قال الناشط السياسي والإعلامي/ محمد سعيد سالم أن البيان الصادر في القاهرة حول القضية الجنوبية لا يمثل أبناء المحافظات الجنوبية بشكل عام".
وأكد في تصريح لـ"أخبار اليوم" أن بيان القاهرة الصادر عن أبناء الجنوب والذي نص على حكم فيدرالي إقليمي "شمال وجنوب" تحت مظلة الوحدة لتحفظ كرامة الجميع، له تداعيات سلبية تبرز، منها رفض تلك النتائج خاصة من قوى الحراك الداعية لفك الارتباط، أما القوى والأحزاب فإنها ستتعامل معه بمرونة كونها ترى مصلحة اليمن والمنطقة مرتبطة بفكرة الاتحادية الفدرالية وخاصة حزبي الرابطة والاشتراكي وقوى الحراك المؤيد لبيان القاهرة.
 لافتاً إلى أن القوى السياسية في المحافظات الشمالية تؤمن بحق الجنوبيين في إعادة النظر بالشراكة ومستقبل دولة الوحدة، منوهاً إلى أنه وسط هذه التداعيات لا يمكن أن يتبلور مشروع نهائي للقضية الجنوبية إلا في إطار حوار يشارك فيه كافة أبناء المحافظات الجنوبية دون استثناء ومن أجل المستقبل للجميع.
ويرى الكاتب الصحفي المستقيل/ علي منصور أحمد والسكرتير الصحافي السابق ـ لوزير الدفاع، أن لقاء القاهرة مثل نقلة نوعية هامة ومتميزة في مسار الحراك الجنوبي ـ كمكون سياسي وحامل نضالي لمشروع "القضية الجنوبية"، حيث يعد سياسياً واجتماعياً وتنظيمياً، الأول من نوعه منذ انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2006م الذي انطلق من جمعية ردفان الخيرية على أسس ومبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، ولما يمثله هذا اللقاء الذي شهدته منذ انطلاقة ثورة التغيير المصرية الشقيقة، أول مشاركة جنوبية واسعة ومتنوعة في تاريخ العمل السياسي الوطني الجنوبي لكافة مكونات الطيف السياسي الجنوبي منذ عام 1967م.
وأضاف منصور بأن اللقاء حظى برعاية ودعم ومساندة وتأييد عدد من الدول الصديقة والشقيقة، التي ساهمت إلى حد كبير في التمهيد والتسهيل لانعقاده، وفي مقدمتها دولة مصر الشقيقة، البلد المضايف لأعمال اللقاء والمشاركين فيه، مشيراً إلى أن هذا التحول السياسي المهم في تاريخ القضية الجنوبية، يعتبر أساساً محورياً في تطور وتصعيد الأزمة اليمنية عامة.
وأوضح المحلل السياسي بأن تلك بداية صحيحة وموضوعية مطلوبة في انتظام الجهد والرؤى والتنسيق الجماعي والواعي لكافة مكونات العمل السياسي الجنوبي، في هذه اللحظة التاريخية السانحة، التي يمكن أن يلتقي على أساس تداعياتها الهامة، كل أبناء مشروع الدولة اليمنية الاتحادية ـ ويمثل أيضاً انتظام الجهد النضالي السلمي الموحد ومشروع عقد سياسي جنوبي يؤسس لاستعادة الثقة بين أبناء المحافظات الجنوبية، وتعزيزاً للوحدة الوطنية الجنوبية الراسخة، على قاعدة التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب، وبما يلبي تطلعاتهم، في استعادته لألق الوحدة.
وأكد بأن ذلك سيضع صرح الوحدة اليمنية المتين الذي يحفظ ويصون الحق التاريخي والقانوني في عقد وحدة الشراكة التي سار إليها اليمانيون عام 1990م، ودمرتها حرب 1994م.