تداعيات الأزمة الراهنة وأهم السلبيات التي أفرزتها

2011-03-15 15:18:39 استطلاع:منيف الهلالي


كغيرنا من البلدان المشتعلة بالثورات الشبابية الداعية لتغير الأنظمة أبت الأزمة إلا أن يكون لها موطئ قدم في وطننا المليء بالتناقضات والمتفرد بخصوصياته النائمة على صفائح الظل..                                                                                                         
أزمة أفرزت عدد من السلبيات وعرت قضايا سياسية, فكرية, أخلاقية, دينية, إعلامية, كثيرة لم تكن قد لامست مداركنا من قبل ولم تكن في الحسبان..                                                            
وللوقوف على هذه السلبيات توجهنا إلى مجموعة من الأكاديميين والأدباء والسياسيين والإعلاميين الذين تناولوا هذه القضايا من زوايا مختلفة لكي يستطيع القارئ تناول مادة إعلامية تستسيغها شهيته شبه المتوقفة بفعل الأطباق

 عاصفة
في البداية شبه الأديب والشاعر الأستاذ/احمد المعرسي الأزمة الراهنة بالعاصفة التي لا تبقي ولا تذر
 معتقداً أن هذه الأزمة عرت سوأت الأنظمة العربية التي فيها "عيوب البلغة" كما يقول المثل الشعبي ، مؤكداً أن الحديث عن عورات الأنظمة العربية والنظام اليمني تحديداً يوجب على الإنسان أن يغتسل بعد أن ينتهي من الكتابة سبع مرات إحداها بالتراب
 مسترسلاً بالقول:
 لعلك مع مجمل سؤالك قد ظننت أن عيوب الأنظمة يمكن حصرها، متفائلا بقول الشاعر:
 كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه, فدعني أقول لك لو كان البحر مداداً لعيوب أنظمتنا العربية لنفذ البحر قبل أن تنفذ عيوب هذه الأنظمة

 فلا اعتقد أن هناك ثمة مجالاً لان نقول أنها أزمة سياسية بحتة لان السياسية تقتضي أن تجعل الأنظمة بينها وبين شعوبها شعرة معاوية لا ان تقصفها بالطائرات وهراوات البلاطجة
 ولا اعتقد أنها فكريه لان من يحكم الشعوب العربية هم العسكر والعسكري غبيٌ للأذى فطنٌ كأن إبليس للطغيان رباه ، وأضاف المعرسي:
 أما كون هذه الأزمة دينية فلي مع هذه النقطة وقفة خاصة لا سيما وقد اشتبكت لحى العلماء بعصي العسكر ودماء المتظاهرين ببارود الأنظمة لذلك اعتقد أن بعض العلماء قدموا أسوء دور في أزمات الأمة فلم نجده إلا متحزباً يعمل لمصلحة حزبه أو مبطوحاً يسبح باسم السلطان، مشيراً في هذا السياق إلى أن بعض العلماء لم يقدموا دورهم المنتظر
 لا سيما في هذه الفترة والبلاد بين فكي قبلية يحكمها الجند وجوع وقوده الناس والحجارة "حد قوله"
 وقال المعرسي في نهاية حديثه: بعض العلماء لم يكونوا صوتاً ولا صدى لهذا كانوا هباءً منثورا وقد ذهبوا إلى ظل ذي ثلاثة شعب متحزب وموالي وصامت ولهذا نقول لهم ربنا باعد بيننا وبين علماءنا فإنهم لا يعجزونك.
رب ضارة نافعة:
 أما الدكتورة سعاد السبع الأستاذ المشارك في جامعة صنعاء
 فقد استهلت حديثها بالقول: رب ضارة نافعة ؛ هذه الحكمة تنطبق على وضع اليمن اليوم، فالأزمة التي تعيشها اليمن هي كالنار التي تختبر الذهب حين يكون ذهباً فلا يتغير وحينما يكون معدناً رخيصاً يتحول من شكل إلى آخر حتى يتلاشى.
 وهكذا أزمة اليمن كل يوم تكشف لنا عورات وعورات لكثير من الناس، لقد كشفت لنا هذه الأزمة عن أخلاق ذميمة ليس لها علاقة لا بالدين ولا بالشهامة اليمنية ولا بالوفاء من أناس كنا نراهم قدوة

، كيف لنا أن نصدق علماء دين دافع عنهم رئيس الجمهورية وأخرجهم من أزمات عالمية كادت أن تودي بحياتهم هم وأسرهم ثم وقفوا في هذه الأزمة ليجازوا الرئيس بتحريض الشباب على المطالبة برحيله لقد خذلوه وهو الذي وقف موقف الرجال معهم في كل أزماتهم، أهذا هو الوفاء؟!

 ثم أهذا هو الإيمان والإسلام الذي يحث المسلم على طاعة ولي الأمر في كل الأحوال ؟!
 كما تابعت السبع حديثها:

 لقد أحزنني أيضا إعلان بعض أعضاء المؤتمر الاستقالة من الحزب في هذه الظروف, كان المفروض أن يقدموا استقالاتهم من قبل إذا كانوا يرون أن وجودهم في الحزب ليس مناسباً لصلاحهم ووطنيتهم

، وحتى وإن كانت استقالاتهم هي فعلا من غيظهم من تصرفات بعض أعضاء المؤتمر المتنفذين فإن موقفهم سوف يفسر بطريقة ستؤثر على مصداقيتهم في المستقبل، وبخاصة أن معظم المستقيلين هم ممن دعمهم الحزب وأوصلهم إلى مواقع صنع القرار ومع ذلك حينما شعروا أنه في أزمة تخلوا عنه ليجدوا لهم أقداماً في المستقبل المجهول إن دخل اليمن في دوامة الصراعات لا سمح الله،
 كنت أتمنى أن يفكروا قليلا ويدركوا أن العيب ليس في المؤتمر كبرنامج وإنما في بعض أعضائه وكان عليهم أن يقفوا منهم موقف (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) لا أن يهربوا.
كما أشارت في سياق حديثها إلى أن ما يرفع الضغط والسكر للمواطنين يوميا هي عورات الإعلاميين الأشرار الذين لا يقعون إلا على الخبيث وليس لهم في الطيب نصيب
، أباليس الفتنة العربية الذي يبحثون عن كل شر لينشروه ويفتنوا بين الناس ويتغاضون عن كل فعل خير
 حتى وإن فاجأهم الواقع بأخبار جيدة ، فإنهم يحاولون أن يوجدوا تفاصيل وثغرات تقلب السعادة غما وتحول الخير إلى شر
 الله يكفي اليمن شرهم ويجعل تدبيرهم في تدميرهم.
 مسترسلة بالقول:
 الأزمة كشفت لنا جميع المخبولين على كل المستويات وكل خبل ممكن أن يتغاضى عنه الناس إلا الخبل الفكري والديني الذي يستخدم الدين سلاحاً لتمرير مصالح شخصية وقناعات غريبة عنا على حساب دماء الأبرياء من أبناء اليمن، كما أكدت في ختام حديثها على أن اليمن دخل في أزمة حقيقية صنعتها الأحزاب كلها, المؤتمر بسوء أدائه في الفترة السابقة والمعارضة بتعنتها وتحريضها على التخريب،
 والذي تحمل وزر الجميع هو فخامة رئيس الجمهورية نسأل الله أن يخارجه من شرورهم ويرد كيدهم في نحورهم، فهو الزعيم الذي لا يزال الشعب يلقي عليه الحمل والأمل لإخراج الوطن بكل من فيه من الأزمة حتى مجانين الأزمة عندي توقع أن الرئيس هو الذي سيخرجهم من ورطتهم.

لكل أزمة عوراتها:
من جهته وبفلسفته الخاصة المعهودة تحدث الأستاذ/ عبد الواحد الربيعي عضو مجلس الشورى عن إفرازات الأزمة بالقول:
 لكل أزمة عوراتها سواء كانت متعلقة بذات الأزمة أم بالإفرازات التي تترافق معها
 لكن الواجب علينا النظر إلى العواقب التي قد تترتب على أي سلوك تقف وراءه رغبات تمثل عامل إغلاق أو تكون بمثابة حجُب تمنع العقل من التعامل بروية ورؤية مع الأزمة.
 وأضاف الربيعي، فالأزمة بالوقوف على ماهيتها لا تخرج عن كونها نتاج مشكلات ينبغي الوقوف عليها بالحل والعلاج لا بالترحيل
 فترحيل المشكلات لا يعالجها بقدر ما يفاقم الأزمة, لذا فإن ما نلحظه من إعتمالات في الساحة السياسية يجعلنا نمسك العصا من المنتصف مرجحين المصلحة الوطنية كون تحقق المصلحة الوطنية يحقق الخير لكافة شرائح المجتمع.
ثورة وليست أزمة:
أما الأستاذ فهمي السقاف الكاتب الصحفي فقد كان له تحفظاً على كلمة "أزمة" كون ما تشهده البلاد(حد قوله) هي ثورة شعبية يقودها شباب اليمن لإسقاط 33عاماً من الاستبداد والظلم والقهر والجهل والفقر والمرض والبطالة والحروب المتناسلة في كل ربوع اليمن ومصادرة الحقوق والحريات
 لكنه عاد ليؤكد أن الوضع الراهن لم يفرز سلبيات بقدر ما سلط أضواء كاشفة على مواقف سلبية كامنة وهي موجودة وعمرها عمر النظام الحاكم بعضها ترعرع في كنفه لأنه كرسها كثقافة لمن يريد التقرب منه ترغيباً وترهيباً طمعاً وزلفا وهي شاملة سياسياً وفكرياً وأخلاقيا ودينياً وإعلاميا, فالسياسة (حد قوله) يمكن أن توظف لخدمتها الفكر والأخلاق والدين والإعلام فإذا أصاب السياسي الفساد فسدت السياسة وانعكس فسادها على باقي المنظومة والعكس صحيح,
 مضيفا: هنالك مشاهد عديدة تكشف أزمة النظام السياسية والأخلاقية بشكل فاضح منها على سبيل المثال وليس الحصر وقوف احد الأساتذة الجامعيين أمام الرئيس راجياً منه توجيه البرلمان بسن تشريع يقضي بإعدام كل من يتلفظ بكلمة "انفصال"
 وأيضا اقتصار أمر الإقالة الذي أصدره الرئيس على محافظ عدن والإبقاء على مدير الأمن الذي سفك دماء الشهداء في مجزرة عدن المعروفة.
 وعن السلبيات الدينية قال السقاف : أين هم رجال الدين من قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، خصوصاً وأنهم يعلمون أن هذا العمل من أعظم الجهاد، لكن منهم من ذهب يزين للحاكم أخطائه ويوافقه عليها ابتغاء لعرض من الدنيا قليل.
كما أكد على أن من أهم السلبيات التي أفرزتها الأزمة الراهنة مهازل وضعف اتحاد الأدباء والكتاب حين أصدر بيانه الذي لم يكن ألبته طيلة تأريخ اتحاد الجاوي والبردوني والربادي والشحاري, مشيراً في ختام حديثه إلى أن البون شاسع بين اتحاد يعبّر عن ضمير ونبض الشعب وآخر مصاب بالرعاش والهلع في حضرة الحاكم .

الكرسي هو الغاية:
 أما الأستاذة/ أمل الدبعي رئيسة مركز تنمية المرأة للثقافة ومناهضة العنف، فقد أكدت على أن ابرز السلبيات التي أفرزتها الأزمة الراهنة تتمثل في المهاترات السياسية وتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين بدليل الأحقاد التي طفت على سطح المشهد اليومي, مضيفة أن الراهن أثبت الرغبة الجامحة لدى الفرقاء السياسيين للسيطرة على كرسي الحكم وعدم إخلاصهم للوطن والالتفات لقضايا المواطنين وهمومهم .
 كما أشارت إلى أن العنف الذي يعد من ابرز السلبيات التي عرتها الأزمة الراهنة لا يعد حلاً لقضايا اليمن، بل أن الجلوس على طاولة الحوار هو الطريق الأمثل والحضاري للخروج من الأزمة.
 وعن أسباب السلبيات تحدثت الدبعي بالقول: لم يكن هنالك لغة للحوار بين الشعب والسلطة بل أن الحوار كان محصوراً بين الحكومة وأحزاب المشترك ولهذا انجرفنا إلى هذه الأزمة كون الأحزاب لا تمثل الشعب بل تمثل أيدلوجياتها ومصالحها الشخصية.
Almonef86@yahoo.com

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد