المرأة.. بين نزوة الرجال وقيم الأعمال

2011-05-11 22:42:38 فهـد علي البر شاء


للنساء تأثير على الرجال بشكل غير طبيعي في شتى النواحي جسدياً، عاطفياً، فكرياً.
وللنساء وقع خاص في القلب وفي الروح والذات وقد يفعل سحر وجود النساء في حياة الرجال فعلته وقد يفقد الرجل الكثير من مزاياه ورجولته أمام المرأة، ليس ضعفا لذات المرأة، إنما لذلك السحر الذي تحمله بين جنباتها وتلقي به كل من اقترب منها أو كان له حظ الثقة والتقدير والتقديس.
.وليس كل الرجال يقدسون النساء ربما لأسباب دونية ونظرة قاصرة تجعل من قلوبهم قاسية لا تلين أو لا تعير حب المرأة أدني اهتمام لأنها ربما تعتبر المرأة في نظر هذا الرجل مجرد متنزه يقضي فيه لحظات حميمه ومتنفس، يفرز فيه كل ما يعتمل في دواخله من شهوة جامحة قد تكون المرأة هي الحل الوحيد لإخماد نيران هذه الشهوة المستعرة بين جوانح الرجل.
.فلا يكون للمرأة في حياة الرجل أية قيمة، غير أنها مجرد محطة تستوقفه لحظات يقضي فيها وقتاً ثم يشد الرحال باحثاً عن محطات أخرى يجد فيها المتعة بطرق أخرى تختلف في الشكل والفعل، لكنها في النهاية توصله لذات الحاجة التي وجدها مع سابقاتها..
فيجرد الرجل دواخله كلياً من أي شيء يمت بصلة لأهمية المرأة في الحياة ويتجاهل تلك الأهمية الكبرى التي تمثلها النساء في الحياة في شتى المجالات المهنية والاجتماعية والأسرية، ناهيك عن الشخصية التي تربط الرجل والمرأة فيها روابط واثقة لا تنفصم عراها، تجعل من الحياة بين هذين الشخصين فردوساً وواحة حب وجنة عشق..
 وتعتبر المرأة محور ارتكاز تدور حوله كل مكونات هذه العلاقة الصادقة والنابعة من شيء اسمه الحب,الإخلاص,الوفاء,التضحية, والفناء لأجل الآخر إن استدعى الأمر ذلك..
وعلى هذه الأسس يمكن للإنسان أن ينشىء حياة شخصية وأسرية آمنة قائمة على أسس سليمة تجعل من هذه الأسرة أسرة سليمة فكرياً وجسديا ونفسيا وعاطفياً واستقراراً يعم كل أفراد هذه الأسرة التي للمرأة الدور الرئيسي في تقوية روابط الحياة بينها وشد وثاقها بحيث تظل هذه الأسرة متماسكة مهما اعترضت حياتها مشاكل وأعاصير وأهوال، لان المرأة هي الدرع الذي تحتمي بها الأسرة والحضن الذي تشتاقه والسحابة التي تستظلها إن داهمها سعير الشوق والهيام..
 ليست المرأة كما يعتقد البعض وكما ينظر اليها هولاء بنظراتهم الضيقة والجاهلية التي لا ترى في المرأة إلا أداة بيد صاحبها يحركها أنى شاء وربما لا يريد لها أن تسمو ويستطيع أن يجمعها ويتلألأ بريقها بين كواكب الرجال الذين خفت بريقهم وخبي نورهم وألقهم وفقدوا الكثير من مزاياهم وباتت دواخلهم توحي بالخوف والكآبة جراء تلك الظلمات التي تسكن خلجاتهم فانعكس ذلك سلباً على كل ما يدور حولهم..
المرأة أعظم من أن يخط فيها قلم أو يكتب عنها كاتب أو يروي عنها راوٍ..وليست كما ينظر إليها البعض بتلك النظرة التي لا تتعدى الجنسية والمتعة والإثارة، وليست بشيء ثانوي يمكن التخلي عنه أو المضي بركب الحياة دونه..المرأة إذا جاز التعبير
 نسائم باردة..
أحضان دافئة..
قلوب عاشقة..
وأرواح طاهرة..
 لأنها هي الدينامو المحرك لعجلة الحياة والربان الفذ لسير ركب الأسرة واستقرارها، وهي من يرتكز عليها دوران الحياة الآدمية في شتى المناحي ابتداءً من سن الشباب ومروراً بالزوجية وانتهاء بالأمومة التي يكون للمرأة فيها النصيب الأكبر في التنشئة والرعاية والحضانة والتعليم والاستقرار الأسري الذي تشكل الأم فيه كل شيء لأن بيدها تسيير وتوجيه أطفالها وتربيتهم وتنشئتهم وحفظ الزوج ومساعدته والتخفيف عنه من كل المؤثرات الخارجية التي يجابهها الرجل ولن يحتمل أن تضاف إلى رصيده من المشاكل المزيد، بعكس المرأة تماماً التي يتسع صدرها وقلبها للعالم بأسره منذ أن توضع بين أحشائها بذرة الحمل التي تمر بمراحل صعبة ومؤلمة حتى لحظات المخاض الأشد ألماً، التي يجوس حول المرأة الموت معلناً وجوده ومنتظراً أن يأذن له الرب بقبض روحها ولكن رحمة الله تتجلى هنا كي يستشعر المرء عظمة المرأة وقيمتها وأهميتها
 فهي منذ النشأة وهي تعاني بدءاً من الطفولة التي تحاصر فيها وتراقب وترصد كل تحركاتها لأنها أنثى ولأنها كالزجاج فتضيق ذرعاً ولكن ما عساها فاعلة، فهذه سنة الحياة في المجتمعات كافة ويزيد الخناق عليها حينما تكبر ربيعاتها مع الأيام وتتضح معالم نضجها وأنوثتها لتزداد حرصاً ووعياً ويزداد كذلك فرض الحصار والرقابة لمربية الأجيال القادمة التي تخرج من "رحم" المعاناة وتظل في دنيا المعاناة وتمني النفس بشيء من الأمل في أن يقدر الرجال قيمة الأنثى ويدركون أهمية وجودها في الحياة, لا كما ينظرون لها بعين ضيقه لا تتعدى الزوجية والمتعة واللذة, دون التفكير بأقل القليل من أعمالها التي تقوم بها والتي تعاني فيها الأمرين..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد