أقام مخيم ائتلاف الثورة الشبابية الشعبية بمدينة زنجبار محافظة أبين ندوة ثقافية توعوية مساء أمس بعنوان "الظروف الموضوعية والذاتية لقيام الثورة الشعبية السلمية" قدم فيها الأستاذ/ عبدالله محمد قاسم "أكاديمي" محاضرة قيمة تطرق فيها إلى الأسباب الموضوعية لقيام الثورة ومنها تردي الأوضاع الاقتصادية السياسية في البلد وهيمنة الحزب الواحد والرجل الفرد على مقدرات الوطن، مما عكس حالة غير مقبولة اجتماعاً وسد أفق الحياة في وجه أبناء الشعب وانتشار الفقر والبطالة بين أوساط المجتمع وازدياد المظالم والاستبداد والفساد.
مضيفاً: كما أن هناك أسباب ذاتية تأتي بموازات الظروف الموضوعية وهي مكملة لها وفيها العامل الذاتي وهو من أهم عوامل الثورات الشعبية ويتمثل في الاستعداد للتضحية ودفع الثمن من أجل إنجاح الثورة والخروج من ربقة الأوضاع المتردية، وقد أثبتت المشاركة الجماهيرية الواسعة في هذه الثورة الشعبية من خلال التضحيات الجسيمة في ميادين الاعتصامات القناعة الراسخة لدى الجماهير بصوابية الثورة الشعبية كوسيلة مثلى للتغير نحو الأفضل وتحقيق تطلعات جماهيري، للشعب اليمني في الحياة الحرة الكريمة الخالية من الظلم والاستبداد والفساد، كما أن العامل الخارجي كان له أثراً واضحاً على مسار الثورة الشعبية اليمنية من خلال تأثير الثورة التونسية والمصرية التي استقطعت الدكتاتوريات الحاكمة وبدأت الجماهير تصنع غدها المشرق، كما أشار الأستاذ/ عبدالله إلى أن الناس حين يصنعون التغيير فإن عملية التغير ذاتها تجري عليهم، فتتكون قناعات جديدة وممارسات جماعية وفردية مستجدة وآراء وأفكاراً متجددة فيتم التحول التدريجي بصورة إيجابية في حياة المجتمع.
وقال: إن شباب الثورة قد استطاعوا بثورتهم السلمية نقل المجتمع من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية، حين يشارك الناس في مجريات الثورة ويتحملون تبعاتها، كما يحصل في ساحات التغيير والاعتصام، لقد خلقت الثورة الشبابية روحاً جديدة تسري في شباب الثورة جعلت رؤوسهم تشرأب إلى المستقبل المأمول رغم التضحيات.
كما أشار إلى العلماء الذين أفتوا بأن الثورة هي نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغاب على علماء السلطة الذين يطوعون الدين لمصلحة الحاكم ويشرعون الرضا بالظلم والاستبداد، كما أكد على أن الثورة وحدة اليمانيين على مستوى الوطن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، مضيفاً: ضربة بالتأكيد على أن الثورات دائماً لا تقبل المساومات والمبادرات ولكنها تجتث الفساد وصانعها.