مديرية السيـــرة: بـــين إغتصــاب الأراضــــي وإهمــــال المعالم الأثرية

2008-08-17 04:01:12

استطلاع/عبدالوارث النجري

في الجنوب الشرقي لمركز محافظة إب تقع مديرية السيره وتعد من المديريات التي عانت الكثير من أعمال التخريب والحروب ما قبل يوم ال"22" من مايو 1990م وفي وسط المديرية يقع نجد الجماعي مركز المديرية الخط الإسفلتي الذي يربط بين محافظتي إب والضالع، ومنذ قرابة عام نشب خلاف بين أهالي ومواطني نجد الجماعي مركز مديرية السيرة وضباط من اللواء "35" مدرع كانت البداية في قيام أحد ضباط اللواء ويدعى يحيى مذكور ببناء منزل جوار مدرسة خولة للبنات في تبة أعلى مركز المديرية، ومنذ قرابة العام ومديرة مدرسة خوله تحاول إيقاف عملية البناء دون فائدة رغم التوجيهات المتعددة من المجلس المحلي لمحافظة إب وإدارة أمن المحافظة ومكتب التربية والتعليم بإيقاف عملية البناء، مثل هذه الممارسات الخاطئة والفردية والتي اليوم نحن في غنى عنها دفعت أبناء مركز المديرية للوقوف صفاً واحداً مع مديرة المدرسة لمواجهة أولئك النفر من ضباط اللواء لحماية حرم مدرسة تعليم الفتيات في نجد الجماعي، وصباح يوم أمس السبت نظم المئات من أبناء نجد الجماعي اعتصاما في حوش المدرسة مطالبين كلاً من مدير عام المديرية ومدير إدارة الأمن وقيادة محلي إب بحماية حرم المدرسة من اغتصاب أحد ضباط اللواء "35" مدرع لبناء منزل له فيه لكن دون تجاوب لا من المغتصب أو من الجهات المحلية والأمنية ووزارة التربية وكل المعنيين ولم يتواجد أثناء ذلك الاعتصام سوى مدير أمن مديرية السيرة الذي لا حول له ولا قوة سوى أنه التزم للمواطنين المعتصمين باستلام المبنى المستحدث وسط حرم المدرسة حتى يتم حل المشكلة، وأثناء ذلك الاعتصام وتواجد عدد من رجال أمن المديرية ومراسلي الصحف والوسائل الإعلامية يقوم أحد حراس مبنى الضباط المتمترسين أعلى الجبل بإطلاق النار على المواطنين العزل المعتصمين، وعند سؤالنا لأبناء المنطقة عن أسباب اعتراضهم على بناء أحد الضباط منزلاً له ولأسرته خاصة وأن مهندس مشروع المدرسة هو من منحهم ترخيص البناء، وأن ذلك لا يؤثر على المدرسة ردوا بالقول نحن لا نمانع أن يأتي أي شخص إلى مركز المديرية ويبني له منزلاً سواء كان من أبناء المحافظة أو من خارجها ضابط عسكري أو جندي أو مواطن عامل أو مزارع وغيره ولكن حسب ما هو متعارف عليه وبالطرق واللوائح المعروفة، فنحن قدمنا أراضينا دون مقابل أو تعويض لموقع المعسكر وقدمنا أراضينا لبناء العديد من المرافق الحكومية مثل المجمع الحكومي وإدارة الأمن والمدارس وغيرها ولكن أن يتم استباحة ما تبقى من أراضينا لبناء سكن للضباط ومتجار لهم وكذا قيام بعضهم باغتصاب أراضي المدارس وحرمتها فهذا ما لن نسكت عليه مهما كلف الثمن، وإذا كان المهندس قد منح الضابط ترخيصاً فهو يتحمل مسؤولية نفسه لأنه أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق.

وأثناء تواجدنا في مركز المديرية "نجد الجماعي" لفت إنتابهنا ذلك الجامع التاريخي المتواجد في أطراف المديرية - على حافة نجد الجماعي - حيث يمكن مشاهدة الجامع من مختلف المديريات المجاورة لمديرية السيرة حيث يمتاز هذا الجامع الذي يعود بناؤه إلى ما قبل أربعمائة عام على يد المرحوم أحمد عبدالله الجماعي بالمنارة الكبيرة وكذلك البرك والمغاطس المتواجدة في ساحة الجامع بالإضافة إلى الزخارف الموجودة داخل الجامع، ناهيك بأنه في سقف الجامع لا توجد به أي أخشاب فهو عبارة عن قباب تملأ سطح الجامع تم بناؤها بشكل هندسي منظم تحملها العديد من الأعمدة الحجرية المتواجدة داخل المسجد، وأثناء تواجدنا داخل المسجد تم ملاحظة بعض التشققات التي بدأت تظهر في تجويف تلك القباب المنتشرة في سقف الجامع، هذا إلى جانب ما سبق أن تعرضت له منارة الجامع جراء بعض الصواعق وتم ترميمها بجهود ذاتية من قبل أهالي المنطقة، كما تم ملاحظة بعض الإستحداثات التي طرأت على ساحة المسجد مثل أعمال البلاك وكذلك "البلك" وهذا البناء الحديث يشوه مثل تلك المعالم التاريخية والأثرية، عندما سألنا قيم الجامع لماذا لم تقم الجهات المعنية مثل المجلس المحلي بالمديرية أو مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة بعمل الترميمات اللازمة لهذا الجامع التاريخي، رد قائلاً في العام الماضي قام المحافظ السابق علي بن علي القيسي بزيارة الجامع والصلاة فيه وحينها وجه الصندوق الاجتماعي للتنمية لعمل دراسات ترميم الجامع، وبعد عمل الدراسات لم يحرك مكتب الأوقاف ساكناً تجاه ذلك، وكذلك المجلس المحلي للمديرية وأضاف بأن الجامع كان يتم تغذيته بالماء عبر ساقيتين من جبل بعدان وقال إن الجامع الصغير المجاور للجامع تم بناؤه عام 1054ه وقد تحول إلى قبور، وقال أنه عندما كان الماء القادمه من جبل بعدان عبر السواقي عندما تمتلئ بركة الجامع ينزل الماء عبر قنوات إلى السد المجاور للجامع وبعدها إلى الوادي لري المزروعات، وقد قال أن كل قبة تعتبر بناء قائماً بحد ذاته حيث يمكن أن تهدم القبة لوحدها دون أن تتعرض بقية القباب المتواجدة في سطح الجامع لأي خطر، وفي الطريق وجدنا بقايا مسجد يتوسطه قبر وجواره بركة قال لنا أحد أبناء المنطقة أنه قبر نبي الله أيوب - والله أعلم - لكنه أكد لنا أن أسم المنطقة المتواجد بها هذا المسجد في الدارجة ب "نبي أيوب".

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد