المواطن اليمني محمد عبدالله قطن من مواليد مدينة لودر محافظة أبين، يعيل أسرة مكونة من نصف دستة من الأولاد، عاطل عن العمل ولم يجد طريقة يعبر بها عن رفضه للواقع إلا برفع لوحة تعبر عن مأساته ليتجول بها في شوارع مدينة لودر في ساعات الصباح والمساء، معلناً للملأ أنه يعيش في زمن سقطت فيه آدمية الإنسان .. يكابد يومه عناءً، ومشقة لا يحلم إلا باليسير – متاع يوم يوفر له خبزاً لأطفاله ولو وجبة واحدة فقط وسقف يؤويه وأطفاله وأمان يوفر له الحد الأدنى من حرية يتمكن من خلالها مداعبة أطفاله الصغار والخروج بهم ليتفسحوا في دنيا الله الفسيحة التي ضاقت عليه بما رحبت .
وعندما علم المواطن قطن بما تناله الحيوانات من حقوق في التشريعات الأوروبية وجد ضالته وصاح بأعلى ما يملك من قوة صوت : "ها أناذا وجدت ما أريده وأحلم به " وساقته قدماه الحافيتان راكضاً كسرعة البرق إلى الخطاط ليخط له مطالبه - وأولاده – المتواضعة في وطن تنتهك فيه القوانين والطاغوت حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية، فكتب على تلك اللوحة الساخرة عبارته الشهيرة التي حفظها الناس في مديرية لودر عن ظهر قلب : " قطن وأولاده يطالبون بحقوق الحيوان في بريطانيا والإمارات وقطر" .