في ندوة طالبوا فيها بالرحيل الفوري للنظام.. شباب التغيير في زنجبار أبين لـ"أخبار اليوم":

إن أبناء الوطن يعانون من التهميش والإقصاء في كافة مجالات الحياة

2011-04-24 15:27:47 تغطية / محمد الشحيري


أصبحنا في اليمن نشاهد العديد من الثورات التغييرية، ومنذ منتصف فبراير الماضي، وفي ظل الأحداث التي تشهدها اليمن بصورة عامة، ومحافظة أبين على وجه الخصوص من ثورة شبابية سلمية تقدم صفوفها الشباب، الذين خرجوا مسترشدين بالنضال السلمي المدني الحضاري، مجسدين بذلك أروع الصور عن إرادتهم الحية المتطلعة للحرية والديمقراطية، وتأكيداً لمطالبهم بتغيير النظام.. وهي خطوة جعلت من محافظ أبين يحيي الشباب المعتصمين بالمحافظة لاحترامهم خطوط مسار الاعتصامات بخطوات واعية ومحترمة.
هذا الدور الريادي المتميز لشباب ثورة التغيير في أبين جعلنا ننزل إلى مخيم شباب أبين، لنسمع أراء الشباب في هذا المخيم والذي نظم ندوة بعنوان "قضية الجنوب وآفاق حلها" وإليكم حصيلة اللقاءات:
الشاب عادل الكسادي: عضو اللجنة الإعلامية قال: نحن اليوم في محافظة أبين كشباب تغيير هدفنا هو التلاحم مع إخواننا في كافة الساحات، في تعز وعدن وحضرموت.
وغيرها من المحافظات، فالهدف واحد هو تغيير النظام الفاسد الذي دمر كافة البنى التحتية لهذه الدولة على مدى "33" عاماً، وممارسة سياسة الجهل والمرض.
هذا النظام عندما بدأ كان له عدة أهداف أهمها تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني في الشمال والجنوب، فعندما بدأ على قاعدة فرق تسد بمعنى، شجع المشائخ بعضهم ضد بعض ونشر الثارات في كافة المناطق حتى يتسن له الحكم لفترة زمنية طويلة.
فعندما تم التوقيع على تحقيق الوحدة اليمنية السامية، التي سعى لها الجنوبيون قبل الشماليين، وهذا الهدف السامي النبيل كان حلم كافة اليمنيين من صعدة إلى المهرة، والهدف أن تعيش الأمة اليمنية بحب وسلام، لكن للأسف تم الانقضاض على هذه الوحدة فتم إلغاؤها، بسبب التهميش والإقصاء في كافة المجالات، فقام ما يسمى بحراك جنوبي لاستعادة حقوقهم المتمثلة في الوظيفة العامة والشراكة السياسية، وبناء الإنسان اليمني بشكل عام!.
ولله الحمد أتت هذه الثورة السلمية التي انطلقت شرارتها من تونس مروراً بمصر وليبيا والآن اليمن!.. اليمن الآن تعيش حالة هيجان ثوري تريد أن تسقط هذا النظام الفاسد الذي حكم 33 عاماً.. دون أن يسمح بتداول السلطة.
وبالتالي الآن بدأ الشعب ينتصر، وبدأت الرؤية والملامح واضحة للعيان بأن الشعب سينتصر.. وهناك مبادرات القصد منها الالتفاف على إرادة الشعب اليمني، مثل المبادرة الخليجية، خاصة المبادرة الثانية ، التي لم تعط الشعب حقه في الثورة التي يطالب إسقاط النظام بها، وأغفلت جانباً أساسياً وهو الثورة الشبابية.
فنحن في محافظة أيبن هدفنا واضح وهو إسقاط النظام، وبناء دولة حديثة تكون فيها القضية الجنوبية ذات أولوية قصوى، لأنه لا يمكن أن تستقر الأوضاع إذا لم تحل القضية الجنوبية! وهذا الحل لابد أن يكون عادلاً وكاملاً.
ونحن الآن نهدف من إقامة هذه الندوة كشباب للتغيير في محافظة أبين إلى إبراز ملامح القضية الجنوبية، رغم أنها واضحة في كافة مكامنها، وهذه الندوة رسالة لكافة القوى السياسية، بأن تعي أن هناك قضية لا يمكن لأحد تجاوزها وهي القضية الجنوبية، لأن الدولة المركزية فشلت فعلاً في حلها، فمن الحلول التي تعيد الصياغة ربما تكون الفدرالية وغيرها من الحلول، فبالتالي على شباب الثورة وشباب التغيير في الساحات أن يجعلوا لهذه القضية أولية، ولابد من حل عادل يرضي كافة الأطراف، خاصة أبناء الجنوب!.
كما أن هناك قضية أخرى هي قضية صعدة، فلابد أن تجعل لها أهمية وخصوصية، بعد أن حصلت هناك ستة حروب، تم القضاء فيها على النسيج الاجتماعي داخل صعدة.
أما مشكلة القاعدة، فإننا من هذا المكان نطمئن الغرب وكل القوى الدولية بأن القاعدة والفزاعة التي جعل منها علي عبدالله صالح لعبة؟! لا وجود لها، لا في الجنوب ولا في الشمال، بل هم مجموعة من المسلحين التي تربطهم مصالح بهذا النظام، فبالتالي هو يستخدمهم وقت الحاجة، لكن أثبت الشعب اليمني الآن بأنه شعب حضاري مسالم وأثبت أن القاعدة لا وجود لها.. وبالتالي انتهت هذه الورقة كذلك، الحرب الأهلية التي مازال النظام يهدد باستخدامها كورقة أخرى انتهت هي كذلك.
ولماذا المشائخ والقبائل المسلحين كافة نزلت إلى الساحات على شكل نضالي سلمي وحضاري، واتجهت إلى الساحات لتغيير النظام بشكل وتركيبته وصياغة جديدة للوحدة اليمنية.
وفيما يخص الندوة التي عقدناها في زنجبار وأقامها مجموعة من المثقفين والأكاديميين مساء يوم الخميس الماضي وهي مكرسة لوضع الحلول للقضية الجنوبية.. ونأمل أن تكون هذه الندوة بداية خير كأساس لحل القضية الجنوبية وبحل عادل وشامل يرضى كافة الأطراف.
* الشاب أمين سعيد باسنبل ـ عضو ثورة التغيير بأبين ـ قال: الهدف من الثورة التغيير السلمية بزنجبار هو تغيير النظام، الذي نشر الفتن والثارات والصراعات القبلية.. وكذا الاستحواذ على السلطة أكثر من 33 عاماً دون أن يعمل شيئاً لصالح الشباب، وكل التصريحات والوعود عبارة عن تخدير فقط وخلال الفترة الطويلة لهذا النظام حرمنا من الوظائف ومن الحق في إثبات كيان كل مواطن.
هذا النظام الذي لم ولن يعمل أي تقدير للشباب.. وكذا السكوت على الفساد من أعلى إلى أسفل السلطة ، من وزراء ومدراء وأقارب .. لذا أتت هذه الثورة لتغيير وإسقاط النظام.. وبالفعل لم نشاهد من هذا النظام إلا جمع المليارات ولصالح أشخاص قلة، واغتناءهم الفاحش، في الوقت الذي هناك فقر مدقع والبعض من الناس لم يجد لقمة عيشه.. فلابد من محاربة الفساد والفاسدين.
اعتصامنا في هذا المخيم من أجل نأتي بالشباب ليساهم بالتغيير لإرساء البنية التحتية لهذه المحافظة من الكهرباء والماء والصحة والصرف الصحي، وتوظيف الشباب العاطلين عن العمل.. وأيضاً توصيل الخدمات الضرورية لعاصمة المحافظة زنجبار وبقية القرى والمدن في مديريات المحافظة.
ولماذا هذه المحافظة محرومة دائماً.. ومنذ عهود طويلة؟!
فلابد من تغيير واختيار القيادات التي تهتم بهذه المحافظة، وأن وجدت الإمكانيات لها، فهناك من يعبث بها دون أي محاسبة، لن نرضى بغير التغيير لتحسين أوضاع الناس وأوضاعنا التي لا تسر كافراً!.
* الأستاذ/ سعيد الحافة ـ أمين عام مجلس الحراك الجنوبي بزنجبار ـ قال: يشارك في هذا المخيم الاعتصامي كافة القوى الوطنية، ونحن في الحراك السلمي الجنوبي بكافة قواه الوطنية نشارك في الثورة وكلنا مجمعون على هدف واحد وهو سقوط هذا النظام.. النظام الذي لم يأت منه سوى الدمار والأزمات للشعب، كذلك أتينا لنؤكد حضورنا في هذه الثورة .. لطالما وكل ألوان الطيف السياسي يجمعون على أن القضية الجنوبية هي القضية الأساسية والرئيسية التي يجب إيجاد حلول لها، ونتمنى أن تكون الحلول انعكاساً للإرادة الشعبية لأبناء الجنوب، حتى يتم فعلاً معالجات حقيقية لهذه القضية.
ولاشك إننا في الحراك السلمي الجنوبي، ندشن فعالية تخص القضية الجنوبية ، كونها الأساس والجوهر المتفق عليه، كي تعمق وحدة حقيقية عادلة وفقاً للإرادة الشعبية التي أبرزتها الساحات السياسية، وهذه الندوة التي تقام بزنجبار تناقش القضية وآفاق حلها، لأننا نرى بأنها المفتاح الجوهري لكل القضايا التي تعاني منها البلاد.. هذا المخيم وهذه الفعالية والشباب الموجودون والمتواجدون في الشارع الرئيسي بزنجبار "شارع علي صالح الحدي" وهو أحد شهداء الحراك الجنوبي السلمي، والذي لا يستطيع أحد إنكار أن الحراك السلمي الجنوبي هو الرائد في عملية النضال السلمي في الوطن وعلى المستوى الإقليمي. ولاشك أن الذي يحدث من جرائم وقتل في مختلف المحافظات ، ليس بغريب على هذا النظام، كوننا نحن في الحراك السلمي عانينا كثيراً، من المجازر ومنها مجزرة "23" يوليو زنجبار الذي سقط فيها الكثير من أبناء الجنوب من مختلف المديريات والمحافظات، وكذلك مجزرة المحفد التي راح ضحيتها الكثير من النساء والأطفال والتي تعد ملفاتها في المحكمة الدولية واعتقد أن كل المبادات التي طرحت على الساحة أكانت المبادرات الخليجية أو غيرها، فهي تؤكد على أن النظام قد طغى واستباح دم الشباب والنساء والأطفال وأزداد في عمليات القتل، وأنه يجب عليه أن يرحل، وأستغرب من مسألة ضمانات لهذا النظام القاتل.
وأعتقد أن شباب الثورة قد أعلنوا محاكمته ، وأن تعطى له محاكمة عادلة أمام الشعب ويقول كلمته.
والشباب في هذه الثورة يريد بالفعل إسقاط النظام، وما تشاهده للحضور من شباب من مختلف المحافظات.. والكل هنا في ساحات التغيير يؤكد هذا الهدف.
والشباب يعاني الكثير من الأمور التي أدت إلى أن يشعل فتيل هذه الثورة ومن مختلف فئات الشعب أكانوا شباباً أو شيوخاً أو نساء أو أطفالاً هم الفاعلون الأساسيون لهذه الثور، والذين لا يكلون ولا يملون من خلال تواجدهم المستمر ومشاركتهم المستمرة في إنجاح هذه الثورة وتحقيق الهدف وهو سقوط النظام برمته.. رسالة للقطيع الذي مازال يكن تحت جناح النظام وأستغرب منه بأنه لا يرى الحقيقة وألا يلامس الدمار والقتل الذي يمارسه النظام على أبناء شعبه.. إلى متى يخضعون لهذا النظام إلى متى وهم يجلسون ويقعدون كقطيع خلف هذا الرجل، أعتقد أن هذا الرجل وصل إلى النهاية.. وأنفاسه الأخيرة التي تلفظ الآن.. وبإذن الله سيرحل ويحاكم وينال جزاءه العادل نظراً لما أقترفه.. فهو لم يقدم شيئاً لليمن.. غير افتعال الأزمات والمشاكل، وأعتقد أن القضية الجنوبية التي تحظى بالتفاف من الكل لإيجاد المفتاح الحقيقي لحل قضايا هذا الوطن.. والحل هو الآلية والاتفاق بين أبناء الوطن أنفسهم.
* الشاب خالد محمد جبور ـ عضو في اللجنة الأساسية لشباب التغيير بأبين ـ قال: نريد إسقاط النظام لأنه حرمنا من كافة الحقوق.. ومنها التوظيف.. نحتاج إلى استقرار وأمن وعدل ومحاسبة للفاسدين وإعادة حقوق الناس التي نهبت.
كانت هذه كلمات وأقول الشباب في مخيمهم بزنجبار بالكلمة والصورة وبدون أي إضافة أو تحريف.. وستواصل "أخبار اليوم" لقاءاتها بالشباب المطالبين بالتغيير.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد