"أخبار اليوم" تنفرد بنشر حوار مع السفير اليمني بسوريا ..

رياح التغيير القادمة ستجتاح كل البلدان التي تعاني من ظلم حكامها

2011-05-15 17:01:40 حاوره / هاني أحمد علي


أكد السفير / عبدالوهاب هادي طواف – سفير اليمن بسوريا – أن الثورات التي تعيشها كثير من البلدان العربية هي تراكمات من الماضي بسبب فشل الأنظمة العربية في تلبية أدنى طموح شعوبها.
وفي حوار مطول مع "أخبار اليوم" أرجع السفير طواف أسباب استقالته من منصبة كسفيراً لليمن بدمشق إلى مجزرة جمعة الكرامة التي قال أنها القش التي قصمت ظهري وكانت مأساة بكل ما تعنيه الكلمة ، مضيفاً إلى أن إعلان وانضمام اللواء علي محسن الأحمر – قائد المنطقة الشمالية الغربية – قائد الفرقة الأولى مدرع – هي من شجعه على تقديم استقالته بدون تردد رغم المغريات والمحاولات في الاستمرار في العمل إلا أنه رفض وآثر أن يكون بجانب إخوانه شباب الثورة ومساندتهم .
الصحيفة كان لها شرف استضافة السفير طواف عبر صفحاتها اليومية فإلى نص الحوار مع سعادة السفير :

* نرحب بكم ويطيب لنا أن نجري مع سعادتكم هذا الحوار الذي نتمنى بداية أن نعرف ما هو موقفكم من الثورة الشبابية السلمية ؟
- أولاً أحيي هذه الصحيفة صوت الحق الصادع في أرجاء اليمن وخارجه، والتي كان لها الدور الكبير في إظهار كثير من خبايا قضايا الفساد وغيرها، فنحييكم ونحيي نشاطكم وإلى الأمام.
أولاً هذه الثورة بدأ تسونامي التغيير وهبت رياحه من تونس، وحلت في مصر واليمن وليبيا وسوريا، واعتقد أنها ستصل كل ربوع الوطن العربي وكل دولة فيها ظلم وتجبر وطغيان.
المشهد السياسي السابق، كان كله طابعاً عسكرياً في كل البلدان العربية، والآن اعتقد بعد هذه العقود، كان لابد من التغيير إلى الأفضل، إلى إيجاد دول مدنية، اعتقد أن الظروف التي قامت فيها هذه الدول في السابق كانت ظروف مختلفة، تغير الزمان وتغير الظروف، إلا أن كثير من زعماء الدول العربية لم يتغيروا ،ولم ينزلوا إلى تلمس صعوبات وهموم المواطنين، وهناك فجوة كبيرة بين الشعوب وحكامها، فجوة كبيرة حقيقة، أما في اليمن فاعتقد أنها هوة كبيرة وفجوة تختلف عن أي هوة أخرى.
هذه الحالة التي نعيشها هي تراكمات من الماضي ، تراكمات من فشل الأنظمة العربية في تلبية أدنى طموح الشعوب العربية ، وأخص بالذكر بلادنا، "33" عاماً لم نتقدم إلى المربع الذي كنا نأمله أنا وأنت، نمله في إيجاد دولة مدنية حديثة تلبي أدنى طموح للشعب اليمني.
أنا أريد أن يذهب ابني للمدرسة آمناً مطمئناً، أريد أن أذهب إلى عملي سواءً كنت مع الدولة أو في عمل خاص آمناً مطمئناً، الآن نعيش واقعاً مريراً، نعيش حالة تخبط وحالة انفلات أمني غير مسبوق، فهذه الثورة التي قامت ونعيش فصولها الأخيرة إن شاء الله، هي نتيجة لهذا التخبط وهذه العشوائية التي بنيت أو أديرت بها مؤسسات الدولة.
* سعادة السفير، أنتم كأحد موظفي الدولة أو أحد الدبلوماسيين في الخارج، كيف استقبلتم هذه الثورة الشبابية في اليمن؟
- حقيقة أنا منذ حوالي عام وصلت إلى قناعة أن الوجوه التي تحكم اليمن حالياً لن تبني دولة مدنية حديثة، مع احترامي وتقديري لفخامة الرئيس، فأنا اعتبرته والداً لي، لكن يجب أن نفرق بين حبنا للرئيس وحبنا لليمن، حبنا لليمن أسمى وأعظم.
الأشخاص زائلون، راحلون، أما اليمن، فهو باق، باق لي ولك ولأولادنا، يجب أن نفرق في هذه النقطة.
المعطيات أو المشهد الحالي يستطيع الرجل العادي أو الغير متعلم أن يقيس وأن يستخلص سنوات طويلة من الحكم لم تؤتِ أُكلها "ثمارها"، فنحن نعيش بدلاً عما كنا نطمح في تمدن المناطق القبلية أو الريفية، ففي الريف الآن وصلنا إلى مرحلة قبيلة المدينة، فاليمن يعيش في حالة لا حكم، لا يوجد اعتقد بوجود الحكومة إلا في مربعاً صغيراً، في جزء من صنعاء، وأقولها شارع السبعين وليس مديرية السبعين للأسف.
فأضرب لك مثلاً، محافظة عمران لا تدار بدولة وأقولها منذ سنوات طويلة، إن من يديرونها أو يساهمون في حفظ الأمن وحل مشاكل الناس فيها، هم المشائخ، حيث كان الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر سابقاً والآن أولاده لهم الفضل الكبير في حل كثير من القضايا وحل كثير من المحافظة ويقدمون أموال كثيرة لحل كثير من القضايا، وكذلك اللواء/ علي محسن ، لا نلمس تواجد للدولة إلا من خلال الفرقة الأولى مدرع، ووجود هذا الرجل ، اعتقد أنه صمام أمان لليمن.
سيدي الكريم، قلتم بأنكم ظهر استيائكم لهذا النظام ، لماذا؟
- لا أقول ظهر استيائنا، ولكن وصلت إلى قناعة أن الأمور لا تجري أو لا تمضي في الطريق الصحيح، قالها الشيخ/ عبدالله في يوم من الأيام: إن اليمن بدأ يدخل في نفق مظلم وكلنا انتقدناه وأنا من ضمن الذين انتقدوه في هذا الموضوع، ولكن اتضح لنا أنه كان على حق وأن نظرته كانت بعيدة سبقت فهمنا.
فعلاً الآن نعيش في نفق مظلم، ولكن إن شاء الله أننا نعيش في آخر النفق، طبعاً نظام الحكم يتمحور في ثلاث دوائر، الدائرة الأولى هي دائرة فخامة الرئيس، الدائرة الثانية هي دائرة الأبناء والأقارب، والدائرة الثالثة دائرة المستفيدين، فللأسف أن كثير من القضايا يديرها الرئيس بارتجال وبقرارات فردية وتخبط، وانعدام مهنية لا توجد قرارات في مؤسسات الدولة، وإنما في شخص الرئيس، وللأسف بجانب الرئيس مصنع يعمل بكل طاقته الإنتاجية، في صنع الأعداء، ومصنع صنع الأصدقاء ومصنع البناء متوقف ومتعثر، مثل مطار صنعاء للأسف، أما مصنع صنع الأعداء، فهو يعمل ليل نهار والنتيجة ما نراه اليوم، كثير من المستفيدين حول الرئيس أو الدائرة المحيطة به، يحاولون أن يكيفوا أنفسهم حسب ما يريده الرئيس، وليس حسب ما يحتاجه أو يريده الشعب، وفعلاً الرئيس ذكي، حكم اليمن لسنوات طويلة، وأنا أعتقد أنه أذكى رئيس عربي، فزين العابدين هرب بعد "28" يوماً، وحسني مبارك سقط بعد "18" يوماً، إلا أهما ذهبا وهناك دولة مؤسسات، دولة قائمة بذاتها.
نحن الآن نعيش في حالة انهيار والنقاط المضيئة لفخامة الرئيس بدأت كلها تتلاشى والرئيس فعلاً ذكي، لكن هذا ذكاء بقاء وليس ذكاء بناء، وهذا هو الفرق.
* هل لنا أن نعرف متى قدمتم استقالتكم وكيف كان تقبلها لدى وزارة الخارجية بالتحديد؟
- الحمد الله أنني منذ أن تعينت سفيراً لليمن في سوريا في أكتوبر 2008م إلى أن قدمت استقالتي في 21 مارس من هذا العام عملت بكل جهد وحصلت على المرتبة الأولى في تقييم وزارة الخارجية لسنتين متتاليتين، وتقييمي تستطيع أن تعلم تقييم عملي من معالي الدكتور/ أبوبكر القربي الذي أكن له كل حب وتقدير، وهو من الأشخاص القلائل الذين يعملون لصالح اليمن وليس لصالح جهة أخرى.
عملت بكل جهد للوطن وأفتخر بذلك، بعد ما بدأت رياح التغيير تهب من تونس بدأنا نفكر تفكير منطقي أننا إلى أين سائرين وإلى أين متجهين، متجهين فعلاً إلى المجهول، بدأت الاعتصامات وأنا كنت معتقد أن لازال لدى فخامة الرئيس الرؤية الثاقبة أو الصحيحة للخروج من هذه الأزمة للتحاور، كنا متوقعين أنها تحل ، أنه ينزل للشباب إلى ساحة الاعتصام ولا أقول ساحة التغيير بل جامعات التغيير، هذه جامعات للتغير فعلاً للشباب.. للاستماع، ولكن دأب واستمر على ما دأب عليه تكوين لجان وإنزال مبادرات ودعوة الفرقاء الآخرين إلى الحوار ولا نرى شيء.
تكونت لجان يمكن بحوالي أكثر من عدد سكان اليمن ودعا كل من قال لا إلى الحوار.. ولكن لا توجد نتيجة لأي عمل، فأنا من عايشت وتواجدت معه في كثير من مراحل سنوات طويلة وهو يكون لجان ولا نرى حلاً لأي شيء.
* سعادة السفير، هل استقالتكم أتت بعد مجزرة جمعة الكرامة؟
- طبعاً.. كانت جمعة الكرامة هي القش التي قصمت ظهري، فعلاً كانت مأساة بكل ما تعنيه الكلمة.. وأنا لازلت على قناعة أن الرئيس شخصياً ليس ورائها، لأن أي قضية أنظر من المستفيد من ورائها، ليس مستفيد، ولكن من أوجب واجبات الرئيس الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين ، ولكن فوجئنا بخروج تصريحه المشهور أن المواطنين هم من قام بالقتل.
* سكان الحي؟
- نعم سكان الحي، هل نعيش في غاية، فهذه كانت محرجة لنا أمام أنفسنا وأمام الشباب وأمام أسرهم وأمام العالم، فبدأت أفكر تفكير منطقي أني أرجع إلى مربعي الأول مربع الشعب في الأخير أنا مواطن واعتز بوطنيتي وأرجع إلى الشعب، وقدمت استقالتي بعد هذا المكان ، وأقولها أنا تشجعت بعلي محسن لأنه من الصعب أنك تنتقل من مربع إلى مربع في لحظة.
ولكن بعد خروج الرجل الذي نثق فيه وله تاريخ نضالي كبير، فكان مشجع لنا تشجيع كامل واتجهت بدون تردد وقدمت استقالتي رغم المغريات والمحاولات في الاستمرار في عملي وإعطائي أشياء كثيرة، رفضت وآثرت أن أكون بجانب أبنائي لأنني في الأخير سأستمر سفير سنة أو سنتين أو ثلاث ، لكن في الأخير سأرجع إلى اليمن الحبيب الذي هو مرتعي ومكان لي ولأولادي ولك وللشعب اليمني.
* سعادة السفير.. نشاهد هذه الأيام الأحداث الجارية في سوريا ، بحكم عملكم السابق سفيراً في دمشق هل لنا أن نعرف أوجه الشبه بين الثورة السورية واليمنية؟
- الرئيس حافظ الأسد بنا دولة وأسس مداميكها، وبنا دولة كما الدول العربية كما أسلفنا، دولة في ظروف استثنائية في تلك الفترة جاء الرئيس بشار الأسد من عام 2000م إلى الآن وفعلاً تقدم بسوريا خطوات ممتازة إلى الأمام رغم الحصار ورغم التأمر الدولي على سوريا، ولكن استطاع أن يخرج سوريا من عنق الزجاجة واستطاع أن يوجد لسوريا قاعدة في المجتمع الدولي واستطاع أن يجعل من سوريا رقم صعب ولكن للأسف المعالجات التي تم بها معالجة رياح التغيير هي نفس المعالجات وكأن السيناريو واحد وأن المخرج واحد ولم يتعض زعيم عربي بالآخر.
فنرى القمع والآن وصل القتلى إلى حوالي "1000" رغم أنهم يرفعوا شعارات التغيير والحرية التي هي من الله سبحانه وتعالى وأقولها الزعماء العرب لا يقول تنازلات وإنما حقوق، حقوق لهذه الشعوب، فللأسف المعالجات معالجات خاطئة والجسم العربي ينزف في سوريا للأسف وهناك الآن من يريد لسوريا الانهيار من خارجها، وللأسف لأنها لازالت الدولة المقاومة والصامدة في وجه العدو الإسرائيلي.
* كيف تنظرون لقمع الاعتصامات والمسيرات السلمية هنا في اليمن ؟
- أخي العزيز المشهد السياسي تغير ، كان في السابق رجل المخابرات ورجل الأمن القومي والرجل العسكري هو في مقدمة الصفوف، والآخرين في مؤخرة الصفوف رجل الإعلام الموظف العادي ، كان أذا أردت أن تؤدب شخص أذا تجرأ عليك تحبسه أو تهينه وتؤدبه وتؤدب اللي وراه ، الآن تغير المشهد السياسي وصار رجل الإعلام هو في مقدمة الصفوف ساروا عراة الصدور في مقدمة الصفوف وصار رجل الأمن أو رجل المخابرات أو رجل الأمن القومي في مؤخرة الصفوف ، أذا أردت أن تشهر شخص أحبسه أذا أردت أن تعمل لشخص تاريخ نضالي أحبسه ، المشهد تغير ولكن للأسف عندنا لن يتعظوا تقدم الزمن ولم يتقدموا لازالوا يحكموا اليمن ولازالوا يعالجوا اليمن بعقلية الستينات شوف المشهد الإعلامي وقنوات الإعلام وصلت إلى مرحلة غير طبيعية.. وشوف القائمين عليها خرجوا من الثلاجات هؤلاء المفروض أنهم حكام أو على رأسهم المؤسسات الإعلامية إلى 1969م فقط أما الآن من 1970 المفروض يتغير المشهد ، ولكننا لا زلنا نحكم اليمن اعلامياً مع أن الإعلام هو الأهم في هذه الفترة ولكن لن يتعض ويسعوا إلى إخراج هؤلاء بعقلياتهم القديمة ، هناك من يقول أن الجثث يخرجونها من الثلاجات ويتقدموا بها على المعتصمين هل هذا كلام؟
هم الذين يخرجوا من الثلاجات، كانوا مجمدين لسنوات طويلة والآن خرجوا إلى الشعب بوجوههم الكالحة، وأخر ما طالعنا به أحمد الصوفي بالفضيحة الإعلامية على قناة الجزيرة المفروض أن فخامة الرئيس يقيله ويحاسبه، لكن يمكن صرفوا له سيارة وزيدوا اعتماده فضيحة في الجزيرة في آخر اتصال.. فبالله عليك هذا سكرتير رئيس الجمهورية، أعلى مؤسسة في الدولة وأقول الآن الصدق يستطيع 90% من الناس أن يقولوا الصدق لأن الصدق هو تابع من القلب إلى القلب ، أما الكذب لا يستطيعوا أن يقوموا به إلا ناس محترفين ويحتاج لجهد أكثر من الصدق هؤلاء فشلوا في إيصال الكلمة الصادقة أو العمل بصدق فكيف يستطيعوا أن يقدموا شيء بكذب ، فالكذب يريد فن محترف، فلا أجادوا العمل بصدق ولا أجادوا العمل بكذب، فقبل أن نلاحظ أن يشرع في عمل بكذب أن يدرسه دراسة ويكون لديه مؤهلات كثيرة ،فهم لا يوجد لديهم أي مؤهلات، وللأسف نعيش تخبط ونعيش حالة انهيار في مؤسسات الدولة وهناك نهب لمؤسسات الدولة العسكرية تنهب المعسكرات من قبل كثير من قادة المعسكرات ويغطوها بغطاء إما من القاعدة أو الحوثيين ،هناك صرف لخزينة الدولة إذا أردت أن تعرف مستقبل اليمن فأذهب إلى باب القصر الجمهوري ستجد آلاف مؤلفة تدخل تستلم اعتماداتها بالملايين ، السيارات التي صرفتها من القصر الجمهوري ومن الرئاسة هذه الفترة أكثر ما أشرت قطر لثلاثة أشهرماضية ، السيارات التي صرفت من قيادة الحرس الجمهوري أكثر من السيارات التي صرفت للبحرين السنة الماضية فنعيش في حالة بؤس وشقاء مع أن اليمن في حاجة إلى دولار..
أنت عارف أن المنظمات الدولية أو العالمية تنادي بالتبرع لليمن بلقاح مرض الكزاز الوريدي ويقول الإعلام هناك " استشري حفاظه أولويز للنساء تنقذي طفل في اليمن".
مع أن هذا المصل لا يتجاوز قيمته "800.000" ألف دولار ونرى سيارات تصرف للمشائخ والوجهاء من 3 إلى 4 سيارات وتصرف أسلحة وأطقم عسكرية وأموال.
* كافية للعلاج؟
- نعم وهذا الذي نختلف فيه عن تونس ومصر في تونس ، لا يوجد شؤون قبائل ومليارات ولا يوجد قصر جمهوري ولا يوجد الأكوع وخالد الأرحبي ومليارات تصرف، لا يوجد سيارات لا يوجد هبات لا يوجد صرف أسلحة لا يوجد شيء وإنما هناك دول وفي الأخير راحوا الرؤساء وبقيت دول، دولة مؤسسات أما نحن مشروع فخامة الرئيس الحضاري هو ما نراه اليوم ، مشروع التداول السلمي هو يريده لنفسه فقط أما للآخرين فلا يوجد سلمي نراه يشوه المعارضة تشويه غير طبيعي ويدعوهم للحوار نرى كل شيء ينهار أمام أعينناً ولكن أملنا كبير في المبادرة الخليجية .
* وبالتالي سعادة السفير هناك من يقول أن علي عبدالله صالح أذا ذهب فإن اليمن ستدخل في حروب أهلية؟
- للأسف هذه نتيجة حكم 33 عاماً لن يصنع دولة مؤسسات وبالتالي ربط كل شيء به حتى نقل مدرس من مدرسة إلى أخرى بتوجيه فخامة الرئيس ، التدخل في كل شيء، الحكومة هي حكومة صورية والمحافظين صوريين الحكم المحلي صوري المنجزات التي كان ينفي بها الآن انهارت الجنوب في طريقة إلى الضياع، صعدة والجوف ومأرب أصبحت خارج منظومة اليمن .. حتى العاصمة ، قالها حميد الأحمر في يوم من الأيام أتحدى الرئيس أن ينزل إلى عدن أو أيبن وكنت من أشد المنتقدين له ، وأنا أقول الآن أتحدى الرئيس الآن أن يذهب إلى الحصبة أو إلى شارع الستين بالعاصمة ، والرسائل للأسف التي تنقل لفخامة الرئيس من الحاشية أو المستفيدين حوله رسائل خاطئة ، لو نظر بعين المحب إلى هذا الوطن لرأى أن أكثر من ثلاثة مليون في جامعات الاعتصام في كل محافظات الجمهورية يطالبوا برحيل الرئيس ، وأنا أقول ليس رحيل وإنما تقديم استقالته.. فنحن لازلنا نحبه ونحترمه ونسعى إلى بناء يمن حديث بعيداً عن الثارات ونطالب شباب التغيير بالحفاظ على سليمة ثورتهم وعدم الانجرار وراء دعاة الفتن الذين يقولون المحاكمة ، لا نريد أن نعيش مثلما عاش العراق وعاشت مصر في الماضي، نريد أن نفتح صفحة جديدة ونقول من هنا نبدأ ببنا اليمن لم يعد هناك مجال للكلمات التي تفرق ، نحن نريد الأشخاص الذين يجمعون ولا يفرقون المحبين لا الكارهين ، ورسالتي إلى المحيطين بالرئيس كفى فمصانعكم وتجارتكم بأصقاع الأرض ، يكفي أتركوا اليمن واوصلوا الرسائل الصحيحة والكلام الصحيح لهذا الرجل فأنتم من ظللتموه ومن أوصل اليمن إلى هذه الهاوية.
* ما هي الكلمات التي توجهونها لأبنائكم وإخوانكم في ساحات الاعتصام وميادين الكرامة والشرف؟
- ثلاث رسائل أوجهها إلى جامعات الاعتصام وساحات الاعتصام والتغيير والثورة ، حافظوا على سلمية ثورتكم ولا تنطووا تحت أي حزب كان ، كونوا شباباً مستقلين، وأقولها أن النقطة التي كانت السبب الرئيسي في تأخير نجاح الثورة هي الأحزاب ، فلوا بقيت الأحزاب خلف الشباب وخلف الشعب ولم يدخلوا في مبادرات ومفاوضات لكانت الثورة نجحت ، وإنما قفزوا على الشعب وبدأءو يتفاوضوا باسمهم وبالتالي أستطاع الرئيس بذكاء أن يجرهم إلى الحوار والمفاوضات وترك الشعب..
فمصر بقيت الأحزاب في الخلف وتونس بقيت في الخلف وكان الشعب في المقدمة فليحافظوا على سلمية ثورتهم وليحافظوا على توجههم السلمي والنضالي ولا ينطووا تحت أي حزب فيكونوا يمثلوا الشعب وبعد الثورة ينطووا تحت أي حزب ، ويعبروا عن رأيهم في أي قناة يريدوها.
الرسالة الثانية هي للأشقاء في دول الخليج: نشكرهم ونشكر حرصهم على اليمن، ولكن يجب أن يسموا الأشياء بمسمياتها ، فهي ثورة وليست أزمة، وأنا أقولها لا يربطوا ما يدور في بلدانهم وأوضاعهم الداخلية بما في اليمن ولا يتخوفوا من أن ما يدور في اليمن قد ينتقل إليهم، هذا كذب وبهتان ، اليمن محب لهذه الدول فقد ساعدت اليمن كثيراً.
الرسالة الثالثة هي لقطر: تحية إعزاز وحب وتقدير لأمير قطر وشعب قطر وحكومة قطر، على مواقفهم مع اليمن ولن ينسى الشعب اليمني موقفهم الداعم للوحدة اليمنية، فكانوا الصوت القوي في زمن الانهيار في 1994م، وقالوا: نعم للوحدة ودعموا اليمن بكل شيء، بهدف دعم اليمن وليس إلا، والآن نرى السلطة تكيل لهم الشتائم والاتهامات للأسف، لكن نقول لقطر وأميرها نحن معك ونحن مع قطر وأمن واستقرار قطر ونحب قطر واليمن مفتوحة ذراعيها لقطر ونشكر جهودها وكنا نأمل أن يستمر مع باقي دول الخليج في الوصول إلى حل، ولكن نحب أن نقول أن الشعب اليمن يكن الاحترام والتقدير لقطر.
الرسالة الرابعة للواء علي محسن عليه أن يستمر في نضاله وفي تجميع اليمن وفي تجميع الوجهاء والعقلاء حوله، لتلافي الانهيار العظيم، فنطالبه القيام بمهامه الوطنية التي أحلها الله سبحانه وتعالى له وخصوصاً أنه الإنسان المقبول في هذه المرحلة وهو من أوجد للثورة زخمها وأوجد للأوضاع توازنها ، فلولا إعلانه ومباركته للثورة السلمية لكانت الأمور وصلة إلى مرحلة لا تحمد عقباها، فتحية له وتحية لأفراد القوات المسلحة الذين نأوا بالمؤسسة العسكرية عن الخلافات، وهذه نقطة مضيئة في تاريخ علي محسن ستستمر إلى مدى ا لتاريخ وبذلك دخل التاريخ من أوسع أبوابه.
* سعادة السفير ما هي رسالتكم لأبناء القوات المسلحة والأمن الذين يحاولون أو ينجرون للقيام بأعمال عنف ضد إخوانهم العزل؟
- القوات المسلحة والأمن هم أبنائنا وإخواننا وهم أبناء الشعب اليمني ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهم يعيشون نفس الظروف التي نعيشها، فيجب عليهم عدم الانجرار وعدم استخدام السلاح تجاه إخوانهم وليعلموا أن أي تصرف بعنف أو أي عمل عنيف تجاه معتصم أو أخوه في القوات المسلحة الأخرى، سيندم عليه وستنجح الثورة .
أقولها: ستنجح الثورة اليوم أو غداً أو بعد أسبوع أو بعد شهر وسيندم كل من سعى إلى التخريب وإلى استخدام السلاح الذي هو ملك للشعب اليمني.
فعليهم تحكيم العقل وعدم الانجرار وعدم الاستماع إلى صوت البغض والحقد واليمن تحتاج إلى كل أبنائها ولكل المخلصين في هذا الوطن ، ونقول عليهم عدم تهييج المشاعر والدخول في العداوات حتى لا نصل إلى مرحلة الانفجار لا سمح الله.
* سعادة السفير عبدالوهاب طواف شكراً لك من "أخبار اليوم" ونتمنى لك كل التوفيق والنجاح في أداء مهامك.
- شكراً جزيلاًً وبارك الله فيكم ونتمنى للصحيفة التوفيق والنجاح.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد