في يوم (جمعة الرحيل ) توسعت ساحة حورة بأكبر ما تستطيع لتضم عشرات الآلاف من أبناء محافظة حجة الذين هبوا إليها من كل حدب وصوب ، لدعم مسيرة الثورة.
حيث توافدت جموع القبائل بالمئات وبالآلاف من كحلان الشرف والمحابشة وشمر وحجة وكحلان عفار ومبين والمفتاح والجميمة وغيرها من جبال ووديان المحافظة وفي مقدمة تلك الحشود القبلية المشائخ والوجهاء والقيادات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني ، لتؤكد بأن المحافظة الذهبية قد تنبهت من غفلتها ونهضت من سباتها – كما عبروا عن ذلك – ولم تعد تنطلي عليها خدع الحزب الحاكم الذي لم تنل منه سوى مزيد من الفقر والبطالة ،معلنين بصوت واحد كفى ظلماً واستبداداً.. بطالة وفقر ومعاناة ، ونعم لمستقبل جديد لليمن أرضاً وإنساناً.. وهتفت الجموع الكبيرة من أبناء حجة بسقوط السلطة.
وفي جمعة الرحيل – كما سماها المعتصمون- أكد أمين عام لجنة الحوار الوطني بالمحافظة الدكتور/ إبراهيم الشامي أن من توافدوا إلى ساحة الحرية (حورة) هم من يصنعون تاريخاً عظيماً للمحافظة عنوانه التضحية والشموخ والإباء وأنهم لن يبرحوا ساحة التغيير حتى تسقط السلطة، مبدياً عجبه من تحرك الموالين للرئيس علي صالح والرئيس نفسه للدفاع عن دار الرئاسة بعد إعلان المعتصمين في صنعاء زحفهم إلى دار الرئاسة.
وأوضح الدكتور/ الشامي إن خطاب الرئيس صالح أمس أمام الحشود الجماهيرية ليس سوى تحريض للفتنة، إذ كيف له أن يقول بأن الشعب سيواجه شباب التغيير ، وكان الأحرى به أن يعلن تنحيه عن السلطة وتسليمها للشعب لا أن يدعو للفتنة بين أبناء الوطن الواحد ـ حد تعبيره ـ مخاطباً الشباب المعتصمين بأن النصر قادم لا محالة .
من جهته أوضح الدكتور/ أحمد راجح ـ رئيس لجنة الأكاديميين بلجنة الحوار الوطني ـ أن الثورة التي صنعها الشعب وفي مقدمته الشباب ماضية لتصنع مجداً جديداً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ما قامت به السلطة من إعلان لقانون الطوارئ هو الانفصال بعينه، لأنها استندت إلى قانون انفصالي .
وأضاف الدكتور/ راجح في خطابه أمام الآلاف من أبناء حجة وسط ساحة حورة: لقد نجحت ثورتكم أيها الأحرار، نريد وطناً بسيادة كاملة غير منقوصة ، ودولة النظام والقانون ، دولة مؤسسات مدنية لا أمنية ، ودستوراً للشعب لا للحاكم، دستوراً لا مجال فيه للحكم الفردي ، نريد رئيساً للوطن لا وطناً للرئيس ، يحترم الدستور والقانون لا يعبث به .
إلى ذلك تحدث الشاب/ خالد الخزاعي ـ أحد قيادات الاعتصام بحجة ـ عن عودة أبناء الوطن من جديد للعمل على تحقيق أهداف الثورة اليمنية التي قامت على القضاء على الظلم والاستبداد والجهل والفقر ، ولينعم الشعب بخيراته التي سلبها هذا النظام ، وليصنعوا مستقبلاً للأجيال.
هذا وقد أعلن عدد من المشائخ والوجهاء في عدد من المديريات دعمهم ومساندتهم وانضمامهم إلى ثورة الشباب والثورة الشعبية حتى يتسنى لها النجاح ، وأنهم لم يعودوا يأبهون لخدع وإغراءات السلطة.