل ستلجأون إلى الشارع بمعنى تطالبون عناصركم أو محازيبكم أن ينضموا إلى شباب الثورة؟
ـ الدكتور ياسين : أعضاؤنا موجودون في الشارع بل هم بالعكس هم يمكن بعض الأحيان يطالبون برحيل النظام ورحيل المعارضة إذا تخلفت المعارضة عن نبض الشارع.
* الجزيرة: هل تعتقد أنه إذا طلب من المعارضة الآن أو في المستقبل تقديم مرشح لها للرئاسة ستشترط أو تختار شخصاً أقل من "50" بين "40" و"50" قريب من هموم الشباب؟
ـ الدكتور ياسين : لا يخفى عليك.. نحن إلى الآن ما نفكر في هذا الموضوع ما فكرنا فيه وإن كنا نفكر فعلاً أنه أي رئيس قادم يكون في سن طبعاً هو بالتأكيد لا يكون أقل من سن "40" يعني ولكن نرى ألا يتجاوز بهذا السن كثيراً.. أولاً.. الشيئ الثاني: هناك مواصفات أخرى، لكن نحن عندنا الأهم هي الناحية العملية.. لم نتحدث عن هذا الموضوع كثيراً، هذه الأيام حديثنا يتركز كيف يتم بناء الدولة على إثر تغيير النظام السياسي، لأنه لو قفزنا في الحديث إلى المرشح الرئاسي سنقع في خطأ، قد يكون عندنا مثلاً الحديث عن نظام برلماني يصبح فيه الرئيس ليس إلا رئيساً رمزياً مع العلم أنه طبعا هذه واحدة مما نفكر فيه، ومن العناصر التي حوتها وثيقة الإنقاذ لدينا ولذلك تفكيرنا اليوم هو ما هي الدولة التي نريد؟، كيف نتخلص من المركزية الجامدة التي فعلا أورثتنا هذا الوضع الذي نعيشه؟ القضية في تقديري ليست في الرؤساء.. القضية في طبيعة الدولة التي تفرض دائما على الرئيس نمطاً معيناً من الحكم، نحن نريد أن نتجاوز هذا، نريد أن نتجاوزه خلال المرحلة القادمة وإذا تجاوزناه إلى بناء الدولة اللامركزية التي يتمثل فيها كل اليمنيين يعني بشكل عام بإيجاد نظام سياسي يعبر عن حاجة كل الشعب، أنا أعتقد تصبح مسألة البحث عن رئيس ورئيس الوزراء والحكومة وغيرها مسألة.. أنا في تقديري الشخصي ثانوية ليست أساسية.

* الجزيرة: يعني دكتور النظام يطرح بعض المخاوف منها موضوع الانفصال، منها موضوع القاعدة، منها موضوع الفوضى في البلد.. كيف تنظرون إلى هذه المخاوف؟ أو ما تصفونه أنتم الفزاعات؟؟
ـ الدكتور ياسين : يا سيدي العزيز أنا اسأل سؤالاً: من الذي أوجد كل هذه الأوضاع في هذا البلد؟ من الذي أوجد حالة الانفصال في الجنوب؟ أليست سياسات هذا النظام؟، من الذي أوجد الوضع في شمال الشمال في صعدة والحروب الستة؟ أليست سياسات هذا النظام؟، من الذي اليوم أوجد حالة الخوف من القاعدة والإرهاب والتوظيف؟ أليس هذا النظام؟ هذه الأمور كلها بدلاً من أن يثيرها النظام باعتباره "خايفاً" منها عليه أن يسأل نفسه من الذي أوجدها؟ وبالتالي كلما استمر هذا النظام بهذا الشكل الذي هو قائم عليه كلما تكرس الانفصال في الجنوب، كلما أيضا الحروب في صعدة تكررت، وكلما أيضا تعرض هذا البلد لمزيد من التفكك.. بالعكس أنا أعتقد أن استمرار النظام بهذا الوضع هو المنتج لهذه الحالات التي يتحدث عنها النظام باعتباره خائفاً منها.
* الجزيرة: هل نستطيع أن نقول: الحالة السياسية بينكم وبين النظام أو بين الشارع وبين النظام وصلت إلى حالة مأزق وبالتالي كل واحد يحاول أن يجيش الشارع أو يجيش الشعب لصالحه؟؟
ـ الدكتور ياسين : اليوم العمل السياسي أو العملية السياسية وصلت إلى مأزق عندما انقلب النظام على الحوار أوصله إلى مأزق وقرر أن يمشى لوحده هو أوصل العمل السياسي، لكن خروج الشعب إلى الشارع هو أحد بناء العملية السياسية على قاعدة مختلفة، الآن هذا البناء يجب أن يكتمل واكتماله هو مسؤولية القوى السياسية كلها كيف تستطيع أن تعيد أو أنها تساهم في إعادة بناء هذه الحالة في صيغة سياسية منسجمة معها.. صحيح اليوم العملية السياسية متوقفة ليست في مأزق فقط ولكن متوقفة، لكن الخطورة من أن تبقى متوقفة وهذا ما يريده النظام، يريد العملية السياسية تبقى متوقفة لأنه عبر هذا الفراغ الناشئ عن توقف العملية السياسية يسوق مشاريعه، يسوق الاشعات، يسوق كل شيئ بهدف إرباك هذه الحالة التي هي موجودة في الشارع، ثم بعد ذلك ربما ينتقل إلى العنف.. إنه لابد من خروج من هذا المأزق السياسي بإعادة بناء العملية السياسية وإعادة الاعتبار لها ولكن على قاعدة مختلفة.. ليس على قاعدة الحوار الذي تكلم عنه الحوار بصيغته القديمة التي كان يتكلم عنها.. نحن إذا تحدثنا عن حوار كما تحدثنا من سابق يجب أن نتحدث عن الحوار على قاعدة نبض الشارع ومن ثم لا بد أن نتحدث بالصيغة السياسية التي تجعل التغيير هو القاعدة الرئيسية.
* الجزيرة : لو أن الرئيس/ علي عبد الله صالح طلب منكم الآن بأنه مستعد للحوار يشمل الشارع ويشملكم ويشمل أطرافاً أخرى ما هي الآلية.. كيف هي الآلية بالنسبة لكم لاستئناف هذا الحوار؟؟

ـ الدكتور ياسين : الحوار على ماذا الآن.. نحن نسمع كل يوم أن المؤتمر الشعبي العام يريد الحوار وأنه.. هذا نحن جربناه إذا لم تكن عملية الحوار مبنية على قاعدة متفق عليها واليوم بدرجة رئيسية.. بمعنى أن النبض الذي طرحه الشارع اليوم يجب أن لا يكون بعيداً عن أي صيغة سياسية تتجه إليها القوى السياسية المختلفة، لكن أن يأتي نظام يقول لك.. أنا شكلت لجنة من رئيس الوزراء للحوار مع الشباب كيف؟ عملت لجنة لعمل كذا؟ هذا يريد استهلاك الوقت وإن يحاول استهلاكاً للعملية السياسية والعملية الثورية.
* الجزيرة: بمعنى أن المعارضة والشباب ونبض الشارع ليس عندهم اتفاق على قاعدة لبدء حوار مع الرئيس؟
ـ الدكتور ياسين : ياسيدي العزيز عليك أن تفهم شيئاً واحداً هو أن النظام ظل يناور بالحوار.. نحن لم نجرب الحوار من أمس مع النظام.. نحن لنا "20" سنة نتحاور من النظام، وعندما وصلنا إلى قواعد مشتركة كان اتفق عليها في 2010 في نهاية 2010 انقلب النظام على الحوار، كيف تريد اليوم أن أتحدث عن حوار مع نظام لا أثق أنه جاد في الحوار.
* الجزيرة: مشاهدي الكرام لا يسعنا في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر الدكتور/ ياسين سعيد نعمان، شكراً لك.
ـ الدكتور ياسين : شكر جزيلاً لك.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد