مديرية لودر بمحافظة أبين تعاني شحاً كبيراً في المياه الصالحة للشرب إذ أن هناك موجة جفاف شديدة وجارفة تجتاحها منذ عدة سنوات، حيث نضبت الآبار الجوفية التي حفرها الآباء والأجداد منذ القدم.. الأمر الذي جعل مدينة لودر تعيش في أزمة مياه خانقة وكذلك تفوق معظم الثروة الحيوانية وهلاك الزراعة وإصابة الأرض بالتصحر حيث أصبحت قضية الجفاف وتوفير المياه الصالحة للشرب الهم اليومي الذي يؤرق حياة الأهالي بلودر.. وتحتل هذه المديرية أهمية زراعية كبيرة، كونها من المديريات المرتفعة والمتوسطة الارتفاع، هذا ما جعل أغلب مناطق المديرية تزرع على مدار الموسم الزراعي خلال العام كاملاً، وتزرع فيها جميع أنواع الحبوب والخضروات والفواكة والقرعيات والقطن.. وغيرها من المحاصيل الزراعية..
ولتسليط الضوء على هذه القضية وصعوباتها.. قامت "أخبار اليوم" بحوار مع الأخ/ محمد ناصر بدور ـ مدير مكتب الزراعة والري بالمديرية وخرجت بالحصيلة التالية:

ـ موجة الجفاف العارمة:
* شحة المياه والجفاف العارم تعاني منه مديرية لودر منذ سنوات.. ماذا عمل مكتب الزراعة نحو هذه الأزمة والموجة؟؟
** أسمح لي أولاً أن أتقدم بعظيم الشكر والامتنان لصحيفة "أخبار اليوم" الغراء، على روح المصداقية ونقلها الوقائع والأحداث، لا سيما ما يتعلق منها بالمواطن والوطن.. ونقول تعتبر اليمن من البلدان الشحيحة في المياه بسبب موقعها الجغرافي، حيث تقع ضمن البلدان شبه القاحلة .. ويتراوح معدل سقوط الأمطار بين "50 ملم" سنوياً في الشريط الساحلي إلى "1500 ـ 800ملم" في المرتفعات الجبلية وعملنا على إعداد دراسات للعديد من الحواجز المائية ووضع بعض الدفاعات الجابيونية في منطقة أمصرة وأماجل بتمويل السلطة المحلية ووضعنا المرحلة الأولى والثانية والثالثة من الأعمال الجابيونية في وادي عزان بتمويل الأشغال العامة م/ عدن..
* ماهي المشاريع التي تحققت في هذا الجانب وأصبح الأهالي يستفيدون منها وما المشاريع التي مازالت قيد التنفيذ؟
* * تم حتى اليوم تنفيذ إنشاء حاجزين مائيين ـ حاجز وادي عزان وحاجز وادي محلية "أمشعة" ـ وتم تحسن ارتفاع منسوب المياه في الآبار السطحية في المناطق المستفيدة من ذلك، أما في ما يخص المشاريع قيد التنفيذ سوف يتم تنفيذ حاجز "ثرة" الحضن ومنطقة أمشعب وأمصرة من قبل الحكومة اليمنية والبنك الإسلامي وكذا المرحلة الرابعة والخامسة من الأعمال الجابيوتية في وادي عزان وكذا الحاجز المائي في وادي مسد منطقة الصعيد".
ـ الإرشاد والتوعية الزراعية:
* ماذا عملتم في الإرشاد والتوعية الزراعية وهو الجانب الآخر المكمل لعملكم؟
** يوجد عندنا قسم إرشاد زراعي، ونقوم بعمل توعية للمزارعين وإرشادهم والنزول الميداني إلى أراضيهم وإرشادهم عن كيفية مكافحة الآفات الحشرية التي تصيب محاصيلهم الزراعية مع العلم أنه لا توجد لدينا أي مبيدات حشرية ولا معدات رش.
ـ نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات:
* في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والأبقار والحمير والطيور وكذا ظهور بعض الحشرات الخطيرة في بعض قرى المديرية؟
** لا.. نحن نقوم بالتعاون مع إدارة السيطرية بالمحافظة والإدارة العامة للثروة الحيوانية بصنعاء وبالتنسيق معهم وتم تنفيذ عدد من الحملات سواءً البيطرية أو الرصد والتأكد من ظهور حالات أنفلونزا الطيور والخنازير في المديرية، وكذا حشرات "النحل الأسود والحوتي"، وحول مرض بعض الحيوانات ونفوقها نقوم بإبلاغ المركز عن أيه حالة تظهر ويتم بعون الله القضاء على هذه الأمراض والحشرات نهائياً.. كما يوجد مركز بيطري في إدارة مشروع المرتفعات سابقاً ولم يسلم لنا ولا توجد فيه معدات بيطرية وأطباء بيطريون.
ـ لا توجد مبانٍ لمكتب الزراعة:
* هل توجد مبانٍ تتبع مكتب الزراعة والري بلودر؟
** لا توجد مبانٍ وإنما يوجد مبنى مشروع المرتفعات الذي انتهت فترة المشروع فيه ولم يتم تسليم المباني والأصول الثابتة لمكتب الزراعة والري في المحافظة أو المديرية رغم وجود تعليمات من نائب رئيس الجمهورية ومحافظ المحافظة إلا أنه لم يتم تنفيذ ذلك وتسليم مباني المشروع.
ـ الصعوبات والعراقيل:
* ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم وتعرقل عملكم؟
** من أبرز الصعوبات هي عدم توفر مبانٍ لمكتب الزراعة والري بمديرية لودر، وأيضاً عدم توفر الإمكانيات المادية لتنشيط الجانب الزراعي في مجال الإرشاد الزراعي والجانب السيطري لما لهذه الجوانب من أهمية بالغة في الحياة المعيشية للمواطن.
* كلمة أخيرة تود قولها؟
* * نظراً لتدهور ونضوب المياه في عدد من المياه في عدد من المجالات الزراعية في المديرية نأمل من السلطة المحلية في المحافظة والمديرية العمل على إنشاء عدد من الحواجز المائية لتغذية المخزون السطحي والجوفي للمياه في جميع المجالات الزراعية.. وأكرر شكري لـ"أخبار اليوم" والقائمين عليها، وأشكرك أنت الأخ/ الخضر وللصحيفة لاهتمامك بأخبار وقضايا المديرية.