القيادي عبدالحافظ نعمان في حوار لـ"أخبار اليوم"..

انضمام ضباط القوات المسلحة لثورة الشباب شكلت حالة وطنية جسدت الأصالة والوعي

2011-03-28 20:07:38 حاوره / علي الصبيحي


أوضح القيادي المعارض في اللقاء المشترك عن حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور/ عبدالحافظ نعمان أن انضمام ضباط من القوات المسلحة لثورة الشباب شكلت حالة وطنية تجسد الأصالة والوعي لدى القوات المسلحة.
وأضاف في حوار لـ"أخبار اليوم" أن استخدام القوة المفرطة من قبل السلطة ضد الشباب زادتهم إصراراً وقوة وتمسكاً بحقهم الدستوري حتى تحقيق مطالبهم في إسقاط النظام.
وهاكم نص الحوار:

* د/ عبدالحافظ بصفتك قيادي قومي وعضو في المشترك ما مدى مشروعية خروج الشباب اليوم إلى الساحات التغييرية؟
* * الساحات التغييرية تحظى اليوم بدعم العالم أجمع، لأن الإنسان إذا ظلم، عليه أن ينزل إلى الساحة وأن يواجه الظلم ولا يتراجع عن مطلبه لأنه هو صاحب الحق، وهذا الزخم الثوري الذي نراه سببه شعور الشباب بالرغبة في الحياة الكريمة، وما هذه التضحية بالدماء والمرابطة في خيام الاعتصام بصدور عارية إلا دليل على وعي هذا الجيل بإعادة كتابة التاريخ بالشكل الصحيح بعد أن تشوه طويلاً وبعد أن تصدر واجهته أناس شرفاء حتى لا يكونوا في مزبلة التاريخ.
* شهدنا نزولكم في أكثر من محافظة للمشاركة في ساحات الشباب التغييرية ماذا يعني ذلك؟
* * نحن استشعرنا في الماضي غياب قطاعات واسعة من القوى المتمثلة على الأرض والتي لها حراكها ونشاطها، ونحن اليوم نريد أن نتعاون جميعاً للوصول إلى صيغة يتشكل فيها وجود لكل القطاعات ضمن البنى القيادية في المراتب العليا لاتخاذ القرار، ونحن نسعى في محاولة استشراقية لتلمس وضع قطاع الشباب وأن يكون لهم موقع، لأن شباب الساحات إذا لم يتمكنوا من تنظيم أنفسهم واختيار الرموز التي تتبوأ مواقع قيادية في المجلس الوطني سيكون تجمعهم هذا تجمعاً "هلامياً" ولن يكتمل القرار لكافة الفصائل التي ستشكل "إتلاف التغيير" بشكل عام .
* ماهو تصوركم القيادي لمستقبل الوطن، وهل توصلتم إلى صيغ تفاهمية بينكم وبين الشباب؟
* * نحن لا نريد أن نستأثر بالقرار بمعزل عن الشباب الذي يتحرك على الساحة ويقدم التضحيات، ونريد أن يكون لهم النصيب الأكبر.. فنحن لسنا على خلاف لما يريدونه ونريده نحن.. الآن هذه ثورتهم وهم يمثلون المستقبل، أما نحن في المراحل الأخيرة من حياتنا وكل ما نريده هو تصويب القرار ولا يمكن ذلك إلى بحضور كافة الأطراف التي تمثل التحرك الجماهيري الواسع شباباً وأحزاباً، لكن قطاع الشباب ما يزال إلى الآن إشكالياً بحكم التوزيع الجغرافي والتناثر دون امتلاك القدرة على توحيده وضبطه، لذلك نؤكد على ضرورة تضافر القوى الشبابية واختيار رموز تمثلها في إطار تنظيمي يكون له حضور في صياغة القرار التاريخي ويبرهن على مقدرته من فهم الشيء.
* اليمن بلد تهيمن عليه المبادئ القبلية كيف ستقيمون الدولة العصرية؟
* * للأسف الشديد نحن بعد ثورة "26" سبتمبر أردنا أن نبني الدولة العصرية المتجاوزة للقبيلة وكانت هناك محاولات متواضعة أيام الإرياني وأيام الحمدي، لكن قيام هذا النظام أعاد تكريس مبدأ هيمنة القبيلة على الدولة والمعروف في المنطق التاريخي أن وجود الدولة إلى جانب القبيلة يعني إلغاء الدولة، وهذا ما كان.. فالنظام الحالي سعى إلى غرس القيم القبلية في كافة أنحاء الدولة.
لكن اليوم هناك تحول نوعي كبير، فعندما ننظر إلى ثورة الشباب نجد أن القبيلي أصبح جزءاً من كتلة جماهيرية شعبية واسعة وأسقط مسمياته القبلية وانتمى إلى اليمن ، وعندما سقط الشهداء لم يسقطوا شهداء عن القبيلة بل سقطوا شهداء عن اليمن وضحوا من أجل اليمن شمالاً وجنوباً، وهذا الانجاز سنحرص عليه في رؤيتنا القادمة لبناء دولة مستقبلية إن شاء الله.
* كيف تفسرون انضمام ضباط القوات المسلحة إلى صف شباب التغيير؟
* * هذه الحالة وطنية لأن الذين يموتون هم أبناء الشعب وهم أقرباء لهم وهم أهلهم، فهم يعلمون أن الجيش الذي صنع بالأساس من أجل محاربة الأعداء بالخارج، من غير المنطقي أن يحول سلاحه لمحاربة أبنائه وأهله، ومن هنا تستفز كرامة العسكري اليمني فيرفض الأوامر القائلة بتوجيه السلاح إلى صدور الأبناء وهذا يدل على أصالة إخواننا أفراد القوات المسلحة وقد تجسدت ملامحها عبر تلاحم الجيش والشعب.
* إذا ما أقدمت السلطة على استخدام العنف والقوة ضد شباب الساحات بأي سلاح ستردون عليهم؟.
* * نحن شعارنا "نضال سلمي" وقد اعتصم الشباب بصدور عارية والسلاح الوحيد لدينا هو المنطق وقوة الإقناع والتكاتف والتعاطف وهذا ما لمسناه مع بعضنا ولمسناه من التعاطف الإقليمي والدولي إلى جانب الحركات السلمية، وإذا أقدم النظام على استخدام العنف والقوة، فهو يعجل بزواله، أما نحن نريد أن ننهي هذه الدراما المأساوية للنظام بشكل سلمي ونصل إلى نتائج تجنب اليمن ويلات ما قد تفكر فيه القوى الظلامية.
* كيف ينظر العالم الخارجي إلى المتغيرات التي تشهدها اليمن؟ وهل من تأييد للثورة الشبابية السلمية؟
* * نحن لا نعمل بمعزل عن العالم الخارجي، والخارج كان دائماً في صورة المتغيرات التي تجتاح المنطقة ونحن حاورنا العديد من القوى التي ترى ضرورة رحيل النظام لأنه استنفذ كل قدراته وطاقاته وأصبح بقاؤه عبئاً ليس على اليمن فقط وإنما على المصالح الدولية.. ومن هذه الزاوية نحن نحاول مع بعض القوى الخيرة أن نبحث عن مخارج لإنقاذ اليمن من الورطة التي تعيشها اليوم ولدينا نموذج الصومال نحرص على ألا يتكرر في اليمن، والخارج يتعاطف معنا ويدرك أننا على حق وأن هدفنا الوصول إلى غاية تحمي مصلحة اليمن وتحمي مصالح الآخرين، والمنطقة اليمنية هي مسرح السباق العالمي القادم وتتنافس عليها الصين والهند وروسيا حتى الأساطير الأوروبية الموجودة اليوم تحت ما يسمى محاربة الإرهاب فالأساس هو ضمان مرور الطاقة والنفط، ونحن نعرف بأن وقود الطاقة الأميركية لاستيعاب حاجتها من النفط تتنامى وحاجة العالم أيضاً، فكيف تستطيع هذه الدولة أن تؤمن حاجتها من النفط إذا سادت الفوضى وعمت المنطقة، فإذا ما تمكنا من بناء وضعنا القوي فالكل سيقدم مساعداته لنا.
* ما مدى أهمية استقرار اليمن للمنطقة العربية ولدول العالم؟
* * اليمن بلد استراتيجي ومفصلي فيما يتعلق بالجيوبولاتيكس للمنطقة ولا ننسى أن اليمن بلد يمر على سواحله قرابة "27" مليون برميل يومياً وهي تهيمن على مشارف باب المنتدب.. هذا المضيق الاستراتيجي الذي يقرر مستقبل ومصير قناة السويس، أيضاً نحن نجاور منابع النفط شمالاً وهذه العوامل والصفات تجعل اليمن ذات موقع حساس لدى الدول ، لذا يحرص الجميع على أن تكون اليمن دولة موحدة مستقرة ودولة منفتحة لا تقبل السياسات الانغلاقية أو السياسات الإقصائية التي عاشتها في الماضي وهذا ما نستطلع إليه نحن من إيجاد نظام بديل يحمل كل سمات العصر والحداثة والمدنية ويكون الكل مستفيد منه.
* ماذا عن دوركم المستقبلي كائتلاف يضم المشترك وكافة القوى السياسية وقطاع الشباب هل من مخاوف لدى دول الجوار وخصوصاً السعودية؟
* * فيما يتعلق بدورنا العربي نحن نتطلع لبناء علاقات حسنة من الدول العربية بحالة من الانفتاح والشفافية، أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فهي بلد عاصر الكثير من الصعود والهبوط في تاريخ اليمن المعاصر، ونحن نريد أن نتواصل إلى صيغ تفاهمية تمكن من التعايش السلمي وسنحرص على مصالحهم كما يحرصون على مصالحنا وبالتالي لن يكون هناك أي مبرر للخوف أو القلق ونحن نريد أن نبني علاقات جيدة مع الجوار سواء الإفريقي أو الآسيوي العربي.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد