فهد عامر لـ "أخبار اليوم":

اعتصامنا قائم مع شباب التغيير حتى يسقط النظام وأبناء السواد (سنحان) يرفضون العصبية الحزبية والمناطقية فالثورة شبابية ولن نقبل بديلاً عنها

2011-03-27 16:59:16 حوار / محي الدين الأصبحي

في ظل الإعتصامات المتزايدة التي تشهدها ساحات التغيير وانضمام القبائل والشباب والقادة كان لأبناء السواد (سنحان) سبق في نصر هذه الثورة ومؤازرة شباب الحرية والمطالبة بحقوقهم والتصدي لكل من يشوه انطلاقة هذه الثورة الشبابية، حيث أعلن أبناء قرية السواد "سنحان" تضامنهم مع شباب الثورة من خلال نصب خيامهم في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، معلنين على لسان أحد أبنائها ـ رئيس مجلس إدارة الرعد للتجارة والمقاولات الأخ/ فهد عامر قولهم معتصمون حتى يسقط النظام.. وإلى تفاصيل الحوار: 

* ماذا يعني انضمامكم إلى ثورة الشباب في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء؟
** إن هذا الانضمام يعني لنا كل شيء، فوجودنا هنا مؤازرة لإخواننا الشباب في ساحة الحرية وتضامناً مع أسر الشهداء وتنديداً بقانون الطوارئ الذي لا يمثل الدستور اليمني والمخالف للدستور، ونحن هنا نستنكر كل الجرائم التي ترتكب ضد الشباب العزل، المسالمين المطالبين بحقوقي وحقوق الشعب اليمني.

* الكل يقول بأنكم من أبناء سنحان (السواد) تحصلون على كل الامتيازات مقارنة ببقية مناطق صنعاء وغيرها، فأنتم من المقربين إلى رئيس الجمهورية، فلماذا أتيتم إلى ساحة التغيير وعزمتم على الاعتصام؟

* " 43 " ألف لبنة من أراضي أهل السواد نهبت لإنشاء حديقة أرتل الدولية:

** أتينا بسبب الفساد المالي والإداري والقضائي المنتشر في مؤسسات الدولة، ونحن من أكثر الناس مظلومين من الخدمات الأساسية مقارنة ببقية مناطق صنعاء، فنحن نفتقر إلى مدرسة ثانوية يتعلم فيها أبناؤنا كبقية شباب اليمن, كما نفتقر إلى مركز صحي يقوم بمعالجة أسرنا، فلا يوجد مركز صحي إلا في منطقة "دار سلم" ويبعد حوالي "3" كيلومترات عن منطقتنا، إضافة إلى مشروع المياه الذي لم نحصل عليه منذ عشرات السنيين، أما الآن نجلب الماء عن طريق "الوايتات" ولا يوجد مشروع مياه يتبع المنطقة، بالرغم من أن أراضينا نصفها منهوبة ولم يتم فيها عمل أي مشروع من هذه المشاريع.


* ماذا عن مشروع الكهرباء والتلفون في منطقة السواد (سنحان)؟
** بخصوص الكهرباء فالشبكة تالفة وقديمة منذ عام 1977م لم تقم الدولة بأي توسعة أو تحديث، فازدياد السكان أثر أكثر فأصبحت الخدمة ضئيلة لا تفي حجم السكان.
أما عن شبكة الاتصال الثابت هي أيضاً عتيقة وتالفة منذ 98م، فنلاحظ أن توسعة الهاتف والكهرباء قائمة في المناطق المجاورة لنا، بينما نحن ما زلنا نفتقر إلى التجديد والاهتمام من قبل الدولة.

* أراضينا نصفها منهوبة ولم يتم عمل فيها أي مشروع:

* وماذا عن المشايخ والأمين العام للمجلس المحلي أين يذهب دورهم وأين دور الأهالي؟

** بالنسبة للأمين العام وأعضاء المجلس المحلي يطلقون وعوداً موسمية كاذبة وقت الانتخابات بالإصلاحات وبعد أن تنتهي الانتخابات، فلا نجد أي تنفيذ لوعودهم، حتى أن أعضاء المجلس المحلي الذي لديه نية ومبادرة في بناء مشروع للمنطقة يواجه باعتراض الأمين العام ومن فوق الأمين العام، أما دور المشايخ فعدم وجود أي مشروع يدل على غياب دورهم في خدمة المنطقة ووضوح جلي في خدمة مصالحهم الشخصية.

* الحقائق تؤكد أن كثيراً من أبناء السواد يشتكون من نهب الدولة لأراضيهم فما حقيقة ذلك؟
** بالفعل أكثر من نصف أراضي المنطقة محجوزة حوالي "43" ألف لبنة تم نهبها لإنشاء حديقة أرتل الدولية وهذا الحديقة باسمها العريض "مظلومين" وليس لمنطقة أرتل أي شيء فيها، بالرغم أنها ملك أهالي السواد.
والمعسكر الذي يسمى بمعسكر السواد تم إنشاؤه من أراضي السواد ولم يتم إلى الآن تعويض أصحابها إلا جزءاً في الموضع دون "الصلب والرهق"، بالرغم من أننا حصلنا على وعود من قائد الحرس أنه بعد ما يتم تسوير المعسكر سيكون شارع حول المعسكر ويكون لأصحاب الأرض الحق في البناء والبيع والاستثمار، فعندما قمنا بمحاولة البناء في أرضينا تم حجز "الشيول" وأخذ تعهدات بعدم البناء مرة أخرى، وجزء آخر نزل فيه المخطط وتتم المضايقات من أمن الوحدة بعدم البناء، بالرغم من توجيهات قائد الحرس بالبناء على أراضينا متى شئنا، وفي نفس الوقت لا يوجد تعويض عادل من قبل الدولة ويتم تجاهل الأوامر التي تعطي الحق للأهالي في أراضيهم وإرجاعها.
هذا بالنسبة للأراضي الموجودة في الجهة الجنوبية, أما الجهة الشمالية، فحدث ولا حرج فهناك مخططات ببناء مدارس وحدائق و مستوصفات ومراكز حكومية وهذه الأراضي هي أصلاً ملك للأهالي وليس للدولة ولم يتم إلى الآن أي تعويض عادل وسريع، مما أدى إلى يأس الناس من إجراء المعاملات الروتينية المعقدة التي تستفز الأهالي والمالكين المطالبين بهذه التعويضات حتى وصل الأمر إلى استفزازنا من أصغر الموظفين الذين يطالبون بالرشوة والنِسب، فلماذا كل هذه التعقيدات..
 لذلك جئنا لمؤازرة إخواننا الشباب في ثورتهم ليتسنى لنا بعد نجاح الثورة ووجود دولة النظام والقانون أن نطالب بالتعويضات العادلة وإلغاء الروتين المعقد ومحاكمة العابثين بحقوقنا، وتحقيق مطالبنا في التعويض العادل أو إرجاع الأراضي إلى أصحابها، فهم قادرون على استثمارها وخدمة أهالي المنطقة.

* أبناء سنحان يأملون نجاح الثورة ليحاكموا العابثين بحقوقهم:

* بالنسبة للتعليم في المنطقة؟
** التعليم ضعيف جداً وهذا يظهر بشكل واضح من خلال عدم وجود مدارس سوى مدرسة واحدة وهي مدرسة الشهيد/ محمد نجاد حمزة الأساسية، و ازدحام الطلاب زاد الطين بلة مما اضطر كثير من أهالي المنطقة إلى تدريس أبنائهم في مدارس خاصة وإهمال هذه المدرسة، والمشكلة الكبيرة هي أن أراضينا مخططة لبناء مدارس وغيرها قد نهبت بحجة بناء مدارس إلا أن هذه المخططات لا تنفذ وفي نفس الوقت لم يتم إعطاؤنا إي تعويض ويتعمدون في تأخير بناء المدارس بالرغم من وجود الأراضي والتوجيهات لبنائها.
كما أن هناك طلاباً متفوقين همشوا ولم يحصلوا على منح دراسية أو حتى دخول الكليات بسبب المجاملات بالرغم من تفوقهم في دراستهم ، وهناك اثنان من طلاب أوائل الجمهورية تم أخذ منحهم الدراسية وتبديلها لأصحاب النفوذ.
أما نسبة التوظيف في منطقة السواد أقل من 2% فمعظمهم وساطات ومحسوبية والبعض تركوا دراستهم والعمل في أراضيهم بسبب هذا التهميش والإهمال لقدرات الشباب، حتى أن انتماءهم لمنطقة سنحان جعل الآخرين يستفزونهم ويجمدون معاملتهم بحجة أنهم من المقربين ومن بلاد الرئيس، لكن العكس من ذلك هو الحاصل فهم ضحايا هذا النظام والفاسدين الذين يتسلقون على حساب أهالي سنحان، الذين يتبرؤون من كل الفاسدين وهم أول الناس الذين يتعرضون للإهمال والسطو ونهب الحقوق.

* ما موقفكم من المتعصبين مع النظام الحاكم؟

* نسبة التوظيف في السواد لا تتعدى "2%"، معظمها وساطات والشباب يعانون التهميش: 

** نقدم لهم النصح والإرشاد ونقول لهم: ليس كل من يطالب بحقه ومصلحة الشعب والوطن بالطريقة السلمية أنه مخرب أو ينتمي إلى أحزاب داخلية أو خارجية ولكن نحن نحمل قضية شعب وأنتم منهم والمصلحة قائمة للجميع فلا نرضى بالحزبية والمناطقية والعصبية والطائفية في هذا الوقت بالذات وشبابنا واعون ولن ينجروا وراء أي حزب سواءً الحزب الحاكم أو المشترك فلا تغركم التدليس من المستفيدين من هذا النظام والفساد وتظلمون الآخرين بمواقفكم السلبية التي تظهر فيها العصبية القبلية.. فنحن ننتمي إلى وطن واحد وليس إلى شخص أو نظام.
ولن نسمح لأي طرف أن يتسلق عن طريق مطالب الشباب فمطالبهم شرعية وندين أي محاولات للتفاوض بمطالب لا تمثل شباب التغيير في ساحات اليمن وعلى الجميع أن يتركوا للشباب اختيار مصيرهم وتحقيق ثورتهم.. فنحن لا نقبل أن يسيرنا ولم نأت إلى ساحة التغيير إلا لأن الثورة شبابية ونرحب في الوقت ذاته بأي انضمام ومؤازرة لها.

* رسالتك إلى أبناء السواد (سنحان) من هذه الثورة؟

* "لا سنحاني بعد اليوم" ".. هتافات منفرة ونحن أول المتضررين والمظلومين من النظام:

** أقول لهم إننا أتينا لنطالب بحقوقنا وأن هذه الثورة ثورة حق وليس فيها أي عصبية أو مناطقية فهي ثورة شبابية سلمية لا يمثلها أي حزب أو طائفة فالكل أتوا من أجل اجتثاث الفساد المتمثل بهذا النظام، وإن على شبابنا الشرفاء في سنحان الانضمام إلى هذه الثورة وشبابها السلميين ولا يصدقون الإشاعات الزائفة التي ينشرها أصحاب المصالح ويبثون الرعب بأن أهل سنحان مستهدفون للنهب من الشباب السلميين فهم إخوانكم وهذه دعايات كاذبة لا أساس لها من الصحة فعليكم المبادرة والتأكد بأنفسكم من خلال النزول إلى ساحة التغيير في صنعاء وحينها ستتأكدون من أن هذه الدعايات كاذبة. 

* رسالتك إلى شباب الثورة؟

** أن لا يقبلوا بالمندسين الذين ينشرون العصبية القبلية في أوساطهم فقد لفت انتباهي بعض الأشخاص وهم قلة يهتفون بعبارات منفره مثل "لا سنحاني بعد اليوم" "لا قبلية بعد اليوم"وعلى العكس من ذلك فنحن أبناء سنحان أول المتضررين من هذا النظام ومن هؤلاء المندسين الداعين إلى الفتنة ونشر الأحقاد بين الناس العامة، وأما القبيلة فهي لا ترضى بهؤلاء المندسين، وهذا النظام الذي شوه صورة القبيلة بشكل خاطئ لدى الشعب اليمني طيلة "32" عاماً.. فنحن كلنا يمانيون وحدويون لن تفرقنا أي دسائس ونؤكد لهم أن المتواجدين من أبناء السواد "سنحان" مستمرون في اعتصامنا في ساحة التغيير حتى يسقط النظام.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد