رئيس تحرير صحيفة عكاظ لـ "أخبار اليوم":

ما يحدث في اليمن ثورة حقيقية وعلى المبادرة أن تستوعب مطالب الشباب

2011-05-05 18:04:16 أخبار اليوم/ بشرى العامري:


يرى بعض الأشقاء السعوديين المطلعين على الأوضاع اليمنية الحالية أن ما يحدث في اليمن هي ثورة حقيقية يجب أن يتعامل الجميع معها بحكمة وروية للخروج بنتائج ترضي الجميع دون خسائر في الأرواح أو انهيار للبلد وتشرذم وتدمير أمنها لا قدر الله.. جاء ذلك في تصريحات أدلوا بها لـ "أخبار اليوم" على هامش ندوة (المبادرة الخليجية وأثرها على مستقبل اليمن)..
 في حين اختلف معهم بعض الشخصيات السياسية والأكاديمية اليمنية.. وقد سعت الصحيفة لمعرفة رؤيتهم للوضع في اليمن وقراءتهم للمبادرة الخليجية ورفض الرئيس التوقيع عليها، ومصيرها في المستقبل..
وفي هذا السياق أكد السيد/ أيمن حبيب ـ رئيس تحرير صحيفة عكاظ ـ أن ما يحدث في اليمن ثورة شعبية أكثر منها أزمة سياسية.. مضيفاً (أجمل ما في هذا التفاعل الشعبي أنه يأخذ ملامح الثورة، ودائماً الثورات تٌنجب لنا من رحم الأحداث أمة عظيمة ومنجزات عظيمة، ونحن لا نريد أن نقلل من شأنها واعتبارها أزمة وهي ثورة)..
وأوضح أنه لم يوصد باب المبادرة الخليجية حتى الآن وأن هناك رغبة ملحة وأكيدة من قيادات دول الخليج للتواصل مع كل أطياف الموقف اليمني ومحاولة تقريب وجهات النظر بما يحقن الدماء ويحقق الأمن والاستقرار لليمن.. وتابع (لابد من أن يتواصل الدور الخليجي ولابد أن تكون هناك المبادرة الثلاثين وليست الثالثة وعلينا ألا نيأس من ذلك)..
وأشار إلى أنه قد يكون للرئيس مبرراته الخاصة للامتناع عن التوقيع التي يحاول فيها أن يدافع عن موقفه وهذا حق إنساني مشروع، لكن قد لا يكون هذا هو الموقف الصحيح الذي يوافق مصلحة الشارع اليمني والأمن والاستقرار في اليمن وهذا لن يلغي أحقية الشعب اليمني بالمطالبات العديدة..
وأردف (المفروض أن تكون المبادرة قابلة للتطوير والتحسين حتى تصل إلى الحد الذي يحقق الآمال المنشودة ويرضي جميع الأطراف ويخرج اليمن من محنته أكثر صلابة وأكثر قوة).. منوهاً إلى انه يشعر بأن صوت الشباب مغيب ولابد أن يكون على خارطة الأحداث بشكل أساسي ورئيسي، لأنه هو من صنع الحدث ومن طالب بالتغيير، فلا ينبغي أن يستغل ويستغفل ويغيب وتتجاهل مطالبهم، وعلى المبادرة أن تستوعب مطالب الشباب بالدرجة الأولى..
من جانبه يرى السيد/ فهيم الحامد ـ مدير التحرير للشئون السياسية في صحيفة عكاظ ـ أن الأوضاع في اليمن ثورة شعبية، متمنياً أن تنتهي لما يمكن أن يحقن دماء اليمنيين..
 وقال حديثه للصحيفة (نأمل من الشعب اليمني والقيادات في السلطة والمعارضة أن تستفيد من المبادرة اليمنية، لأنها مبادرة تاريخية وفرصة لليمنيين أن يحقنوا دمائهم وان تحقق الأمن والاستقرار لليمن)..
وأشار إلى أن مصير المبادرة اليمنية بعد رفض الرئيس لا يقرأه الخليجيون كرفض وإنما هناك بعض التحفظات وخلافاً على للحزب أو رئيس الجمهورية.. مستدركاً بالقول: (هذه قراءة للرئيس نحن نحترمها ونقدرها ولكن في النهاية نريد من الأطراف اليمنية أن تعمل على قبول هذه المبادرة وتنفيذها لكي يحقن دماء الشعب اليمني، فهذه المبادرة تحتاج إلى الحكمة والعقل من جميع الأطراف)..
وعلى صعيداً متصل ترى شخصيات مقربة من الحزب الحاكم باليمن أن ما يحدث على الساحة هو أزمة سياسية بين أحزاب المعارضة المتمثلة في اللقاء المشترك والحزب الحاكم المتمثل في المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه، ولا ترقى هذه الأزمة لثورة شعبية كما حدث في مصر وتونس وكل ما يجري هو تقليد أعمى استغلته أحزاب المعارضة.. حيث يرى الدكتور/ نجيب غلاب رئيس منتدى الجزيرة العربية أن ما يحدث في اليمن هو أزمة سياسية تطورت إلى حركة احتجاجية ذات نزوع ثوري لكنها ستقود إلى ثورة شاملة عقلانية وهادئة ومتزنة خلال المرحلة القادمة وستحقق تحولات ايجابية يتمكن من خلالها الشعب اليمني أن يتجاوز أغلب إشكالاته خصوصاً في الجانب السياسي.. لأن الحوار في المرحلة القادمة سيقود إلى بناء نظام سياسي متوازن لن يشعر معه أي طرف سياسي بالظلم وهذا يعتمد على قدرة السياسيين وقدرة الحركة الشبابية على الاستمرار في نضالها وان تشتغل خارج نطاق الأحزاب حتى تتمكن من تحقيق طموحاتها، لأن ما يجري في الساحة اليوم لم يعد يعني القوى التقليدية بكافة تكويناتها في النظام والحكم والجيل القديم.
وقال غلاب: (على الحرس القديم أن يغادر الساحة و أن يفسح المجال للطاقات الشبابية المتحمسة في أغلبها والتي لديها طموح وترغب بيمن ديمقراطي حر، فالشباب يبحثون عن نظام سياسي برلماني فيدرالي قائم على القائمة السياسية وأي محاولة لعرقلة طموحات الشباب في التحول السياسي سيعيق التحول الاجتماعي الذي بعد الثورة القادمة).. مشيراً إلى وجود حراك سياسي قوي وفاعل..
وأضاف (نطمح أن يحدث في اليمن ثورة حقيقية وأن يبدأ في مسألة التحول الاجتماعي ولن يحدث ذلك ما لم نساوٍ بين الرجل والمرأة وهذا سيفجر كل التكوينات التقليدية في المجتمع)..
ونفى وجود رفض من قبل المعارضة أو النظام للمبادرة الخليجية, منوهاً إلى أن هناك مناورات فكل طرف يريد أن يكسب على حساب الآخر.. مطالباً إياهم أن يناوروا لأجل اليمن فهذه لحظة تاريخية وستحدث نقلة نوعية ولن يتمكن أي طرف من إعاقتها سواءً في الحكم أو المعارضة..
وحول المبادرة الخليجية أكد أن المبادرة لو كان فيها إشكاليات، فيمكن أن تطور من خلال المناقشات والتفاوض ولكن هناك مسألة مهمة هي أن السياسيين في الحكم والمعارضة كل واحد لديه شك من الآخر وكل طرف يريد إلغاء الآخر وهذه إشكالية عويصة، فإذا كانت الأطراف ستعمل لصالح اليمن، فهم قادرين على أن يبنوا ثقة متبادلة وإلا فسيجروا اليمن نحو صراع عبثي سيخسروا جميعا فيه وستنتصر الحركة الشبابية..
وأشار إلى أن رفض الشباب للمبادرة تخرج من أطراف لديها تخوفات، لكن المبادرة لو درست بعمق لوجدنا أنها ستحدث النقلة السياسية التي لا تختلف بنتائجها النهائية عن مطالب الشباب وستقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي، لأن هناك توازن صراع وأطراف في الساحة وحين يحدث هذا التوازن لا خيار أمامها إلا أن تتحول الديمقراطية إلى حكم.. أي أن دولة القانون ستولد من بين هذه القوى المتناقضة ودولة القانون والديمقراطية الحقيقية التي ستأتي هي مطلب أساسي للشباب..
من جانبه اعتبر الدكتور/ حسن الكحلاني ـ عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء ـ أن الوضع اليمني أزمة سياسية بين أحزاب المعارضة من جهة وحزب المؤتمر من جهة أخرى وأنها ليست وليدة اللحظة وإنما نشبت تداعياتها منذ سنين طويلة ولكنها تفاقمت مع الأحداث العربية الأخيرة..
ويرى أيضاً أن خروج بعض الشباب المقلد هو بفعل العدوى لمصر وتونس ولمن كان لهم مطالب بسيطة ومشروعة حقيقية، لكن أحزاب المعارضة أحبت أن تستفيد من مطالب الشباب والتحقت بهم لتحقق مطالبها، فصارت أحزاب المعارضة مابين تحقيق مطالبها من جهة ومابين رغبة الشباب الذين لا يهتمون بمصالح القوى السياسية الأخرى..
ونفى الكحلاني أن يكون الرئيس قد رفض المبادرة على الإطلاق وإنما أراد أن توقع المبادرة من قبل ممثلي أحزاب المعارضة من جهة وممثلي المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى..
وتحدث عن إشكالية من ينبغي أن يوقع على هذه المبادرة وهل سيوقع الشباب عليها ومن سيمثلهم.. مؤكداً أنه إذا توفرت النوايا الحسنة لدى جميع الأطراف وتوفرت الإرادة السياسية الصادقة التي تتضمن تجنيب الوطن من التفكيك والصراع فسيتم التوقيع على مثل هذه المبادرة..
وقال (ينبغي أن يحرصوا على مستقبل اليمن وألا ننجر إلى صراعات لا يمكن أن نتخيل كيف ستنتهي فالبداية قد تكون بقرار لكن النهاية ستكون صعبة)
وفي السياق أكد رئيس تحرير صحيفة إيلاف محمد الخامري أن سيناريو الوساطة والمبادرة والاتفاقية الخليجية متفق عليه مسبقا بين الرئيس والقيادة السعودية وواشنطن لعدة أسباب أهمها أن أمريكا وبعد ما رأت ما حدث في تونس ومصر لا ترغب في المجازفة أكثر وتوريط نفسها مع نظام جديد لا يمكن التفاهم معه إلا بعد سنتين على الأقل، وفي هذه المدة يكون قد خربت مالطا كما يفعل الأشقاء في مصر الآن، الذين بدؤوا في إجراءات عملية كانت محرمة في عهد مبارك، وكانت تعتبر خطوطا حمراء لا يمكن له تجاوزها كالمصالحة بين فتح وحماس، وفتح معبر رفح، إلى تحذير إسرائيل ونصح أمريكا بالاعتراف ودعم الدولة الفلسطينية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد