انطلقت صباح أمس الأول مسيرة حاشدة في مدينة الحصن التي تبعد أربعة كيلو متر من مدينة الرواء المحاذية لمصنع "7 أكتوبر" بأبين، بمشاركة آلاف المواطنين ـ نساء وشيوخ وأطفال ـ معبرين عن تضامنهم مع أسر ضحايا انفجار مصنع "7 أكتوبر" للذخيرة في قرية الرواء وهي القرية التي حظيت بنصيب الأسد من عدد الضحايا والجرحى جراء ذلك الانفجار الذي حدث صبيحة يوم الاثنين الموافق 28/3/2011م.
وفي مستهل المهرجان الجماهيري الكبير وقف الحاضرون دقيقة حداد على أرواح الشهداء.. ثم ألقت إحدى النسوة ممن فقدت والدتها في هذه الفاجعة البشعة والحادثة الأليمة كلمة عبرت فيها بكلمات مؤثرة وهي تروي حزنها برحيل والدتها في ذلك اليوم المريع.
كما ألقى الشاب علي شتم كلمة نيابة عن أهالي الشهداء والجرحى، مبدياً شكره وامتنانه لكل من واسى أسر ضحايا وجرحى تلك الحادثة.
وخاطب في كلمته التجار وأهالي الخير بأن هناك الكثير من الجرحى يرقدون في مستشفيات الجمهورية و22 بعدن مايو وحالتهم خطيرة وتستدعي علاجهم في الخارج، مناشداً أصحاب الأيادي البيضاء مد يد العون لهم.
وقال إن ما حدث يوم الاثنين 28/3/2011م في تمام الساعة العاشرة صباحاً حادث مفجع ذهب ضحيته الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ، مرجعاً ذلك إلى غياب دور السلطة وأجهزة الأمن في ممارسة دورها تجاه الوطن والمواطنين مما يدل دلالة على أنها مدبرة من رأس النظام دون مبالاة في أرواح الأبرياء التي تزهق في كل مكان في أرض اليمن الحبيبة ـ حد تعبيره.
وأوضح أنه ذهب جراء هذا الحادث أكثر من "150" ما بين قتيل وجريح ممن تم حصرهم من مختلف قرى مديرية خنفر محافظة أبين.
واستعرض الشاب على تفاصيل عدد الضحايا من كل قرية.. لافتاً إلى أن قرية الرواء قد ذهب منها أكثر من "41" قتيلاً وجريحاً منهم "18" من الذكور و"15 من الإناث قتلى و"8" جرحى.. و"5" شهداء وجرحى من الحصن و"8" شهداء وجرحى من باتيس و"7" شهداء وجرحى من "ملحة" و"2"من الميوح و"11" من مدينة جعار و"2" من قرية الحصحوص و"7" من ساكن طبيق و"4" من ساكن وعيص.. وغيرهم من القرى والمدن المجاورة التي لم يتم حصرها.
وأعرب عن شكره لكل من توافد إليهم من جميع مديريات المحافظة من زنجبار وجعار والحصن ولودر ومودية وأحور.. وأضاف أنهم استقبلوا العزاء عبر الهاتف وتم بثه عبر مكبرات الصوت من الإخوة الشيخ/ حميد الأحمر والرئيس السابق / علي ناصر محمد ومحمد علي سالم الشدادي، كما مدوا يد العون والمساعدة لأسر الشهداء والجرحى وقدم الأخوان حميد وصادق الأحمر مبلغاً وقدره اثنين مليون وسبعمائة وخمسة وسبعين ألف ريال بتاريخ 31/3/ عبر لجنة جعار، ومبلغ اثنين مليون ومائة ألف ريال من علي ناصر محمد ـ رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الوطن العربي ـ ومبالغ أخرى من فاعلي خير.
ولفت إلى أن المخيم سيتواصل للعزاء حتى تحقيق مطالبهم بالتحقيق في هذا الحادث المؤلم والمروع.
كما تحدث في هذا المهرجان الشخصية الوطنية والاجتماعية القديرة الوالد/ عبدالله ناصر ناجي بكلمة مؤثرة ذرفت الدموع من عينيه ووصلت إلى قلوب الحاضرين ، معرباً عن تعازيه لهم على أحزانهم ومصابهم الجلل.
وعاتب النظام وقيادته السياسية، لما حدث في هذه المجزرة مع وفاء أبناء هذه المدينة والمديرية لهذه القيادة والوطن إلا أنها قد ردت الوفاء بالجزاء بهذه المجزرة ـ حد قوله.
من جهته ألقى الأخ/ علي خضر ـ رئيس حزب الإصلاح بأبين ـ كلمة أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة، عبر فيها عن استنكاره لهذه الكارثة ونقل مواساة اللقاء المشترك لأسر الشهداء والجرحى.
من جانبه رحب الشيخ/ محمد غالب أبوبكر العفيفي ـ الناطق الرسمي باسم مشائخ يافع بني قاصد ـ بالإخوة الحاضرين من الشخصيات الاجتماعية والقانونية والتربوية من أبناء يافع والمحافظة ومحافظة عدن.. كما قدم الشاعر المعروف عباس منصور حيدرة قصيدة شعرية واسى من خلالها أسر الضحايا.
وفي ختام المهرجان تم قراءة البيان الصادر عن أهالي شهداء وجرحى مجزرة "7 أكتوبر" والذي أشاروا فيه بأصابع الاتهام في هذه المحرقة إلى رأس النظام الرئيس "علي عبدالله صالح" ومحافظ أبين واللواء المرابط بمدينة زنجبار ووزارة الدفاع وقيادة مصنع "7 أكتوبر" العسكري وقيادة السلطة المحلية بمديرية خنفر والمجلس المحلي، مضيفاً أنهم لم يلمسوا من السلطة أي بوادر للمواساة وتقديم العزاء على مصابهم الجلل.
وطالبوا الدولة بالتحقيق في قضيتهم تحقيقاً صادقاً وأميناً وبشفافية من قبل جهات قضائية وقانونية محايدة وتعويض أسر الشهداء والجرحى التعويض العادل، واعتماد كل ضحايا الحادثة شهداء وجرحى حرب وصرف مرتبات شهرية لأسرهم وذويهم وتحويل موقع "7 أكتوبر" إلى صرح مدني تعليمي نظراً لما سببه من خطورة خلال مراحل الصراعات والحروب السابقة التي شهدتها البلاد.
 كما دعوا كل المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية للوقوف إلى جانبهم وتبني قضيتهم والعمل على تقديم مرتكبي المجزرة للمحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية لتقول كلمتها فيهم.