قال إن المهارة السياسية للرئيس ستقنعه بالتنحي من أجل مصلحة اليمن..

د. الدخيل: على دول الخليج الوقوف بجانب الشعب اليمني وكرامة الرئيس يجب أن تُحفظ

2011-04-05 20:23:17 حاوره/ عبدالحافظ الصمدي


قال الدكتور/ خالد الدخيل –المحلل السياسي السعودي- أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود وأستاذ زائر في مؤسسة كارنجي للسلام الدولي- إن الشارع اليمني وضع دول مجلس التعاون الخليجي في موقف حرج وذلك لحساسية مطلب التنحي، حيث سبق لها أن أعلنت احترامها لإرادة الشعب اليمني، مشيراً إلى أنه سيكون عليها الوقوف بجانبه أخيراً، كون الشعوب باقية والأنظمة في زوال – حد تعبيره.
وأشار في حور مع "أخبار اليوم" إلى أن على الأطراف السياسية اليمنية أن تقبل بدور الخليج طالما قبلت بوساطة السفير الأميركي بصنعاء، كونها دول جوار ومهتمة بالشأن اليمني، لافتاً إلى أن ما تخشاه دول التعاون هو انزلاق الوضع في البلاد نحو العنف..
وفيما يلي نص الحوار:
الشيء الغريب في موقف الرئيس أنه وافق من حيث المبدأ على التنحي أي وافق على ذلك في الأساس وفي الجوهر، لكنه يستخدم طرق مختلفة لتفادي التنحي الفوري، وهو في هذا يشبه الرئيس/ حسني مبارك الذي وافق على تنحيه، لكن بعد نهاية الفترة الرئاسية.
وبالتالي موقف الإخوة في المعارضة اليمنية لدى تقديمهم هذه المبادرة هي تقديم مخرج لتنحي الرئيس، ولا اعتقد أن صالح يقبل بذلك، لأنه قبل أسبوع كان الاتفاق أن يسلم الرئيس السلطات إلى نائبه إلا أنه وعلى ما أظن تراجع عن ذلك.
يضيف: الناس تنتظر إذا ما كان الرئيس وافق على فكرة التنحي أن يستعجل في تسهيل ذلك، فقط الاتفاق على الإجراءات لضمان الأمن وسلاسة انتقال السلطة.. فهذا شيء مطلوب و"كويس".
وبالتالي مبادرة المعارضة اعتقد جاءت في وقت مناسب لهذا المأزق الذي مرت به الآن الأزمة، نحن الآن في مرحلة إيجاد مخرج لهذا المأزق لأن "الجماهير تريد تنحي الرئيس وكذلك المعارضة والرئيس موافق على فكرة التنحي من حيث المبدأ"، لكن المسألة هي كيف يتم تطبيق ذلك وكيف يتم التنحي عملياً لذا جاءت المبادرة من قبل المشترك في وقت مناسب.
* الخروج من المأزق عبر نائب الرئيس
* يعني أفهم من كلامك أن المبادرة جاءت كخارطة طريق للخروج من الأزمة وحلها؟
** أنت تعرف أن موضوع تسليم السلطة لنائب الرئيس كان الاتفاق السابق والرئيس تراجع.. يبدو أن الإخوة في المعارضة يريدون العودة إلى الاتفاق السابق، وعملياً فالمبادرة ما فيها جديد يعني هي رسم خارطة طريق أكثر تفصيلاً من الاتفاق السابق وهي نفس الفكرة بأن نائب الرئيس يشكل المخرج من هذا المأزق، لأنه إذا كان الرئيس يقول أنه لا يثق بالمعارضة فليتولى نائب الرئيس العملية .
* مراوغة النظام ليست في صالح اليمن
* هل تتوقعون قبول الرئيس بهذه المبادرة، خاصة أنه سبق له وأن تراجع عن الاتفاق السابق الذي جاءت هذه المبادرة محاكاة عنه؟
** الرئيس من حيث المبدأ موافق على التنحي، لكن يبدو أنه يريد أن يكسب وقتاً ومزيداً من الجماهير من أجل البقاء حتى نهاية فترته الرئاسية وهذا ما يُخشى منه، وأنت تعرف لعبة الكروت عند الرئيس/ صالح فكأنه يستخدم كرت الشارع والجماهير الواقفة بجانبه، حيث يبدو أن جزءاً من الشارع بجانب الرئيس.
* مقاطعة.. لكن مراهنة الرئيس على الوقت هل سيعود لصالحه؟
** بصراحة.. ليس في صالحه ولا في صالح الرئيس، إذ طالما وافق مبدئياً.. فلماذا لا يدخل بمفاوضات جدية حقيقة مع المعارضة أو مع ممثلي المعارضة والشباب لتأمين مخرج يحفظ كرامة الجميع، وصالح كرئيس يجيب أن تحفظ كرامته، لكن أيضاً لتنفيذ استحقاق يطالب به الشارع اليمني، يبدو لي أن الرئيس/ صالح لا يريد الدخول في خيار جاء للتنحي هو يوافق على التنحي، لكنه لا يريده حالياً يريد أن يكون ذلك نهاية 2013م، فالرئيس كان في صراع سياسي لسنوات مع المعارضة.
* برأيكم.. دول مجلس التعاون الخليجي كأنظمة كيف تنظر إلى الوضع اليمني؟
** موقفها بصراحة محرج إلى حد ما، لأنه عندما يكون الرئيس اليمني في صدام مع المعارضة والشارع في حالة ثورة.. دول مجلس التعاون تتمنى ألا ينزلق الوضع في اليمن إلى حالة من الاقتتال أو حرب أهلية والمطمئن عدم وجود مؤشرات لحدوث ذلك، فبالتالي هل باستطاعة دول مجلس التعاون أن تلعب دوراً في اليمن بين المعارضة والرئيس.. هذا السؤال الذي يجب أن يطرح على دول مجلس التعاون.. يعني هل بإمكان السعودية، الكويت، قطر، الإمارات أن تلعب دور لرسم خارطة طريق للخروج من الأزمة اليمنية هذه؟ طبعاً لابد من التفاهم مع أطراف الأزمة "المعارضة" بشكل أساسي والرئيس/ صالح، يعني يجب أن يطرح على دول المجلس هل من مصلحتها تولي مثل هذا الدور باليمن.
أنت تعرف أن الرئيس/ صالح أرسل وزير الخارجية الدكتور/ أبوبكر القربي إلى الرياض قبل عشرة أيام تقريباً وقيل أنه حاول أن يشجع وزير الخارجية السعودية "سعود الفيصل" أن يتوسط بين الرئيس/ علي عبدالله صالح والمعارضة اليمنية وعندها ظهرت الأخبار وقال الإخوان في المعارضة أنهم يرفضون أي وساطة ويطالبون الرئيس بالتنحي، فهذا يضع دول مجلس التعاون أمام سؤال هل تدخلها في اليمن مقبول من جميع الأطراف؟ إذ يمكن ما يصير مقبولاً وما هو مقبول في لحظة من قبل الرئيس مرفوض من قبل المعارضة.
* لكن جميع الأطراف في اليمن من بينها المعارضة تقبل بوساطة السفير الأميركي، فكيف ترفض دوراً لدول مجلس التعاون؟
* لماذا ترفض المعارضة دول الخليج؟!
** والله كلامك منطقي وسؤالك في محله، لأن الاتفاق السابق بتسليم السلطة لنائب الرئيس تم بوساطة السفير الأميركي بصنعاء، بالتالي إذا كانت الأطراف السياسية اليمنية قبلت بوساطة السفير الأميركي، فمن الأجدى أن تقبل أيضاً بدور دول مجلس التعاون باعتبارها دول مجاورة لليمن ومعنية بشؤونه ويجب أن تقوم بدور بنّاءٍ أثناء الأزمة وبعدها ونتمنى أن تنتهي قريباً.
ويتساءل: ما هي رؤية اليمنيين حيال موقف دول المجلس وعدم دخولها في أزمة اليمن؟..
* مداخلة: كان هناك أمل بدور لها في التنحي؟
** التنحي قضية حساسة، قضية سيادية، تستطيع دول المجلس إعلان وقوفها مع التنحي ولذلك عندما تقوم بدور يجب أن يكون مقبولاً من جميع الأطراف.
* على صالح التنحي وعلى الخليج مساندة الشعب:
* مقاطعة.. لكن دول المجلس قالت صراحة أنها تحترم إرادة الشعب اليمني، فلماذا يظل مصطلح الرحيل حساساً بالنسبة لها؟
** يضحك.. هو في الحقيقة.. أنت تعرف طبيعة العلاقات بين الدول العربية، فهي علاقات بين أنظمة سياسية وليست بين شعوب، مع أنه من المفترض أن تشمل العلاقات بين الأنظمة نفسها وبين الشعوب أيضاً، بين مؤسسات المجتمع المدني، علاقات اجتماعية، اقتصادية... إلخ، لكن هذا ليس متوفر في علاقات الدول بالعالم العربي وهذه نقطة ضعف لاشك فيها.
يتابع: أظن أنه لابد في الأخير من احترام إرادة الشعب اليمني، فحين يطلب من الرئيس أن يتنحى فعليه تلبية مطلب الشعب وعلى الآخرين أن يقفوا مع إرادة الشعب سواء رسميين أو غير رسميين.
* الوضع في اليمن أفضل من سوريا وليبيا
* كمحلل سياسي هل من مصلحة دول مجلس التعاون الوقوف مع النظام في اليمن أم مع الشارع؟
** الآن حالياً يجب أن تقف مع الشارع لأنه هو مصدر السلطات في الأخير، الشارع هو الذي باق عبر التاريخ، الناس، الجماهير، الشعب هو الذي باق، أما عمر النظام السياسي وعمر الرئيس محدود، يعني كم سيبقى الرئيس في السلطة 10-30 سنة، لذا يجب الوقوف مع الشعب هو مصدر السلطة وصاحبها وهو المصدر الحقيقي للسلطة أولاً وأخيراً في أي دولة، فعندما تقف أغلبية الشعب ضد النظام السياسي فلا مجال للخيار هنا، يجب الوقوف مع الشعب، لأنه النظام يأتي ويذهب والشعب باقٍ والوقوف مع الشعب مبدأ سياسي شامل ومبدأ أخلاقي ثابت.. وفي اليمن الرئيس نفسه موافق على التنحي، فالوضع في اليمن أفضل بكثير مما هو عليه في سوريا وليبيا، حيث الزعيم الليبي رافض لفكرة التنحي.. حيث قال القذافي: لو كنت رئيساً للوحت بالاستقالة في وجوهكم، والرئيس السوري يعتبر الأمر مؤامرة ضد سوريا ككل.
لذا فإن الوضع في اليمن أفضل بكثير، حيث ثورة شعبية سلمية والرئيس قابل من حيث المبدأ بالتنحي، هو فقط الشيء الأخير الذي يهم دول الجوار هو عندما تطول الأزمة بين المعارضة والرئيس أنه قد تؤدي إلى انزلاق اليمن لحالة من العنف.. هذه الإشكالية الوحيدة فقط.
يضيف: أعتقد أنه في إجماع داخل اليمن وخارجها على تنحي الرئيس.
* سلمية الثورة وثمار الدهاء السياسي لصالح
* كلمة أخيرة للشارع اليمني والنظام؟
** أتمنى من كل قلبي أن يستمر الشارع والمعارضة وأنا تكلمت مع بعض أعضاءها الالتزام بالخط السلمي وألا يسمحوا بأي شكل من أشكال الانزلاق إلى العنف، لأن الذي حمى الثورة باليمن وحفظ لها الجانب الأخلاقي وحقق لها الداعم داخلياً وخارجياً هو أنها ثورة سلمية، ثورة حقوق، كونها تلتزم بالمبدأ السلمي، ليست ثورة من أجل السلطة أو مكاسب سياسية، هي من أجل حقوق الشعب اليمني، والجماهير هي أمضى وأقوى وأنجح وأكثر أخلاقية من السلاح ومن العنف.. أتمنى استمرار التمسك بهذا المنهج.
بالنسبة للنظام السياسي، أتمنى على الرئيس/ علي عبدالله صالح الذي أثبت دائماً أنه يتمتع بدرجة عالية من الذكاء والمهارة السياسية، على رغم كل ما يمكن أن يقال عنه، إلا أن الرئيس صالح سياسياً يتمتع بمهارة واضحة وأعتقد أن ذكاءه السياسي ومهارته السياسية يجب أن تصله في الأخير إلى تطبيق ما قبل به وهو التنحي ومن حقه أن يطالب بطريقة تنحي تحفظ له كرامته، وله كرامة يجب أن تحفظ، ولمصلحة اليمن ومن أجل تاريخ اليمن ووحدته ومن مصلحة الرئيس أيضاً هو أن يتنحى.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد