مع تقدم الأيام وتزايد فترة الاعتصامات الشبابية التي ينفذها شباب اليمن في مختلف المحافظات المطالبة برحيل السلطة ورموزها ـ تزداد عزائمهم وترتفع معنوياتهم بشكل غير متصور مع صمود الرئيس/ علي عبدالله صالح ، الذي لازال متمسكاً بكرسي السلطة رغم عشرات الآلاف من أبناء اليمن الذين خرجوا ولم يعودوا إلى منازلهم حتى يرحل عنها ويسلمها للشعب الذي يقول بأنه يكتسب شرعيته منهم .
 ذلك الإصرار العجيب والمنطلق نحو الهدف من شباب اليمن ومعهم كل فئات الشعب الممزوج بطابع السلم البعيد عن كافة أشكال العنف ، رغم محاولات السلطة تفكيكه والنيل منه ـ أثبتوا من خلاله أنهم على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل تحرير اليمن من الحالة البئيسة التي يعيشها أبناؤها بسبب سياسات السلطة الفاشلة .
 "أخبار اليوم" وفي إطار نزولها الميداني لساحات الحرية والتغيير، زارت ميدان الحرية بمحافظة حجة "حورة" التي يعتصم فيها العشرات من أبناء هذه المحافظة الأبية التي طالما كانت وفية للحزب الحاكم الذي كافأها بفقر مدقع وبطالة وغياب شبه كامل للخدمات الضرورية والبنية التحتية ، وقد خرج أبناؤها ليمدوا أيديهم إلى جانب إخوانهم من باقي المحافظات للمضي سوياً نحو التغيير وإسقاط السلطة.. حيث التقينا أحد قيادات الاعتصام الشبابي والشعبي بالمحافظة وهو الشاب/ عبده حسن أبو رأس ، وتبادلنا الحديث معه عن مطالبهم ومستجدات الأحداث الأخيرة .. فإلى تفاصيل اللقاء ..
حاوره / عبدالواسع راجح
 * ماهي توجهاتكم القادمة في ساحة الحرية والتغيير ؟ وهل لديكم النية للزحف إلى القصر الرئاسي.
-      توجهات شباب ساحات الحرية واضحة وتتمثل في رحيل السلطة وأتوقع بأن يكون هناك تصعيد في حالة عدم الاستجابة ولكن وفقاً للنهج السلمي الذي أعلنه الشباب منذ البداية ، أما فيما يتعلق بتسمية " يوم الزحف" فهو اسم رمزي وكلمة زحف ليس بمعنى التوجه إلى القصر كما يفسرها الآخرون وإنما نعني بها تزايد أعداد المعتصمين وكل يوم يمر يعتبر زحفاً، فالتمدد والتوسع اليومي يعتبر أيضاً زحفاً، ولن نتجه نحو القوة التي تعني العنف لكن قوتنا في سلمية فعالياتنا .
 * هناك من يطرح بأن مطالبتكم للرئيس بالرحيل غير منطقية أو عقلانية ..كيف ترى ذلك ؟
-      دعوتنا للرئيس بالرحيل عن السلطة أصبحت مطلباً شعبياً عاماً وليست مطلب الشباب فقط في ساحات التغيير، خصوصاً وأن الرئيس يحكم منذ ثلاثين عاماً ، ولم يكتف بذلك، بل سعى إلى محاولة تصفير العداد وقلعه بحسب تصريحات البركاني وفعلاً قدم حزمة من التعديلات الدستورية لتمريرها وهذه التعديلات تتضمن بقائه إلى الأبد، مما أثار موجة من ردود الفعل ، وتزامن ذلك مع بداية الثورة التونسية وثورة مصر.. كل ذلك وغيره من الأسباب كافية لأن تؤكد بأن ثورتنا منطقية وعقلانية، ونحن كالشباب طامح للتغيير نحو الأفضل، بدأنا فعلاً في مشروعنا الثوري عقب المهرجانات التي نفذها المشترك ،ولازلنا في صمود ولن نتراجع أو نتوانى عن مواصلة تحقيق الهدف المنشود لصنع مستقبل مشرق لنا ولأجيالنا.
وفيما يتعلق بالمخاوف التي يطرحها بعض ضعفاء النفوس في حالة رحيل الرئيس، فنؤكد أنه لن يحدث أي شي ولن يحدث أي فراغ والبدائل موجودة وبالعكس ثورة الشباب استطاعت أن تسقط شعارات الانفصال والمذهبية والطائفية والكل توحد تحت واحدية الثورة لإسقاط السلطة، وبين اليمنيين من هم أكثر كفاءة من الرئيس/ علي عبدالله صالح في إدارة البلاد بشكل أفضل .
·       كيف ترى دعوة الرئيس للحوار مع الشباب وتشكيل حزب سياسي خاص بهم؟
-      لا حوار مع الرئيس نؤكدها مراراً وتكراراً ولن نقبل إلا بتخليه عن السلطة، لأن الشعب سحب الشرعية منه ، وبالنسبة لدعوته لنا بتشكيل حزب سياسي خاص بالشباب فأقول يا أخي إن الثورة أصبحت ثورة شعبية والشباب يمثلون كل الأطياف السياسية والفكرية هذا من جانب ، كما أن المستقلين لا يحق لأحد أن يفرض رأيه عليهم وهم أكثر وعياً وإدراكاً لما سيقومون به ،ثم إن الثورة ليست من أجل إنشاء حزب سياسي ولكن من أجل اجتثاث من يحاول مغالطة الشباب وإخراجهم عن هدفهم المنشود المتمثل في تغيير النظام.
·        لكن هناك حوارات تجري حالياً بين عدد من الأطراف السياسية المعارضة مع النظام وبرعاية خارجية حول آلية انتقال السلطة بشكل هادئ وسلس .. ما رأيكم في هذه الحوارات وأين موقعكم منها ؟
-       أي مبادرة لا تتضمن سرعة تنحي الرئيس عن السلطة فهي غير مقبولة ونحن نرحب بأي حوارات تصب في هذا الإطار، أما موقع الشباب من هذه الحوارات فهو واضح وهو لا تحاور ولا حوار مع النظام لأننا نسعى لتغييره.